تأليف : امل شانوحة
فيلم الحبّار ، النسخة العربيّة
إزدحمت القاعة بالمتسابقين المئة (الذين لبسوا الزيّ الرياضيّ الأخضر) حينما ارتفع مكبّر الصوت قائلاً :
((على جميع المتسابقين ، التقدّم للصالة الأولى لبدء المسابقة !! وللتذكير : رغم اننا نصوّر النسخة العربية للفيلم الكوري الذي احببناه جميعاً ، الا ان المتسابق الأخير سيحصل فعلاً على الجائزة الكبرى.. لهذا لم نعطكم نصوصاً لتحفظوها ، فقط حاولوا الفوز بكل لعبة من العابنا العشرة الصعبة .. والأذكى والأقوى فيكم ، سيحصل على المليون دولار))
فهلّل المتسابقون فرحاً .. فهم قدموا لتمثيل فيلمهم المفضّل ، دون علمهم بوجود جائزةٍ ماليّة بنهاية الفيلم !
وخلال دخولهم من بوّابة القاعة الأولى .. أمسكت إحداهن ذراع زميلتها :
- الى اين تذهبين ؟!
مروى وهي تضغط بطنها بألم :
- يبدو سماعي لمبلغ الجائزة ، أشعرني بالمغص .. سأدخل الحمام وألحق بكم
- لا تتأخري ، كيّ لا يغضب معدّوا البرنامج
وابتعدت مروى عن المشتركين ، لدخول دوّرة المياه العامة ..
وبعد خروجها ، دخلت القاعة الأولى لتجدها فارغة !
مروى بقلق : اين ذهب المتسابقون ؟! أمعقول أنهوا تصوير المشهد الأول بنصف ساعة ؟! ثم ماهذه القاعة الغريبة ؟ تبدو الألعاب فيها مختلفة عن نسخة الحبّار الأصليّة ! يا خوفي ان تكون فاتتني المسابقة ؟!
وهنا انتبهت على بابٍ آخر بنهاية القاعة ، مكتوباً عليه الرقم ٢.. فدخلت اليه بحذر ، لتجد بعض عمّال النظافة يمسحون المكان !
فقالت في نفسها :
((إن رأوني ، سيبلغون الإدارة بتخلّفي عن موعد المسابقة ، وسيطردونني من الفيلم والجائزة .. الأفضل الإنتظار لحين ذهابهم ، قبل انتقالي للقاعة رقم ٣))
وبعد ذهاب عمّال النظافة .. نظرت الى ساعتها :
- يا الهي ! تأخّرت نصف ساعة اخرى .. عليّ الإسراع للباب الثالث
^^^
وهناك وجدتها خالية ايضاً من المشتركين ، فيما عدا اثنيّن مُستلقيّن على الأرض دون حراك !
وقبل إقترابها منهما ، وصل عاملان مُقنّعان (بزيّهما الأحمر) ..وبدآ بسحب الأول ، ثم الثاني .. لتلاحظ خطاً احمراً من خلفه !
مروى بخوف : ماهذا ؟! هل هي دماء ؟! لا هو مجرّد تمثيل .. لكن القاعة فارغة ، فلما لم يقف المتسابقان بعد انتهاء التصوير ؟! هل ما رأيته هو جثتهما ! وهل كانوا عمّال النظافة بالغرفة الأولى يمسحون مكان الموتى ؟! لا غير معقول ! هل فقد المخرج والمنتج عقلهما ، بتحويل احداث لعبة الحبّار لفيلم رعبٍ حقيقيّ ؟!
وقبل إكمال سؤالها ، رأت متسابقاً يحاول الهرب من القاعة الرابعة (عائداً للغرفة الثالثة) .. قبل إطلاق رصاصة على ظهره ، وموته امام انظار مروى التي سارعت الهرب للخلف ، بعد سماعها صرخات المتسابقين المُحتجزين هناك (بعد فتح الهارب لباب القاعة الكاتمة للصوت)
^^^
واختبأت مروى بدوّرة المياه (التي كانت فيها سابقاً) وهي تفكّر بما حصل :
((اذاً الأوراق التي وزّعوها بمحطّة القطار ، هي ليست لتمثيلٍ سينمائيّ .. بل لتطبيق ما حصل بفيلم الحبّار على الواقع ! وحتماً الدولة لا علم لها بهذه المسابقة التي لن تُعرض على التلفاز ، كما أخبرونا .. اذاً لماذا توجد كاميرات في كل مكان ؟ هل لغرض عرضها في الإنترنت المظلم ، للمراهنة علينا ؟! وهل الألعاب المتواجدة بكل قاعة ، هي بالحقيقة لقتل المشتركين بطريقةٍ وحشيّة ؟! فصراخ الهارب يدلّ بأن مجزّرة تحصل بالداخل ! يجب الهرب من هذا المكان قبل إنتباههم على كاميرات الغرف السابقة ، ومعرفتهم بعدم انضمامي لبقيّة المشتركين .. لكن كيف سأنجو من هذه المصيبة ؟!))
وهنا سمعت شخصاً يدنّدن وهو يدخل الحمام المجاور (بعد ان رفعت قدميها عن الأرض ، حتى لا يشعر بوجودها) ..
فنظرت من فتحة الباب ، لتجد عربة التنظيف في الخارج
فقالت في نفسها :
((هذا عامل نظافة .. عليّ التصرّف سريعاً))
فخرجت على مهل .. وأخذت ممسحته ، بمسكتها الحديديّة .. واقتحمت عليه الحمّام .. وبدأت بضربه مراراً على رأسه .. حتى سقط جانباً ، مُدرّجاً بالدماء .. ثم ازالت زيّه الذي لبسته فوق ثيابها مع القناع الأسود ، وهي تقول :
- جيد ان زيّه الأحمر لن يُظهر دمائه عليه !
ثم جرّت عربة التنظيف وهي تسير بهدوء باتجاه البوّابة الخلفيّة.. فأوقفها الحارس هناك :
- ماذا تفعل يا هذا ؟!
فضخّمت صوتها :
- عليّ إحضار بعض مواد التنظيف من الخارج ، فالمكان ملوّثاً تماماً بدماء الحمقى
الحارس : لا تتأخّر ، فأنت تعرف القوانين جيداً : ممنوع دخول او خروج ايّ شخص من قاعة الألعاب ، لحين إطلاق جرس نهاية المسابقة
- لا تقلق ، سأعود حالاً
وعندما خرجت من المبنى (المتواجد بأطراف المدينة ، لأنهم احضروهم للمسابقة مُخدّرين دون جوّالاتهم) وجدّت سياراتٍ فارهة بالموقف !
مروى : هل يتابع الأثرياء الملاعين المسابقة من اعلى المبنى المهجور ، وهم يراهنون على موتنا ؟! عليّ الهرب فوراً
^^^
وانطلقت بحذرٍ شديد ، حتى وصلت للشارع العام المظلم..
مروى وهي تتلفّت حولها بقلق : اين اذهب الآن ؟!
وعندما رأت نور محطّة الحافلات من بعيد ، إنطلقت بأسرع ما يمكنها الى هناك
وقبل وصول الحافلة ، خلعت ملابس العامل الحمراء ورمتها بحاوية النفايات.. ثم جلست على الكرسي بانتظار الحافلة ..
وماهي الا دقائق ، حتى جلس رجلٌ بجانبها وهو يسألها :
- هل انت وحدك هنا ؟
فخافت ان يكون احدهم ، فأشارت بيدها بأنها معاقة...
الرجل : آه ! خرساء.. وهل انت صمّاء ايضاً ؟
فأشارت بيدها : بأن جهاز اذنها مُحطّم ..
الرجل : يعني لا تسمعين ايضاً .. لكن يبدو انك تقرأين شفتايّ ؟
فأومأت برأسها ايجاباً ..
فأدار ظهره ، كيّ لا ترى فمه .. واتصل بجواله (وهو يتحدّث على راحته ، طالما لن تسمعه) قائلاً :
((الو .. ما اخبار المسابقة ؟ الم تنتهي بعد ؟ لا لم اتابعها ، لأني منشغل بإحضار متسابقين آخرين للأسبوع القادم .. علينا استغلال شهرة فيلم الحبّار ، لإستقدام المزيد من الحمقى .. إخبرني الآن ، كم وصل مبلغ الرهانات ؟ لما منخفضٌ هذا الأسبوع ؟! يبدو علينا إضافة العابٍ دمويّة تقتل ببطءٍ وألم ، لمزيدٍ من التشويق للأثرياء.. كم وصل عدد الناجين حتى الآن ؟ ثمانية من اصل مئة .. جيد.. وكم قاعة بقيّت امامهم ؟ واحدة فقط !! هل انتم حمقى ؟ يجب ان يصل ناجيان او ثلاثة فقط للمرحلة الأخيرة .. حسناً إعملوا على تقليل عددهم بالحال ، ولا تنسوا الخاتمة .. صوّروا الرابح مع حقيبة المليون دولار ، لنضعها بإعلاننا القادم .. ثم اقتلوه لاحقاً .. فنحن لا نريد ناجين ، كيّ لا يفضحوا مكاننا السرّي.. ماذا عني ؟ .. انا جمعت ثلاثين شخصاً للمسابقة التالية ، وسأتابع حتى الوصول للمئة كما كل مرة .. وكنت سأضيف اليهم سيدة تجلس امامي الآن ، لوّ لم تكن صمّاء.. هيا سأقفل الخطّ ، فأنا انتظر الحافلة لأخذي لمحّطة القطار .. عليّ توزيع منشوراتي هناك .. إتصل بي عند انتهاء المسابقة .. سلام))
فقالت مروى بنفسها بحنق :
((الآن تذكّرتك ايها اللعين .. فأنت من أعطيتني الإعلان الإسبوع الفائت .. عليّ التخلّص منك ، لحماية المتسابقين الجدّد))
فاقتربت منه ، واضعةً يدها على فخذه .. فاندهش من تصرّفها ! فأشارت بيدها برقمٍ ما !
الرجل : لا افهم ما تريدين !
فأشارت الى تطبيق المذكّرة على جواله..
الرجل : أتريدين كتابة شيءٍ لي ؟
فأومأت برأسها ايجاباً ، وهي تبتسم له ابتسامةً بلهاء
فتركها تكتب له :
((الليلة ب٥٠ دولارٍ فقط))
فابتسم بخبث : آه ! انت فتاة ليل.. ٥٠ دولار مبلغاً زهيداً.. لكن الى اين نذهب ؟
فأشارت لمكانٍ مظلم ، بعيداً عن محطّة الحافلات..
الرجل : يبدو انك بحاجة للمال ؟ حسناً لا بأس ، موافق .. فمازال لدينا نصف ساعة لقدوم الحافلة
وعندما ذهب معها الى جانب كوخٍ مهجور .. شدّت شاله الصوفيّ حول رقبته بكل قوتها ، وهو يحاول الإفلات منها .. وهنا تكلّمت مروى بغضب:
- ايها اللعين !! أتستغلّ حب الناس للشهرة والمال ، لإرسالهم لمسابقتك الدمويّة؟!
فقال بصوتٍ مخنوق ، وهو يحاول إنقاذ نفسه :
- من انت ؟!
- انا الناجية الوحيدة
وعندما تمكّن الإفلات منها .. سارعت برميّ حجرةً مسنّنة .. أصابت رأسه من الخلف ، وأردته قتيلاً !
ثم جرّته من قدميه ، ورمته بين الأعشاب .. وبعدها سارعت باتجاه المحطّة ، بعد سماعها بوق الحافلة التي صعدت اليها بهدوء ، للعودة الى منزلها .. وهي تعلم تماماً بأنها محظوظة بنجاتها من العصابة المخيفة التي لن تتوقف عن إحضار المزيد من الضحايا لفخّهم المميت..
وبدوّرها لم تستطيع إبلاغ الشرطة ، بعد إرتكابها جريمتيّ قتل.. كما خوفها بأن يكون كبار الدولة متورّطين بالمسابقة.. لذا قرّرت متابعة حياتها كأن شيئاً لم يكن ، لسلامتها الشخصيّة !
هي محظوظه اذا ولكنها ذكيه ايضا قصه من افضل قصصك استاذه Ⓜ
ردحذفسعيدة جداً انها اعجبتك
حذفماذا لو كانت فعلا تطبق هذه اللعبة الدموية في إحدى دول العالم دون ان يدري احد بها
ردحذفاساساً لعبة الحبّار حصلت فعلاً ، ومات العديد من الأبرياء .. ثم حوّلوها لفيلم ..
حذفاتمنى ان لا يستغل احد المجانين الفيلم ، وتحويله لواقع فعلاً !
لعبة الحبار تطبق في غزة مع الأسف
حذفلكنهم لا يلعبون العاباً مع الأسف ، بل قصفٍ عشوائيّ .. ولبنان ايضاً على المحكّ ، لأنه ان تعسّر تسليم السلاح ، ستُعاد الحرب من جديد .. ليسترنا الله
حذفقد قرات لكي قصة مشابهه لهذة القصة وهي ان المتسابقون هم يمثلون فلم على ان يستخدمون اسلحة خدع سينمائية ولكن كان السلاح حقيقي وتم استغلالهم لتصوير فلم واقعي وبعد فوز البطل الاخير تم نقله الى جزيرة
ردحذفلا اتذكر اسم القصة
مسابقة الفيلم الدموي .. وهذا رابط القصة
حذفhttps://www.lonlywriter.com/2024/12/blog-post.html
ايوة اسم القصة مسابقة الفيلم الدموي للكاتبه امل شانوحه
حذفحائكة الأحلام
ردحذفالسلام عليكم أختي أمل قصة جميلة خيال رائع حقا أعجبتني بوركت يداك
سعيدة انها اعجبتك ، يا حائكة الأحلام
حذف