الخميس، 6 فبراير 2020

الصندوق العشوائي

تأليف : امل شانوحة
وشكر خاص لإبن اختي (محمد ابو الفضل) لتزويدي ببعض افكار القصة


الإنترنت المظلم

بعد شهر على وفاة امهما , إقترح جاك على اخيه جون زيارة والدهما الشرطي .. لكنه رفض ذلك بعصبية :
- ولماذا نزوره وهو لم يأتي الى جنازة امنا ؟!!
جاك : ربما ما زال غاضباً لحصولها على حضانتنا بعد تطليقه بالمحكمة 
جون بغضب : هذا لا يبرّر تخلّيه عنا لعشر سنوات !! 
- انا رغبتُ في محادثته لشعوري بالملل اثناء انشغالك في العمل 
- اذاً أدرس !! فقد قارب موعد امتحانات الجامعة
جاك بضيق : راجعت المنهج اكثر من مرة , ماذا تريدني ان افعل؟ 

فاقترح عليه فتح قناة يوتيوب للإستفادة منها مادياً كما فعل هو , بشرط ان يختار موضوعاً مختلفاً عنه 
جاك : أساساً لا احب الأماكن المهجورة , خوفاً من الجن والعفاريت
جون ضاحكاً : هذه خرافة , فأنا لم أصبّ بشيء في السنتين الماضيتين رغم تجولي بأكثر الأماكن المسكونة رعباً في بلدتنا .. المهم , ماهو موضوع قناتك ؟
جاك : لا ادري , سأفكّر بشيءٍ يهمّ المراهقين أمثالي
***

بعد اسبوع .. إشترى جاك بكل مصروفه صندوقاً عشوائيّاً من الإنترنت المظلم .. وصوّر نفسه اثناء فحصه الأغراض التي آثارت إشمئزازه وقلقه .. حيث وجد فيه :

سكينٌ ملطّخ بصبغةٍ حمراء تشبه الدماء , واظافر بشريّة , وخصلة شعرٍ سوداء , وملابس نسائية مُستخدمة , ودمية سحرية مغروسة بالدبابيس .. و(USB) وضعه في حاسوبه لرؤية محتواه 
وكان فيه :((فيديو مصوّر لغرفةٍ إضاءتها خافتة , بداخلها فتاة مضّطربة تتلّفت حولها بخوفٍ واضح , وهي منهارة بالبكاء .. 
بعد خمس دقائق .. تصرخ بفزعٍ شديد فور رؤيتها لرجلٍ مقنّع يدخل غرفتها .. وانتهى الشريط !))
جاك بارتباك : هل هذه تمثيلية ؟ ام هي فتاة مختطفة بالفعل ؟!

وقد ضايقه الأمر لدرجة انه ألغى قناته الحديثة , ورمى اغراض الصندوق في الزبالة .. 
ومع ذلك لم يستطع النوم طوال الليل , بعد ان أشغلت الفتاة المسكينة تفكيره  
***

في صباح اليوم التالي .. تفاجأ بملف مشروعه الجامعي بجميع نسخه محذوفة من كمبيوتره ! مما ضايقه كثيراً لأن عليه تسليمه خلال اسبوعين 
ليس هذا فحسب , بل صوره الشخصية وصور امه المتوفاة حُذفت ايضاً من الحاسوب ..
وظلّ يبحث عنهم , الى ان وصلته رسالة غامضة على ايميله :
((كان بحثك مملٌ للغاية , فقمنا بحذفه))

فعلم جاك ان هكر لعين من الإنترنت المظلم إخترق حاسوبه ..
ولم يكن لديه وقت للردّ عليه , لتأخره عن المحاضرة
***

حين وصل الى الجامعة , تفاجأ بنسخٍ من محادثاته الرومنسية مع حبيبته جسيكا مُلصقة على خزانات الطلبة ! .. وصُعق اكثر حين رأى صورتهما الخاصة على باب الحمام 
وتوجهت انظار الطلبة اليه اثناء تمزيقه الصورة بعصبية , وهم يكتمون ضحكاتهم الساخرة .. بينما نظرت الفتيات اليه باشمئزاز لفضحه حبيبته

وأسرع باحثاً عن جسيكا في جميع القاعات , الى ان أخبرته صديقتها بأنها غادرت الجامعة وهي منهارة تماماً ..
فحاول الإتصال بها , لكن جوالها مقفل ..

فذهب الى غرفتها في سكن الطلاب .. 
وقبل تبريره ما حصل , صفعته بقوة مُعلنةً فسخ العلاقة به ..وأغلقت الباب في وجهه , دون السماح له بالتفوه بكلمةٍ واحدة ..
فعاد الى منزله منكسراً وحزيناً !
***

في غرفته .. وفور فتحه الحاسوب , وجد رسالة جديدة على ايميله:
((هل أعجبت الطلاّب صورتكما الخاصة , وكلامك الرومنسي ؟))
فأرسل ردّاً غاضباً على نفس الإيميل :
((من انت ايها اللعين ؟!! ولما تفضح خصوصياتي ؟))
فجاءه الردّ سريعاً :
((هذا رابط صفحتي على الفيسبوك , تواصل معي)) 
لكنه لم يردّ الحديث معه , وأقفل كمبيوتره وهو يشعر بغضبٍ شديد
***

بحلول العصر.. إيقظه أخوه الأكبر :
- أحضرت البيتزا التي تحبها , تعال نأكلها سوياً
جاك بيأس : لا رغبة لي في الطعام , أتمنى الموت فقط 
- ماذا حصل لك ؟!
- جسيكا تركتني 
- لماذا ؟

وبترددٍ شديد أخبره بكل ما حصل .. واراه محتوى (USB) بعد إخراجه من سلّة النفايات
جون بقلق : هل هي فتاة مختطفة بالفعل ؟!
جاك : لا ادري , أفكّر بإرسال المقطع الى والدي ليتأكّد من الأمر 

وهنا قام جون بتقريب الصورة على الشعار المرسوم اعلى باب غرفة الفتاة , قائلاً :
- لا داعي لذلك .. أنظر الى الشعار
- مابه ؟!
جون : انه شعار ناديٍ رياضيّ مهجور
جاك : كيف عرفت ؟!

فأخرج جون جواله .. وفتح فيديو قديم على قناته باليوتيوب ..
- انظر هنا .. انا وصديقي جيمي صوّرنا الغرفة ذاتها قبل عام .. وهو مكانٌ مهجور يمكن لأيّ احدٍ دخوله .. ولا اظن عصابات الإنترنت المظلم سيختارون مكاناً سهلاً كهذا .. واعتقد انها تمثيلية سخيفة استخدموها لإلهائك قليلاً , الى ان يتمكّن الهكر من إختراق حاسوبك .. وأقترح ان تستبدله بحاسوبٍ جديد .. أعرف محل كمبيوتر في آخر الشارع يقبل ان ..

جاك مقاطعاً : أفكّر بسؤال ابي عن الموضوع , فالشرطة أدرى بعمليات الخطف 
جون بعصبية : لما انت متعلقاً به , رغم تخلّيه عنا ونحن صغار؟!! 
- آسف أخي , لم أقصد مضايقتك
- إنسى موضوع ابي والهكر .. وحاول غداً الإعتذار من جسيكا بعد إفهامها المشكلة .. والآن قمّ لنأكل قبل ان تبرد البيتزا 
***

في المساء .. ذهب جون مع صديقه جيمي الى النادي المهجور (دون اخبار جاك) .. بنيّة تصوير الغرفة , وهو على يقين بأنها خالية من آثار الفتاة المخطوفة , لكيّ يُطمّئن اخاه ..
لكنه تفاجأ بوجود اسلاكٍ شائكة امام بوّابة النادي !

جيمي : لا اذكر انه كان مغلقاً السنة الفائتة ! أتعتقد ان العصابة استخدمته وكراً لها ؟ 
جون : لا ادري .. لنتجاوز الأسلاك ونذهب مباشرةً الى الغرفة .. وإن وجدناها مقفلة من الخارج , نبلّغ الشرطة في الحال .. هيا بنا
***

حين وصلا الغرفة .. وجداها مفتوحة , ولا أحد بالداخل ..
جون : ارأيت !! كنت متأكداً إنها تمثيلية 
جيمي : ما هذه الرائحة العفنة ؟ يبدو وكأن أحدهم قضى حاجته مراراً في الغرفة.. (ثم صرخ فزعاً بعد ان داس على شيءٍ رخو)

فوجّه جون إضاءة جواله على المكان الذي أشار اليه صديقه , ليجدا أصبعاً بشريّاً متعفّناً !
جيمي : يا الهي ! هل قطعوا أصبعها ؟!
جون بخوف : دعنا نخرج من هنا فوراً 

لكن قبيل خروجهما من الغرفة ..أُلقيت شبكة صيد فوق رأسيهما , ليعلقا اسفلها !
***

في صباح اليوم التالي .. بحث جاك عن اخيه في ارجاء المنزل  
- غريب ! ليس من عادته الإستيقاظ باكراً 

ثم عاد الى غرفته لترتيب حقيبته الدراسية , وإذّ برسالةٍ جديدة تصل إيميله , بعنوان : 
((رسالة من جون))  

ففتحها وهو يظن أن اخاه ارسلها , ليتفاجأ بفيديو قصير لجون وصديقه محتجزين بذات الغرفة القذرة ! وهما مثبّتان بالجدار بالسلاسل , ومكمّما الفم .. 
وبعد دقيقتين .. إقترب منهما رجلٌ مقنع يحمل منشاراً كهربائي , قام بقطع رجل جيمي (صديق اخيه) الذي صرخ بهستيريا من شدة الألم .. وانتهى المقطع ! 

فسقط جاك عن كرسيه , وهو يرتجف بخوفٍ شديد ..
وإذّ برسالةٍ اخرى تُرسل اليه : 
((ان كنت تريد انقاذ اخيك , فعليك تنفيذ امرنا))
فكتب جاك بيدين مرتجفتين : 
- كم تريدون ؟
- لا نريد فدية .. نريدك ان تصبح مثلنا 
جاك : لم افهم !
- نريدك ان تخطف فتاة مجهولة , وتصوّر نفسك وانت تعتدي عليها .. وبعد إرسالك الفيديو , نُطلق سراح اخيك .. اما صديقه ..  فمازال ينزف الى الآن , ولا اظنه سيعيش طويلاً 

فكتب جاك , بعد مسحه دموعه : 
- رجاءً اطلبوا شيئاً آخر 
- إن لم تنفذ طلبنا , سنرسل لك اول اصابع جون
جاك : لا انتظر !! سأفعل ما امرتني به , لكني احتاج الى بعض الوقت
- نريد الفيديو هذا المساء , مفهوم !!
وانتهت المحادثة ..

فانهار جاك باكياً وهو يلعن نفسه لدخوله عالم الإنترنت المظلم , لكن ليس لديه وقتاً للندم ..
وأسرع الى السوبرماركت لشراء قناعٍ شتويّ (لإخفاء معالم وجهه) , وشريطاً لاصقاً وحبلاً سميكاً ..

فمازحته محاسبة السوبرماركت قائلة :
- هل ستخطف احدهم ؟
فأجابها دون النظر اليها , كيّ لا ترى عينيه الخائفتين :
- لا , سنستخدمهم بمسرحيةٍ جامعية ..

وخرج من هناك وهو يفكّر بطريقة لتنفيذ أوامر العصابة دون الوقوع بمشاكل قانونية 
*** 

وقاد سيارة والدته القديمة دون وجهةٍ محدّدة , ليتوقف مع غروب الشمس امام بارٍ في أطراف مدينته .. 
فلبس قناعه في السيارة , وهو يراقب الفتيات السكارى الخارجة من البار 

بهذه اللحظات.. إتصلت صديقته جسيكا قائلةً :
- مع انني مازلت غاضبة لفضحك اسرارنا , لكني قلقت عليك لتغيبك عن الجامعة 

وهنا خطرت في باله فكرة , فأسرع قائلاً : 
- جسيكا , اريدك بخدمةٍ انسانية عاجلة 
- ماذا هناك ؟!
جاك : اريد ان اراك حالاً , فحياة اخي في خطر
- ماذا به ؟
- انا قادم الى سكن الطلاّب , إنتظريني
***

وعادا معاً الى منزله , وهناك اخبرها بكل شيء..
جسيكا بخوف : يا الهي ! لما دخلت عالمهم القذر يا جاك ؟
- ارجوك جسيكا لا وقت الآن للعتاب , عليّ ارسال الفيديو هذا المساء
- أتريدني ان أمثّل دور الضحيّة ؟! 
جاك : يبقى أفضل من اعتدائي على فتاةٍ بريئة , وبقائي في السجن مدة طويلة كافية لتدمير مستقبلي .. ارجوك ساعديني 
***

بعد ساعة .. ارسل لهم الفيديو المصوّر للإعتداء المُفبرك : حيث ظهر فيه بقناعٍ يغطي وجهه .. وهو يُخفي وجه صديقته تحت الوسادة , التي أتقنت دور الضحيّة وهي تصرخ بكل قوتها محاولةً الإفلات من بين يديه 

بعد خمس دقائق , وصله الردّ :
- أتستغبينا يا جاك ؟!! انها صديقتك جسيكا
جاك بدهشة : لا ! ليست هي
- لقد سمعنا خطتكما منذ البداية 
جاك وهو يتلفّت حوله بخوف : أوضعتم كاميرات في بيتي ؟!
- ربما , وربما لا .. لنعد الآن الى حديثنا .. بما انك لم تنفذ طلبنا , فسنبدأ بتعذيب اخيك 

فكتب جاك بخوف : لا , أتوسّل اليك !! .. أعدك بإرسال الفيديو غداً ..سأصوّر عملية الخطف كاملةً .. ارجوك أعطني فرصة ثانية 
- حسناً .. معك الى مساء الغد , والا سيلقى اخوك مصير الفتاة المختطفة وصديقه جيمي الذي مات قبل قليل .. أفهمت ؟!!
وانتهت المحادثة ..
*** 

فأعاد جسيكا الى سكن الطلّاب والتي وعدته بكتمان الموضوع , كما طلب منها .. 
ثم أخذ حاسوبه , وأسرع الى منزل والده الذي يعيش بضواحي مدينته ..
***

في هذه الأثناء .. كان والده على وشك الخروج من المنزل (ببذلة الشرطة) لعمله المسائي , حين تفاجأ بإبنه متوجهاً نحوه !
- جاك ! أخيراً زرت والدك 
فارتمى في حضنه باكياً وهو يقول : 
- ابي ارجوك , أنقذ جون من الموت
الوالد بقلق : ماذا حصل له ؟!
- عليّ اولاً ان اريك ما بداخل حاسوبي

فأدخله المنزل ليريه فيديو الفتاة المخطوفة , وفيديو تعذيب صديق اخيه
الأب فزعاً : يا الهي ! مالذي جعلك تدخل الى الإنترنت المظلم ؟!
- انا نادمٌ جداً .. (وتنهد بضيق) .. علينا إيجاد جون بأسرع وقتٍ ممكن
- الم تخبرني انه صوّر المكان المهجور في قناته ؟
جاك : آه صحيح ! كيف لم أفكّر بالأمر

وبحثا في قناة جون , الى ان عرفا عنوان النادي المهجور الذي ذكره في اول الفيديو ..
الوالد بحزم : جاك !! إبقى هنا ريثما اعود , وإيّاك ان تفتح حاسوبك ..
- حاضر ابي 

ثم أسرع الأب الى مركز الشرطة لطلب الدعم , لاقتحام وكر المجرمين 
***

واثناء وجود جاك في منزل والده , رنّ جواله ! 
وحين فتحه , سمع صوتاً مشوّشاً يقول له :
- الم ننبهك بعدم الإتصال بالشرطة ؟ .. بتصرّفك الغبي قضيت على حياة أخيك 
- لا ارجوك .. دعنا نتفاهم  
وانتهت المكالمة..

فحاول جاك الإتصال بوالده , لكن جواله انطفأ فجأة ! فعلم بأن الهكر عطّله عن بعد !
فرفع هاتف المنزل ليجده معطلاً ايضاً !

بهذه اللحظات .. أُضيء حاسوبه لوحده ! لتظهر عليه مجموعة من الصور آثارت الرعب في قلبه .. ولم تكن صور تعذيب اخيه , بل صوره وهو صغير : حين خطفه رجلٌ مجهول اثناء ذهابه الى المدرسة , واعتدى عليه في قبوٍ مظلم , قبل ان يعيده ظهراً الى منزل والدته .. 
وأخفى جاك الأمر عن الجميع الى هذا اليوم !

بعد دقائق .. وصلته رسالة على ايميله : 
((الرجل الذي أذاك وانت صغير هو أحد زبائننا المهمّين , الذي تذكّرك البارحة بعد رؤيته لوحمة وجهك المميزة .. 
وغداً سننشر صورك الفاضحة في جامعتك (كما فعلنا سابقاً) ليعرف الجميع إنك شاذّ , خصوصاً جسيكا))

فاسند جاك ظهره على الكنبة , بأنفاسٍ ثقيلة وقلب مفعمٌ بالهموم .. فتلك الصور أعادت ذكريات طفولته السيئة التي حاول طوال حياته نسيانها 
***
في هذه الاثناء .. بحث والده بهستيريا في ارجاء النادي المهجور , بعد عثور الشرطة على جثة جيمي الذي تصفّى دمه من قدمه المبتورة , وإيجادهم لأصبع الفتاة المختطفة المتحلّل .. لكن لا أثر لجون ! 

فسبقهم الوالد المذعور الى قبو النادي , ليتفاجأ بعبارةٍ مكتوبة على الجدار بالدماء : 
((المراهق جاك لعب مع الأشخاص الخطأ , وسينال عقابه قريباً))

فأسرع الأب نحو سيارته , وهو يقول لزملائه :
- جاك في خطر !! سأعود فوراً الى بيتي  
***

وفور دخوله المنزل , بحث عنه في جميع الغرف .. الى ان انتبه على صور اعتداء ابنه على الحاسوب 
- يا الهي ! ماذا فعل بك هذا الحقير ؟

وهنا سمع شيئاً يقع في القبو ..
فأخرج مسدسه ونزل بحذر الى هناك , ليتفاجأ بإبنه مشنوقاً !
- جاك !! ماذا فعلت ؟!!!
وأسرع بقطع الحبل والقيام بالتنفس الإصطناعي , لكنه فارق الحياة 

بعد دقائق من البكاء المرير .. حاول تمالك نفسه ليتمكّن من حمل جثة ابنه الى فوق , فإذّ بورقة تسقط من جيبه .. كان فيها : 
 ((آسف ابي , لم استطع نسيان ما حصل في طفولتي .. لذا قرّرت إنهاء حياتي .. لكن ارجوك أنقذ جون , لا تجعله يموت بذنبي))

وهنا رنّ جوال الأب , ليردّ وهو مازال يشهق بالبكاء .. 
فسمع صوتاً مشوّشاً يقول :
- أتريد شراء صندوقاً عشوائياً من الإنترنت المظلم ؟

فصرخ الأب غاضباً :
- يا ملاعين !! ماذا فعلتم بولدايّ ؟!! 
- عليك اولاً شراء الصندوق بألف دولار , وستجد فيه ما يرشدك الى مكان جون .. سنرسل جميع المعلومات على جوالك .. وننصحك بعدم التأخر بالدفع , فبيع اعضاء جون بالسوق السوداء يُكسبنا اضعاف ما ستدفعه لنا .. وأنبهك منذ الآن بالحفاظ على السرّية التامة , والا ستخسر كلا ولديك
وانتهت المكالمة ..

فأسرع الأب بإرسال الف دولار من بطاقته الإئتمانية الى إيملهنّ الخاص الذي ارسلوه على جواله  .. 
وبعد إتمام العملية , وصلته رسالة أخرى :
((سيصلك صندوقنا المميز في القريب العاجل))

بهذ اللحظات .. نزل رفيقيه الشرطيين الى قبو , ليتفاجآ بجثة جاك بين احضان والده
- ماذا حصل له ؟! من قتله ؟!
الأب وهو يمسح دموعه : إنتحر شعوراً بالذنب لتوريط جون مع العصابة .. رجاءً ساعداني بحمله الى فوق
***

بهذا الوقت , وفي مكانٍ بعيدٍ مظلم .. كان رجلٌ مقنّع يراقب الوالد من خلال الحاسوب , اثناء إخراجهم جثة جاك من المنزل.. 
ثم التفت الرجل المجهول خلفه , ليتكلّم مع جون المحتجزّ في صندوقٍ حديديّ : 
- ممتاز !! والدك لم يخبر صديقيه عن اتصالنا , يبدو انه تعلّم الدرس من اخيك الغبي

جون : كيف استطعتم وضع الكاميرات في منزلنا , ومنزل والدي؟!
- جاك كان مستهدفاً منذ الصغر , لوسامته التي أعجبت احد عملائنا الأثرياء ..لهذا ساعدناه بعملية الخطف والإعتداء .. ولسوء حظ اخيك , اعاده القدر الينا حين راسلنا بشأن الصندوق .. لكننا بصراحة لم نتوقع انتحاره ! .. لهذا ليس امامنا سوى خداع والدك لدفع المزيد من المال في سبيل إنقاذك .. وفي حال تصرّف بغباء , نتخلّص منه .. ومن بعدها نقنع عميلنا باستغلالك بدلاً عن جاك , لأنك وسيمٌ مثله 

وأطلق ضحكةً مجلّجلة مُستفزّة .. بينما كان جون يبكي بصمت داخل  زنزانته الضيقة حزناً على انتحار اخيه , وخوفاً على مصيره هو ووالده بعد تورّطهما في عالم الشياطين البشريّة المخيف !

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لك اختي تعجبني قصصك كثيراً واصلي ابداعك

    ردحذف

مسابقة الجدارة

تأليف : امل شانوحة منصبٌ رفيع إستوفى خمسة شباب شروط الوظيفة في شركةٍ مرموقة .. واجتمعوا في مكتب المدير العام (أغنى تجّار البلد) الذي قال لهم...