تأليف : امل شانوحة
الأمنيّة النادرة
على تلّ الأمنيات ، إجتمع اهالي القرية الريفيّة لرؤية مُذنّبٍ يمرّ مرّة كل مئة عام .. وعند مروره ، طلب كل شخص أمنيّة يُراد حصولها .. ومن بينهم مراهق اختار أمنيّةً غريبة : وهي ان تطول يده اليمنى كيفما يشاء ! فهو يتشارك غرفته مع اخيه الأصغر الذي ينسى إغلاق الباب كلما ذهب لدوّرة المياه ، مما يتسبّب بإيقاظه كل ليلة .. لهذا اراد معجزة تجعله يُغلق الباب وهو مازال مستلقياً على فراشه ..
وقد تفاجأ اهله بتحقّق أمنيّته ! واتفقوا بعدم إخبار احد ، كيّ لا يصبح حديث القرية .. وفي المقابل بدأوا باستخدام موهبته الجديدة بأمورٍ صعبة داخل المنزل مثل : إحضار حقيبة الملابس من فوق الخزانة (دون وضع سلّم) او تركيب الإضاءة والستائر ، وطلاء السقف .. وعندما طلبت امه تنظيف النافذة من الخارج ، لمحه ابن الجيران الصغير الذي صرخ فزعاً ، ظناً برؤيته لوحشٍ مخيف ! وسرعان ما انتشر الخبر في القرية الصغيرة ..
في البداية ، عاتبوه على أمنيّته الغريبة التي أخافت اطفالهم .. لكن فيما بعد ، إستفادوا من موهبته النادرة : كمسك جهاز التبريد (المكيّف) من الخارج ، اثناء تثبيته بالشقة العلويّة .. وإنزال قطّة عالقة فوق الشجرة .. ومساعدة شخص بتسليمه ادوات العدّة ، اثناء تصليحه سقف منزله .. وإنقاذ امرأة بسحب حقيبتها من يد السارق قبل ابتعاده بدرّاجته الناريّة .. وإعادة طفلٍ الى داخل منزله قبل سقوطه من الشرفة .. وإدخال يده الطويلة من نافذة الطابق العلويّ المفتوحة ، لمساعدة جاره بفتح باب منزله بعد نسيان مفاتيحه بالداخل .. ومساعدة المزارع بقطف الثمار بأعلى شجرته .. والكثير من المهام الأخرى
^^^
لكن كل هذا تغيّر بعد سرقة الذهب من المنزل المقابل لبيت المراهق .. حيث ادّعى ابن الجيران : برؤيته ليدٍ طويلة تدخل آخر الليل من نافذة الصالة باتجاه غرفة والدته التي اعتادت تخبئة ذهبها في الخزانة !
فتجمّعت الشكوك ضدّه ، خاصة ان منزل الجار مازال مقفلاً من الداخل .. ورغم ان الشرطة فتّشت منزل المراهق ، دون عثورهم على الذهب المسروق !
إلاّ أن هذا لم يُخففّ من قلق الأهالي الذين اضّطروا لإغلاق نوافذهم مساءً ، رغم الطقس الحار
ولأن المراهق لا يستطيع إلغاء أمنيّته لحين مرور مذنّبٍ آخر (وهذا لن يحدث قبل مئة عام) لهذا طالب الأهالي برحيله عن قريتهم !
فقرّرت عائلته الرحيل معه بعد غضب الوالدان من شكّهم بتربية ابنائهم الخمسة ، رغم سيرتهم الحسنة طوال مكوثهم في القرية ..
***
وبعد رحيلهم بإسبوع ، إشتعل منزل الجيران .. وبصعوبة تمكّن رجال الأطفاء من إنزال الولد العالق من غرفته بالطابق العلويّ ، والذي اعترف باكياً امام الجميع : انه هو من سرق عقد وخاتم امه ، لرغبته بإهدائهما الى صديقته بعيد ميلادها القادم ..وبأنه اتهم صاحب اليد الطويلة ظلماً !
فلامه الأهالي بعد خسارة بطلهم الشهم الذي اهانوه هو وعائلته ، رغم كل مساعداته السابقة لهم !
***
اما في المدينة (التي انتقلت اليها عائلة المراهق الموهوب) فقد اتفقوا على كتمان قدرته الخارقة ، كيّ لا يتعرّض لمؤامراتٍ سيئة من الأشرار المتواجدين في كل مكان بنواياهم الخبيثة !
aظننت القصه عن الجود والكرم او وفضيلة الانفاق والصدقه من اسمها . احسنتم امل قصه لطيفه .
ردحذفهي فكرة بسيطة ، تصلح كرسوم متحركة للأطفال .. تحياتي لك
حذفaبتمنى تكوني تذكرتيني اختي امل لكن ان علمتي فلا تقولي
حذفبصراحة لا .. اعرف فادي وعاصم احياناً يرسلان رموزاً لأسمائهما .. لكن a لم اعرفك ! على كلٍ ، اهلاً وسهلاً بك في مدوّنتي المتواضعة
حذفبدأت ودارت القصة عند المصالح الشخصية، وعدم تحمل العواقب أو التعلم منها، وإبدالُ الشَّكِّ يقينًا.
ردحذفوكالعادة الشخصيات لا تتعلم أبدًا، إذ لماذا رضخ صاحب اليد الطويلة (ربما مقتبسة من صاحب الظل الطويل) للإفتراء الباطل وأسدل عن موهبته؟ لا ننسى بالطبع أن القرية متمدنة في إطفائياتها ومكيفاتها ومتحجرة بعادة النّفي!
تعجبني تحليلاتك الدقيقة استاذ فادي ، شكراً لك
حذفعلمت ان احد المشعوذبن يقرا بعض الاشياء على الشخص فاذا ملابس كم اليد طولت فانه يقول لهم انه فيه سحر
ردحذفمعلومة جديدة ! شكراً لك
حذف