كتابة : امل شانوحة
حاولت سيدة سبعينية (مرام) إلتقاط انفاسها بصعوبة , وهي تشير للممرّضة بإعادة ضبط إسطوانة الأكسجين ..
الممرّضة : القناع يعمل جيداً , حاولي التنفّس بهدوء
- أشعر كأن صحتي تزداد سوءاً .. ولمحت زوجي يبكي بعد تحدّثه مع الطبيب .. فماهي حالتي بالضبط ؟!
- الحقيقة إن جسمك لم يعد يتجاوب مع الدواء
- ماذا يعني هذا ؟!
الممرّضة بتردّد : أظنك تحتضرين ..
مرام بخوف : يا الهي !
واعتذرت منها الممرّضة , قبل خروجها من غرفة المشفى..
فبكت مرام بحزن بعد علمها بقرب اجلها .. وحين فتحت عيناها , وجدت امامها ستة نساء مُتشحات بالسواد , تنظرنّ اليها بغضبٍ وقهر !
مرام بقلق : من أنتنّ ؟!
- نحن مواهبك الضائعة
- لم افهم !
فقالت إحداهنّ : جميعنا نُمثّل فرصك المُهدرة التي لم تستغلّها جيداً
مرام : انا لا أملك أيّةِ مواهب !
- أمازلتي تنكرين نعم الله عليك ! ..اذاً سنذكّرك بأنفسنا .. كنت موهبتك الأولى التي ظهرت في سن العاشرة , حين أبدعتي بغزل الصوف
مرام : وماذا أستفيد منها , فالملابس الجاهزة تملأ المحلاّت ؟
فردّت عليها بعصبية : كان بإمكانك فتح مشغل لتعليم الفتيات , او إرسال اعمالك للفقراء لوقايتهم من برد الشتاء
وقالت امرأة ثانية :
- أجيبينا يا مرام !! كم مرة ضاقت الدنيا على زوجك ؟ ورغم ذلك لم تقدمي له العون , مع انك فزتي بمسابقة أفضل حائكة في منطقتك .. بل ورفضتي عرض السيدة الثرية بتسويق بضاعتك ! ولوّ انك ضاعفتي جهودك , لكنت صاحبة ماركة مشهورة
فسكتت مرام بضيق ..
ثم عاتبتها إمرأة أخرى :
- وماذا عني ؟!! فأنت لم تستفيدي بما وهبتك إيّاه , بأمرٍ من الله
مرام : ومن انت ؟!
- انا أبرز مواهبك : طلاقة اللسان .. فبسببي تقبّل الناس رئاستك لاجتماعاتهم .. ولوّ كنت طهّرت قلبك من الحقد , لأصبحتي محدّثة لبقة وسيدة مجتمع
مرام بعصبية : ومن قال انني حقودة ؟!!
- كان بإمكانك نصح الناس وتوعيتهم , لكنك استخدمتي موهبتك للإيقاع بينهم ! أتنكرين إنك تسبّبتي بطلاق عشرات الزيجات , ومشاكل بين الأقارب والأصدقاء بسبب قوّة إقناعك ؟
فسكتت مرام بارتباك .. فقالت لها المرأة الثالثة :
- امّا انا , فموهبتك الثالثة .. وبسببي أُغرم زوجك بك لحدّ الجنون , وكذلك اولادك .. وميّزتك بين افراد عائلتك
- وانا احببتهم جميعاً
- غير صحيح !! فكل تركيزك كان على نفسك , بسبب انانيتك المفرطة .. ولوّ استفدّتي بما قدّمته لك , لكنت زوجة مُحبّة وأمٌ عطوف .. أنظري الى حالتك الآن , اصدقائك واقاربك وحتى اولادك يتحجّجون بمشاغلهم عن زيارتك , رغم معرفتهم بسوء حالتك الصحيّة
فسكتت مرام بحزنٍ واليأس..
فقالت لها إمرأة أخرى :
- وانا موهبتك الرابعة : جمالك الخارجي..
مرام بتهكّم : وماذا تريديني ان أفعل بموهبةٍ كهذه ؟ ..أكون ممثلة او راقصة إستعراضية ؟
- معاذ الله .. لكن لوّ نظّفتي نواياك الداخلية , لزاد بريقك الخارجي .. الا انه كل من اقترب منك , إنكوى بنار غيرتك.. فطباعك المُنفّرة أفسدت كل شيء
وقبل ان تجيبها , تكلّمت إمرأة ثانية :
- وانا موهبتك الخامسة , وهي خيالك الواسع .. والذي شوّهتيه بنسب نجاحات الناس وتجاربهم اليك !
مرام : كنت أضيف بعد الأحداث الخيالية على الوقائع الحقيقية , لجعل أحاديثي اكثر حماسة
- هذا يسمى كذباً .. وبسبب إستهانتك بعطائي , لم يعد يصدّقك أحد
وهنا قالت المرأة السادسة والأخيرة :
- اما انا , فأعتبر أهم مواهبك : وهي سرعة إستيعابك التي مكّنتك من تعلّم الحاسوب ولغتيّ الإنجليزية والفرنسية بسهولة
مرام : نعم , لطالما كنت فتاة ذكية
- لكنك لم تستفيدي مني لإكمال تعليمك !
- وماذا افعل ان كان اهلي زوجوني وانا مراهقة ؟
- هذه ليست حجّة , فزوجك لم يعترض يوماً على ذلك
مرام : كنت خائفة ان يرتفع مستوايّ عنه , فهو لم يكمل تعليمه ايضاً
- حجةٌ واهية !! فهو من شجعك دائماً على إكمال دراستك .. وأحضر لك معلمة خصوصية , وسجّلك بدورات تدريبية .. لكنك فضّلتي الكسل على متابعة أحلامك .. ولوّ كنت تخرجتي , لأصبحتي مديرة مدرسة مرموقة .. لكن وجّهتي ذكائك لتعلّم امور السحر والشعوذة !
مرام : لا , انا درست العلوم الروحانية
- كاذبة !! فأنت تعلّمتها خصّيصاً لأذية المقرّبين منك , لا لشيء الا لتحطيم طموحاتهم واحلامهم التي أشعرتك بالدونيّة امامهم
مرام بعصبية : أحلف انني لم اؤذي احداً !!
وهنا ظهر شيطان في زاوية الغرفة , لتختفي النسوة الستة على الفور.. والذي اقترب منها ساخراً :
- عزيزتي مرام , أمازلتي تكذبين وانت على فراش الموت ؟
مرام بخوف : من انت ؟!
- انا شيطانك الذي رافقك منذ تخلّيك عن ايمانك وتعلّمك السحر .. وانا على عكسهم , فخوراً جداً بك .. فأنت لم تتجاهلي فقط نعم الله عليك , بل كفرتي بربك بتتبعك خطواتي
مرام بندم : انا لست كافرة !
فحرّك الشيطان عصاه , ليظهر دفترها امامها .. قائلاً لها :
- الم تكتبي بهذا الدفتر اسماء الأشخاص الذين سحرتهم بحياتك , مع التواريخ واماكن دفن الأسحار ؟
فبكت مرام وهي تترجّاه : ارجوك دعني اعيش ليومين آخرين , وأعدك بفكّ جميع الأسحار
فضحك الشيطان بغرور : انت تكفرين من جديد ! فمن انا كيّ ازيد عمرك .. انت يا مرام أضعتي جميع الفرص بهدر مواهبك التي كان بمقدورها تغير مصيرك .. حيث كان بإمكانك ان تصبحي حائكة مميزة , او متحدّثة لبقة ..او شخصية بارزة في المجتمع.. او حتى أم وزوجة حنون .. لكنك فضلتي طريق الحرام .. والآن أُغلق باب التوبة , فعزرائيل في طريقه اليك .. وانت تعرفين جيداً بأن الشياطين تحترق بنور الملائكة .. لهذا سأذهب من هنا .. ألقاك لاحقاً في الجحيم , يا تلميذتي المجتهدة
وأطلق ضحكةٍ مجلّجلة , تردّد صداها في غرفة المشفى ..
وبعد إختفائه .. ظهرت النسوة الستة من جديد وهي تندب حظها وتبكي , لأن قدرهنّ ان يدفنوا مع مرام التي لم تظهرهنّ للعلن طوال حياتها..
وفجأة ! ظهر عزرائيل بجانب سريرها .. فحاولت مرام قول الشهادتين , الا ان لسانها عُقد تماماً !
فقال لها الملك :
- أتظنين من السهل نطقها , خاصة لمن مُثقل بالذنوب مثلك ؟
مرام باكية : ارجوك اريد فرصة ثانية
- أضعتي جميع فرص الدنيا , ومازال امامك عقاب الآخرة
ثم سحب روحها من جسدها بقوةٍ وعنف , لتصرخ صرختها الأخيرة الموجعة التي حوّلت النسّوة الستة الى حفنةٍ من التراب .. وارتفع معها صفير جهاز القلب المزعج التي جعلت الطبيب والزوج يُسرعان للغرفة , لكن بعد فوات الأوان !
إضاعة فرص تغير المصير
حاولت سيدة سبعينية (مرام) إلتقاط انفاسها بصعوبة , وهي تشير للممرّضة بإعادة ضبط إسطوانة الأكسجين ..
الممرّضة : القناع يعمل جيداً , حاولي التنفّس بهدوء
- أشعر كأن صحتي تزداد سوءاً .. ولمحت زوجي يبكي بعد تحدّثه مع الطبيب .. فماهي حالتي بالضبط ؟!
- الحقيقة إن جسمك لم يعد يتجاوب مع الدواء
- ماذا يعني هذا ؟!
الممرّضة بتردّد : أظنك تحتضرين ..
مرام بخوف : يا الهي !
واعتذرت منها الممرّضة , قبل خروجها من غرفة المشفى..
فبكت مرام بحزن بعد علمها بقرب اجلها .. وحين فتحت عيناها , وجدت امامها ستة نساء مُتشحات بالسواد , تنظرنّ اليها بغضبٍ وقهر !
مرام بقلق : من أنتنّ ؟!
- نحن مواهبك الضائعة
- لم افهم !
فقالت إحداهنّ : جميعنا نُمثّل فرصك المُهدرة التي لم تستغلّها جيداً
مرام : انا لا أملك أيّةِ مواهب !
- أمازلتي تنكرين نعم الله عليك ! ..اذاً سنذكّرك بأنفسنا .. كنت موهبتك الأولى التي ظهرت في سن العاشرة , حين أبدعتي بغزل الصوف
مرام : وماذا أستفيد منها , فالملابس الجاهزة تملأ المحلاّت ؟
فردّت عليها بعصبية : كان بإمكانك فتح مشغل لتعليم الفتيات , او إرسال اعمالك للفقراء لوقايتهم من برد الشتاء
وقالت امرأة ثانية :
- أجيبينا يا مرام !! كم مرة ضاقت الدنيا على زوجك ؟ ورغم ذلك لم تقدمي له العون , مع انك فزتي بمسابقة أفضل حائكة في منطقتك .. بل ورفضتي عرض السيدة الثرية بتسويق بضاعتك ! ولوّ انك ضاعفتي جهودك , لكنت صاحبة ماركة مشهورة
فسكتت مرام بضيق ..
ثم عاتبتها إمرأة أخرى :
- وماذا عني ؟!! فأنت لم تستفيدي بما وهبتك إيّاه , بأمرٍ من الله
مرام : ومن انت ؟!
- انا أبرز مواهبك : طلاقة اللسان .. فبسببي تقبّل الناس رئاستك لاجتماعاتهم .. ولوّ كنت طهّرت قلبك من الحقد , لأصبحتي محدّثة لبقة وسيدة مجتمع
مرام بعصبية : ومن قال انني حقودة ؟!!
- كان بإمكانك نصح الناس وتوعيتهم , لكنك استخدمتي موهبتك للإيقاع بينهم ! أتنكرين إنك تسبّبتي بطلاق عشرات الزيجات , ومشاكل بين الأقارب والأصدقاء بسبب قوّة إقناعك ؟
فسكتت مرام بارتباك .. فقالت لها المرأة الثالثة :
- امّا انا , فموهبتك الثالثة .. وبسببي أُغرم زوجك بك لحدّ الجنون , وكذلك اولادك .. وميّزتك بين افراد عائلتك
- وانا احببتهم جميعاً
- غير صحيح !! فكل تركيزك كان على نفسك , بسبب انانيتك المفرطة .. ولوّ استفدّتي بما قدّمته لك , لكنت زوجة مُحبّة وأمٌ عطوف .. أنظري الى حالتك الآن , اصدقائك واقاربك وحتى اولادك يتحجّجون بمشاغلهم عن زيارتك , رغم معرفتهم بسوء حالتك الصحيّة
فسكتت مرام بحزنٍ واليأس..
فقالت لها إمرأة أخرى :
- وانا موهبتك الرابعة : جمالك الخارجي..
مرام بتهكّم : وماذا تريديني ان أفعل بموهبةٍ كهذه ؟ ..أكون ممثلة او راقصة إستعراضية ؟
- معاذ الله .. لكن لوّ نظّفتي نواياك الداخلية , لزاد بريقك الخارجي .. الا انه كل من اقترب منك , إنكوى بنار غيرتك.. فطباعك المُنفّرة أفسدت كل شيء
وقبل ان تجيبها , تكلّمت إمرأة ثانية :
- وانا موهبتك الخامسة , وهي خيالك الواسع .. والذي شوّهتيه بنسب نجاحات الناس وتجاربهم اليك !
مرام : كنت أضيف بعد الأحداث الخيالية على الوقائع الحقيقية , لجعل أحاديثي اكثر حماسة
- هذا يسمى كذباً .. وبسبب إستهانتك بعطائي , لم يعد يصدّقك أحد
وهنا قالت المرأة السادسة والأخيرة :
- اما انا , فأعتبر أهم مواهبك : وهي سرعة إستيعابك التي مكّنتك من تعلّم الحاسوب ولغتيّ الإنجليزية والفرنسية بسهولة
مرام : نعم , لطالما كنت فتاة ذكية
- لكنك لم تستفيدي مني لإكمال تعليمك !
- وماذا افعل ان كان اهلي زوجوني وانا مراهقة ؟
- هذه ليست حجّة , فزوجك لم يعترض يوماً على ذلك
مرام : كنت خائفة ان يرتفع مستوايّ عنه , فهو لم يكمل تعليمه ايضاً
- حجةٌ واهية !! فهو من شجعك دائماً على إكمال دراستك .. وأحضر لك معلمة خصوصية , وسجّلك بدورات تدريبية .. لكنك فضّلتي الكسل على متابعة أحلامك .. ولوّ كنت تخرجتي , لأصبحتي مديرة مدرسة مرموقة .. لكن وجّهتي ذكائك لتعلّم امور السحر والشعوذة !
مرام : لا , انا درست العلوم الروحانية
- كاذبة !! فأنت تعلّمتها خصّيصاً لأذية المقرّبين منك , لا لشيء الا لتحطيم طموحاتهم واحلامهم التي أشعرتك بالدونيّة امامهم
مرام بعصبية : أحلف انني لم اؤذي احداً !!
وهنا ظهر شيطان في زاوية الغرفة , لتختفي النسوة الستة على الفور.. والذي اقترب منها ساخراً :
- عزيزتي مرام , أمازلتي تكذبين وانت على فراش الموت ؟
مرام بخوف : من انت ؟!
- انا شيطانك الذي رافقك منذ تخلّيك عن ايمانك وتعلّمك السحر .. وانا على عكسهم , فخوراً جداً بك .. فأنت لم تتجاهلي فقط نعم الله عليك , بل كفرتي بربك بتتبعك خطواتي
مرام بندم : انا لست كافرة !
فحرّك الشيطان عصاه , ليظهر دفترها امامها .. قائلاً لها :
- الم تكتبي بهذا الدفتر اسماء الأشخاص الذين سحرتهم بحياتك , مع التواريخ واماكن دفن الأسحار ؟
فبكت مرام وهي تترجّاه : ارجوك دعني اعيش ليومين آخرين , وأعدك بفكّ جميع الأسحار
فضحك الشيطان بغرور : انت تكفرين من جديد ! فمن انا كيّ ازيد عمرك .. انت يا مرام أضعتي جميع الفرص بهدر مواهبك التي كان بمقدورها تغير مصيرك .. حيث كان بإمكانك ان تصبحي حائكة مميزة , او متحدّثة لبقة ..او شخصية بارزة في المجتمع.. او حتى أم وزوجة حنون .. لكنك فضلتي طريق الحرام .. والآن أُغلق باب التوبة , فعزرائيل في طريقه اليك .. وانت تعرفين جيداً بأن الشياطين تحترق بنور الملائكة .. لهذا سأذهب من هنا .. ألقاك لاحقاً في الجحيم , يا تلميذتي المجتهدة
وأطلق ضحكةٍ مجلّجلة , تردّد صداها في غرفة المشفى ..
وبعد إختفائه .. ظهرت النسوة الستة من جديد وهي تندب حظها وتبكي , لأن قدرهنّ ان يدفنوا مع مرام التي لم تظهرهنّ للعلن طوال حياتها..
وفجأة ! ظهر عزرائيل بجانب سريرها .. فحاولت مرام قول الشهادتين , الا ان لسانها عُقد تماماً !
فقال لها الملك :
- أتظنين من السهل نطقها , خاصة لمن مُثقل بالذنوب مثلك ؟
مرام باكية : ارجوك اريد فرصة ثانية
- أضعتي جميع فرص الدنيا , ومازال امامك عقاب الآخرة
ثم سحب روحها من جسدها بقوةٍ وعنف , لتصرخ صرختها الأخيرة الموجعة التي حوّلت النسّوة الستة الى حفنةٍ من التراب .. وارتفع معها صفير جهاز القلب المزعج التي جعلت الطبيب والزوج يُسرعان للغرفة , لكن بعد فوات الأوان !
ملاحظة :
ردحذف1- كنت اشاهد الفيديو التحفيزي للممثل(دنزل واشنطن) الذي ذكر فيه كلمة(ليس براون): عن ماذا لوّ اثناء احتضارنا ظهرت مواهبنا تعاتبنا لأننا لم نستغلّها في الدنيا , وسترافقنا الى القبر .. فخطرت في بالي هذه الفكرة
2- القصة مستوحاة من حياة سيدة تعيش في منطقتي , اعطاها الله كل مقومات النجاح التي ذكرتها بالقصة الا انها فضّلت أذيّة من حولها .. واليوم تعيش وحدها بعد ان هجرها الجميع .. فرأيت انها مناسبة كبطلة القصة
3- وعدني الأستاذ اياد العطار بنشر قصتي الأخرى قريباً في كابوس .. وحين تنشر هناك , أنشرها بمدونتي .. أتمنى ان تعجبكم
في الانتظار وبالتوفيق
ردحذف