السبت، 25 فبراير 2017

احتلال منزل

تأليف : امل شانوحة

قتل,متشرّد,منزل,عائلة,احتلال,سرقة
اعجبني بيتك 


في تلك الليلة ، وقبل تناول العائلة عشائها .. سمع الوالد طرقاً على باب فلّته .. ففتح الباب ليجد رجلاً بهيئة مشرّد يقول له ، وهو يسترق النظر الى الداخل:
- بيتك جميل يا رجل !
- شكراً لك ، ماذا تريد ؟ 
- أردّت إخبارك انه من اليوم .. أصبح منزلي 

وأطلق رصاصة من مسدسه كاتم الصوت ، أرداه قتيلاً ! 
فاقتربت الزوجة وهي تسأله :
- حبيبي ، من قدم الينا ؟
لتتفاجأ بجثة زوجها عند الباب ! 

وعلى الفور أسرع القاتل بإغلاق فمها ، وهو يصوّب مسدسه على رأسها ، ويقول مهدّداً :
- لي اسابيع أراقب منزلكم ، وأعرف إن ولديك الصغيرين يشاهدان التلفاز في الصالة .. فإن صرخت ، أقتلهما امام عينيك .. والآن خذيني الى غرفة النوم
 
وصعدا الى الطابق العلويّ .. وبعد دخولهما الغرفة .. أقفل الباب , وهو يقول متحمّساً :
- إيّاك أن تتعبيني , والا سأختار ابنتك مكانك
ولم تمضي دقيقتين ، الا وطرقت ابنتها الصغيرة باب الغرفة :
- امي !! انا جائعة
فصرخت الأم بعلّو صوتها :
- جوزفين !! خذي أخاك واهربا عند جارنا بسرعة !!!

فلكم المجرم الأم على وجهها بكل قوته .. ليرتطم رأسها بحافّة السرير ، ويتلطّخ السرير بدمائها !
وفزعت الإبنة (من خلف الباب) بعد سماعها صرخة امها الأخيرة , ونزلت السلالم مسرعة ..

فحاول المجرم اللحاق بها ، قبل هروبها مع اخيها الى خارج المنزل .. لكنه وجدهما متجمّدان امام جثة والدهما قرب الباب .. فأطلق النار عليهما ، وقتلهما في الحال 
ثم تنفّس الصعداء , قائلاً بنبرةٍ ساخرة :
- (Game Over)

وتوجّه للمطبخ ، ليرى العشاء جاهزاً على الطاولة.. 
- يا سلام ! دجاجٌ مشوي .. طعامي المفضّل

وبعد تناوله الطعام ، بالإضافة للحلويات الموجودة في الثلاجة .. قال في نفسه : 
- (ما كان عليّ تناول الكثير من الطعام ، فمازال امامي عملٌ مرهق) 

ثم دخل مرآب الفيلا ، ليجد فيها عدّة الحراثة الخاصة بالحديقة : 
- ممتاز !! يوجد كل ما يلزمني لدفن الملاعين ..والسيارة الفارهة تعتبر جائزةً إضافية .. لكن لا يمكنني قيادتها امام سكّان المنطقة ، لذا سأوكّل صديقي مايكل بالموضوع ..اما الآن ، فعليّ دفن العائلة وتنظيف الدماء

ولاحقاً قام بدفن الوالد والطفلين قرب المسبح ، وانتهى عمله قبيل الفجر .. بعد أن كشط التربة بشكلٍ يجعله يعيدها كما كانت ، عقب طمّه الجثث .. كيّ لا يشعر أحد بوجود مقابر اسفل الحديقة الداخلية 

ثم أخرج المنظّفات من المطبخ لمسح بركة الدماء للضحايا الثلاثة الموجودة قرب مدخل الباب  

وبعد انتهائه , طقّطق ظهره تعباً .. ثم نظر الى ساعته :
- ساعةٌ أخرى وتشرق الشمس ، مرّ الوقت سريعاً !

وهنا تذكّر جثة الأم في الطابق العلويّ :
- آخ يا ظهري !! مازال امامي الكثير من العمل ، وانا متعبٌ حقاً .. 

ثم انتبه على الرصاصة المستقرّة في الحائط (قرب الباب الخارجي) والتي مرّت من قلب الولد الصغير .. فأزالها بإصبعه ، وهو يتأمّلها:                          
- كم القتل سهل ، أمام مشقّة إزالة آثاره ! .. طالما انني متعب ، ولم يعدّ لديّ طاقة لإكمال المهمّة .. سأتصل بمايكل ليساعدني قليلاً  

واتصل به لإخباره إنه سرق سيارةً فارهة .. وأن عليه بيعها كقطع خردة ، وأعطاه العنوان .. 

وبعد إغلاقه المكالمة :
- جيد انني لم أخبره بالعائلة التي قتلتها , فهو جبان وسيهرب حتماً .. لكني أعرف جيداً كيف أورّطه معي .. وأجعله يُنهي بقية العمل ، فهو أصغر مني سناً ويقوى على ذلك .. سأذهب لأرتاح قليلاً , قبل قدوم ذاك المشاغب

وعندما صعد للطابق العلويّ .. رأى خطاً طويلاً من الدماء على طول الممرّ .. فتبعه بفزع ! ليتفاجىء بالأم ميتة في الغرفة الثانية ، وبيدها هاتف المنزل 
فرفع السمّاعة بيدٍ مرتجفة ، ليجد الخط مازال مفتوحاً .. 
فقال بصوتٍ مرتجف : 
- الو !
فردّت عاملة الهاتف بارتياح :
- الو !! سيدتي ..هل انت بخير ؟! لا تقلقي , الشرطة في طريقها اليك.. اريدك فقط ان ..

فأغلق الهاتف مرتعباً ! وانطلق على السلالم ، وهو ينوي الهروب من المنزل ..                                          
و قبل خروجه من الباب ، سمع صافرة الشرطة تقترب من المنطقة 
قائلاً بفزع : 
- لن أتمكّن من الهرب , عليّ الهدوء لإيجاد حلٍ سريع

وعاد الى غرفة الزوجين في الطابق العلويّ .. ونزع ثيابه الملطّخة بالدماء ، ولبس روب الزوج فوق ملابسه الداخلية .. 

ثم نزل الى المطبخ ، لأخذ كوبٍ كبير للقهوة (وضع فيه بعض المياه) .. وخرج من باب المنزل بهدوء ، وهو يمثّل أنه يرتشف قهوته .. وعيناه في الأرض ، كأنه يبحث عن صحيفة الصباح .. مُتجاهلاً الشرطي الذي كان يتقدّم نحوه ، وهو يقول :
- صباح الخير يا سيد

فرّد القاتل بهدوء وبلا مبالاة :
- صباح نور .. خير ان شاء الله
- وصلنا إتصال من امرأة تطلب المساعدة من داخل منزلك
فتظاهر بالدهشة :
- من بيتي انا ! أمتأكد يا سيد .. فأنا اشتريت هذا المنزل منذ يومين , وأسكن فيه وحدي
- هل تسمح لي بتفتيش المنزل ؟
وهو يحاول إخفاء إرتباكه :
- طبعاً .. تفضّل

ودخل الشرطي الى الصالة مباشرةً ، دون أن يلاحظ شيئاً بالردهة التي شهدت قبل ساعات وقوع ثلاثة ضحايا , فالقاتل أحسن تنظيف المكان ..

وفي الصالة ، لم يعثر الشرطي على شيء .. 
فدخل الى المطبخ ، ليجد الأكل مبعثراً على الطاولة .. 
فأسرع القاتل بالقول :
- أعذرني على الفوضى ، فأنا شابٌ أعزب و ..
فقاطعه الشرطي :
- طالما إنك أعزب , فلن تمانع تفتيش غرف الطابق العلويّ 

فاصفرّ وجه القاتل ! وعرف إن جريمته ستكشف فور رؤية الشرطي للدماء على طول الممرّ ، بسبب زحف المرأة هناك قبل موتها
لكن الحظّ أسعفه قبل لحظات من صعود الشرطي الى هناك , مع دخول صديقه مايكل (اللصّ) من الباب المفتوح ، والذي تجمّد في مكانه بعد رؤيته الشرطي ! 
فأسرع القاتل بالقول :
- آه مايكل !! جيد انك حضرت .. إخبر الشرطي إنني أعيش وحدي في المنزل 

فلاحظ مايكل نظرات صديقه جايسون (القاتل) الخائفة , فوافقه على كلامه , قائلاً للشرطي :
مايكل بتردّد : نعم سيدي .. صديقي يعيش لوحده ، وأنا أزوره من وقتٍ لآخر

وهنا ارتفع صوت اللاّسلكي , فردّ الشرطي على الإتصال :
- نعم سيدي !!
- هناك جريمة قتل على بعد شارعين من تواجدك , وأنت أقرب رجالنا الى الموقع , هل انت مشغول ؟
- لا ابداً سيدي !! سأذهب الى هناك حالاً

وأغلق اللاّسلكي ، قائلاً لجايسون (القاتل) قبل ذهابه :
- يبدو ان الإتصال الذي وردنا ، كان من مراهقةٍ مشاكسة .. وأظن عاملة الإستقبال لم تحدّد المكان جيداً.. لهذا أعتذر عن مضايقتك في هذا الوقت المبكّر
جايسون وهو يخفي ارتياحه العميق :
- لا بأس , هذا عملك وانا أتفهّم الأمر .. مع السلامة

وبعد ذهاب الشرطي , أخذ صديقه مايكل الى المرآب ليريه السيارة .. وبعد تفحّصها ، قال مايكل :
- انها سيارةٌ فارهة بالفعل ، لكن اولاً إشرح لي قصة البيت والشرطي؟ 
جايسون : إسمعني جيداً .. سأهديك السيارة دون مقابل , بشرط أن تساعدني 
مايكل باهتمام وقلق : أساعدك بماذا ؟!

فأخذه جايسون للطابق العلويّ لرؤية جثة المرأة , وإخباره عمّا حدث الليلة الماضية ..
مايكل بخوف : ولما أحضرتني الى مسرح الجريمة يا رجل ؟!! 
جايسون بنبرةٍ ساخرة : انت أهديتني مسدس كاتم الصوت ، وأردّت تجربته 
فصرخ مايكل بغضب : قلت انك تتعرّض للضرب في الشارع , فأعطيتك السلاح لتدافع عن نفسك , لا أن تقتل أناساً ابرياء وتورّطني بالموضوع .. ثم لما قتلتهم من الأساس ؟!!

جايسون : لأن منزلهم هو منزل احلامي الذي تمنّيته طوال حياتي , منذ كنت صغيراً في الميتم ، ومراهقاً في سجن الأحداث ، ومشرداً في الشوارع لسنوات .. فأنا تخيّلت نفسي دائماً أعيش بمثل هذه الفلّة الفخمة .. وعندما مررّت بالصدفة من الحيّ الراقي , صُعقت لرؤيته وكأنه خرج من مخيّلتي ليصبح حقيقة امام عيني ! ومن يومها صرت أراقب العائلة ليل نهار .. الى ان أتيت البارحة وانا أتأمّل أن يسمح صاحب البيت بجولةٍ سريعةٍ فيه .. لكن بعد أن لمحته من الداخل , عرفت أنه المنزل المقدّر لي ، وعليّ العيش فيه ولوّ بالقوةّ .. وطالما إن السلاح معي ، لم أتردّد باستخدامه
صديقه بنبرةٍ غاضبة : برأيّ إحفظ قصتك السخيفة جيداً ، فهي كفيلة بإيصالك لحبل المشنقة يا غبي !!

وحين همّ بالخروج من غرفة القتيلة ، تفاجأ بسلاح جايسون موجّهاً صوبه 
جايسون بلؤم : وهل تظنني سأتركك بعد معرفتك سرّي ؟
فقال برعب : جايسون اهدأ ارجوك ، ودعني أرحل بسلام ..أحلف انني لن أخبر أحداً بالموضوع
- تأخّرت يا صديقي ، فبصماتك أصبحت في كل مكان .. وإن تمّ القبض عليّ ، سأخبر الشرطة إنك شريكي في هذه المؤامرة منذ البداية .. أسمعت !!
فصرخ بعصبية وغيظ : وماذا تريد مني يا رجل ؟!!

فأشار جايسون الى جثة المرأة وهو يقول : 
- اولاً عليك دفنها بشكلٍ لا يلفت الأنظار ، كما فعلت بأفراد عائلتها .. ثم تنظيف الفوضى داخل الغرفتين والممرّ .. كما عليك غسل بطانية السرير .. وأريدك في أقرب فرصة ، أن تخلّصني من ثياب العائلة وصورهم وكتبهم وكل شيءٍ شخصي متعلّق بهم .. اما سيارة العائلة ..فمازلت عند وعدي , ستكون مكافأتك لمساعدتي .. لكن في المقابل ، سنتقاسم ثمن بيعك ممتلكات العائلة الأخرى مثل : الذهب والحواسيب والجوّالات ، بعد إتفاقك مع التاجر الذي تعرفه في السوق السوداء .. كما سنتقاسم المال الموجود في البطاقات البنكيّة , قبل انتباه أحد على اختفاء العائلة , فنحن لا نريد البنك أن يغلق حساباتهم .. هل فهمت ؟
فأومأ مايكل برأسه متضايقاً , فأكمل جايسون كلامه :  
- والآن إبدأ العمل !! سأنام قليلاً في الصالة ، لأني اشتغلت طوال الليل  

وقبل خروجه من الغرفة ، قال لصديقه بلؤم : 
- سأقفل جميع الأبواب قبل نومي .. وإيّاك التفكير بالهرب , فالسلاح مازال في جيبي .. مفهوم يا صديقي العزيز !!
ثم نزل للأسفل ، تاركاً صديقه يقف حائراً وخائفاً امام جثة المرأة
*** 

ومرّت الأيام ..وانتهى الخلاف بين الصديقين اللذين أصبحا يتشاركان الفيلا مع العشيقات اللآتي ازداد عددهنّ كل ليلة .. وقد أزعجت الإحتفالات المسائية والموسيقى العالية الجيران الذين انتظروا عودة الجار المقرّب للعائلة من سفره ، ليشكوا أفعالهم المزعجة ! 

وفي اجتماعٍ عاجل للجيران , وقف العجوز جيمس متفاجأً :
- ماذا تقولون ؟! جاري جون مستحيل أن يزعج أحداً ، فأنا أعرف عائلته الراقية منذ انتقالهم لهذا الحيّ وسكنهم قرب فلّتي 
فقال أحد الجيران بغضب : عليك التكلّم معه غداً , وإلا سنبلغ الشرطة 
***

وباليوم التالي .. إستيقظ جايسون على رنين جرس الباب , ففتح غاضباً : 
- نعم !! ماذا تريد يا هذا ؟ وما الشيء المهم لتوقظني في الثامنة صباحاً ؟!
فقال العجوز جيمس بدهشة : من انت ؟! و اين جاري جون وعائلته؟! 
جايسون بنبرةٍ حادة : أفّ !! جون جون .. إشتريت منزله منذ اسابيع وانتهى الأمر
جيمس وهو يسترق النظر الى الداخل : لكن أثاث منزله مازال موجوداً !
جايسون بلؤم : إشتريت منزله مفروشاً , هل عندك مانع ؟!
العجوز : غريب ! لم يخبرني بذلك .. هل تعرف الى اين ذهب ؟
بعصبية : الى جهنم !! ما يدريني يا اخي .. إشتريت الفيلا ، وهو ذهب في حال سبيله .. والآن دعني أكمل نومي ، فأنا سهران منذ البارحة

و قبل إغلاقه الباب , أوقفه العجوز بحزم :
- هذا ما أتيت لأناقشك فيه , هل يمكنني الدخول..
مقاطعاً : لا !! قلّ ما تريده هنا
ورغم تضايق العجوز من قلّة ذوقه ، الا انه تابع كلامه : 
- الجيران منزعجون من اصوات الإحتفالات ..
مقاطعاً : حسناً فهمت .. سنخفض الصوت قليلاً .. سلام

وأغلق الباب في وجه العجوز الذي عاد الى بيته متضايقاً , وفي نفس الوقت حائراً من رحيل جون المفاجىء دون توديعه الجيران !  
***

وفي احد الأيام .. قدمت ابنة العجوز لزيارته ، فسألها : 
- ابنتي .. ألست معلمة اطفال جاري جون في المدرسة ؟
- نعم ابي , لكنهما غائبان منذ شهر .. وحاولنا الإتصال بالعائلة اكثر من مرة , دون إجابة !
- وهل سُحبت ملفّاتهما المدرسيّة ؟
- لا ابداً , وهذا ما يشغل بال المدير !
ففكّر العجوز بقلق ، ثم قال :
- أشكّ بالمسمّى جايسون 
- تقصد جارك الجديد ؟!
- نعم , أظنه وراء اختفاء العائلة .. عليّ التحدّث مع صديقي المحقّق الجنائي بالأمر 
***

وبعد ايام ، وفي ليلةٍ باردة .. زار المحقّق منزل جايسون دون سابق إنذار ، مما أربكه !  
وفي الداخل ..لاحظ المحقق وجود العاب أطفال في زاوية الصالة ، فسأله: 
- هل لديك اطفال , سيد جايسون ؟
فأجاب بدهشة : ماذا ؟ لا ابداً .. 
ثم انتبه على نظرات المحقق نحو الألعاب , فسارع بالقول :
- آه .. تلك العاب اولاد صديقي مايكل 

وبعد قليل .. وجد المحقق صورة صغيرة لعائلة جون فوق المدفأة ، فسأله:  
- لما هذه الصورة مازالت هنا ؟
جايسون بقلق : يبدو أنهم نسوها .. فهم أخذوا القليل من الصناديق ، ولا ادري سبب إستعجالهم بالرحيل !
- يعني تلك العاب اطفالهم ؟
وأشار الى الألعاب ..
جايسون بارتباكٍ واضح : لا !! قلت لك إنها العاب مايكل .. أقصد ابناء صديقي
***

بعد ساعة .. خرج المحقق من الفيلا ، وهو يشعر بإخفاء جايسون لأمرٍ ما 
وقبل ذهابه ، رأى مايكل يترجّل من سيارته .. فتوجّه نحوه لسؤاله :
- هل انت مايكل ؟
- نعم ! من انت ؟
- أردّت سؤالك عن ابنك , هل هو بخير ؟
مايكل باستغراب : أيّ ابن ! لست متزوجاً اصلاً 
فابتسم المحقق وهو ينظر الى جايسون بلؤم ، الذي كان يراقبهم بقلق من نافذة الفيلا ..
المحقق : لا عليك , سنتكلّم لاحقاً

وبعد ذهاب المحقق للمركز لأخذ إذن التفتيش بعد تأكّد شكوكه , سأل جايسون (بقلق) صديقه فور دخوله المنزل :
- ماذا سألك المحقق ؟
مايكل برعب : هل كان شرطياً ؟!
و بعد إخباره بما قاله ، عرف جايسون إن امره انكشف .. وطلب من مايكل الإسراع بحمل الأشياء النفيسة والخفيفة كالفضّيات والّلوحات الموجودة بالفيلا ، والهرب بسرعة قبل قدوم الشرطة للقبض عليهما 

واستغلاّ ظلمة الليل للفرار بالمسروقات .. 
وعندما قدِمت الشرطة في الصباح ، كانا ابتعدا عن المنطقة .. 
وقد أدّى التفتيش بواسطة الكلاب ، لمعرفة مكان الجثث بالحديقة الداخلية للفيلا .. وانتشر الخبر في ارجاء الحيّ الراقي ، ليصاب السكّان بالذعر من وحشيّة الجريمة ! وكان العجوز أكثر الجيران حزناً على مصير صديقه جون وعائلته المغدورة ..
 
كما أُذيع الخبر في جميع المحطّات الإذاعية والإخبارية ، محذّرين من القاتل وصديقه الطليقين ، رغم توسّع نطاق البحث عنهما .. كما ساهم المحقق والجار العجوز برسم وجه جايسون ومايكل ونشرها في الأخبار .. 
***

بعد شهرين ، وفي ولايةٍ أخرى امريكية .. كان مايكل وجايسون يجلسان في السيارة في جنح الظلام ، بعد تنكّرهما بهيئةٍ جديدة : حيث حلقا رأسيهما ، وأطالا الشاربين والذقن ! 
مايكل وهو يُطفئ مذياع السيارة بضيق : 
- أسمعت !! نشروا صورنا في كل مكان .. هل انت سعيد بعد أن أصبحنا منبوذيّن في مكانٍ نائي ؟! 
جايسون بعصبية : لكنك لم تكن متضايقاً حين قضيت السهرات في فلتي..
مقاطعاً وبغضب : فلّتهم هم !! لم يكن منزلك من الأساس !! انت ورّطتني بهذه الجريمة ، وبسببك أصبحت مشرّداً كما عشت انت دائماً .. الآن عليك إيجاد مكان نسكنه , فلا يعقل أن نعيش بقية حياتنا في سيارتي 

ففكّر جايسون قليلاً ، قبل أن يقول :
- حسناً ، سأجد منزلاً آخر .. المهم أن يكون بعيداً عن الناس 
مايكل بدهشة : هل ستحتلّ بيتاً آخر ؟! الم تتبّ يا رجل !
جايسون بسخرية : آه ! معك حق .. اذاً دعني اولاً أنهي دراستي الجامعية , ثم أتوظّف براتبٍ مجّزي , وأقسّط بيتاً مريحاً لأسكن فيه مع صديقي النتن !! .. (ثم صرخ آمراً) .. قدّ سيارتك دون التفوّه بكلمةٍ واحدة ، والا سأقتلك هذه المرّة !! 

ووجّه مسدسه على رأس مايكل الذي قاد السيارة مرغماً ، ليتوغّلا أكثر في الحقول المتواجدة بأطراف قريةٍ مجهولة ! 
***

وبعد ساعات .. وصلا لمزرعة فيها كوخٌ قديم ، بعيد عن بقية منازل المزارعين وحقولهم ! 
فقال جايسون وهو يبتسم بخبث :
- ممتاز !! هذه المزرعة تناسبني , بالحقيقة هي كانت حلمي الثاني بعد الفيلا 
فلم يعقّب مايكل على كلامه ، تفادياً لجنون صاحبه الذي نزل باتجاه الكوخ الخشبي المتواضع 

وفتح له عجوز في الثمانين من عمره ، بعد سماعه طرقاً على بابه :
جايسون بنظراتٍ مخيفة : كيف حالك يا عم ؟
العجوز بدهشة : مالذي أتى بك الى بيتي ؟
- لما منزلك بعيداً عن الآخرين ؟ 
العجوز متضايقاً : إخترت العيش وحيداً لأتخلّص من الفضولين أمثالك , فإذا كنت تنوي المبيت في هذه المنطقة ، إبحث لك عن منزلٍ آخر
فتمّتم جايسون بارتياح : عجوز في بيتٍ لوحده ، بعيداً عن الناس..رائع !! 

ورفع أصبعه لمايكل الذي كان يجلس مرتعباً في السيارة ، بإشارةٍ تعني إنه وجد المنزل المثاليّ لهما ..
ثم قال للعجوز :
- مزرعتك جميلة يا عم
العجوز بنبرةٍ حادة : أعرف هذا ..والآن أغرب عن وجهي !!

وقبل إغلاقه الباب ، تفاجأ بجايسون يوقفه بيده ! ويرفع المسدس بيده الثانية في وجه العجوز المرتعب .. قائلاً بلؤم :
- إريد إعلامك انه منذ اليوم ، أصبح كوخك ومزرعتك .. ملكي انا !!
وأطلق رصاصةً من مسدسه كاتم الصوت , مُتزامنة مع صرخة العجوز الأخيرة التي لم يسمعها أحد !

****
ملاحظة : 
هذه القصة مستوحاة من جريمة حقيقية حصلت في اميركا بنهاية الثمانينات , و المجرم مازال طليقاً الى يومنا الحالي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بعد طول انتظار

تأليف : امل شانوحة    الصُدفة الغريبة ! اثناء تسوّقها ، تفاجأت بفتاةٍ صغيرة (10 سنوات) تركض نحوها وهي تبكي : - امي !! امي !! لما تركتنا ور...