تأليف : امل شانوحة
الهيبة المُصطنعة
لاحظ المستأجر الجديد خوف سكّان العمارة من بوّابهم العجوز الذي يقيمون له الف حساب ! رغم تحكّمه بساعات اضاءة مولّد الكهرباء والماء ، ومواقف السيارات .. كما لا يعترضون على تنظيفه الأدراج مرّة بالشهر ، لكبر سنه .. كما عليهم رميّ نفاياتهم بأنفسهم ..
اما عن فواتير المبنى : فيتسابقون بدفعها مع بداية الشهر دون تأخير ، خصوصاً راتبه الذي يُعد مُجزّياً بالنسبة لحرّاس المباني الأخرى !
وعندما سأل جاره عن السبب ؟ أجابه وهو يتلفّت حوله بقلق :
- أنصحك بالإستماع لكلامه ، دون إغضابه.. فهو خرّيج سجون
- أكان سجينٌ سابق ؟!
- نعم ، كان سائق شاحنة لنقل البضائع بين مدينتيّن.. وعندما رفض مديره زيادة راتبه .. قتله مع خمسة من موظفي الشركة ، بعد إفراغ رشّاشه برؤوسهم دون رحمة .. وسُجن لأكثر من عشرين سنة!
المستأجر الجديد بقلق : أمتأكّد من هذه المعلومة ؟!
- طبعاً !! فبعد توظّفه هنا ، قبل خمس سنوات .. أرانا في اجتماع لسكّان المبنى ، صوّرته القديمة بملفّه الحكوميّ .. كما قرأنا قصاصات الجرائد القديمة عن جريمته المروّعة .. ولوّ علمنا بها مُسبقاً ، لما وظفّناه لدينا .. لكننا مُلزمون الآن بطاعته ، كيّ لا نُثير غضبه
***
بعد شهرين .. نزل المستأجر الجديد لدفع فاتورة المصعد ، للبوّاب الذي كان يلعب مع حفيدته بسعادةٍ غامرة .. حيث شاهد من شقّ الباب المفتوح : ملامح الصغيرة وهي تضحك دون خوف ، بينما يدغدّغها جدّها ببراءة !
فقال في نفسه : ((مستحيل ان يكون هذا مجرماً سابقاً ! سأتأكّد بنفسي من الإشاعات المخيفة عنه))
***
وتوجّه لقريبه الذي يعمل في مركز الشرطة بمدينتهم الصغيرة .. طالباً البحث عن ملفّ البوّاب القديم ، بإرشيف الحاسوب.. لتظهر ذات المعلومات التي يتداولها سكّان عمارته : بنفس الصوّرة ، وتفاصيل الجريمة !
لكن المستأجر انتبه على ملاحظة مكتوبة بملف السجين : ان اصبعه الصغير قُطع اثناء عراكه مع سجينٍ آخر ، في معمل النجارة التابع للسجن ! كما تمّ تسريحه باكراً ، بعد تشخيص حالته المرضيّة : بسرطان الدم !
***
في اليوم التالي ، ذهب المستأجر للمستشفى (الوحيد الموجود في منطقتهم)
في البداية رفضوا طلبه ، لكن بعد اتصال مع قريبه الشرطي : وافقوا على بحثه بإرشيف المرضى القدامى .. ليجد صورة السجين بملفّات الموتى !
***
فعاد مُندهشاً الى العمارة ! وانتظر تفرّغ البوّاب ، لدخول منزله الصغير (الموجود قرب موقف سيارات المبنى) .. حيث استقبله الحارس بجفاء ، وهو يسأله :
- لما قدمت اليّ ، بعد دفعك جميع الفواتير البارحة ؟!
فنظر المستأجر ليده : تبدو اصابعك سليمة
فأسرع البوّاب بوضع يده في جيبه ، وهو يسأله بنبرةٍ حادّة :
- ماذا تريد ؟!!
فأراه المستأجر تقرير الوفاة (الذي صوّره على جواله ، من حاسوب المشفى)
- هل انتحلت شخصيّة مُجرمٍ ميت ، بسبب التشابه الكبير بينكما ؟! وقمت بتزوير هويّتك ، لتُطابق الإسم والعائلة ؟
فأخذ البوّاب نفساً طويلاً ، قبل ان يقول :
- هذا اخي الكبير
المستأجر بصدمة : أأنتما توأمان ؟!
البوّاب بضيق : صحيح .. وكأن التشابه المُربك بيننا لا يكفي ، فقد قرّر ابي تسميّتنا بالإسم ذاته ، ربما لأجل اوراق الضمان !
- وكيف يناديكما ؟!
البوّاب بقهر : اخي يلقّبه البطل .. وانا الغلطة او النسخة الفاسدة ، مع ان الحقيقة مُعاكسة تماماً !
المستأجر : وما سبب التفرقة ؟!
البوّاب بقهر : أخي وُلد بشخصيّةٍ قوية ، بعكسي .. حيث عشت طوال عمري تحت ظلّه .. فالجميع يقيمون له الف حساب ، بينما يأكلون حقي دون الإكتراث لمشاعري .. حتى ابي ، اعتاد مدحه وذمّي امام الناس .. مما أضعف شخصيّتي كثيراً..
المستأجر : الم تتغيّر مشاعر والدك بعد سجن أخيك الكبير ؟
- ابي توفيّ قبل تورّطه بالمشاكل .. وبعد سجنه ، عملت حارساً في مبنى بالمدينة المجاورة .. لكن السكّان أتعبوني للغاية .. فطلباتهم لا تنتهي .. ويدفعون اجرتي الزهيدة مُتأخراً .. ويغضبون مني لأتفه الأسباب ! وبعد موت اخي ، انتقلت الى هنا ..
- فخطر ببالك ان تنتحلّ شخصيّته القوية ، بعرض مُستندات وصورٍ تؤكّد ارتكابك لجريمةٍ لا إنسانيّة !
البوّاب : هذا ما حصل بالفعل .. فإنتحال شخصيّة اخي ، خفّف كثيراً من اعباء الحِراسة عليّ
- لكنك بذلك شوّهت سمعتك بين السكّان ، وفي المنطقة كلّها .. الم يهمّك الأمر؟!
البوّاب : ليس ذنبي اننا نعيش في زمن يُحترم فيه الظالم الشرير ، ويُهان فيه الطيّب البسيط
- معك حق !
البوّاب : ثم انت لا تعلم الأزمة النفسيّة التي أعيشها ، بادّعائي شخصيّةٍ مُغايرة .. وفي الوقت نفسه لا أنكر فرحتي بالهيّبة الجديدة بين الناس ! حيث أقوم بواجباتي ، دون مضايقات من احد .. كما ان راتبي جيد .. عدا انهم يحسبون حسابي بعزائمهم واحتفالاتهم : بتقديم الطعام الشهيّ لي ، كأني فرد من عائلاتهم !
- هذا لكيّ يحموا انفسهم من شرِّك !
- لا تهمّني نواياهم ، طالما ضميري مرتاح .. فأنا لم اؤذي احداً في حياتي
ثم سكت الحارس مُطوّلاً ، قبل ان يقول :
- ابنتي تُطالب بعودتي للقرية.. وانا اريد بالفعل العيش مع احفادي بشخصيّتي الحقيقيّة الطيّبة .. كما تعبت من عملي ، وانا بأواخر الستين.. لهذا سأجمع السكّان بعد قليل ، لإعلان استقالتي .. لذا رجاءً لا تخبرهم الحقيقة .. دعني ارحل من هنا ، باحترامي وهيّبتي المُصطنعة
^^^
وبالفعل ودّعوا السكّان بوّابهم العجوز ضمن حفلةٍ موسيقيّة ، مليئة بالطعام والحلويات .. كما أهدوه بعض المال لحياته الجديدة
وفي انتظار بوّابهم الجديد (القادم خلال الأيام القادمة) تنفّسوا الصعداء برحيل المجرم السابق عن مبناهم .. دون علمهم بفرحته للتخلّص من الشخصيّةِ الشريرة لأخيه الذي قُدّر شبههما الخارجيّ ، دون المضمون والجوّهر !
حائكة الأحلام
ردحذفالسلام عليك أمل ههه أظن أنني أول المعلقين القصة تعكس واقعنا جدا فصاحب السلطة وصاحب الهيبة يحسب له ألف حساب حيث أنه يعطى له قيمة على قدره ورفعته عكس ذلك الضعيف الذي يقابلونه بالإهانة والإزدراء أقدر مشاعر الرجل وأنا معه في ما فعله
أحسنت أمل قصة أعجبتني سلمت يداك مزيدا من القصص المشوقة
حائكة الأحلام
ردحذفآسفة أختي أمل ربما أقلقتك بكلامي سامحيني لا تنشري التعليق هذا هناك خطأ في القصة المرة الأولى البواب أنه أخاه الكبير ثم يقول في الثاني أنه توأمي ويشبهني كثيرا أظن هناك مفارقة بين اللفظتين آسفة
حتى التوأميّن ، من يلد اولاً ، يكون هو الأخ الأكبر ، ولوّ كان الفارق بينهما بضعة دقائق.. هذا ما قصدّته بالقصة
حذفحائكة الأحلام
حذففهمت ومرة ثانية أنا آسفة إن أقلقتك بكلامي وقلت لا تنشري تعليقي هذا لكي لا تظنين أنني أتعمد القول على أخاطئك
لا رجاءً ، نبّهيني دائماً : سواءً انت او غيرك من القرّاء .. اريد قصصي ان تكون خالية من الأخطاء قدر المستطاع .. وشكراً لك ولهم مقدّماً
حذفهذا الواقع لم يبتدعه ..المجتمع كله منكوس ..
ردحذفيجب ان يكون المرء وغدا انانيا نذلا بلا ذرۃ رحمه او شفقه ..اما اخلاق الانبياء والاولياء والصالحين فلا تصلح هنا ..
هن.من حولوه لوحش يرتدي قناعا..
نحن نعيش في عالم يحكمه قانون الغاب ، مع الأسف الشديد !
حذفصحيح كن طيب يتعبوك وياذوك وينتقدوك
ردحذفوكن شرير فانهم يتوددون لك ويتقبلون اي شي منك
آسفة على التأخّر بنشر التعليقات ، بسبب عطل الإنترنت في المنطقة منذ البارحة .. وقبل قليل اصلحوه الحمد الله
حذفالحمدلله ان صحتك تمام
حذفالحمد الله على كل شيء .. سلمت اخ عدنان
حذفحائكة الأحلام
ردحذفالسلام عليك أختي أمل هل يمكنك كتابة قصة يرويها لك أحد وهي حقيقية لأني أريد نشة قصة حصلت معي هذه المدة وأتمنى أن تكون نصيحة وتنبيه لأي إنسان إنها تتحدث عن ساحري تطبيقات التواصل الإجتماعي أو إذا يمكنك وضعها كتنبيه في مدونتك لأني أريد أن لايقع أي أحد ضحية مثل هاؤلاء السحرة
ارسلي القصة ، وسأرى اذا كان يمكنني تنسيقها ونشرها ام لا
حذفسأقرأها غداً بإذن الله .. تصبحين على خير
حذفحائكة الأحلام
ردحذفالسلام عليك أختي أمل سأبعثها الآن ويبقى رأيك
قرأت قصتك .. بإذن الله عندما انشر قصتي الجديدة الليلة ، سأنشر تعليقك السابق كما هو .. برأي الأفضل ان لا اغير قصتك ، وسأدع متابعين المدونة يجيبونك على مشكلتك .. من حسب تجربتي بهذا الموضوع : الأفضل ان لا تواجهيهم او تتحديهم ، لأنهم بإمكانهم ايقاف حالك ، كما حصل معي .. فقط تجاهلي شياطين الإنس والجن ، وداومي على اذكار الصباح والمساء .. وكان الله في عونك
حذفحائكة الأحلام
ردحذفآسفة أمل أنا لم أفهم ما تقصدين
أقصد ربما أحوّلها يوماً ما الى قصة ، لكن حالياً ليس لديّ فكرة للموضوع .. لهذا سأنشر تعليقك على قصتي التالية .. وربما من تقديم القرّاء حلولاً لمشكلتك ، أجد فكرة مناسبة لقصتك بإذن الله
حذفحائكة الأحلام
ردحذفأختي أمل تأكدي أني لا أخاف شيئا لا هم ولا غيرهم نعم كنت سأواصل تحديهم لكني قررت إنهائها ولايخيفني ساحر أيا كان قوته وجبروته تأكدي أقسم هو وشياطينه عيشتهم الرعبة بعينه تأكدي أمل لا أحد يقدر على إيذائك إلا بإذن الله نعم وكنت سأتواصل مع كل الزوار لكن اردت ان لا أطيل القصة لكن تأكدي أعلم من الله انه سياخذ منه حقي ومتأكدة وأنه يتألم معهم كل يوم
الموضوع ليس خوفاً منهم ، لكنهم قادرين على تعسير حياتك .. لهذا الأفضل تجنّب شرّهم قدر الإمكان
حذفحائكة الأحلام
ردحذفأختي أمل أريد نشر قصتي كنصيحة او الإفادة منها كما أريد أن تنشري هذا التعليق أيضا معها إجمعيهم مع بعض
نصيحتي أيضا لا تنشر صورك أو إعطاء معلوماتك الشخصية إلى أي أحد كان تأكد من كل قناة أو مجموعة تريد الإنضمام إليها أو المشاركة فيها أو حتى التعليق على إحدى الفيديوهات أيضا لا تتواصل مع أي راقي مشتبه فيه او تحس بالإضطراب نحوه لا تعمل صداقات مع أي شخص لا تعرف عنه شيء يمكن أن يتم سحرك. عن طريق عنوانك أو حسابك أو بأي طريقة ما
ردحذفحائكة الأحلام
ردحذفتصدقي أختي أمل والله الشيطان يلي معي أخبث من شياطينو الله يلعنهم أجمعين