الاثنين، 5 أبريل 2021

الإنسانيّة في زمن الحروب

 تأليف : امل شانوحة

أنت خصمي ، ولست عدوي


في عام 1945.. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وبدء تبادل الأسرى بين الدول المتحاربة .. وجد الضابط الروسي ضابطاً إلمانياً جريحاً ، مُستنداً على شجرة في الغابة ! 

فرفع الروسي مسدسه في وجهه ، بنيّة قتله.. بينما نظر اليه الإلماني بعينين دامعتين ، بعد أن أعياه نزيف قدمه .. 


ليتفاجأ بالروسي يرمي له قطعة خبز .. 

وقبل ان يستوعب الإلماني ما حصل ! أكلها بنهم لشدة جوعه .. فهو لم يتناول شيئاً منذ يومين ، بعد هروبه من المعتقل الروسي .. 


ثم جلس الروسي بجانبه وهو ينظر الى قدمه الجريحة .. وأخرج من حقيبة ظهره : علبة حديدية للإسعافات الأولية ، وهو يقول بالروسية:

- انا الطبيب فالنتين ، لا ادري إن كنت تفهمني 

فردّ الإلماني بلغةٍ روسية :

- وأنا كريستوف ، مترجم لغات .. أتقن اللغة الروسية والإنجليزية وبعضاً من الفرنسية

- ممتاز !! بإمكاننا التفاهم إذاً


كريستوف بقلق : أين فرقتك ؟!

فالنتين : أوهمت قائدي إنني ذاهب في مهمةٍ علاجية ، لكيّ أهرب من المعسكر .. فما عدّت أتحمّل الضغط النفسي هناك .. ماذا عنك ؟ 

- هربت من معتقلكم القريب من هنا ، فهم استخدموني لترجمة اوامرهم للسجناء الإلمان .. ولولا احتياجهم لي ، لعذّبوني كما فعلوا مع زملائي 


فسأله اثناء خياطة جرح قدمه : 

- إذاً كيف أصبت بهذا الجرح العميق ؟ 

كريستوف بألم : قفزت من فوق الأسلاك الشائكة للسجن 

- انت محظوظ انك لم تقطع عرق فخذك الأساسي ، والاّ لنزفت حتى الموت 

- الألم لا يطاق يا رجل ، هل معك خمر ؟

فالنتين : انا لا أشرب ، لكن معي سجائر .. 

وأعطاه سيجارة وكبريت ..


وبعد نفث كريستوف الدخان بارتياح ، قال باستغراب : 

- هذه اول مرة أرى عسكري لا يشرب ! 

فالنتين : انا بوسني مسلم 

- أحقاً ! لم أعلم انكم متورّطون بالحرب ايضاً ؟

- الإحصائية الأخيرة تؤكّد إن 75 الف مسلم بوسني ماتوا بهذه الحرب اللعينة


كريستوف مُستفسراً : الم تكونوا تحت قيادة الدولة العثمانية بالحرب العالمية الأولى ؟!

- نعم ..وبعد سقوط الخلافة ، حكمتنا المانيا .. واليوم تحكمنا يوغسلافيا بجنودها الشيوعيين الروس .. مع إن معظم سكّاننا متضامنين مع المانيا ، ربما لهذا أساعدك الآن 


وبعد أن ضمّد جراحه ، قال كريستوف مرتجفاً : 

- لا ادري كيف تتحمّلون برد روسيا ! 

- تعوّدنا على ذلك .. معي خيمة ، سأجهّزها في الحال .. فالشمس على وشك الغروب ، وسيزداد البرد مساءً ..

 

وبعد تجهيز الخيمة ، جلس الإلماني الجريح بداخلها .. بينما ذهب الروسي باتجاه الغابة .. 

***


بعد قليل .. سمع كريستوف طلقةً نارية من بعيد ، أرعبت كيانه ! 

ليعود فالنتين ومعه ارنب ، قائلاً بفخر :

- إصطدّته بطلقةٍ واحدة 

كريستوف : ليتك لم تطلق النار يا رجل ! فكلانا هاربين من الروس

- غريب كيف صادف هروبنا في اليوم ذاته ! لكن كان عليّ المجازفة ، فأنا جائعٌ ايضاً .. المهم سأذهب لتنظيفه وشوائه ، إبقى في الخيمة لحين عودتي 

***


بعد قليل .. دخل لإعطائه صحناً به لحم الأرنب المشويّ ..

كريستوف : الن تأكل ؟

فالنتين وهو ينظر لساعته :

- بقيّ دقيقتان

- على ماذا ؟!

فالنتين : على آذان المغرب ، نحن برمضان وانا صائم

- وكيف تستطيعون الصيام بزمن الحرب ؟!

- لم أصمّ وقت المعارك .. فالإسلام أعطانا الإذن للإفطار ، بشرط أن نقضيه لاحقاً .. حتى الصلاة ، يمكنني الجمع والتقصير إن لزم الأمر .. لكن طالما الأمور هدأت الآن ، فأفضّل الصيام .. آه ! الآن حان وقت الإفطار..


وبعد انهاء طعامهما .. خرج فالنتين من الخيمة ، وعاد وهو ينشّف ذراعيه مرتجفاً :

كريستوف معاتباً : لما بلّلت نفسك بهذا الجوّ البارد ؟!

- كنت اتوضأ .. سأصلي امامك ، هل عندك مانع ؟ أم أصلي بجانب شعلة النار في الخارج ؟ 

- لا الخيمة ادفأ لك .. وأنا سأحاول النوم قليلاً 

فالنتين : الأفضل أن تريح جسمك ، فأنت نزفت كثيراً ..


وبينما كان فالنتين يصلي بخشوع ، كان كريستوف يراقبه بذهول لرؤيته مندمجاً بعالم الروحانيات !

وحين سجد فالنتين ، سمعه كريستوف يبكي بقهر ! 


وبعد انهاء صلاته ، وقبل نومه .. سأله كريستوف :

- لما كنت تبكي ؟!

فتنّهد فالنتين بحزن : من ذنوبي 

- أيّة ذنوب ! أنت أنقذت عدوك لرفعة أخلاقك 

- أنت خصمي ولست عدوي .. فكلانا أخوين بالإنسانية ، لكن الظروف أجبرتنا على طاعة اوامر قادتنا .. ولو تُرك الأمر لنا ، لما تحاربنا مطلقاً .. لكن ضميري يؤنبني لذنبٍ آخر 


كريستوف باهتمام : ماهو ؟

- الم تسمع ما حصل بنساء المانيا ؟

كريستوف بقلق : ماذا حصل ؟!

فالنتين : بعد انتحار هتلر وانتهاء الحرب العالمية .. هجم الجيش الروسي على المانيا ، مُستغلين قلّة الذكور هناك ..و..

- وماذا !! إكمل 

- إغتصبوا نسائكم 

كريستوف بصدمة : ماذا !


فالنتين وهو يشعر بالعار : آخر ما سمعته من القادة الروس : إن جنودهم إرتكبوا أكثر من مليونيّ عملية إغتصاب ، لنساء إلمان تترواح أعمارهنّ بين (10سنوات و80 سنة) ..حيث في برلين وحدها ، حصل ما يقارب 100 الف حالة اعتداء .. و200 الف منهنّ ماتوا بسبب الأمراض المعدية والإلتهابات ..عدا عن مئات عمليات الإجهاض


فشدّ كريستوف قميص فالنتين بغضب : 

- ماذا تقول يا رجل ؟!! خطيبتي تعيش في برلين 

- من حقك أن تقتلني ، فالنقيب اللعين أجبرني على إيذاء إحداهنّ .. رغم انني أخبرته إن هذا مخالف لديني ، لكنه هدّدني بالقتل .. وكانت المرة الأولى لي ، وللمسكينة ايضاً .. وبسبب ما حصل ، إنهارت أعصابي وحاولت الإنتحار .. فأمروا بتسريحي .. وظننت انهم سيعيدوني الى البوسنة .. لكنهم غيّروا رأيهم ونقلوني الى هنا ، لمعالجة الجنود وبعض المعتقلين من جنسياتٍ مختلفة .. والآن أشعر بالذنب الشديد ، لدرجة انني لا أجرأ على النظر في عينيّ امي ، فأنا وعدّتها أن لا اؤذي الأبرياء .. فهي ربّتني انا واخوتي بعد وفاة ابي ، وعملت جاهداً في الحقل لأتخرّج طبيباً أعالج الناس ..وقبل التحاقي بالجيش الروسي .. أخبرتني انها تفضّل سماع نبأ موتي ، على ان أعود لها وحشاً ملطّخاً بالدماء .. 


كريستوف : الأهالي لا يعرفون ما نواجهه بالحرب ، فلا تقسو على نفسك .. (ثم تنهّد بضيق).. ليتك لم تخبرني بما حصل في بلادي .. فبسبب جنون العظمة لهتلر ، قُتل شبابنا واغتُصب نساءنا وتدمّرت بلادي تماماً 

- الأفضل أن لا نفكّر بالفظائع التي شهدناها بالحرب .. (وادار ظهره على فراشه).. لننمّ باكراً ، كيّ نهرب غداً الى مكانٍ أبعد من هنا 

- معك حق ، تصبح على خير 

*** 


في الصباح .. أيقظ الروسي الإلماني بفزع :

فالنتين : إستيقظ بسرعة !! كلاب الحرس الروسي في طريقهم الينا!

كريستوف بارتباك : حسناً ، دعني أفكّ الخيمة بسرعة


فسكت الروسي قليلاً ، قبل ان يقول : 

- لا ، عندي فكرة أفضل

وقام بنزع ملابسه ، وهو يقول للإلماني :

- لنبدّل ملابسنا بسرعة

كريستوف بدهشة : لماذا !

فرفع فالنتين المسدس في وجهه :

- لا تجادلني !! أعطني ملابسك ، وضع سلّسلتي حول رقبتك  


وبعد تبادل الملابس ، أعطاه فالنتين رسالة وهو يقول :

- كتبتها البارحة اثناء نومك .. فإن تمكّنت من الوصول الى العنوان المكتوب على الظرف ، إعطه لأمي ..

كريستوف : سنعود كلانا الى بيتنا ، لا تتشاءم هكذا يا رجل !

- لا أستطيع رؤيتها بعد الجريمة التي ارتكبتها بحق الفتاة البريئة ..قلّ لها أن تدعي لي كثيراً ، لعلّ الله يغفر ما سأفعله الآن 


ثم ألقى له التحيّة العسكرية ، قبل إطلاق النار على نفسه ! ليموت داخل الخيمة ..


بهذه اللحظات .. وصل الحرس مع كلابهم ، بعد تتبّعهم صوت الطلقة النارية .. 

ودخل النقيب الروسي ، ليجد كريستوف (بزيّ الجيش الروسي) وبجانبه القتيل فالنتين (بزيّ العسكري الإلماني) ..


وقبل أن ينطق كريستوف بكلمة ، أسرع النقيب بقراءة الإسم المنقوش على سلّسلته المعدنية :

- انت الضابط فالنتين ؟

فأجاب كريستوف بصوتٍ مرتجف ، وباللغة الروسية :

- نعم سيدي !!

- ماذا حصل هنا ؟


فأخبره انه أضاع فرقته بعد العاصفة الجوية التي حصلت الإسبوع الماضي .. وانه تفاجأ صباحاً بدخول هذا الإلماني الهارب الى خيمته ، فقتله على الفور ..

النقيب الروسي : أحسنت !! يبدو انه المترجم الإلماني الذي هرب من المعتقل .. وأنت !! تعال معنا لأخذك للمعسكر


فسأله كريستوف بخوف : أيّ معسكر ؟

(فهو لم يرغب بالعودة الى معتقل التعذيب ، كيّ لا ينفضح أمره) 

لكن النقيب أخبره إنه ذاهب مع فرقته الى العاصمة ، بعد انتهاء عملهم العسكريّ في هذه الحرب .. 

ففرح كريستوف بخبر تسريحه من الجيش ، فور وصولهم الى هناك


وحينما مرّت الشاحنة قرب الخيمة ، قام لا شعورياً بإلقاء التحيّة العسكرية على جثة فالنتين (الذي رفض النقيب دفنه) .. 

فعاتبه النقيب قائلاً :

- على من تلقي التحية ؟!

كريستوف بارتباك : آسف سيدي ، لم انتبه

- إن لم تقتل اللعين لكان قتلك !!

- صحيح سيدي ، أعتذر مجدّداً


وكتم حزنه على صديقه فالنتين الذي أنقذه من الموت بشتّى الطرق الممكنة  

***


بعد تسريح كريستوف من الجيش الروسي ، إنتقل مع فرقة الجنود العائدين الى وطنهم البوسنة.. 


وحين وصل الى العنوان الموجود على الظرف .. أعطى رسالة فالنتين الى امه التي انهارت باكية ، بعد أن اخبرها بما حصل 

- لما انتحر ابني ؟! الا يعرف ان هذا مُحرّم في الإسلام ؟

كريستوف : لم يستطع تحمّل الذنب يا خالة ، وهو يطلب منك أن تدعي له كثيراً

- انا امه ، وكنت سأسامحه على كل شيء .. ليتني لم أشدّد عليه قبل ذهابه ، هذا ذنبي 

- لا تلومي نفسك ، هو يحبك كثيراً ..

الأم وهي تسمح دموعها : كان ولداً مرضيّاً بالفعل ، رحمه الله ..


وبعد أن هدأت ، واستوعب صدمة وفاة ابنها البكر .. أصرّت أن يتناول كريستوف الطعام معها .. 

ومن بعدها ، قالت له :

- ابني طلب في رسالته أن اساعدك بالعودة الى المانيا

كريستوف باهتمام : وكيف ستفعلين ذلك ؟!

- مازال هناك سكّان مخلصين لإلمانيا .. سأرسلك إليهم ، وهم سيجدوا الطريقة المناسبة لإعادتك الى بلادك

***


وبالفعل إنتقل كريستوف مع مجموعة تجّار بوسنيين الى كرواتيا ثم نمسا ومنها الى المانيا ، برحلةٍ بريّة شاقّة إستغرقت عدّة شهور  

***


حين وصل أخيراً الى العاصمة برلين .. صدُم مما رآه ! فكل شيءٍ فيها مدمّر ، ولا تشبه المدينة التي تركها قبل عامين .. 

لكنه مع ذلك كان متحمّساً للوصول الى منزل خطيبته ، ليتفاجىء بوالدها يخبره إنه طردها من منزله ، دون توضيح السبب !


فذهب الى منزل اخيها الذي أخبره أنها تعيش عند خالتها ، بعد رفضها قتل ابنها الذي وُلد بعد اغتصابها من روسيّ 

كريستوف بضيق : ولما أنجبته ؟ لما لم تسقط الجنين كما فعلت الأخريات؟ 


الأخ : لا ادري .. لكنها إحتفظت به بعد ولادته ، لأن الطبيبة اضّطرت لإزالة رحمها الذي أصيب بالإلتهابات خطيرة .. لذلك لم تردّ التخلّي عن ابنها الوحيد .. وابي لم يتفهّم ذلك مطلقاً  

كريستوف : أعطني عنوان خالتك ، اريد رؤيتها في الحال

***


حين وصل هناك .. تفاجأ من منظر حبيبته الشاحب والمرهق ، وهي تحمل الطفل بين ذراعيها ! وقبل أن يقول أيّ شيء ، طلبت منه الرحيل باكية .. لكنه أصرّ على البقاء ، قائلاً في محاولة لمواساتها: 

- ما حصل ليس ذنبك .. وانا مصرّ على الزواج منك ، والإعتناء بطفلك ايضاً 

- لست مجبراً على ذلك ، فأنا أصبحت عاقراً بعد العملية

كريستوف : لن أتخلّى عنك ، فأنت السبب الذي جعلني أهرب من المعتقل وأقاوم الموت لكيّ نجتمع مجدّداً 


وبعد إصرارٍ منه .. تمّ زواجهما برضى والدها ، خاصة بعد تسجيل كريستوف الطفل بإسمه ..

***


وفي أحد الأيام ، وبينما كان كريستوف يتابع الأخبار من راديو الصالة ..سمع صراخ زوجته من غرفة النوم ! 


فذهب اليها ، ليجدها تمسك السلسلّة المعدنية بغضب :

- من اين حصلت على سلّسلة اللعين ؟!!

- ماذا تقصدين ؟!

- هذا هو الرجل الروسي الذي اغتصبني

كريستوف بصدمة : فالنتين ! هل انت متأكّدة ؟

- نعم !! هو أخبرني بإسمه الكامل المنقوش في السلّسة ، وطلب مني مسامحته .. ارجوك إخبرني انك قتلت اللعين ، وانتقمت لزوجتك 


فإذّ بها تتفاجأ بردّة فعله ! بعد إخراجه طفلها من مهده ، وتقبيله بسعادة وهو يقول :

- انت ابن البطل !! كم أنا فخور لأني تبنّيتك

- ماذا تقول يا رجل !

كريستوف : إجلسي لأخبرك القصة منذ البداية

وبعد أن أخبرها بكل شيء ..

 

زوجته بدهشة : أهو أخبرك إنني كنت اول امرأة في حياته ، وإنه انتحر لشعوره بالذنب لما فعله بي ؟!

- نعم ، وهو من أنقذ حياتي من موتٍ محتّم .. ولكيّ أردّ دينه ، سأربي ابنه كما كان يتمنّى ..

 

ويبدو إن شعور فالنتين بالذنب ! أراح نفسيّة زوجة كريستوف المتعبة ، خاصة بعد ازدياد تعلّق زوجها (كريستوف) بإبنها الصغير (آوليفر)

***


عندما كبر الولد ، أخبره كريستوف بقصة ابيه البطل .. 

وبعد بلوغ آوليفر سن الخمسين (عقب وفاة والديه ، وطلاقه من زوجته الإلمانية) قرّر الذهاب الى البوسنة (بعد انتهاء حربهم مع صربيا) للإطمئنان على عائلة والده الحقيقيّ ..

***


حين وصل هناك .. بحث عن عنوان جدته ، فدلّوه الناس على أرضها .. لكن جدته واربعة من إخوة والده ، توفّوا طبيعياً او بالحرب الأخيرة .. ولم يبقى سوى عمته العجوز ، وهي الأخت الصغرى لوالده .. 


وما أن أعطاها السلّسة ، حتى حضنته بالقبلات وهي تقول :

- لا أصدّق إن لدى اخي المرحوم ولداً ! ليت امي حيّة ، لسعدت بهذا الخبر .. 


فأخبرها أن والده بالتبنّي (كريستوف) أحضر له كتباً عن الإسلام منذ صغره ، وسجّله في مركز لتعليم اللغة البوسنية .. ولم يفهم السبب ! الا حينما كبر ، وأطلعه على الحقيقة قبل وفاته .. 


فقالت العمة : طالما انك مسلم وتعرف لغتنا جيداً ، فلن تعود الى المانيا.. ستتزوج هنا وتعيش معنا

- عمري 50 ومطلّق ، فمن ستقبل الزواج مني ؟ 

- الا تقول ان ابنك المراهق يعيش مع امه الآن

- نعم

العمة : اذاً ليس لديك احدٌ هناك بعد وفاة والديك ، لذا إبقى معنا !! فنحن عائلتك الحقيقية .. وهذه الليلة سأجمعك بأولاد عمومتك في حفلةٍ كبيرة

***


وبالحفل المسائيّ ، اندمج آوليفر مع أقاربه بسرعة .. خاصة بعد تقابله مع فتاة من معارفه ، أعجبته كثيراً .. 


ولم يمضي شهر ، حتى احتفل اهل قريته بزواجهما على الطريقة البوسنية .. ليكمل حياته مع زوجته وطفليه التوأمين اللذين يطالبانه كل مساء بإخبارهما بقصة لقاء الأجداد (فالنتين وكريستوف) تحت الشجرة في تلك الليلة الباردة .. كضابطين فرّقتهما الحروب ، وجمعتهما الإنسانيّة ! 


*******

ملاحظة :

إستوحيت الفكرة من هذا الفيديو القصير :


هناك 3 تعليقات:

  1. ............................اختي امل احسنتي ..بدأت تعليقي بالنقاط لاني اعجز عن مدحك احيانا........المقاله حركت مشاااعري بينما الفيديو اسقط دموعي..

    ردحذف
    الردود
    1. وأنا ايضاً أحزنني الفيديو كثيراً ، لكنه الأقرب لواقع الحروب !

      حذف
  2. قصة مذهلة تستحق جائزة أوسكار

    ردحذف

مسابقة الجدارة

تأليف : امل شانوحة منصبٌ رفيع إستوفى خمسة شباب شروط الوظيفة في شركةٍ مرموقة .. واجتمعوا في مكتب المدير العام (أغنى تجّار البلد) الذي قال لهم...