الجمعة، 17 يونيو 2022

المؤامرة الطبيّة

تأليف : امل شانوحة 

 

الخطّة العالميّة !


في ذلك المساء وبعد استيقاظ احمد من العمليّة ، زاره والده الذي اقترح نقله الى مستشفاه الخاص .. لكن احمد رفض قائلاً :

- ابي ، كانت حادثة سيرٍ بسيطة .. والطبيب أعاد كتفي الى مكانه بعمليةٍ ناجحة .. وغداً أخرج من هنا ، فلا داعي لنقلي الى مستشفاك 

والده بعصبيّة : أيُعقل إن ابن رئيس نقابة الأطبّاء يوضع في غرفةٍ مشتركة مع مرضى آخرين ، في مستشفى شعبيّ قذر ؟!!

- سيارة الإسعاف نقلتني الى هنا ، لقرب المستشفى من موقع الحادث.. ثم لا يوجد معي سوى مريضٌ عجوز ، وهو نائم طوال الوقت .. لا تقلق ابي ، يمكنك العودة لعملك.. وغداً أتصل بك ، فور وصولي الى منزلي 


فوصّى والده الممرّضة برعاية ابنه الوحيد جيداً .. ثم خرج من المستشفى مع انتهاء موعد الزيارات 

***  


بعد خروج الزوّار من المستشفى بحلول الساعة العاشرة ، أُخفضت الأنوار  لترك المرضى ينامون على راحتهم .. 


وقبل غفو احمد بقليل ، شعر بالممرّضة تتوجّه بهدوء نحو المريض العجوز الذي يفصله عن سريره ستارةً بيضاء .. 

وكان العجوز مُصاباً بنزيفٍ في المخّ ، جعله غائباً عن الوعيّ معظم الوقت ..

وقبل استسلام احمد للنوم ، سمع الممرّضة تقول بصوتٍ منخفض :

- هذه الإبرة ستريحك من آلامك


وما أن خرجت من الغرفة ، حتى ارتفع صفير ماكينة القلب لإعلان وفاة العجوز !


وعلى الفور !! دخل الطبيب وممرّضين آخرين لفحص المريض ، وتأكيد خبر وفاته ..

وأوشك احمد على إخبار الطبيب بالإبرة القاتلة ، لكنه تردّد خوفاً أن يكون الطبيب متورّطاً بالموضوع !

وأوهمهم بنومه ، لحين إخراجهم جثّة العجوز من الغرفة ..

***


بعد ذهابهم .. توجّه الى الإدارة لمراقبة الممرّضة المشبوهة ، بعد لبسه زيّ الممرّض الذي وجده مُعلّقاً في خزانة الموظفين.. 

وأمسك بيده تقريراً وجده فوق المكتب ، كيّ يتمكّن الإقتراب من غرفة الطبيب التي دخلت اليه الممرّضة قائلةً :

- دكتور لا تنسى زيادة نصيبي بعد تخلّصي من مريضين بائسين 

الطبيب : سعاد يكفي هذا الشهر ، فنحن لا نريد إثارة شكوك النقابة

- وماذا عن مريضة غرفة 222 ، فهي بغيبوبة منذ اسابيع ؟ واهلها فقراء ولن يتمكّنوا من دفع المصاريف .. والمريض الثريّ دفع مبلغاً كبيراً مقابل كليّتها 

- حسناً قومي الليلة بحقنها بإبرة..

الممرّضة مقاطعة : تقتلها دماغيّاً ، أعرف هذا .. لكن هذه المرة اريد نسبةً أعلى ، طالما ستحصلون على مبلغٍ كبير من العائلة الثريّة


الطبيب : لا تطمعي يا سعاد ، وقللّي من حماسك .. فزيادة عدد موتانا ، سيشكّك المسؤولون بإشرافنا الطبّي ..

- لم اقتل سوى اثنين هذا الأسبوع : العجوز والسيدة الميؤوس من حالتها ، ولا اظن موتهما سيضايق أحد حتى عائلتهما .. دعني أتوّلى الليلة موضوع فتاة الغيبوبة ، كيّ أحصل على مكافئةٍ مجزّية لإجازتي الشهريّة 

الطبيب : حسناً أعطها الإبرة قبيل الفجر

- كما تشاء ..وحين يرونها اهلها غداً تنازع الموت ، سيوافقون على إزالة جهاز التنفّس لإراحتها من عذابها .. طبعاً بعد إزالتك جميع اعضائها الصالحة للبيع .. القاك قريباً  


وابتعد احمد قبل خروج الممرّضة سعاد وعلى وجهها ابتسامةً عريضة ، كأنها تتخّيل إجازتها القريبة !

***


بحث احمد عن الغرفة 222 .. ووجد فتاة في العاشرة موصولة بأنابيب واسلاك كهربائية للتنفّس ، وأخرى لقياس نبضات قلبها .. 

فأراد تغيّر مكانها ، قبل وصول الممرّضة المجرمة اليها .. 


ولأنه بلباس الممرّض وكمّامة تُخفي معظم وجهه ، لم يشكّ احد وهو يجرّ سريرها بصعوبة (بسبب الم كتفه الذي لم يُشفى تماماً من العملية ، لكنه تحمّل الوجع لإنقاذ الصغيرة) باتجاه المصعد .. 

***


بعد وصوله للطابق الأرضيّ .. وضع سريرها في آخر الغرفة المشتركة للنساء اللآتي أنجبنّ حديثاً ، فسعاد لن يخطر ببالها أن الصغيرة هناك .. 


وقبل خروجه من الغرفة ، سمع الفتاة تأنّ بألم .. فأمسك يدها وهو يدنّدن أغنية نومٍ خاصة بالأطفال .. 

فشدّت على يده ، كأنها سمعتها من قبل ! فعرف انها مازالت واعيّة لما حولها !


فعاد الى غرفة الموظفين في الطابق الرابع للبحث عن ملفّها الطبّي ، والتي أعطته إيّاه الممرّضة الجديدة التي لم تشكّ بانتحاله شخصيّة الممرّض..

 

وبعد قراءته الملف ، وجد رقم جوال امها .. فاتصل بها ، قائلاً بصوتٍ منخفض :

- رجاءً سيدتي ، تعالي الى المستشفى لنقل ابنتك الى مكانٍ آخر

- ما الخطب ؟!

- سيحاولون قتلها سريريّاً للإستفادة من اعضائها

الأم بصدمة : ماذا تقول ؟!

- لا وقت للشرح ، رجاءً إخرجيها من المستشفى المرعبة

- قادمة حالاً !!

احمد : حين تصلين لا تسألي أحداً عنها ، خوفاً من كون إدراة المستشفى متورّطة ببيع الأعضاء .. فقط أدخلي الى غرفة رقم خمسة بالطابق الأرضيّ ، سأنتظرك هناك ..  

***


وخلال دقائق ، وصلت الأم الفزعة الى المستشفى ..واستطاع أحمد (بشخصيّة الممرّض) إدخالها بعد تحدّثه مع الحارس الذي رفض قدوم الزوّار بهذا الوقت المتأخر من الليل ..

 

ثم أخذها الى غرفة النساء لرؤية ابنتها النائمة ، وطلب منها أن تغني الأغنية ذاتها ! 

وحين سمعتها الطفلة بصوت امها ، فتحت عينيها بصعوبة .. 

وكادت الأم تصرخ من فرحتها ، لكن احمد منعها خوفاً من لفت الأنظار اليها .. 


ثم طلب منها تغيّر ملابس ابنتها ، وإخراجها خفيّة من المستشفى

الأم : وكيف أفعل ذلك دون تصريحٍ بالخروج ؟!

احمد : إن عرفوا باستيقاظها ، سيوهمونك بسوء صحتها لتنويمها من جديد .. فالثريّ دفع ثمن كليّتها مُقدّماً

- اللعنة عليهم !! يجب إخبار الشرطة بأمرهم

- أتركي الموضوع لي ، سأحرص على فضحهم .. فقط أخرجيها من هنا بهدوء 

***


وبالفعل استطاعت الأم وضع ابنتها بالسيارة ، والإسراع بها لمستشفى خاصّ في المدينة المجاورة للإطمئنان على صحة ابنتها..


بينما عاد احمد الى الطابق العلويّ .. وقبل عودته الى غرفته ، لمح سعاد تتوجّه الى غرفة طبيبٍ آخر .. 

فلحقها .. وتنصّت عند الباب ، ليسمعها تسأله :

- اين الإبرة الخاصّة بالصغيرة ؟

فبحث الطبيب بين مجموعة ابر امامه :

- أنهيت تعبئتهم قبل قليل .. أقصد : ابر الموت الرحيم .. 

سعاد : رجاءً إخفض صوتك ! أتريد فضحنا ؟! 


ثم رفع الطبيب إبرة بلقاحٍ احمر اللون ، وهو يقول :

- حضّرتها خصيصاً لموت الصغيرة سريريّاً.. امّا بقيّة الأبر ، سأحفظها في الثلاجة لحين احتياجكم اليها.. مع اني اراكم متباطئين بالعمل ! فخمسة قتلى كل شهر ، قليلٌ جداً

سعاد : وهذا رأيّ ايضاً ، لكن الإدارة خائفة من النقابة 

- الم يكن قرار قتل العجائز والميؤووس منهم والمعاقين أمراً من الجمعية السرّية ؟

سعاد : نعم لكن علينا الحذر ، فنحن لا نريد إثارة الناس ضدّ مستشفانا .. (ثم نظرت لساعتها).. آه تأخرت ، عليّ الذهاب


وابتعد احمد قبل أن تراه !

*** 


بعد المؤامرة التي سمعها أحمد ، لم يعد بإمكانه النوم في هذه المستشفى المشبوهة .. ولأنه لا يستطيع الخروج دون تصريحٍ من الطبيب ، بقيّ في سريره وهو يترقّب ساعته وحركات الممرّضين بحذرٍ شديد.. 

***


ما أن حلّ الصباح وبدأ الزوّار يتوافدون للمستشفى عند الساعة الثامنة ، حتى لبس ملابسه واندسّ بينهم .. 


وقبل خروجه من الباب الرئيسيّ ، إنطلق جهاز الأنذار ! بعد تلقّي الحارس عبر اللاّسلكي أمراً بإيقافه..

ويبدو أن مدير المستشفى راجع الفيديوهات عقب اختفاء الصغيرة ! ليجد احمد وهو يخلع ملابس الممرّض قبل عودته الى سريره.. 

لهذا مُنع الزوّار من دخول وخروج المستشفى بعد هروب احمد باتجاه سلالم الطوارىء ! 


واثناء لحاق الحرس به ، دخل الى الغرفة التي فيها إبر الموت الرحيم .. فكسر زجاج الثلاّجة الشفّافة ، وبدأ بتحطيم الأبر على الأرض ..

ليتفاجأ بالطبيب يخرج من حمام الغرفة ، مُحاولاً إيقافه عن تحطيم آخر ابرة في يده .. 

الطبيب صارخاً : ماذا تفعل يا مجنون ؟!! لما كسرت الأبر غالية الثمن ؟!

احمد غاضباً : بأيّ حقّ تقتلون الأبرياء يا ملاعين !!

- ستُعاقب على إثارتك الفوضى 

- بل انا سأعاقبكم !! فوالدي هو نقيب الأطبّاء ، سأجعله يُغلق مستشفاكم بالشمع الأحمر

الطبيب بتحدّي : على جثتي !!


وهجما على بعضهما ، ليغرز احمد الإبرة برقبة الطبيب الذي سقط على الأرض وهو ينتفض بقوة .. قبل توقفه تماماً عن الحِراك ! 


وهرب احمد فور سماعه الحرس يتوجهون لغرفة الطبيب المقتول .. وتزحلق من فتحة الحائط المُخصّصة لرميّ النفايات .. 

ليسقط في سلّة الغسيل الوسخ في زاوية موقف سيارات المستشفى 

 

ثم أسرع راكضاً باتجاه الشارع العام ، واستقلّ سيارة اجرة أوصلته لفندقٍ إعتاد هو وعائلته المكوث فيه .. خوفاً أن يكون مراقباً ، فهو لا يريدهم أن يعرفوا عنوان منزله ..

***


في غرفة الفندق .. فكّر احمد بحلّ مشكلة المستشفى المشبوه بنفسه ، لإثارة إعجاب والده .. 


وبحلول المساء .. شعر بالضيق ، فخرج للشرفة لتدخين سيجارة .. فسمع شخصين يتحدثان بالشرفة التي فوقه :

- علينا قتل اكبر عددٍ من الناس : فتعقيم اطفال المدارس بالتطعيمات الوهميّة ، وكثرة لقاحات الرضّع التي تسبّب التوحّد ، ومشاركة منظّمة الغذاء بوضع السموم في المواد الحافظة وتغيّر التركيبات الجينيّة للقمح ، كل هذا لم يساعد بتخفيف عدد البشر ! 

- لا تقلق سيدي .. فقد وزّعنا مهمّتنا الجديدة على مستشفيات الدرجة الثانية ، فالفقراء لن يرفعوا دعاوي ضدّ الأطباء الذين قتلوا أحبّائهم .. اما الأطبّاء الشرفاء : فأرسلناهم للمناطق موبوءة ، لقتلهم بالعدوى .. 

- نريد موت 5000 آلاف مريض كل عام ، على أقل تقدير  

- في المستشفيات العربية فقط ؟

- بل في جميع مستشفيات العالم ، كما امرنا رئيس الماسون .. فكورونا لم توفّي بالغرض بعد فضح المؤامرة من قبل الأطباء الأغبياء الذين نبّهوا الناس بواسائل التواصل الإجتماعي 

- كما سمعت إنه تمّ اعتقالهم ، وقُتل الآخرون بالسمّ البطيء ! 

- ومع هذا فشلت المهمّة !

- لا تيأس سيدي .. فأغلبيّة الناس لن تشكّ بنوايا الأطبّاء الشريرة ، وسنفي بوعدنا في المستقبل القريب .. وأظن الأعداد ستزداد بعد استلام ابنك الرئاسة 

- لولا ضغطي عليه لأصبح محامياً ، لكني أدخلته الطبّ على امل أن يصبح باراً للجمعية السريّة مثل والده 


وضحك ضحكته المبحوحة التي عرفها احمد بأنها ضحكة والده الذي ظلّ لسنوات رئيس نقابة الأطبّاء ، ممّن يخطّطون سرّاً لإفناء البشريّة تمهيداً لخروج الدجّال !  


هناك 6 تعليقات:

  1. لافيكيا سنيورا

    مقالك اخافني .

    هل تؤمنين بالجمعيات والمنظمات التي تدير العالم. تقوم باعمال كهذه التي ذكرتيها

    هل تؤمنين باعمالهم هذه نحو البشريه لتقليل اعدادها بشكل اساسي

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. الماسونية بدأت بعد وفاة سيدنا سليمان وسرقة اليهود لكتب الأسحار ، ومن يومها وهم يخطّطون لمئات السنين بغرض التمهيد لقدوم الدجّال ، فبرأيهم لن يظهر الا بعد أن يصبح العالم ملياراً فقط ، وهو المليار الذهبي الذين يختاروهم بأنفسهم !

      حذف
    2. لافيكيا سنيورا

      المليار الذهبي غريبه اول مره اسمع اقرأ عن المليار الذهبي بشان الماسونيه.

      القصد لقد قرات كثير عن الماسونيه سواء كتب او مقالات ولم اسمع بهذي المعلومه

      لافيكيا سنيورا

      حذف
    3. ستجد مقالات كثيرة بالجوجل عن المليار الذهبي ، إقرأ عنها بوقت فراغك ..لافيكيا سنيورا ، أخي ابن اليمن

      حذف
  2. السلام عليكم .
    هل يوجد أحد هنا من موقع كابوس ؟ في الحقيقة يوجد لدي مشكلة . منذ ان استلم المحرر الجديد العمل تصبحت تعليقاتي لا تنشر مع انها ليست مخالفه . ارجو من الاخت امل والاخوه ايصال صوتي لصاحب الموقع ان امكن .

    تحياتي . اسمي علي

    ردحذف
    الردود
    1. أخ علي ، لي سنتين لم اتكلّم مع الإستاذ اياد العطار .. ولا ادري ان كان من بين قرّائي من هو على اتصالٍ به .. اعتقد هناك قسم للشكاوي بكابوس ، او تكلّم مع السيدة سوسو او نوّار ، هما مشرفات بالموقع .. او اكتب تعليق وضع بين قوسين ييس للنشر ، واذكر مشكلتك مع المحرّر الجديد .. بالتوفيق لك

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...