الاثنين، 21 أبريل 2025

مسابقة الحب العذري

تأليف : امل شانوحة 

الفائزان بالجائزة


إعلان بوسائل التواصل الإجتماعي جذب الصبايا والشباب الأجانب ، رغم صعوبة شروط المسابقة وهي : ان تكون اعمارهم بين ٢٢ و ٣٥ سنة.. مع إلزاميّة اجراء فحصٍ طبّي يؤكّد خلوّهم من الأمراض ، بالإضافة لعفّتهم وطهارتهم الجسديّة.. كما يُشترط عدم زواجهم او ارتباطهم بعلاقاتٍ اخرى .. مع تمتّعهم بالجمال والجاذبيّة ، والشهادة العلميّة.. 

ولأن هذه الشروط تعتبر تعجيزيّة في بلدٍ اوروبيّ ، تمّ نقل المسابقة لمنطقةٍ ريفيّة التي مازالت العائلات فيها تهتم بأخلاقيّات ابنائها. .


وقد نجح المُنتج الثريّ بجمع خمسة صبايا وخمسة شباب (عذارى) في برنامجه الواقعيّ الذي سيُنقل يوميّاته مباشرةً على التلفاز الوطني .. والذين تعرّفوا على بعضهم في اليوم الأول بالمزرعة الضخمة التي استأجرها الثريّ خصيصاً للبرنامج.. 


وهناك أخبرهم نائبه (مدير المسابقة) بشروط البرنامج  

اولاً : إلباسهم ثياباً ريفيّة تناسب عملهم بالمزرعة .. لهذا منعوا من إحضار ملابسهم القصيرة او بناطيلهم الممزّقة (بالموضة الدارجة) او ادوات الزينة (المكياج للصبايا)

وثانياً : إلزامهم بوضع طوقٍ حديديّ في رقابهم ، يسمح لمُعدّي البرنامج بصعقهم كهربائياً (ألمٍ محمول) في حال نطقوا بألفاظٍ جارحة او بذيئة ، او حاولوا التلامس بشكلٍ غير لائق ..وإن تكرّرت مخالفاتهم ، يُطردون من البرنامج (المناسب لجميع افراد العائلة)


فسألت إحدى الصبايا المدير :

- لم نفهم بعد غرضكم من البرنامج ؟!

فأجابها : مُنتجنا يطمح بإنجاح الحبّ العذري بينكم .. فمع عيشكم سويّاً داخل المزرعة وقيامكم بالأعمال المرهقة : كالإعتناء بالمواشي والمزروعات ، ستنشأ روابط صداقة بينكم ، ربما تطوّر الى عشق خلال الشهور الثلاثة المُخصّصة للبرنامج

الصبيّة : اذاً هو برنامجٌ رومانسيّ ؟!

المدير : نعم ..لكن ليس بالمفهوم الحديث ، بل بمبادئه القديمة

- ماذا تقصد ؟!

- مع الأيام ستتعرّضون لضغوطاتٍ جسديّة ونفسيّة ، لاختبار حبكم وإخلاصكم لبعض .. والنتيجة : امّا إنهيار العلاقة الحديثة ، او زيادة قوّتها .. ومن يصل للنهائي دون إتصالٍ جسديّ مُخلّ بالأخلاق العامة ، سيُكافأ بعرسٍ اسطوريّ يُنقل مباشرةً على وسائل التواصل الإجتماعي ، بالإضافة لمنزلٍ مُجهزٍ بالكامل للعريسيّن


فقال احد الشباب : ربما ينتهي البرنامج بخمسة اعراس ؟

المدير : لست متفائلاً مثلك ، فالضغوطات المُقرّرة بالبرنامج لا يمكن لأيّ شخصٍ تحمّلها.. فهل انتم مستعدوّن لها ؟!!

فأجابوه بالموافقة ..

المدير : حسناً !! غرفة البنات المشتركة ستكون بأعلى منزلكم الخشبيّ ، بينما الشباب بالقبوّ .. وستتشاركون المطبخ ، بالإضافة للزريبة والمزرعة .. مع العلم بوجود كاميرات في كل زاوية من ارجاء المزرعة المُسيّجة بالأسلاك الكهربائيّة

الشاب : لا تقلق ..لن نهرب من هذا المكان الساحر ، خصوصاً مع جائزتكم الضخمة  

المدير : الأسلاك موضوعة ايضاً ، لمنع المُعجبين من إقتحام المزرعة.. فأنتم حينما تخرجون من هنا ، ستتفاجأون بأعداد المشاهدين بالخارج .. لكنكم لن تعلموا ذلك طوال مكوثكم هنا ، بعد منعنا الجوّالات والتلفاز او حتى التواصل مع اهلكم وأصدقائكم .. والآن انطلقوا لاستكتشاف المكان ، فغداً تبدأ اعمالكم المُرهقة

^^^


فانطلقوا بحماس لغرفتيّ النوم ، لاختيار سرائرهم وخزائنهم المليئة بالملابس الريفيّة.. ثم توزّعوا في ارجاء المزرعة الضخمة ، والزريبة التي اشمئزت من رائحتها بعض الصبايا (القادمات من المدينة) والتي سيُجبرن على العمل فيها منذ صباح الغد


وبعد تناولهم الطعام الذي تشاركوا في إعداده بالمطبخ.. ذهب كل واحدٍ الى سريره ، بانتظار بدء البرنامج الريفيّ الذي يُعدّ الأضخم إنتاجاً لهذا العام

***


منذ اليوم الاول ، ظهرت شخصيّة جاك القياديّة اثناء تقسيمه الأعمال على زملائه.. فاعترض احدهم باشمئزاز :

- لما عليّ العمل بالزريبة القذرة ، بينما تعمل حضرتك بالحقل؟!

جاك : لا تقلق ، الأعمال ستتبدّل بيننا كل يوم.. وربما بعد اسبوعيّن من بقائنا هنا ، ستظهر مهارة كل واحدٍ منا.. حينها أضع كل شخصٍ في المكان الذي يُجيده

شابٌ آخر بضيق : تتكلّم وكأنك قائدنا !

جاك بحزم : إسمعني جيداً .. انا واحدٌ منكم.. لست عدوّكم ، ولا صديق لأحدٍ منكم .. كل ما في الأمر انني شابٌ ريفيّ ، بعكس أكثريّتكم القادم من المدينة .. ومن خبرتي بهذا المجال ، استطيع فرزكم حسب قوّتكم الجسديّة ، ومدى صبره على اعمال الزريبة او الحقل


صبية : وماذا عن الطبخ ؟

جاك : أعطيت المهمّة لهذه الصبيّة التي أظهرت البارحة مهارتها بالطبخ .. بالإضافة لهذا الشاب الذي يعمل طبّاخاً في مطعم العاصمة  

شابٌ آخر مُعترضاً : عملهما يعتبر سهلاً بالنسبة للآخرين ! 

الطبّاخ بعصبية : الا ترى الأدوات القديمة في المطبخ ؟ فكل شيءٍ هنا بدائي .. حتى الفرن على الحطب ! لذا لا تستسهل عملنا !! 

جاك : رجاءً لا تتشاجرا ، فالجميع سيبذل جهداً بهذا البرنامج .. وكما قلت مُسبقاً : ستتبدّل الأدوار بيننا كل يوم.. (ثم قال بنبرةٍ حازمة).. والآن كلاً الى عمله !! فالمواشي بحاجة الى طعام ، والأرض بحاجة للريّ ..

فقال الطبّاخ لزملائه : في حال وجدّتم فاكهة او خضار ناضجة ، إحضروها للمطبخ .. وعلى اساسها ، نُعدّ طعام الغداء


فسأل شابٌ آخر : جاك .. الن نذبح احدى الخراف للحصول على اللحم ؟

جاك : معدّوا البرنامج أخبروني أنه يمكننا فعل ذلك مرّة بالإسبوع ..وبقيّة الأيام سنعتمد على منتجات الألبان والخضار

فردّ الشاب : اذاً اتركوا ذبح الخراف عليّ ، فأنا اعمل جزّاراً بالمدينة

جاك : حسناً ، بنهاية الأسبوع نوكّلك بالمهمّة

^^^


وبالفعل بدأ كل واحدٍ عمله .. وإن بدا الأمر صعباً على القادمين من المدينة .. لكنهم فرحوا باجتماعهم وقت الغداء ، وهم يتبادلون القصص الطريفة بينهم (بعد حرمانهم من التلفاز والجوالات .. فهذه الروابط الإجتماعية افتقدوها كثيراً بالمدينة)


ولم يحلّ المساء حتى غفوا سريعاً من شدة التعب ، ولعلمهم بأن معدّوا البرنامج سيوقظوهم باكراً (مع شروق الشمس) لإتمام مهامهم بالزريبة والمزرعة.. مما صعّب الأمر على المشتركين المتعوّدين على السهر بالمدينة .. ومع ذلك كانوا سعداء بهذه التجربة الغريبة ، خصوصاً مع بدء شرارة الإعجاب بين الصبايا والشباب الذين تشاركوا ذات المهام الصعبة

***


إستمرّت الأعمال الروتينيّة لإسبوعين ، ظهر فيهما التقارب العاطفي لبعض الثنائيّات الذين طمحوا للجائزة الكبرى ، دون علمهم بأن الإمتحانات والضغوطات ستبدأ قريباً !  


ففي صباحٍ باكر .. إستيقظوا على صراخ احدهم ، بعد احتراق مخزن الحطب المُخصّص للتدفئة والطبخ ! 

وبعد تعاونهم على إطفاء الحريق.. نشب خلافٌ بين الشباب وهم يتبادلون الإتهامات بسبب الإهمال بإطفاء قنديل المخزن ، الذي برأيهم تسبّب بالحريق (دون علمهم بأن الحريق مُفتعل من معدّي البرنامج ، لكشف أخلاقهم الحقيقية للجمهور) 


وهذا الخلاف ادّى لوقوف الصبايا مع احبابهم ضدّ الأخرين ، تسبّب بشقاقٍ في صفوف المشتركين.


وعندما حاولت إحداهن تقبيل حبيبها لتهدئة غضبه من الشاب الآخر ، صرخت متألّمة من صعقة عقدها الحديديّ .. مما أغضب حبيبها الذي كسر إحدى الكاميرات وهو يشتم المدير والمنتج الثريّ على برنامجهما التافه ! 


فارتفع صوت المدير من مكبّر الصوت ، بنبرةٍ حازمة :

- أخبرتكم مراراً بقانون منع التقارب الجسدي بينكم .. وإن تكرّر الأمر ، ستطردان معاً !!

الشاب غاضباً : طالما هدف برنامجكم الزواج ، فكيف تمنعوننا التعبير عن عواطفنا؟! .. اللعنة عليكم جميعاً !! سأقبّلها غصباً عنكم


لكن قبل تقبيله حبيبته (التي لا تمانع ذلك) دخل الحارسان الغرفة ، وأمرا المتشاركيّن (الصبية والشاب) بتسليم ميكروفوناتهما بعد إخلالهما بشروط المسابقة.. وسط دهشة المتسابقين بخروج اول ثنائي من البرنامج !

***


بعدها بأيام ، ومع عودة الهدوء بين المشتركين .. تفاجأوا بوجود سلّة قشّ بداخلها طفلٍ رضيع ، وسط ارضهم الزراعيّة !  

ورغم سؤالهم مُعدّوا البرنامج عن اهله ؟ لكنهم لم يلقوا جواباً ! ففهموا انها مهمّة جديدة بالإهتمام به..


وأكثر اثنيّن اهتمّا بالطفل : كان جاك (القائد) وحبيبته جاكلين (المعروفة بشخصيّتها الحنونة العطوفة التي أعجبت الجمهور) حيث تشاركا العناية بالصغير .. مما اثار غضب احد الشباب الذي اتهم جاك بإسناد مهامه بالزريبة عليه ، بحجّة الصبيّ ! 

وتطوّرت المشاجرة بمحاولة لكم جاك الذي حاول الدفاع عن نفسه ..


فتدخلت جاكلين للفصل بينهما ، لتفاجأ بصفعة حبيبة الشاب لها :

- لا تلمسي حبيبي ، يا جاكلين !!

جاكلين بصدمة : لم ألمسه ! كنت فقط أبعده عن جاك


وهنا دخل الحارسان ، وطلبا من الشاب وحبيبته مغادرة البرنامج بعد استخدامهما العنف (الممنوع بقوانين المسابقة) .. وبذلك خرج الثنائي الثاني من المشتركين ! كما أخذ الحارسان الطفل بعد انتهاء دوّره بالبرنامج ! مما أثّر على مشاعر جاك وجاكلين اللذيّن تعلقا به خلال الأسبوع الفائت 

***


بعدها بأيام .. تفاجأوا بإمرأة عجوز تُكلّم البقرة في الزريبة ، كأنها مصابة بالخرف ، فهي لا تذكر كيف وصلت للمزرعة ! 

لكن معظمهم يُدرك أنها إحدى امتحانات البرنامج ، لذلك عاملوها بلطفٍ واهتمام .. 


لكن بعد اسبوع ، بدأ معظمهم يملّ من طلباتها المتعدّدة .. بينما ظلّ جاك وجاكلين يهتمان بها ، وهما يستمعان لنصائحها وقصصها الجميلة.. 

مما تسبّب ايضاً بمشاكل بين إحدى الصبايا وجاكلين بعد اتهامها بإهمال جليّ الصحون ، بحجّة إطعامها العجوز ! 


فوقف جاك مع حبيبته ، ضدّ الصبية وحبيبها العصبي الذي لم يكتفي بشتم جاك ، بل ايضاً العجوز التي تضايقت من كلامه البذيء ، خاصة عندما لقّبها بالإمرأة الخرِفة  


فتدخل الحارسان لإخراجه بالقوّة من البرنامج (لأنه قاومهم ، برميّ الصحون عليهم) ..وكان يتوقع وقوف حبيبته معه ، لكنها التزمت الصمت!

وعندما سألها بعصبية :

- إخبريهم كيف أن العجوز تُشكّل عائقاً لأعمالنا في المزرعة ؟

لتصدمه برأيها :

- لن أشتم احداً ، فهو مخالف لشروط اللعبة .. ولن أضيّع الجائزة الكبرى لأجلك

فردّ غاضباً : يا غبية !! ستخسرين بجميع الأحوال ، لأنه بخروجي لن يكون لك حبيب..  

فقاطعته بخبث : مازال هناك شبابٌ غيرك في المسابقة


فخرج مصدوماً ، برفقة الحارسيّن بعد خسارته المسابقة ! ورافقتهم العجوز بعد انتهاء دوّرها بالبرنامج ، بعد شكرها جاك وجاكلين على حسن الضيافة .. كما اخبرتهما عن محبة الجمهور لهما ، وأنهما المرشّحان الأقوى للفوز بالبرنامج.. وذلك لحسن تعاملهما مع الصغار وكبار السن  

***


بعدها بأيام .. طلب معُدّوا البرنامج الإستعداد للتخييم بالغابة (القريبة من المزرعة) والتي ستصوّر احداثها بطائرتيّن درون ، ستحلّقان لثلاثة ايام (المخصّصة للكشّافة) بشرط بقاء كل واحدٍ منهم في خيمته الخاصة  


فالتزموا بقوانين اللعبة .. لكن في ليلتهم الأخيرة ، إستفاقوا على صوت الحارسيّن وهما يطلبان من شابٍ وصبية الخروج من البرنامج 

وقبل فهم البقيّة ما حصل ! إعترض الشاب قائلاً : 

- كنت نائماً ، وهي من دخلت خيمتي .. احلف بأنني لم أخالف القوانين

فانصدمت حبيبته من كلامه :

- الم تكن تصرّ على بقائي بجانبك لأيام ؟!

- كاذبة !! لم اطلب منها شيئاً .. حتى راجعوا كاميرات المراقبة 


وبالفعل أظهرت كاميرا طائرة درون الليليّة : بأن الفتاة من دخلت خيمته آخر الليل .. لذلك تمّ سحبها وحدها من البرنامج وهي تلعن حبيبها الذي غدر بها ، لطمعه بالجائزة الكبرى !


وبالصباح الباكر .. عاد جاك وجاكلين ، بالإضافة للشاب والصبية (اللذان خسرا احبائهما في المسابقة) الى المزرعة 

***


ورغم ان المرجّح ان يقوم الشاب والصبيّة بادّعاء الحب بينهما ، للبقاء في المسابقة .. الا انهما خبيثيّن ، ويعلمان ان جاك هو المرشّح الأقوى للفوز بسبب شهامته وشخصيّته القياديّة .. وكذلك جاكلين ، المحبوبة للجمهور بشخصيّتها اللطيفة .. لذلك خطّطا للتقرّب منهما ، بغرض الوصول للحلقة النهائيّة .. غير آبهيّن بمشاعر جاك وجاكلين الحقيقية منذ يومهما الأول بالمزرعة !


وبالفعل حاول الشاب إثارة غيرة جاك بتقرّبه من جاكلين ، عن طريق ممازحتها ومساعدتها بأعمال المطبخ .. لكنها فهمت هدفه ، وعاملته بجفاء .. فهي مخلصة لحبيبها الشهم.. 

وكذلك حاولت الصبيّة التقرّب من جاك ، عن طريق اهتمامها الزائد به ..


لكن بسبب الثقة المتبادلة بين جاك وجاكلين ، لم يكترثا لمحاولة المشتركيّن الفصل بينهما .. بل استطاع جاك بذكائه إبعادهما ، عن طريق توكيلهما بالمهام ذاتها .. ولأنهما شخصيّتان تتميّزان بالحقد والحسد ، ثارت بينهما المشاكل .. وصلت لدرجة رميّ بعضهما بقاذورات المواشي في الزريبة ! مع فضح نيّتهما بالحصول على المال ، دون الحب والزواج .. مما ادّى لطرد الشاب .. بينما الصبيّة دخلت السجن بعد اعترافها (اثناء الشجار) بقطع سرج الحصان ، لإسقاط جاك بعد رفضه الصريح لها .. 


وبذلك طُرد المشتركيّن ، بعد اسبوعيّن من محاولتهما المستمينة لفصل العاشقيّن .. ليتنفّس الجمهور الصعداء بإبعاد الدخيليّن عن الحبيبيّن اللذيّن حصلا على تأيديهم منذ البداية          

***


ولم يبقى في المزرعة سوى جاك وجاكلين .. حيث اهتم جاك بالزريبة وحده ، بينما جاكلين بالمزرعة والمطبخ.. وكان ذلك مرهقاً لهما .. جعل لقائهما محدوداً بوقت الغداء والعشاء.. وقد ظهر حبهما جليّاً للجمهور بعد اهتمامه بها ، عقب إصابتها بالحمّى .. 

كما أظهرت جاكلين حبها مُسبقاً ، بعد اهتمامها بكسر قدمه (عقب سقوطه المُفتعل من الحصان) 


وكانت هناك لحظاتٍ لطيفة بينهما اثناء محاولته الطبخ معها ، مُتكئاً على عكّازه ..خصوصاً عندما أخجلها بكلامه اللطيف : بأن الحياة الزوجيّة تعتمد على المشاركة والإهتمام المتبادل .. كما عبّر عن خوفه وغيرته عليها ، منذ اليوم الأول لهما بالمزرعة ! مما رفع عدد المشاهدات لتلك الحلقة التي اعترف بها جاك اخيراً ، بحبه العميق لها 


ورغم الحب الكبير بينهما الا انهما حافظا على المسافة بينهما ، مع بناء الثقة والإحترام بينهما .. فكلاهما من عائلاتٍ محافظة ، ولديهما قدرٌ كبير من الأخلاق والأدب .. 

مما زاد إعجاب الجمهور لهما ، خصوصاً بعد بقائهما وحدهما بالشهر الأخير للمسابقة التي أصبحت أنجح برنامجٍ واقعيّ لهذا العام ، مُطالبين الجمهور بتزويج الحبيبين بأقرب وقتٍ ممكن

***


وبالفعل انتهى البرنامج بآخر يومٍ من شهره الثالث ، بعد مرور البطليّن بالكثير من الأحداث والضغوطات التي زوّدت العشق بينهما


وفي الموعد المحدّد ..تجمّعت الناس امام شاشات التلفاز ، لمشاهة العرس الأسطوري للحبيبيّن اللذيّن نجحا ببناء مشاعرٍ جيّاشة دون الفاظٍ لا إخلاقيّة او لمساتٍ مُحرّمة.. وقد عرض الثريّ صوراً لمنزلهما الجديد الفخم ، بالإضافة لوظيفة لكلاهما في شركته الضخمة للمفروشات !


وهذه الجوائز القيّمة ، جعلت الأهالي يقرّرون تربيّة مراهقيهم على الأخلاق والطهارة ، على امل مشاركتهم مُستقبلاً ببرنامج الثريّ الذي وعدهم باستمراره كل عام حتى آخر يومٍ بحياته ..  

^^^


وعندما سأله المذيع (بمقابلةٍ صحفيّة) : عن سبب صرفه لتلك المبالغ الماليّة على برنامجه الإجتماعي ؟ 

أجابه الثريّ : بأنه في شبابه احب فتاةً محافظة ، رفضت لمسها الا بعد زواج .. لكنها توفيّت قبل العرس بإسبوع بحادث سير.. ورغم قهره بعدم إكتمال علاقته بها.. الا انه مُمتنّ لتجربة الحب العذري معها ، الذي كان مليئاً بالمشاعر الصادقة .. 


وأخبر المذيع : بأن الحب لم يعد موجوداً بالعصر الحالي الذي انتشرت فيه العلاقات الغير شرعيّة والأطفال اللقطاء .. فالحب الحقيقي عبارة عن نظرةٍ عاشقة ، وضحكةٍ خجولة ، ولمسةٍ بريئة ، واحلامٍ صادقة ببناء عائلةٍ مترابطة .. ولا دخل للعشق الطاهر بالعلاقات العابرة.. 


وأكّد بنهاية المقابلة على استعداده لصرف كل ثروّته على برنامجه ، طالما سيبني مجتمعاً نظيفاً يقدّس الحب العذري كالعصور الماضية  

وبعد النجاح الساحق لمسابقته التي ترجمت لعدّة لغات ، يبدو ان أمنيّته المستحيلة ستتحقّق فعلاً !


هناك 9 تعليقات:

  1. هذه من القصص الفخورة بها ، اتمنى ان تعجبكم

    ردحذف
  2. قصه خياليه لطيفه سلمت يداك يا استاذه

    ردحذف
  3. ثمّة لؤلؤة براقة بخصوص العذرية.. أهي معجزة مريم أم طهارة من الدنس الذي سيتحلل (حلال وتحليل) بعد الزواج؟

    وجدتها! إنّها صِراط، يلتوي بالتواء معتليه. وقضية الاختلاط أقرب للإحراج والفتنة منها إلى معاملة عادية.. فليس الكل "جاك" وليس الكل مهتدٍ بهدي الهادي. فالإرادة الحرة يجب أن تدحر كل مخل وتدعم كل محافِظ.

    أعجبني كثيرًا شخصية البيدق الذي حرّك القصة (رجل الأعمال). وإسقاطًا لهدفه، أقول بعلوّ الصوت:
    فلنغيّر هذا العالم!!!

    ردحذف
    الردود
    1. لوّ كل ثريّ بهذه الدنيا حقّق هدفاً واحداً سامياً ، لغيروا العالم للأفضل !

      حذف
  4. عدنان كردستان25 أبريل 2025 في 12:56 ص

    الحب قبل الزواج ليسا حب حقيقي فالحب الحقيقي يبداء بعد الزواج.
    فاي حب قبل الزواج قد يتحول إلى نقمه بعد الزواج لانه قبل الزواج يكون كل طرف يظهر بالمظهر المثالي وبعد الزواج يتغير فينصدم الطرف الاخر.

    الحب هو طلب الفتاة من اهلها للزواج والتواصل مع اهل الفتاة وليسا التواصل مع الفتاة بدون اهلها

    بالغالب اي شي خارج نطاق اهل الفتاة فان الفتاة تدفع ثمنه

    ردحذف
    الردود
    1. ولهذا اخترت ان تكون القصة اجنبية ، لمسابقة اوروبية .. اما كلامك فصحيح ضمن البيئة الإسلامية ، ولله الحمد على ذلك

      حذف
  5. من ابداعات استاذه امل ومع من ثنائي جاك وجاكلين الاقرب لي رغم انها خرجا من قصصك نحو عالمها
    شبيه برنامج قسمه ونصيب بس هادا حقيقي وشريف نتظر جديدك

    ردحذف
    الردود
    1. سعيدة انها اعجبتك .. يعني احاول قدر المستطاع ان تكون قصصي هادفة .. تحياتي لك

      حذف

الحبل المعقود

تأليف : امل شانوحة  القدر المكتوب ما ان دخلت العيادة حتى شعرت بشيءٍ غريب نحو الطبيب الوسيم ، ذوّ الكاريزما القوية والنظرة الثاقبة .. وهو يجل...