الاثنين، 20 يونيو 2022

زوجة الثريّ

الفكرة الرئيسيّة : أختي اسمى
حوار المحاكمة : امل شانوحة 

 

من القاتل ؟! 


صرخ جون المخمور امام المعازيم بغضبٍ شديد :

- ديانا !! تزوجتِ العجوز لترثيه ، يا عبدة المال !! سأنتقم منك ، أعدك بذلك ايتها النادلة الرخيصة !! 

فطرده والده من حفل زفافه ، رغم انه ابنه الوحيد !

***


هذه الحادثة حصلت قبل سنتين ، وتمّ ذكرها امام هيئة المحلّفين بعد اتهام جون بقتل والده الثريّ في قصره ، في الوقت الذي كانت فيه ديانا (زوجته الشابة) تحتفل بعيد ميلادها مع صديقاتها في مطعمٍ فاخر ، والتي سألها محامي المتهم جون (الإبن) باهتمام :

- سيدة ديانا ، لما لم تحتفلي بالقصر مع زوجك ؟

فأجابت : كان يشعر بتوعّك ذلك المساء ، واراد النوم بهدوء .. لهذا سمح لي الإحتفال في الخارج  

- وماذا حصل بعد عودتك ؟

- أوصلتني صديقتي الى القصر ، وهي من سمعت صراخي بعد رؤية زوجي مقتولاً ! 

المحامي : اليس غريباً أن تنتظرك صديقتك لحين صعودك الى غرفة النوم في الطابق الأول ! أقصد لما لم ترحل بعد توصيلك الى القصر ؟


ديانا : انا طلبت منها الإنتظار

- لماذا ؟ 

- لأن الشرطة حجزت سيارتي بعد إيقافها خطأً في موقف المعاقين الخاص بالمطعم .. فأصرّيت أن تنتظرني بالحديقة لإعطائها ما دفعته للشرطة .. وقبل أن تسألني ، أجيبك : كنت سأخرج سيارتي من الحجز صباحاً ، لأني ليلتها كنت مخمورة قليلاً

المحامي : نحن سمعنا شهادة صديقتك قبل قليل ، والتي أكّدت رؤيتها لرجلٍ يقفز من النافذة لحظة صراخك.. ورغم انه مقنّع الوجه ، الا أنك تصرّين أنه ابن المرحوم ؟ 

ديانا بعصبيّة : لأنه هدّدني امام الجميع ، كما ظهر بفيديو العرس ! 

- نعم ، لكنه هدّدك انت وليس والده ؟


فرفع محامي ديانا يده : أعترض سيدي القاضي !! فأنا سلّمتُ حضرتك وهيئة المحلّفين ورقة تُثبت خسارة جون مبلغاً كبيراً بالقمار .. وأظنه اقتحم قصر والده لسرقة خزنته ، كما ظهر بكاميرا مكتب ادوارد في الطابق الأرضيّ .. ورغم عدم وجود كاميرا في غرفة نوم ابيه ، الا أن وقت خروجه من القصر (كما ظهر من كاميرا الباب الخارجيّ) تُثبت بقائه نصف ساعة في غرفة النوم ! وأظنه تجادل مع والده بعد رؤيته هناك


فأكملت ديانا قائلةً : نعم !! هو اعتقد اننا نحتفل بعيد ميلادي في الخارج ، كما فعلنا السنة الفائتة .. وأظنه تفاجأ برؤية والده نائماً بغرفته ، فتجادل معه قبل إطلاقه النار على رأسه


فاعترض محامي جون : هذه مجرّد تكهّنات ، فربما يكون الرجل المقنّع لصّاً عادياً .. ثم موكّلي جون لم يفلس تماماً بعد خسارته لعبة القمار الأخيرة .. وهو أكّد بشهادته : انه لم يفكّر يوماً بأذيّة والده ، وانه لن يدمّر سمعته لأجل نادلة

ديانا بغضب : اسمي ديانا لوّ سمحت !! ولست خجلة من عملي كنادلة .. فأنا عملت لتوفير اقساط جامعتي

فأكمل محامي جون : التي دفعها السيد إدوارد كاملةً ، اليس كذلك ؟ فهل انت طلبت منه ذلك ، ام وضعكِ بموقفٍ محرج لإجبارك على الزواج منه؟

ديانا : انا تزوجت ادوارد عن إقتناع ، رغم فارق السن بيننا .. فأنا لم ارى ابي البيولوجي ! وهو كان حنوناً عليّ ، لهذا أحببته

- وكيف التقيتِ به ؟

- المطعم الذي عملت فيه كان بجانب شطّ القوارب


محامي جون : أتقصدين السفن الخاصة بالأثرياء ؟

ديانا : نعم ، وكان ادوارد يأتي مع صديقه للغداء بعد رحلتهما البحريّة 

- وكيف وقع في حبك ؟

- بل أنا أحببته بعد دفاعه عني امام المدير الذي اراد طردي لخطأي بتقديم الطعام للزبائن.. ومع الأيام أصبح يأتي للمطعم قبل ساعة من إغلاقه ، ويتكلّم معي عن احلامي وطموحي للمستقبل .. وقد أعجبه حماسي ، ورغبتي بالعمل الوظيّفي فور تخرّجي .. 

محامي جون : انت درستي المحاسبة ، اليس كذلك ؟

- نعم وكنت جيدة بها ، وهو عرض عليّ العمل في شركته بعد التخرّج

- لكنك لم تعملي عنده ، ولم تكملي حتى دراستك ! 

ديانا : كان يغار عليّ كثيراً .. ففي يوم قدم للجامعة ورآني ادرس مع زميلي ، فخيّرني بين زواجي به وإكمال تعليمي .. فتركت الجامعة بسنتي الأخيرة


محامي جون : هل كان المرحوم رجلاً متسلّطاً ؟ ألهذا خطّطتِ لقتله للحصول على ثروته ؟

ديانا بعصبيّة : لما تحاول تغيّر احداث القضيّة ؟! فأنا كنت خارج القصر لحظة الجريمة ، وصديقتي شاهدة على رؤيتها القاتل .. وليس عندي اعداء سوى ابنه الذي عاملني بجفاء طوال السنتين الفائتتين ، والذي قلّل من شأني في كل المناسبات العائليّة.. فاسألوه عن سبب كرهه لي ؟

محامي جون : سيدي القاضي ، أطالب مجدّداً بسماع اقوال موكّلي جون 

 

فصعد جون للإدلاء بشهادته : وهو يصرّ بأنه كان نائماً في منزله لحظة الجريمة .. وأن ديانا هي من خطّطت لقتل والده بسبب غيرته الشديدة وتحكّمه بتصرّفاتها وقراراتها ، لهذا ارادت التخلّص منه 

***


واستمرّت المحاكمة لأسابيع ، قبل إنقلاب الأحداث مع شهادة رجلٍ اربعينيّ إلتقى بجون في البارّ قبل يومين من جريمة القتل..حيث شهد امام الجميع :

- كنت أتسامر مع عامل البارّ عن إنجازات شبابي ، وحصولي على ميداليات ذهبيّة بالقنصّ وبراعتي باستخدام المسدس .. وقبل خروجي من البارّ ، قدم هذا الرجل .. (وأشار الى جون)..وأخرج دفتر شيكاته قائلاً : أُطلب أيّ مبلغٍ تريده مقابل قتلك والدي !

فصرخ جون غاضباً : كاذب !! انا لم اره بحياتي !

الشاهد : صدّقوني هذا ما حصل 


محامي ديانا : وهل أخبرك عن سبب رغبته بقتل ابيه ؟ 

الشاهد : قال إن محامي والده أخبره أنه كتب الميراث بإسم زوجته فقط ، ممّا أفقده صوابه .. وأخبرني أنه سيعطيني الرقم السرّي لإيقاف جهاز الإنذار الخاصّ بالقصر ، وكذلك الرقم السرّي لخزنة والده .. فظننت في البداية انه يخطّط لسرقته ، لكنه أكمل قائلاً : بأن لي الحرّية بقتل والده وزوجته إن صادفتهما في القصر !

 

محامي ديانا : اذاً جون علم تلك الليلة أنه لن يوجد خدم بالقصر بسبب إجازتهم السنويّة ، اليس كذلك ؟

الشاهد : هو أخبرني أنه لن يكون هناك شهود على جريمتي .. لكني بالطبع رفضّت طلبه ، فأنا بطل اولمبياد ولست قاتلاً مأجوراً ! ونصحته بحلّ مشاكله مع والده بعقلانيّة .. ومن بعدها لم اره مجدّداً .. وحين سمعت مجريات القضية في الأخبار ، قدمتُ للشهادة

محامي ديانا : يبدو انه وجد قاتلاً غيرك لتنفيذ المهمّة ، او قرّر فعلها بنفسه

فصرخ جون غاضباً : هذا شاهد زور ، ولم اره في حياتي .. أحلف لكم!! 


فطلب القاضي من محامي ادوارد الصعود للشهادة : والذي أكّد ثورة غضب جون بعد معرفته بحرمانه من ميراث والده ، قبل اسبوع من وقوع الجريمة ! 


وبسبب الأدلّة الجديدة أُودع جون في الحجز ، لحين صدور قرار المحكمة النهائيّ .. 

***


خلال شهور المحاكمة ، تفانى محامي ديانا بالدفاع عنها وإثبات التهمة على جون .. الى أن ربح القضيّة ، وحُكم على جون بعشرين سنة .. 

لكن الشاب المدلّل لم يُكمل شهره الأول في السجن ، بعد العثور عليه مُنتحراً في زنزانته ! 

وبذلك أُقفلت القضية ، وحصلت ديانا على ميراث اداورد كاملاً 

***


لم يمرّ شهران على نهاية القضيّة ، حتى نشرت ديانا بوسائل التواصل الإجتماعي زواجها من محاميها الوسيم الذي كان مغرماً بجمالها منذ البداية .. والذي انتقل للعيش معها في القصر .. 

وبعد سنتين ، أنجبا طفلهما الأول 

***


بعد بلوغ ابنهما عامه الخامس ، بدأ يشعر المحامي بانزعاج زوجته وأرقها الدائم وخوفها كلما رنّ جوالها ! 

ولرفضها إخباره مشكلتها ، إلتجأ لطرقٍ قانونية لمراقبة مكالماتها .. ليُصعق بتهديدات قاتلٍ مأجور ، يبدو انها استأجرته لقتل زوجها اداورد !


فلم يعد امام زوجها المحامي إلاّ مواجهتها بالحقيقة .. لتنهار باكية وهي تقول بغيظ :

- ادوارد كان عجوزاً مسيطراً ومتحكّماً بشكلٍ خانق ، لم يكن بإمكاني التنفّس دون إذنه ! وأتعبني بكثرة اوامره التي لا تنتهي ، حيث منعني من رؤية احد او الخروج من القصر 

زوجها : لكن يوم الحادثة كنت تحتفلين مع صديقاتك ؟! 

- بعد وضعي سمّاً خفيف المفعول على مدى شهرٍ كامل ، حتى انهارت قواه .. ولأني كنت أضع قطراتٍ صغيرة في قهوته ، لم تظهر أثرها بالتقرير الشرعيّ .. وبعد إغمائه تلك الليلة ، خرجت للإحتفال في المطعم كيّ تكون لديّ حجّة غياب .. وركنت سيارتي في موقف المعاقين لتُحتجز من الشرطة ، ويكون لديّ دافع لإبقاء صديقتي خارج القصر لحظة هروب القاتل الذي اتفقت معه على هذه التمثيليّة .. لكن القاتل اللعين لم يكفه الخمسين الفاً الذي أعطيته اياه ، وصار يطالبني بالمزيد كل شهر!  


زوجها باهتمام : ومن هو القاتل ؟

ديانا : الشاهد الذي قلب مجريات المحكمة لصالحي

- تقصدين بطل اولمبياد ؟!

- لم يكن بطلاً ، بل مجرم شوارع .. ومن حسن حظي إن محامي جون لم يتأكّد من تلك المعلومة .. فبعد أن طالت مدة المحاكمة ، طلبت من القاتل (المقنّع) الشهادة ضدّ جون ، مقابل نصف مليون دولار 


زوجها : وهل أعطيته المبلغ بعد فوزك القضيّة ؟

- بالطبع لا ، أخذته للبارّ للإحتفال معه .. وبعد سكره ، سجّلت إعترافه وهو يفضح اسرار عصابته .. وأرسلتها لهم بكونها إعترافاته ضدّهم لدى الشرطة .. فأوقعوه بكمين ، وزُجّ بالسجن لثماني سنوات .. فاتصل بي من داخل السجن وهو يهدّدني بالقتل ، فوعدّته بتوكيل محامياً بارعاً له ، مقابل قتله جون في زنزانته بطريقة تبدو للشرطة كأنه انتحر .. وبعد قيامه بالمهمّة ، غيّرت رقم جوالي دون أن أوفّي بوعدي له .. وهاهو خرج من السجن باكراً ! ويطالبني بمليون دولار وإلاّ سيخطف ابننا الصغير..


زوجها بصدمة : لا أصدّق انني تزوّجت شيطانة !

فأجابته بخبث : لا يمكنك فعل شيء ، فأنت متورّط معي بالقضيّة .. وإن حاولت فضحتني ، سأخبر الإعلام انك ساعدتني بالجريمة بسبب علاقتنا السرّية خلال حياة ادوارد

- انت سافلة كما قال جون ، وسأطلّقك قريباً .. اما القاتل ، فتعاملي معه بنفسك .. سأخرج من القصر ، وآخذ ابني معي

ديانا بيأس : حسناً إحمي طفلنا ، لحين إنهائي المشكلة مع ذلك اللعين

***


في المساء .. إنتهى الزوج من ترتيب اغراضه ، وحمل شنطته وطفله النائم الى خارج القصر ..


وقبل ابتعاده بالسيارة ، لمح رجلاً مقنّعاً يقتحم نافذة القصر ! 

فشعر بالقلق على ديانا ، فهي مازالت زوجته .. 


وترك ابنه نائماً في المقعد الخلفيّ ، وأخرج المسدس من درج سيارة.. وأسرع لداخل القصر

***


في الداخل .. سمع صراخ ديانا من الطابق العلويّ ، فأسرع نحوها ..ليجد الرجل المقنّع يحاول خنقها بقوة .. 

فلم يجد نفسه إلاّ وهو يطلق الرصاصة على ظهره ، ليسقط المجرم مقتولاً على الأرض !


فانهار المحامي امام الجثة وهو لا يصدّق إرتكابه الجريمة ! ونظر الى زوجته باكياً :

- إتصلي بالشرطة ، واشهدي أنه كان دفاعاً عن النفس

ديانا بخبث : لن اتصل بأحد 

- ماذا تقصدين ؟!

- إن قدمت الشرطة ستعرف بتورّطي مع هذا السافل

زوجها صارخاً : لا يهمّني امرك !! اريد الخروج من هذه المصيبة


ديانا بخبث : اذاً لندفنه سويّاً وننهي القضيّة ، فالجميع يظنّ أن جون مات منتحراً لإحساسه بالذنب لقتله والده .. وانا ورثت مالاً كثيراً يكفي عائلتنا لأعوامٍ طويلة .. اما هذا اللعين (وأشارت الى القتيل) فأنت أنهيت إبتزازه لزوجتك ، وبموته أغلقنا صفحة الماضي .. هيا عزيزي لا تفكّر كثيراً ، فتورّطك بالقتل سيمنعك من مزاولة مهنتك طوال حياتك .. وانت تعشق مهنة المحاماة ، اليس كذلك ؟

فأومأ برأسه إيجاباً وهو مازال بحالة صدمة !

ديانا : اذاً ساعدني بحمل اللعين ودفنه بحديقتنا ، ثم نتعاون معاً لمسح الدماء .. وغداً نوصل ابننا لمدرسته كأن شيئاً لم يكن .. هيا حبيبي ، إمسك قدميه

***


وبعد أن ساعدها بدفن القتيل ومسح ادلّة الجريمة ، وضع ابنه الصغير بجانبه في السرير ، وحضنه باكياً .. فهمست بإذن زوجها بلؤم :

- الآن انت متورّط معي بالجريمة ، ودليل إدانتك مدفون بالحديقة .. فإن بلّغت عني ، أفضحك !! .. لهذا سنطمر ماضينا كما دفنّا القتيل ، ونعيش بهناء من ثروة العجوز التي تكفينا لآخر عمرنا ، إتفقنا حبيبي ؟


فهزّ رأسه موافقاً بيأس فهو لطالما تمسّك بالقوانين والمبادىء الأخلاقيّة ، وهاهو عالمه المثاليّ ينهار بعد زواجه من امرأة طمّاعة لا تعرف الرحمة!


هناك تعليقان (2):

  1. لافيكيا سنيورا

    قصه رائعه من ثنائي رائع.

    ..
    اختي امل تعرفين انا اقرأ روايات كثيره ومقالات ولكني لم اقرأ روايات حب او مقالات حب ابدا ماعدا رواية كن خائنا تكن اجمل
    حتا قبل سنتين فكرت بقراءة مقالات الحب التي هي من افكار اختنا اسما فاعجبتني قصصها عن الحب لما فيها من ظرافه وتفائل وكان لقصصها بالحب نكهتها الخاصه

    ولكن خيرة الله

    اعتقد ان فكرة اختنا اسما القادمه ستكون عن الجن والمنازل المسكونه والرعب بشكل عام

    لكن لابأس ساعود لقراءة قصصها السابقه عن الحب بالاخص قصة شعر الذره هههه

    تحياتي

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
  2. اللعنة على ديانا الشيطانة ناكرة الجميل .. كم أكره هذه الفئة من البشر وابغضهم ..

    ردحذف

مسابقة الجدارة

تأليف : امل شانوحة منصبٌ رفيع إستوفى خمسة شباب شروط الوظيفة في شركةٍ مرموقة .. واجتمعوا في مكتب المدير العام (أغنى تجّار البلد) الذي قال لهم...