الأربعاء، 17 أغسطس 2022

الموهبة المُختطفة

تأليف : امل شانوحة  

هوس الشهرة


شعر فِراس بالضيق كلما سألته الصحافة عن هوايته ، فهو ابن ممثلٍ عربيّ مشهور ، عُرف بأدواره البطوليّة .. والذي أورث ابنه الوحيد الكثير من الأموال والعقارات .. ليعيش فراس (الشاب الثلاثيني الوسيم الأعزب) برفاهيّة في قصر والده الفخم..


ومع ذلك لم تكفيه ثروته الضخمة وسمعة عائلته الجيدة ، لاشتياقه لأضواء الكاميرات اثناء مرافقته والده المرحوم (بفترة طفولته ومراهقته) لتكريمه في المهرجانات عن اعماله السينمائيّة الخالدة.. 


ورغم محاولات فراس الجادة بالتمثيل ، إلاّ أنه فشل بأدواره الثانويّة في العديد من الأفلام والمسلسلات ، حيث وصفه النقّاد بالمتصنّع عديم المشاعر ! 


لهذا ترك التمثيل ..والتجأ لدروس الغناء والعزف ، سعياً لشهرةٍ عربية وعالميّة .. لكنه فشل ايضاً ! .. بل أصبح أضحوكة بعد طرده من عدّة برامج للمواهب الشابّة ..

 

فتوجّه لكتابة القصص .. ورغم قلّة خبرته الّلغوية وركاكة حبكته القصصيّة إلاّ انه شارك في اكبر مسابقةٍ ادبيّة في بلاده ، والتي جمعت كبار الأدباء من كافة الأعمار .. 


وفي يوم النتائج .. حلّ في المركز الأخير لأخطائه الإملائيّة والإعرابيّة التي لا تُغتفر في مجال الأدب .. بينما حلّت (سلافة) في المركز الأول رغم عدم تجاوزها سن 22 !

 

وقد راقبها فراس عبر الشاشة الضخمة المُعلّقة بالمسرح ، وهي تستلم شهادة التكريم امام الكتّاب والجمهور الذين صفّقوا لها بحماس .. ليلاحظ ارتباكها وتلعثمها اثناء شكرها مُعدّي المسابقة ، مما يدل على ضعف شخصيتها ! 

وهنا خطرت بباله فكرة جهنميّة .. فسلافة قد تكون مفتاحه للوصول للشهرة التي حلم بها دائماً 

***


بعد شهر .. لم تدرك سلافة أن الشاب الوسيم الذي يلاحقها بالجامعة هو نفسه ابن الممثل المشهور .. وبدوره لم يخبرها بذلك ، لأنه يكره تركيز الناس على سيرة والده ، كأنه نكرة من دونه ! 

واختلق بعض الأكاذيب لإثارة اهتمامها : بكونه خرّيج هندسة ، ويدرس الماجستير في جامعتها .. في الوقت الذي تدرس فيه الأدب العربي بسنتها الأخيرة .. 


كما ناقشها بقصصها المنشورة في مدونتها التي قرأها على الدوام ، بعد إعجابه ببساطة سردها وتنوّع افكارها ، مما قوّى علاقتهما .. خاصة بعد  وعده بالزواج ، فور تخرّجها الجامعيّ.. 


وحين سألته بخجل : 

- هل يمكنني إخبار اهلي بشأنك ؟ 

اجابها بارتباك :

- إنتظري ريثما أخبر عائلتي اولاً 

***


مرّت 4 شهور ، حاول فيها فراس التهرّب من التزامه بالعلاقة او مقابلة اهلها ، بحجّة انشغالهما بالدراسة.. فلم تضغط عليه ، بعد تعلّقها الشديد به .. حيث بدى كرجلٍ محترم من خلال تصرّفاته الّلبقة : كانتظارها خارج القاعة لحين انتهاء محاضرتها .. او شرائه غدائها من كافتريا الجامعة مع رفضه مشاركتها المصاريف ، كونه المسؤول عنها مستقبلاً ! 

***


وقبل ايام من بدء امتحاناتها النهائيّة .. أصرّ على توصيلها منزلها ، لمعرفة عنوانه ، كيّ يخطبها فور نجاحها .. فوافقت بخجل

***


لتستيقظ مساءً في غرفةٍ ضيّقة (فيها سرير وخزانة ، وطاولة عليها دفاتر فارغة) مع دورة مياهٍ صغيرة ! 

وقبل إستيعابها ما حصل ! فتح فراس قفل الغرفة .. ليدخل حاملاً صينيّة الطعام ، وهو يقول بسخرية : 

- اخيراً استيقظتِ يا عروس


فسألته بخوف : فراس ! اين انا ؟!

- في علّية قصري

- ماذا تقصد ؟!

- أمعقول أن كاتبة ذكيّة مثلك ، لم تفهم الموضوع ! لقد خطفتك يا عزيزتي 

فصرخت بصدمةٍ وعصبية : ولما فعلت ذلك ؟! وماذا تريد مني ؟!!

- لا تقلقي لن ألمسك ، فأنت لستِ نوعي المفضّل .. كل ما اريده ، هو قصصك الأدبيّة

- لم افهم شيئاً !

- حسناً ، الموضوع باختصار


((وأخبرها انه رشّ الزهرة (التي اهداها لها بالسيارة) بالمخدّر .. وبعد نومها ، حملها الى غرفة قصره العلويّة (مُستغلّاً عطلة خدمه) .. وأنه اثناء غيابها عن الوعيّ : نسخ جميع قصصها ، قبل قفل مدونتها نهائياً بمساعدة صديقه الهاكر ! رغبةً بإضافتهم الى مدونته التي افتتحها حديثاً ، بعد تغيّر عناوينهم .. اما قصصها القادمة ، فسينشرهم بإسمه .. وسيستخدم معارف والده ، لتحويل افضل قصصها لأفلامٍ من تأليفه .. وبذلك يمتلك موهبةً كتابيّة ، توصله لشهرةٍ مضاعفة عن شهرة والده !))


سلافة وهي تحاول كتم غضبها : وماذا ستفعل إن رفضّت الكتابة ؟

- سأتنوّع بعقابك : من حرمانك الأكل ، وصولاً للضرب والتعنيف .. فأنت عبدتي ، وعليك تنفيذ اوامري

- حرامٌ عليك يا فراس ..الإمتحانات ستبدأ بعد يومين ، لا تحرمني التخرّج مع اصدقائي 

فراس بلؤم : لا تهمّني شهادتك

- وماذا عن اهلي ؟ اكيد سيبلّغون الشرطة عن إختفائي 

- وكيف سيعرفون بشأني ، وانت لم تخبريهم عن عريس المستقبل ؟

سلافة باكية : أهذا ذنبي لأني أحببتك ؟!

- لا تلومينني على جفافك العاطفيّ 


ثم اشار للخزانة وهو يقول : 

- وضعت فيها بعض الغيارات المناسبة لجسمك الضئيل ، وسأحرص على إطعامك بأوقاتٍ محدّدة .. كل ما عليك فعله هو تعبئة تلك الدفاتر بقصصك الجميلة  

سلافة : بالعادة أطبعهم.. 

مقاطعاً : لن اجازف بإعطائك حاسوباً ، فقد تتمكّنين بطريقةٍ ما من توصيله بإنترنت القصر ، فتبلّغين اهلك او الشرطة عن مكان احتجازك ... لهذا سأقوم بطباعتهم على حاسوبي ، لنشرهم بإسمي .. وطالما سأقرأ كل ما تكتبينه ، فلا تحاولي التلميح عمّا حصل معك ، كيّ لا أعاقبك بقسّوة .. آه ! قبل ان أنسى ، لا تصرخي او تطلّي من النافذة .. لأني منعت الخدم من الصعود لمكتبي في العلّية ، وهدّدتهم بالطرد إن ازعجوني اثناء كتابتي القصص .. فلا تحاولي لفت انتباههم ، وإلاّ سترين طباعي القاسية  


سلافة بقلق : والى متى ستحبسني ؟!

- لحين شهرتي

- قد يأخد الأمر سنواتٍ طويلة !

فراس : يا عزيزتي ، كل مشاكل الحياة تُحلّ بالمال .. وبثروة والدي سأنتج افضل قصصك ، لأعجّل من شهرتي ..

- ولما كل هذا ! الم يكن أفضل لو تزوّجنا ، وقمت انا بتأليف القصص وانت بإنتاجهم ، وانشهرنا معاً ؟!

فراس : لا يوجد شيء اسمه موهبة الإنتاج .. وانا اريد موهبةً خاصة ، تسلّط الأضواء عليّ .. لذا الأفضل أن تبدأي بكتابة قصتي الأولى


ثم خرج من الغرفة التي أقفل بابها بإحكام .. لتنهار سلافة باكية ، بعد أن تحوّل حبّ حياتها لوحشٍ دمّر احلامها المستقبليّة !

***


مرّت سنة على اختفاء سلافة ، دون إيجاد الشرطة اثراً لها ! 

في هذه الأثناء .. انشغل فراس بإنتاج فيلمه الأول ، بعد حملةٍ إعلانيّة واسعة ، كلّفته الكثير من المال .. 

فترقّب النقّاد فيلمه باهتمام ، بعد قراءتهم بعض قصصه المنشورة حديثاً بمدونته (دون علمهم بأنها مسروقة)..

***


وبالفعل حصل فيلمه البوليسيّ على ثنائهم ، لحواره الذكيّ وحبكته القصصيّة المميزة ، مما اثار دهشتهم ! 


وسرعان ما أعلن فراس في مؤتمره الصحفيّ عن انتاجه لفيلمٍ جديد ، سيُعرض قبل نهاية العام ! 

فسأله احد الصحفيين : 

- اليس غريباً أن تتفجّر موهبتك الكتابيّة دفعةً واحدة ؟

فراس : ماذا تقصد ؟!

- يعني كيف تمكّنت من تأليف 100 قصة بعد شهورٍ قليلة من فتحك المدونة ؟!

- انا اكتب منذ المراهقة ، لكني احتفظت بقصصي في ملفٍ بحاسوبي .. وبعد فشلي بالتمثيل والغناء ، قرّرت مشاركة افكاري مع القرّاء


الصحفي : وماذا كان رأيّ والدك بموهبتك الكتابيّة ؟

- لم اعرضهم عليه ، وانا نادمٌ على ذلك .. لكان مثّل إحداها قبل وفاته 

- لكن حسب معلوماتي ، بأنك فشلت في المسابقة الأدبيّة .. 

فراس مقاطعاً بارتباك :

- ليس بسبب سوء فكرتي ، بل لأخطائي الإملائيّة والإعرابيّة .. لهذا تعلّمت في الشهور الماضية في منزل دكتورٍ جامعيّ محترف ، طريقة الكتابة السليمة وأصول النحو والصرف ، وكل ما يفيدني بتطوير موهبتي .. وبعدها انشغلت بتصحيح قصصي القديمة ، قبل نشرها في مدونتي 

الصحفي ساخراً : أحقاً ! اذاً إعرب لي الجملة التالية .. 

فراس مقاطعاً بعصبية : توقف عن هذه المهزلة !! إن لم يعجبك فيلمي ، فلا تتابع اعمالي ثانيةً 


ووقف وهو يلمّلم اوراقه .. فحاولت الصحفيّة منعه من الرحيل : 

- اهدأ سيد فراس ، فالمقابلة الصحفيّة لم تنتهي بعد

فراس غاضباً : هذه مشكلة البلاد العربية !! بدل مدحكم المبدعين ، تنتقدونهم بتعليقاتكم الساخرة .. (ثم تنهّد بضيق).. آخر ما اريد قوله : إن فيلمي البوليسي هو نجاحي الأول ، لكنه حتماً لن يكون الأخير .. فأنا اكتب بجميع مجالات الأدب .. فتوقعوا أن تكون جائزتي القادمة عن فيلمي الدراميّ او الرومنسي او المخيف ، فخيالي لا حدود له .. وسأثبت موهبتي للجميع بالسنوات القادمة !!

ثم خرج ، وهو يكتم سعادته بتسليط الكاميرات عليه !

***


وبالفعل ! في السنوات الخمسة اللاحقة .. نجحت افلامه السبعة التي انتجها بنفسه ، والتي أعجبت ملايين المشاهدين الذين تحمّسوا لأفلامه القادمة

***


في علّيه القصر .. وبعد مشاهدة سلافة للفيلم الأخير على حاسوب فراس الذي سألها : 

- هل أعجبك فيلمي ؟ 

فردّت بتهكّم : فيلمك !

فراس بعصبية : هذا بدل أن تشكريني لتحويل فكرتك السخيفة الى فيلمٍ محترف ؟ الا تدرين كم كلّفني لكيّ يظهر بهذه الجودة ؟ فأنا بمجهودي خلّدت كلماتك بالسينما العربية

فقالت بحزن :

- وما الفائدة بعد سرقتك افكاري ! 

- يا غبية !! ارباحك محفوظة بالبنك ، وسأدفعهم لك بعد خروجك من هنا 


سلافة باستنكار : وهل حقاً ستطلق سراحي ؟ 

- انا أتعلّم طريقة الكتابة من معلّمي الخاصّ ، ومن خلال مراقبتي لأسلوب قصصك .. وبعد حصولي على الشهرة ، سأكمل طريقي وحدي 

سلافة بسخرية : كأنه بإمكانك الكتابة مثلي

فصفعها بغضب ..

- لا تظني إنني بحاجتك ، ايتها التافهة !! فأنا موهوب اكثر منك ، ولولا توجيهاتي الإبداعيّة للمخرج ، لما ظهر الفيلم بهذه الروعة .. فلولايّ ، لبقيت قصصك حبراً على ورق !!


سلافة بعصبية : حسناً إكمل الطريق دوني طالما متأكّد من موهبتك ، ودعني اعود لأهلي.. الا يكفي انك حرمتني من التخرّج ؟!

- سأفرج عنك بالوقت المناسب .. الآن تابعي كتابة المشهد الأخير لفيلمي القادم

وخرج من الغرفة ، تاركاً سلافة في اكتئابٍ شديد

***


لم يلاحظ الجمهور كذبه وألاعيبه ، الى أن شاهد أحد متابعين سلافة القدامى فيلماً لفراس .. فشعر بتشابه اسلوبه مع كاتبته المفضلّة التي اختفت فجأة عن جميع وسائل التواصل الإجتماعيّ ، بعد إقفال مدونتها دون توديع قرّائها ، وهو شيءٌ مُخالف لطبيعتها اللّبقة واخلاقها الرفيعة التي عوّدتهم عليها !

مما جعله يقرأ المزيد من القصص المنشورة بمدونة فراس .. ليكتشف سرقته لقصةٍ كان قرأها سابقاً لسلافة (بعد تغيّره عنوانها)! 


وهذا أثار ريبته ! فبحث عن عنوان اهلها ، حتى وجدهم .. ليتفاجأ بخبر اختفائها قبل 6 سنوات ، بعد فشل الشرطة بإيجادها !

فأخبرهم بشكوكه التي نقلوها للمحقّق الذي أصدر مذكّرة تفتيش لقصر فراس .. 

***


وفي المساء ، أُرسلت دوريّة شرطة الى هناك .. وبعد بحثهم بجميع الغرف ، لم يجدوا أثراً لسلافة .. خاصة بعد نكران الخدم لوجود سيدة بالقصر ! 


وقبل ابتعاد سيارة الشرطة عن موقف القصر ، لاحظ أحد الشرطييّن يداً تلوّح بغطاء الوسادة من بين قضبان نافذة العُلّية (بعد أن رأت سلافة انوارهم الحمراء والزرقاء تسطع في غرفتها المظلمة ، دون صراخها كيّ لا تلفت انتباه خاطفها)

 

ليسارع احدهما بالقبض على فراس ، بينما ركض الآخر للطابق العلويّ .. ليتمّ نقل سلافة الى المستشفى ، حيث أظهر التقرير الطبّي كدماتٍ قديمة على وجهها وجسمها بعد تعرّضها للعنف ، بسبب رفضها الكتابة من وقتٍ لآخر ! 

***


وفي مركز الشرطة .. حققّوا مع رئيس الخدم الذي أنكر معرفته بالمخطوفة الذي أحضرها سيده بعطلة الخدم السنويّة ! 

وحين سأله المحقّق :

- الم تشكّ من صعود فراس المتكرّر للعليّة ؟

- هو أخبرنا انه وضع مكتبه هناك ، وهدّدنا بالطرد إن ازعجناه اثناء عمله ! 

- الم تسمع اصواتاً من الغرفة العلويّة ؟ 

رئيس الخدم : سألته يوماً عن صوت بكاءٍ خافتٍ لفتاة .. فأخبرني انه ترك حاسوبه مضاءً على فيلمٍ دراميّ ، يستلهم منه قصته التالية!

- وماذا عن طعام المخطوفة ؟

- لاحظ الطبّاخ مضاعفة السيد لكميّة طعامه ! لكنه برّر جوعه الزائد ، بسبب تفكيره المستمرّ بالكتابة .. وحقاً لا تدري كم صدمتي به كبيرة ! فأنا اعرفه منذ الصغر .. ووالده كان مثالاً للأخلاق الرفيعة ، ولم أتصوّر أن ينجب شيطاناً خبيثاً مثله ! 

المحقّق : حسناً انتهى التقرير ، يمكنك العودة لمنزلك 

***


وبعد قفل ملف التحقيق .. أخبرت الشرطة عائلة سلافة بوجودها في المستشفى ، التي وضعوا لها مصلاً لسوء التغذية بجسمها الهزيل .. ليسارع اهلها الى هناك.. وينهاروا بالبكاء وهم يحتضنونها ، بعد أن فقدوا الأمل بإيجادها حيّة .. كما تنفّسوا الصعداء بعد أن اخبرتهم الطبيبة بأنه لم يتمّ الإعتداء عليها طوال سنوات اختفائها ! (فتركيز الخاطف إنصبّ فقط على أفكارها الإبداعية التي أدّت لشهرته الزائفة) 

***


اما مصير فراس ، فكان السجن لعشر سنوات بتهمة الخطف .. عدا عن فضيحته المدويّة امام مجتمعه الراقي ، وامام جمهوره ومتابعيه .. كما رفع النقّاد دعوى ضدّ سرقته الأدبيّة .. وطالبوا بنسب اعماله الثمانية السابقة لسلافة ، وتسليمها جوائزه الأدبيّة .. عدا عن حقوقها الماليّة من ارباح افلامه السينمائيّة

***


وبعد شهرين على هدوء الوضع ، إمتحنت سلافة مع طلّاب السنة الأخيرة بالجامعة 


وفور تخرّجها ، وقّعت عقوداً مع أهم المخرجين العرب الذين ارادوا تحويل قصصها القادمة لأفلامٍ سينمائيّة .. 

حيث نصحها أحد المنتجين بتحويل حادثة إختطافها ، لقصةٍ مخيفة ..فوافقت على اقتراحه .. ليحصد فيلمها أعلى نسبة مشاهدة بدور السينما ! مما جعلها من اهم الكتّاب العرب .. 


كما تطوّع منتجٌ ثريّ بدفع تكاليف ترجمة فيلمها الأخير الى عدّة لغات .. لتحصل على جائزة مهرجان (كان) السينمائي ، عن فئة القصص الأجنبية 

***


اثناء صعود سلافة الى المسرح لاستلام كأسها الذهبيّ من مهرجان كان ، وسط تصفيق النقّاد والممثلين الأجانب .. تابع فراس الحدث (مباشرةً عبر التلفاز الموجود في استراحة السجن) باهتمامٍ وتركيز ، قبل أن يقاطعه زعيم المساجين بكلامه الساخر : 

- هل انتهيتِ من مشاهدة الأخبار الفنّية ، يا سوسو الفاتنة .. الآن حوّلي الى قناة الأغاني ، نريد مشاهدة رقصكِ المثير .. فالرقص هي موهبتك الفريدة .. 


وفور ارتفاع صوت الموسيقى ، لفّ مساعد الزعيم غطاء المائدة حول خصر فراس ، بعد أن أوقفه وسط الصالة ! 

لترتفع اصوات التصفيق والصفير من المساجين الذين تابعوا رقصه الشرقيّ بنظراتهم الشاذّة ، بينما يحاول فراس جاهداً كتم دموعه المقهورة على مصيره المُخزي والمُشين الذي دمّر به سمعة والده العظيمة !


هناك 16 تعليقًا:

  1. عذراً لتأخري عن الكتابة .. اتمنى ان تعجبكم القصة

    ردحذف
  2. يعني 6 سنوات ولم يتعرض لها ولم يثالثهما الشيطان رغم سلوكه الاجرامي هذا حقا مجرم مؤدب ههههه او ربما مريضا😡😠😬😡😡😡😦😡😡😡😡😡😡😦😦

    ردحذف
    الردود
    1. أهذا ما أغضبك ! هو شابٌ غنيّ ووسيم وغير متديّن ، اكيد لديه علاقات اخرى .. فهو يعلم جيداً إن اعتدى عليها سيدمّر نفسيّتها ، وهذا سيمنعها من كتابة قصصٍ جيدة .. وغرضه الأساسي من سجنها ، هو أن تكون سبباً لنجاحه وشهرته .. وبنهاية القصة تحوّل فراس ، لسوسو الفاتنة .. الا يكفي ذلك لعقابه ؟

      حذف
  3. ابسلوتلي نو ههههه انا امزح ياقوم ولكن لم يقترن داءما كونه وسيما بحتمية تفلته ومجونه ربما يكون مبتلى بحسنه هذا ...اما عن فراس هذا فهو غبي جدا فلم يبحث عن الشهره ان كان مستغنيا ..بعتقد هذا لنقص به

    ردحذف
    الردود
    1. تخيّل نفسك ابن الممثل الهندي شاروخان ، وقضيت عمرك وانت ترافق والدك لحفلاته السينمائية وانت محاط بكاميرات الصحافة التي تخلّت عنك بعد وفاة والدك (لا سمح الله) اكيد ستبحث عن طريقة لتسليط الأضواء اليك من جديد ، وهذا ما حدث لبطلنا فراس !

      حذف
    2. لو لم تكتبي عن فكرته الشيطانية وجعلتي الموضوع رومنسي وفجأة يتحول هذا الرومنسي إلى مختطف ويسرق أفكارها....أعتقد ستكون القصة مثيرة

      حذف
    3. فكرةٌ جيدة ، احسنت .. ربما بالمرة القادمة

      حذف
  4. هو توفى عامة ...القصد ان الباحث

    ردحذف
  5. قصدي لم يبحث عن الشهره باوجاعها ومشاكلها يعني لا اخفيكم سرا فيروس كورونا هذا افادني شخصيا كثيرا فالكمامة مع نظارة الشمس تخفي اغلب الوجه فلا اضطر كل بضعة خطوات ان اتوقف مجبرا لسيلفي مع هذه وامضاءا لتلك ودعوات وعروض لا تنتهي ...في احد المرات بعد حفلة ما كانت في الاسكندريه اظن وكانت تحضرها ملكة جمال النمسا وتقدمت الي بعد الحفل واهدتني زهره
    شممتها فلم ادري بنفسي الا وقد اختطفتني الى قلعة حصينه اعلى جبل ثم وضعتني في مرطبان عسل كان فارغا بالطبع ثم هددتني اما اتصل بالماذون واما ستسكب عليا العسل فاموت فطيس فلم يهن عليا بالطبع شبابي وطعامتي ههههه فاتصلت بالماذون وحضر وتزوجنا ثم انها نظرت لي نظرة مودع وقالت لن تنظر اليك امراة غيري ساكون ارملتك افضل حالا ثم سكبت العسل فوق راسي ولا حول ولا قوة الا بالله وانا لله واليه راجعون ...هذا فقط نذرا يسيرا من ماسي الشهره
    فلءن تكون هملا هكذا خيرا لك ...صدقوني

    ردحذف
    الردود
    1. تخيّلتك ناموسة تغرق في مرطبان العسل هههه ، بصراحة أقنعتني ان الشهرة صعبة .. تحياتي لك ، اخي عاصم

      حذف
    2. طيب يعني منحناكي اسبوعا كاملا واقفلتي علينا المدونه وذهبتي للمصيف ⛵⛵⛵⛵⛵⛵📔☔☔☔☔☔☔☔☔☔وتركتينا تحت الشمس نتلمظ ولا عزاء للتعساء والبؤساء والحرانين
      فتعويضا عن هذا فانني اطالب ب 3 قصص يوميا قصه محشيه وقصه مشويه وقصه محمره وقد اعذر من انذر ههههه

      حذف
    3. انت وابن اليمن ، تعليقاتكما تضحكني .. ياريت قضيت إجازتي بالمصيف ، قضيتها بأعمال المنزل .. احاول الآن كتابة مسودة لقصة جديدة ، اتمنى ان تعجبكم

      حذف
  6. سلام عليكم استاذة امل .. ارسلت لكِ قبل بضعة ايام رسالة على ايميلك اتمنى منك ان تقرأيها وشكرا لكِ

    ردحذف
    الردود
    1. هذا ايميلي
      amal_shanouhawriter@hotmail.com
      لأنه لم يصلني شيء ! حاول من جديد وشكرا

      حذف
  7. لافيكيا سنيورا

    قصه روعه رررروعه روووعه ....ولازلتي تفاجئيني بافكارك ...

    بس حرام عليك عاقبتيه بسوسو الفاتنه ههههههههههههههههه الله يسامحك صرت اتخيل شكل سوسو وهو يرقص ثم اظحك واظحك ..يكفيه السجن اكبر عقاب له وافتظاح سرقته الادبيه وسحب الجوائز منه ....

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. منذ بداية القصة وهو يبحث عن موهبته الخاصة ، ووجدها بنهاية القصة .. سعيدة ان القصة اضحكتك .. لافيكيا سنيورا ، اخي ابن اليمن

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...