الجمعة، 10 يونيو 2022

الأخبار المستقبليّة

تحليل : مسافر عبر الزمن
كتابة : امل شانوحة 

 

التلفاز السحريّ


اثناء بحث رجلٌ مُشرّد بين النفايات عن شيءٍ يأكله ، وجد تلفازاً قديماً مرمياً هناك .. فحمله على أمل بيعه كخردة ، لشراء شطيرة بثمنه .

وبعد عرضه على اكثر من محل كهربائيات .. إتفقوا جميعاً على تخلّصه منه ، لكونه تلفازاً قديماً ..وعلى الأغلب مُعطّل ، رغم عدم تجربتهم له ! 

***


بحلول المساء .. دخل المشرّد الى زقاقٍ ضيّق ، إعتاد النوم فيه .. وفرش الكرتون فوق أرضيّته الباردة ، بعد وضعه التلفاز في إحدى الزاويا وهو يفكّر بحرق إطاره الخشبيّ في حال إشتدّ البرد فجرا 


وقبل غفوه بقليل ، سمع صوتاً غريباً ! 

ففتح عيناه ، ليجد التلفاز مضاءً على نشرة أخبارٍ بالأبيض والأسود! 

فتمّتم باستغراب : كيف اشتغل ؟! لم أوصله بالكهرباء ..


وقبل قيامه لفحص خلفيّة التلفاز ، قال المذيع شيئاً أثار انتباهه ! فجلس يستمع الى نشرته التالية :

((بعد إجتياح روسيا للأراضي الأوكرانيّة ، تخوّف الرئيس بوتين من إنضمام فلندا للناتو ، فقرّر إجتياحها ايضاً.. ويبدو أن نصره السريع جعله يتجرّأ على إجتياح كلاً من لتوانيا ولاتفيا ! وهذه الفوضى صبّت في مصلحة الصين التي انتهزت إنشغال العالم بالحرب الروسيّة لاجتياحها جزيرة تايوان ! ممّا أجبر دول الناتو على إعلان الحرب على روسيا .. بينما أعلنت بريطانيا واميركا واستراليا الحرب على كلٍ من روسيا والصين ! ممّا جعل روسيا تشكّل تحالفاً أوراسيّاً مُضاداً : يضمّ الصين وكوريا الشماليّة وإيران وبعض دول آسيا الوسطى ! .. وكل هذه الأحداث أثّرت بدورها على تصاعد التوتّر في الخليج العربي : بين إيران والدول العربية من جهة ، وايران واسرائيل من جهةٍ أخرى .. واقتصر الأمر على التوتّرات سياسية بينهم ، دون تدخلٍ حربيّ .. وبهذه التطوّرات الميدانيّة حول العالم ، نُعلن نهاية النشرة الإخباريّة لهذه الليلة .. تصبحون على خير))


فصعق المُشرّد ممّا سمعه ! فهو يعلم بشأن حرب روسيا وأوكرانيا ، لكن التطوّرات التي أعلنها مذيع الأخبار لم يسمعها مُطلقاً .. فهل استجدّت كل هذه الأحداث الضخمة خلال الأيام الماضية !


ثم قال ، وهو يرتّب بطانيّته فوق فراشه القذر :

- إن تابعت الأحداث على هذا المنوال ، ستحدث حربٌ عالميّة ثالثة تقضي على البشريّة !

 

وقبل استسلامه للنوم ، سمع صراخ الناس في الشارع !

فخرج اليهم ، ليجدهم يتشاجرون امام متجرٍ للأغذية .. ولاحظ على الفور بأن مشترياتهم إقتصرت على اكياس الأرز والزيت النباتيّ ! 


وحين تمكّن من إيقاف احدهم لسؤاله عمّا حصل ، أجابه :

- الم تسمع الأخبار مؤخّراً ؟ روسيا سيطرت على قمح اوكرانيا .. أظننا على ابواب مجاعةٍ عالميّة .. 

ثم ابتعد مُسرعاً ، خوفاً أن يسرق أحدهم ما اشتراه بصعوبة من المتجر !

فتمّتم المُشرد بدهشة : يا الهي ! اذاً ما سمعته بالإخبار صحيحاً .. غريب كيف تطوّرت الأحداث بهذه السرعة ؟! 


ولكونه فقيرٌ معدم ، لم يكترث بقلّة المواد الغذائية فهو معتادٌ على الجوع .. وعاد للنوم في زقاقه الضيّق ..

*** 


في اليوم التالي .. خرج للتسوّل كعادته ، ليلاحظ إختلافاً بنوعيّة المحلاّت والمتاجر التي أُغلق بعضها ، وفتح مكانها سوقاً جديداً ! وكذلك إختلاف موضة ملابس الناس وطباعهم العامة ! كأنه مرّت سنوات على آخر مرة شاهدهم فيها !

المشرّد بصدمة : لا يعقل أن يحدث كل هذا التغير في يومٍ وليلة ! ترى ماذا حصل ؟!

وأوقف احدهم لسؤاله عما جرى ، فأجابه :

- الم تسمع آخر الأنباء ؟

المشرّد : لا سيدي !

- جيد انك سألتني من بين الناس ، فأنا مهووس بالأخبار العالميّة ..اولاً إخبرني عن آخر حدثٍ تعرفه ؟ 


فأخبره المشرّد عمّا سمعه في نشرة الأخبار من التلفاز القديم ، فقال له الرجل بدهشة :

- هل انت في غيبوبة يا رجل ! هناك احداث كثيرة حصلت بعدها

المشرّد : مثل ماذا ؟

- الم تسمع بإعلان الحرب العالميّة الثالثة في معظم قارات العالم ؟

المشرّد بصدمة : هل حصل ذلك بالفعل ؟!

- طبعاً !! فالصين نجحت في اجتياح الفلبين ومعظم جزر المحيط الهادىء .. ومن جهةٍ أخرى نشبت معارك ضدّ قوات البريطانيّة والفرنسيّة في اكثر من بلدٍ إفريقيّ..

- أحقاً ! وماذا عن كوريا الشماليّة ، لا اظن زعيمها سيبقى حياديّاً مع الأحداث العسكريّة التي تجري حوله ؟

الرجل : بل كان له دوراً كبيراً عقب خوضه معارك مع كوريا الجنوبيّة ، في محاولة لضمّها اليه بالقوة .. كما أعلن الحرب على اليابان


المشرّد : وماذا عن روسيا ؟

- إنشغلت باجتياحها للسويد ورومانيا ومولدوفا وبولنا .. حتى إن صربيا انضمّت للحلف الروسيّ بغرض إجتياحها للبوسنة وكرواتيا

- وكم استمرّت تلك الحروب العالميّة ؟

الرجل : نحن مازلنا نعاني من نتائجها بعد مرور سبع سنوات على بدء الغطرسة الروسيّة التي تهدّدنا حالياً باستخدامها القنابل النوويّة ! لهذا عليك تسجيل اسمك ليكون لديك مكاناً في إحدى الملاجىء التي حفرتها دولتنا اسفل الأرض ، وإلاّ ستموت فور إطلاقهم قنبلة نوويّة باتجاه اميركا


المشرّد بقلق : وماذا عليّ فعله ؟

- هناك جمعيّة مُختصّة بالفقراء ، سجّل اسمك كيّ يحجزوا لك سريراً في الملجأ الأرضيّ 

المشرّد بتهكّم : يعني سنُشارك الشياطين بيوتها ؟

- الشياطين هي من تحكمنا يا صديقي ، كان الله في عوننا جميعاً 


فعاد المُشرّد مُكتئباً الى زقاقه المعتاد ، وظلّ فيه حتى المساء ..

*** 


في تلك الليلة ، جافاه النوم .. وما أن التفت للتلفاز القديم ، حتى أُضيء وحده على نشرة الأخبار ! والمذيع يقرأ نشرته التالية :

((سنعرض لكم نتائج الحرب العالميّة الثالثة التي استمرّت سبع سنوات : فالمناطق الروسيّة معظمها مُدمراً بشكلٍ كامل او جزئيّ .. وكذلك شمال اوروبا والصين واميركا وبريطانيا وكندا واستراليا واليابان وشبه الجزيرة الكوريّة ! ..وبسبب الأخطاء السياسية الجسيمة بتعامل الرؤساء مع الأزمة الخطيرة ، إختفت امبراطوريات ودول عظمى لتتشكّل مكانها دولاً جديدة ! اما الدول التي اختفت من الوجود او انهارت قواها السياسية فهي : اسرائيل وايران وتركيا والدول الإسكندنافية.. وفي المقابل إنتشرت المجاعة العالميّة والأمراض التي فتكت بعددٍ كبير من ناجين الحروب الدمويّة !.. وسنتابع معكم المستجدّات في نشرتنا القادمة ، دمّتم بخير))


فقال المتشرّد بسخرية :

- ومالخير المتبقي بعد نشرتكم المتشائمة ؟! ولماذا يذيعون اخباراً كاذبة ، فأنا لم اسمع القذائف او أشعر بخطر المجاعة ! هل هي فعلاً نشرةٌ حقيقية ، ام مجرّد فيلم سينمائيّ عالق داخل التلفاز القديم ؟! 

وهنا انطفأ التلفاز وحده !


المشرّد : ياله من تلفازٍ غريب ؟! يُضيء متى يشاء ، ويُطفىء فور انتهاء الأخبار ! والأرعب إن شريطه الكهربائيّ مقطوع ، فهل يعمل على بطاريّة داخلية ؟ ..أفكّر حقاً بالتخلّص من هذه الخردة التي أشعرتني بالإكتئاب ، وزادت حياتي سوءاً .. 


ثم قرّر النوم ، لمتابعة حياته الروتينيّة في الصباح بالبحث عن لقمة العيش

***


في اليوم التالي .. وفور خروج المشرّد من الزقاق ، وجد الناس تركض باتجاه الشاطىء وهم يحملون أمتعتهم ! 

وحين اوقف احدهم بصعوبة لسؤاله عما حصل ، أجابه :

- الم تسمع آخر الأخبار ؟

المشرّد بضيق : ماذا ايضاً ؟

- بعد انتهاء الحرب العالميّة الثالثة التي استخدموا فيها القنابل النوويّة ، لم تعدّ اراضينا قابلة للعيش بعد احتراق المزروعات وتلوّث مياه الشرب .. وأصبحت القارات مثل : اميركا الشماليّة والجنوبيّة واستراليا وإفريقيا كصحراءٍ خالية ، إلاّ من بعض الإمارات الصغيرة والجماعات المتفرّقة

- هذا مستحيل ؟!

- بلى يا رجل !! هناك دول جديدة ظهرت على الخارطة


المشرّد باهتمام : مثل ماذا ؟ 

- دول عربية اسلامية هاشميّة ظهرت في الشام ، وعاصمتها القدس الشريف

- أمازالت الدول العربية بخير ؟!

الرجل : نعم ، وكذلك دولاً كرديّة كبيرة ظهرت في شمال العراق وجنوب تركيا وفي وسط ايران ايضاً .. وهناك دولة تكوّنت من الشعوب التركيّة ظهرت في منغوليا وآسيا الوسطى وصحراء الصين ، وصولاً لشمال ايران والأناضول

- وماذا عن اوروبا ؟

- ما تبقّى من دول جنوب ووسط اوروبا ، توحّدت ضمن دولةٍ واحدة


المشرّد مُستنكراً : كل هذا حصل خلال يومٍ فقط ؟!

- يوم ! بل عشنا سنوات بهذه الفوضى .. هل انت قادم من بعدٍ زمانيّ مُغاير ؟! .. 

فصمت المشرّد بارتباك ..

الرجل : رجاءً إبتعد عن طريقي ، اريد الّلحاق بالسفينة للذهاب الى بلاد الشام .. فالحياة هناك مزدهرة والطعام والمياه متوفّرة للجميع .. أتمنى فقط أن أجد مكاناً لي بالسفينة


وركض مُسرعاً باتجاه الشاطىء كآلاف الشباب غيره ! بينما أكمل المُشرّد طريقه ، وهو مذهول من حجم الدمار الذي حلّ بالأبنية والمحلاّت التي تبدو كأن صورايخ العدو دمّرتها بالكامل !


فقال المشرّد بضيق : كيف حصل كل هذا الدمار دون سماعي للقذائف والصواريخ ؟! .. هل انا أحلم ؟! أكاد أجنّ !!

***


وبعد مشيه في الطرقات الفارغة المدمّرة لساعاتٍ طويلة ، شعر بالجوع الشديد ..فلم يعدّ امامه سوى الّلحاق بالشباب باتجاه الشاطىء ، بعد إخباره عن تقديم الطعام المجانيّ في سفن الترحيل الى الشرق الأوسط .. فذهب الى هناك لركوب إحدى السفن الضخمة المتوجهة الى بلاد العرب !

*** 


في السفينة .. وبعد تناول المشرّد لوجبةٍ مُشبعة ، مُقدّمة من ملكٍ عربيّ .. سأل شاب امريكي عما حصل في العالم .. فقال له :

- سأخبرك ملخّصاً عمّا فاتك من الأخبار في الأعوام الماضية : فالتاريخ يدور الآن حول الدول العظمى الثلاثة التي حسب رأيّ ستستمرّ على الأقل لأربعين سنة القادمة وهي : تحالف الكرد والعجم والترك في امبراطوريتهم ..والروم في اوروبا .. وقوّة العرب في الشام .. حيث توسّعت الدول الإسلاميّة لتشمل الحجاز وجزيرة العرب ومصر وشمال افريقيا ، مع وجود امارات داخلية تابعة لها في اليمن والمغرب وبعض اجزاء العراق .. لكني أظن إن وفاقهم لن يستمرّ طويلاً ، وستدخل تلك الدول في معارك بينها بعد وقوع فتنٍ داخليّة ، ليُعيد التاريخ نفسه 


المشرّد : طالما الإعتقاد السائد بأن الدول العربية ستُفنى ايضاً ، فلما هاجرنا اليها ؟!

- لأنهم في الوقت الراهن يعتبرون في ذروّة قوتهم ، فبلادهم لم تُتدمّر مثلنا بالقنابل النوويّة .. الم تشتاق للطعام اللذيذ الغير ملوّث بالكيماويّات ؟

- انا عشت مُشرّداً لسنواتٍ طويلة ، وكل ما يشغل تفكيري هو تأمين قوت يومي


الرجل : اذاً ستفرح بالعيش في البلاد العربية ، فهم معروفين بكرمهم .. وملكهم هو الذي ارسل السفن لإنقاذ الناجين من اوروبا واميركا .. 

- وماذا سنفعل حين نصل اليهم ؟

- برأيّ لا تفكّر بالمستقبل ، وعشّ كل يومٍ بيومه كما فعلت دائماً 

المشرّد : اساساً لم أعدّ اعرف الماضي من المستقبل ، وبأيّ تاريخٍ أصبحنا  

- نحن في عام 2080 ميلاديّاً

المشرّد بصدمة : ماذا قلت ؟! مستحيل !! البارحة كنت في عام 2022 

فهمس الرجل في اذنه مبتسماً :

- هذا خطؤك ، ما كان عليك أخذ التلفاز السحريّ لرؤية مستقبلنا المريب 


وقبل إستيعاب المشرّد ما سمعه ! سقط مغشيّاً عليه فوق فراشه الموجود في مهجعٍ جماعيّ بقسم خاص للشباب في السفينة العربية  

***  


حين استفاق ، وجد نفسه في خيمةٍ بالصحراء .. 

فخرج منها وهو مذهولاً تماماً ! فقبل نومه كان في سفينةٍ مليئة بالمهاجرين الأجانب ..

وقد لاحظ الراعي العربي إرتباك المشرّد الأجنبيّ ، فاقترب للحديث معه بلغةٍ عربيّة فصيحة .. 


فأراد المشرّد أن يخبره إنه لا يتقن لغته ، لكنه انصدم حين قال بالعربي : 

- آسف لا أتقن .. ماهذا ؟! كيف تعلّمت العربية بهذه السرعة ؟!

الراعي : جميع المهاجرين الذين قدموا الينا قبل اربعين سنة ، باتوا يتكلّمون لغتنا بطريقةٍ بارعة 

- اربعون سنة ! البارحة كنت في طريقي اليكم ، كيف يعقل هذا ؟!

- يبدو انه فاتك الكثير من الأحداث 


المشرّد بضيق : ماذا حصل ايضاً ؟!  

- بعد اربعين سنة من نهاية الحرب العالميّة الثالثة ، مات حاكم دولةٍ اسلامية ، واختلف الناس على من يخلفه .. فقامت فتنة كبيرة في معظم البلاد الإسلامية التابعة لحكم تلك الدولة .. واستمرّت الفتنة عشرين عاماً ، تصاعد خلالها شرّ الأمبراطوريّة الروم والترك بشكلٍ لا يطاق ..وبنهاية الفتنة ، حُسر الفرات عن جبلٍ من الذهب

المشرّد بصدمة : ذهب !

- نعم ..وتقاتل الناس عليه ، حتى ابادوا بعضهم .. بعدها ظهر المختار في مكة ، وبايعه الناس على كوّنه المهدي الذي تحالف مع الروم لهزيمة دولة الترك وطردها من العراق وخرسان للأبد


المشرّد : يعني لولا نحن .. أقصد الروم ، لما ربحتم عليهم ؟! 

- لا تفرح كثيراً ، فالروم غدروا بنا (العرب) في محاولة لاستئصالنا وإضعاف قوتنا .. لكن المهدي هزمهم وحرّر اسطنبول القسطنطينيّة مرةً أخرى .. وحاليّاً تتوجّه جيوشه لتحرير جنوب اوروبا وروما 


وقبل إكمال كلامه ، سمعا رجلاً ينادي من بعيد وهو يركب حصانه مسرعاً باتجاه قبيلة البدو :

- يا قوم !!

الراعي صارخاً بقلق : ماذا هناك ؟!! ماذا حصل ؟


وبعد توقف الرجل امام خيّم افراد القبيلة الذين تجمّعوا حوله لمعرفة ما حصل ، قال بصوتٍ مرتجف :

- إحذروا يا قوم !! فقد خرج الدجّال من أصفهان ايران ، وهو في طريقه الى جزيرة العرب .. هآقد بدأت فتنة عظيمة لن ينجو منها سوى المؤمنين حقا !


وقبل إدراك المشرّد ما سمعه ، أُغميّ عليه بعد إصابته بضربة شمسٍ قوية ، لعدم تحمّله حرّ جزيرة العرب !

***


حين استفاق ، وجد نفسه في زقاقه الضيّق الموجود بشارع منطقةٍ شعبيّة بأميركا ، بجانبه التلفاز القديم ! 


فخرج للشارع ، لإيقاف اول رجلٍ رآه هناك .. وسأله :

- لوّ سمحت يا سيد ، ما تاريخ اليوم ؟

الرجل باستغراب : الا تعرفه ؟!

المشرّد بإلحاح : ارجوك إخبرني به 

- نحن في صيف 2022

فتنهّد المشرّد بارتياح : الحمد الله ، شكراً سيدي


وعاد الى الزقاق ، ليجد التلفاز مضاءً .. حيث ظهر المذيع ذاته ، وهو يقرأ نشرة الأخبار (التي سمعها اول مرة) :

((بعد إجتياح روسيا للأراضي الأوكرانيّة ، تخوّف الرئيس بوتين من إنضمام فلندا للناتو ، فقرّر إجتياحها ايضاً.. ويبدو.. 


وقبل إكماله نشرته .. سارع المُشرّد بإحراق إطار التلفاز الخشبيّ ، حتى تفحّم بالكامل !


وبعد تخلّصه منه ، تمّتم قائلاً :

- لا اريد الإنتقال لمستقبلنا الكئيب .. بل سأبحث فوراً عن عملٍ شريف ، ولوّ بأجرةٍ بسيطة .. وسأعيش حياتي وأتزوج وأنجب الأولاد ، قبل أن تقتلنا الحرب العالميّة الثالثة المدمّرة .. كان الله في عون الأجيال القادمة 


وذهب مباشرةً لمحطة بنزينٍ قريبة ، للعمل فيها براتبٍ يكفل له الحدّ الأدنى من العيش الكريم !


هناك 12 تعليقًا:

  1. لافيكيا سنيورا


    عام 2080 ميلاديه
    خلاص خلاص اكتشفت ان الاوظاع التي عشناها وسنعيشها هي ايام حلوه مقارنة بعد ستون عام ...اما احفادي واحفادك فليذهبو للجحيم عام 2080

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. معك حق ، لنعشّ كل يومٍ بيومه .. لافيكيا سنيورا اخي ابن اليمن

      حذف
  2. ارسل لي أحدهم مقالاً عن تحليله للأحداث السياسية وما سيحصل في المستقبل حسب قراءته لعلامات يوم القيامة (للطائفة السنيّة) وطلب مني سردها ضمن قصة خيالية .. وحين سألته عن اسمه ، قال (مسافر عبر الزمن) .. فما رأيّ متابعين المدونة ممّن لديهم خبرة بالأخبار والسياسية بتحليلاته المستقبليّة ؟ فأنا لست خبيرة بهذه الأمور !

    ردحذف
    الردود
    1. أستاذة أمل : انتِ لستِ من الطائفة السنيّة(مع احترامي لكل الطوائف والأديان)

      حذف
    2. بلى انا سنّية ، ووالدي رحمه الله كان شيخاً للقراءات العشرة وكتب الحديث الستة.. وعشت 11 سنة في مكة ، وذهبت للحجّ بعمر 13 .. وكانت حياتي بالسعودية وخصوصاً رمضان في مكة من اجمل سنوات حياتي

      حذف
    3. رحمه الله ورفع درجاته

      حذف
  3. سؤال من هو ألرجل الغامض وكيف يعرف بأمر ألتلفاز

    ردحذف
    الردود
    1. من تقصد يا ايمن ! هل الرجل المشرّد بالقصة ؟ ام (مسافر عبر الزمن) الذي ارسل تحليله السياسيّ للأحداث الراهنة ؟

      حذف
  4. بس السفياني لسا ما ذكرتيه في قصتك.... أحسنتِ

    ردحذف
    الردود
    1. انا نقلت افكار (مسافر عبر الزمن) كما اخبرني بها .. برأيّ السفياني يأتي قبل ظهور المهدي والله اعلم !

      حذف
    2. نعم وعند الطائفتين

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...