الأربعاء، 9 أبريل 2025

الحب الجامعي

 تأليف : امل شانوحة

 

الطالبة المميّزة


رغم وسامته وافتتان الطالبات به ، الا ان دكتور الأدب العربي (احمد) يرفض الزواج ثانيةً بعد وفاة عروسته ليلة زفافه ، لضعف قلبها !


وفي احد الأيام ..واثناء سؤاله الطلّاب عن المحاضرة ، قال بعصبية:

- أيُعقل ان لا احد يستطيع تفسير البيت الشعريّ بالعصر الجاهليّ ؟!!


فوقفت صبيّةٌ جميلة ، وهي تشرح مقصد الشاعر بمهارة .. ليس هذا فحسب ، بل مشت بين المدرّجات وهي تفسّر بطلاقة ، كأنها معلّمة لغة عربيّة ! 

وكان شرحها واضحاً ومُبسّطاً ، ومليئاً بالأمثلة البلاغيّة .. وسط دهشة الدكتور الذي لم يرها من قبل !

ولم تكتفي بذلك ، بل أنهت شرحها بتلحين ابيات الشعر بصوتٍ عذب .. ادهشت الجميع ! 


بعدها اقتربت من الدكتور وهي تقول :

- اعتذر منك ، لم أقصد الإطالة .. لكني اندمجت بالشرح 

فسألها باستغراب :

- هل انت خرّيجة آداب او مُعيدة جامعيّة ؟!

- لا ، لكني أُحضّر الدروس مُسبقاً 

الأستاذ بدهشة : وهل استطعتي حفظ كل هذه المعلومات البارحة ؟! 

- يبدو ان سلمى .. (وأشارت الى نفسها) ..هي طالبتك النجيبة 

وغمزته بدلال ، جعلت قلبه يخفق ثانيةً بعد نسيانه تلك المشاعر لسنوات !


وقبل إكمال حديثه معها ، رنّ جرس انتهاء المحاضرة .. فسارعت بلمّلمة اغراضها ، اثناء تجمّع الطالبات المغرمات حوله .. بينما ظلّ يراقب سلمى باهتمام خلال خروجها من القاعة !

***


وبمرور الأيام .. وبسبب قدرتها الفائقة على إعادة شرح درسه للطلّاب بطريقةٍ مبسّطة ، جعلته يعتاد على سؤالها اولاً.. 

وفي كل يوم ، يزداد إعجاباً بذكائها وقدرتها الكبيرة على حفظ الأبيات الشعريّة الصعبة !


لكن بعد فترة ، بدأت تتغيّب عن حصته ! فسأل الطالبات (التي بالعادة تجلس بجانبهن) فأجابت إحداهن :

- هي بالعادة لا تأتي للجامعة إلاّ لمتابعة محاضراتك ، ثم تغادر سريعاً .. لهذا لا نعلم الكثير عنها 


فقال في نفسه بارتياح :

((يبدو ان الأعجاب متبادلٌ بيننا !))

***


وفي اليوم التالي .. علمت سلمى بسؤاله عنها ، مما اسعدها .. وفي نفس الوقت جعلها تتعمّد تقليل حضورها ، ليشعر بأهميّتها بالقاعة 

^^^


وبعد اسبوع من غيابها المُتكرّر ، شعر ثانيةً بالمللّ وهو يعيد مراراً لطلاّبه الكسالى .. قبل وقوف سلمى (من آخر القاعة) لإكمال الشرح عنه .. ثم قامت بتلحين بيت الشعر ببراعة ، جعلت الطلّاب يصفّقون لها بحماس


وبعد انتهاء المحاضرة وخروج الطلّاب ، إقتربت منه وهي تقول :

- عليك إعطاء الأمثلة لهم .. مع إختيار ابياتٍ سلسة وغير معقّدة ، يسهل حفظها

- تقصدين تلحينها ؟

فابتسمت بخجل ..

احمد : هل انت مغنّية ؟ فصوتك جميلٌ جداً

سلمى : ويصبح اجمل بالأغاني الأجنبيّة 


ثم غنّت مقطعاً اجنبيّاً في غاية الصعوبة ، جعلته يُذهل مما سمعه !

واقتربت منه ، وهي تسأله بدلال : 

- والآن ما رأيك ؟ اليس اجمل بالأغاني الأجنبيّة ؟ 


وهنا انقطعت الكهرباء عن القاعة ، ليجد نفسه يُقبّل وجنتها دون وعيٍّ منه .. لتردّ عليه ، بصفعةٍ قويّة ! 


وعندما عادت الكهرباء ، رآها تخرج من القاعة غاضبة .. تاركةً استاذها يشعر بالإحراج الشديد مما فعله !

***


بعدها بأيام ، واثناء سيرها في ممرّ مكاتب الأساتذة .. رأته يتحدّث بالجوال مع صديقه .. فاختبأت بالزاوية ، لتسمعه يقول بضيق :

((بحثت في جميع ملفّات الطلّاب ، ولم اجد احداً بإسم سلمى ! .. ماذا قلت ؟ كيف يعني غير مُسجّلة ، والإمتحانات النهائيّة بعد شهرين .. ساعدني يا صديقي ، سأجنّ من غيابها.. اريد فقط الإعتذار منها .. أصبحت احلم بها كل ليلة))


فابتسمت من بعيد ، وهي تقول في نفسها :

((يبدو انني شغلت باله حقاً !))

***                 


وفي عصر هذا اليوم ، وبعد خروجه من سيارته .. أطلّت سلمى من شرفة الطابق الثالث في مبناه ، وهي تناديه :

- الم تجدها بعد ؟!!

فصُعق بأن الطالبة التي اثارت اهتمامه ، هي بالحقيقة جارته !

ولم يستطع إنتظار المصعد ، وركض على الأدراج باتجاه شقتها .. 

^^^


وما ان فتحت الباب ، حتى سمع والدها (من الداخل) يسألها :

- من أتى الينا يا سلمى ؟!!

فابتسمت بوجه احمد ، وهي تجيب والدها :

- انه العريس الذي اخبرتك عنه 


فانصدم احمد من جوابها ! ليجد جاره يقترب منه ، وهو يقول باستغراب :

- الأستاذ احمد ! صلّينا البارحة معاً في المسجد ، لما لم تخبرني عن رغبتك بخطبة ابنتي ؟! 

فارتبك دون معرفة الإجابة !  

والد سلمى : هيا تفضّل للداخل .. سلمى يا ابنتي !! حضّري لنا القهوة 

سلمى بابتسامةٍ خجولة : حاضر ابي 

^^^


وبسبب ما حصل ، أُجبر احمد على التحدّث بتفاصيل الخطبة مع والدها.. لتأتي سلمى بعد قليل (بعد لبسها فستاناً جميلاً) لوضع فنجان القهوة بجانبه وهي تقول :

- سنستبدلها بعصير الورد عند إحضارك الخواتم 

الأب معاتباً : سلمى ! عيب يا ابنتي ، أربكتي العريس 

^^^


وبعد الإتفاق مع والدها على يوم الخطبة ، سمح له بالحديث مع سلمى على الإنفراد .. حينها قالت له :

- نحن السكّان الجدّد بهذا المبنى .. وكنت التقيت بك عدة مرّات بالمصعد ، وعند موقف سيارات العمارة ، دون ان تلتفت ليّ !

احمد باستغراب : أمعقول لم انتبه على جمالك الخلاّب ؟!

سلمى : وهذا ما جعلني اسأل البوّاب عنك .. فأخبرني عن موت عروستك

فطأطأ احمد رأسه حزناً : لوّ أخبروني اهلها عن مرض قلبها ، لما تسبّبت بموتها 

- ليس ذنبك .. هذا قدرها


ثم سكت قليلاً ، قبل ان يسألها : 

- اذاً انت لست طالبةً عندي ؟

سلمى : انا خرّيجة معهد الفنون .. لكن مأساتك جعلتني استمع الى محاضراتك التي كنت ألخّصها جيداً ، لأني عرفت انني لن ادخل قلبك إلاّ من خلال عقلك .. لهذا اردّت شدّ انتباهك بذاكرتي الجيدة على حفظ الأبيات الشعريّة 

- بالإضافة الى تلحينها ؟

- بعد محاولاتٍ عديدة طوال الليل لجعلها انشودةً رائعة .. هل اعجبك غنائي ؟

احمد : جداً !! أستغرب انك لست مطربة معروفة حتى الآن .. فجمال شكلك وصوتك يكفيان لشهرتك 

- والدي يخاف ان ألفت انظار المنتجين القذرين ، كما حصل مع الكثير من المطربات الصاعدات .. 

- معه حق في ذلك


سلمى : أتدري انني أفكّر جديّاً بالتسجيل بقسم الأدب العربي ، بعد ان جعلتني أحب مادتك الرائعة

- ستفعلين ان شاء الله ، لكن بعد شهر العسل .. فمنزلي مُجهّزٌ بالكامل كما تعلمين ، ولا داعي لتأخّر العرس.. (ثم سكت قليلاً).. آه صحيح ! اريد الإعتذار عن القبلة .. لا ادري كيف ..

مقاطعة : وانا آسفة على الصفعة القوية

- كنت استحقها بالفعل .. اساساً هي من جعلتني أُغرم بك .. فأنا اشعر بالضيق من اهتمام الطالبات اللآتي يلاحقنني بكل مكان !

سلمى : لا ألومهنّ ، فأنت وسيم وناجحٌ بعملك 

- لكنك الوحيدة التي نجحتي بخطف عقلي اولاً ، ثم قلبي 

***


وبعد العرس .. فتحا موقعاً على اليوتيوب لتلحين الأبيات الشعريّة المعروفة ، مما سهّل حفظها لطلاّب الأدب .. كما غنّت سهى بصوتها الجميل ، ابياتاً شعريّة من تأليف احمد .. وبذلك كان زواجهما باباً لشهرتهما ، بعد استغلال احمد لموهبته الشعريّة ، وسلمى لقدرتها الغنائيّة .. مما زاد محبّة الناس للزوجيّن الموهوبيّن!  


هناك 14 تعليقًا:

  1. ليس هناك اي نقاش انه كل قصص روعه
    نشيطه بعد رمضان استاذه امل
    كل قصه لها نجاح الجن والغجر والخاله عربيه هاي امل بساطه ممم
    مبدعه بكل شيء
    سلمى اجادت الدور انا اعلم الفتاه بطبعها الانثوى اذا شافت رجل متعلق بانثى اخرى وقد توفيت حاول جذبه اليها
    وابدعت سلمى
    وقصه جميله
    نريد قصص متعلقه بحاضرنا عن اللي بصير
    ولاتسي الجميله جاكلين وجاك والبقيه

    ردحذف
    الردود
    1. هذه القصص ، بالإضافة لقصتين قادمتين (سأنشرهما قريباً بإذن الله) كنت كتبت مسودّاتها في رمضان ، ولا ادري ان كنت سأبقى نشيطة بعد الإنتهاء من نشرهما .. سأحاول الضغط على نفسي لإيجاد افكار جديدة .. كان الله في عوننا جميعاً

      حذف
  2. aبيني وبينك ياسلمى مغاضبة تحياتي امل قصه خياليه راءعه

    ردحذف
  3. aهذا عتابك غير اني مخطيء.ايرام سعد في هوى حسناء.

    ردحذف
  4. aوأبغض العمر ممسـاه و مصبحـه
    وفجـره قاتـل .الآمـال. و الشفقـا
    وهذه؟

    ردحذف
    الردود
    1. يبدو سلمى ذكّرتك بالشاعر خليل مطران .. هل انت عاصم ؟!

      حذف
  5. aاخيرا وجدنا الطالبه المجده بالدفعه
    هذه غزل عينيك والجواب هو لا

    ردحذف
  6. عدنان كردستان10 أبريل 2025 في 11:26 م

    لستوا ادري هل هذا حب او استغلال للوضع النفسي للدكتور او انه براعه في اتقان تمثيل دور الحب

    ردحذف
    الردود
    1. برأي ليس هناك اذكى من المرأة عندما تُحب

      حذف
    2. عدنان كردستان11 أبريل 2025 في 11:05 م

      اوفقك الراى أختي
      لكن بالقصة هذة هل كانت الفتاة تحبه حب حقيقي او انها ارادت اثبات ذاتها عندما كانت تره انه لاينظر لها عندما تقابله وهم جيران وهذا دفعها بان تثير اهتمامه من خلال حضور المحاضرات

      الجميل في الامر انها اخذته الى ابوها لطلب يدها
      الغاية تبرر الوسيله

      حذف
    3. عدنان كردستان12 أبريل 2025 في 12:50 ص

      ايهما اقوي بتكوين الحب
      التوافق العقلي بين الطرفين
      او التوافق النفسي والعاطفي بين الطرفين

      حذف
    4. لو لم يلفت انتباهها منذ البداية ، لما تحمّلت مشقة الدراسة للفت نظره ..

      برأي التوافق العقلي مع الإحترام المتبادل يدومان اكثر من التوافق العاطفي الذي ينتهي مع اول مشكلة جدّية بينهما

      حذف

الحبل المعقود

تأليف : امل شانوحة  القدر المكتوب ما ان دخلت العيادة حتى شعرت بشيءٍ غريب نحو الطبيب الوسيم ، ذوّ الكاريزما القوية والنظرة الثاقبة .. وهو يجل...