الخميس، 20 ديسمبر 2018

انا او لا أحد

تأليف : امل شانوحة


رجلٌ متسلّط 

إستيقظت سلوى صباحاً وهي فزعة بعد رؤيتها لكابوسٍ آخر , ثم دخلت لتستحمّ .. وهناك قالت : أوه ! نسيت شراء الشامبو 
واستخدمت الصابون وخرجت .. ثم رتّبت حقيبتها للذهاب الى الجامعة .. 

وحين فتحت الباب الخارجي للمنزل , تفاجأت بعلبة شامبو مع وردةٍ حمراء على العتبة ! ممّا أرعبها جداً .. فنزلت بالمصعد وهي تفكّر :
- من عرف بحاجتي الى الشامبو ؟! هل هو صاحب المبنى المجنون ؟ أوَصَلت سفالته بأن يضع كاميرا في شقتي ؟! والأسوء ان يكون وضعها في حمامي !.. اللعنة !! عليّ تغير القفل في أقرب وقت .. كان يوماً مشؤوماً حين انتقلت الى هنا ..

وبعد خروجها من المبنى .. وجدته ينتظرها في سيارته الفارهة قرب المدخل , وناداها قائلاً :
- سلوى !! تعالي أوصلك الى الجامعة , بدل انتظارك لسيارة الأجرة في هذا الجوّ الماطر
- لا شكراً سيد سعيد
قالتها على عجل , وأسرعت بالإبتعاد عنه .. 

فقال في نفسه بضيق :
((سأجعلك تندمين على رفضك الزواج بي , سترين ما سأفعله بك))
***

ولاحقاً في حمام الجامعة .. وبعد ان انتهت سلوى من إخراج كل ما في بطنها , قالت لها صديقتها بقلق :
- هذه ثالث مرة اراك على هذه الحالة , من الأفضل ان تذهبي للمستشفى 
سلوى بتعب : أظنني تسمّمت من يوم البوفيه
- أتقصدين الحفلة التي أقامها صاحب المبنى لسكّان عمارتك؟ 
- نعم , وحينها أعلن خطبتنا امام الجميع ! لكنني أخبرتهم بأنني رفضّت عرضه , ممّا ضايقه جداً 
صديقتها : وما دخل هذا بمرضك ؟

سلوى : بعد رفضي له , هممّت بالعودة الى شقتي .. لكنه أصرّ على تناولي شيئاً من الطعام .. وأحضر لي صحناً , إختار أصنافه بنفسه .. ومن بعدها أُصبت بصداعٍ ودوخة , وبالكاد وصلت الى شقتي .. (ثم سكتت قليلاً) .. أوه لا !
صديقتها باهتمام : ماذا ؟
سلوى بخوف : الآن تذكّرت .. من يومها وانا أُعاني من كوابيس الجنّ والعفاريت !
- أتظنينه وضع شيئاً في صحنك ؟!
سلوى بغيظ : لما لا , فهو مريض نفسيّاً !!
- الم تقولي انه شابٌ وسيم وغني , فلما يُخيفك لهذه الدرجة ؟!

سلوى : لأني علمت بقصّة حياته  .. فوالده كان عنيفاً معه , واراده ان يكبر بسرعة بعد وفاة امه , وهو مازال في العاشرة من عمره .. بعكس امه التي كانت تدلله كثيراً ولا تحرمه من شيء.. وأظنّ تناقض التربية بين والديه , جعلته يعاني من مرضين نفسيّن مختلفين : الساديّة ونقص الثقة بالنفس ! 
صديقتها بقلق : برأيّ عليك البحث عن منزلٍ جديد
سلوى : أهلي يعيشون بالخارج كما تعلمين , وسيأتون بالعطلة الصيفية , وحينها انتقل معهم الى بيتنا في الجبل .. ولا اريد إشغال بالهم بمشاكلي معه , لذا سأضّطر لإستحمال سخافته لشهرين آخرين .. (ثم أمسكت بطنها بألم) ..آخ !! مازال بطني يؤلمني
- أعانك الله يا سلوى 
***

ومرّ شهر ونصف بصعوبة على سلوى , بعد تزايد مضايقات صاحب المبنى لها : سواءً بقطعه المتواصل للكهرباء والماء عن شقتها فقط , عدا عن مضايقات الجيران لها , وكأنهم على اتفاقٍ معه ! كما انه منع البوّاب من أخذ زبالة شقتها , فصار عليها رميها بنفسها كل يومين .. ليت هذا فحسب , بل في أحد الأيام تفاجأت بالحشرات مُنتشرة في بيتها ! فعلمت ان أحدهم دخل شقتها في غيابها , خاصة بعد ان رأت رسمتها لصديقها بالجامعة مُمزّقة ! 

فأسرعت بإحضار قفلٍ جديد لمنزلها للمزيد من الحماية 
وبعد ان انتهت من تركيبه , قالت في نفسها بغضب :
((بقيّ القليل وأُنهي امتحاناتي , ثم أترك هذه الشقة اللعينة للأبد!!))  
***

بعد ايام .. إلتقت صدفةً بطالبة كانت تسكن قبلها في الشقة .. وحين أخبرتها عن مضايقات سعيد لها , حذّرتها قائلة :
- إنتبهي يا سلوى , فهو معقدٌ نفسيّاً !
سلوى : أعرف هذا , لذلك رفضّت الزواج به
الطالبة باستغراب : وهل خطبك انت ايضاً ؟!
- ماذا تقصدين ؟
- لقد خطب زميلتي في السكن السنة الماضية , ورفضّته ايضاً 
سلوى : كل ما سمعته .. إنها تركت المبنى بعد ان كسرت قدمها إِثر سقوطها عن الدرج .. وانتقلتِ انت بعدها  
- هل سعيد اللعين هو من أخبرك بذلك ؟
سلوى بقلق : نعم !
الطالبة بغضب : هي لم تكسر قدمها يا سلوى , بل قُتلت غدراً
- ماذا ! هل كانت أصابتها بالغة لهذه الدرجة ؟! 

فقالت الطالبة بحزن : كنت انا آخر من زارها في المستشفى , واخبرتني حينها بما حصل .. في ذلك اليوم تعطّل المصعد , فنزلت على الدرج المظلم .. وفجأة أحسّت بنور جوّال يقترب منها مُسرعاً , وإذّ بسعيدٍ خلفها ! قام بدفعها بقوّة الى اسفل الدرج , فأُصيبت بارتجاجٍ في المخّ
- الحقير ! إذاً كيف ماتت ؟!
الطالبة : وجدوها مخنوقة بوسادة المستشفى ! وأظنه قتلها خوفاً من ان تبلّغ عنه الشرطة , بعد إرشائه للمسؤول عن كاميرات المراقبة كيّ يُلغي صورته وهو يدخل خلسةً الى غرفتها بعد انتهاء مواعيد الزيارة .. لذلك أحترسي منه يا سلوى , فهو لا يتقبّل الرفض من أحد

ثم ودّعتها وذهبت , بعد ان أدركت سلوى خطورة الموقف التي هي فيه ! لهذا قرّرت تجنّب سعيد قدر المستطاع , وصارت لا تغادر شقتها الا للمحاضرات المهمّة فقط في الجامعة 
*** 

ثم بدأت فترة الإمتحانات .. وفي ذلك الصباح , إستعدّت سلوى للذهاب الى جامعتها .. وإذّ بالمصعد يتوقف بها قبل الطابق الأخير ! فضغطت زرّ الطوارىء التي وجدته بعد ان اضاءت جوالها , ففُتح باب المصعد الذي كان يقف بين طابقين .. ورغم خطورة الموقف الا انها تدحرجت الى الخارج , رغم خوفها من تحرّك المصعد فجأة , وانقطاع جسمها الى نصفين كما في الأفلام 

لكنها تنفّست الصعداء بعد خروجها , لتنزل الدرجات على مهل خوفاً من الإنزلاق كما حصل مع تلك الطالبة .. ووصلت أخيراً الى المدخل , الذي لم يُفتح بابه بمفتاحها ! 
وهنا تذكّرت تهديد صاحب المبنى قبل يومين ! حين قال لها بعد رفضها الخروج معه للعشاء , إحتفالاً بعيد ميلاده :
- طالما لستِ لي يا سلوى , فلن تكوني لغيري 

فعادت وصعدت الى فوق (حيث توجد شقة واحدة في كل طابق : فصاحب المبنى يسكن الطابق الأخير .. وهي في الطابق الثالث ..وعائلتان لم تتعرّف عليهما بعد , تسكنان الطابق الأول والثاني ..دون وجود رجال بالمبنى سوى ذلك المجنون : ففي الطابق الأول تسكن سيدة مطلقة مع ابنتها العانس .. وفي الطابق الثاني : تعيش ارملة مع ابنة زوجها العرجاء التي هي بعمر سلوى) 

وحين طرقت باب شقة الطابق الأول , سمعت امرأة من الداخل تقول لإبنتها :
 - تعالي وافتحي الباب لسلوى !! 
وقد أرعبها ذلك , فكيف عرفت بأنها هي ..والظلام يعمّ المبنى ! فلم تجد نفسها الا وهي تُسرع للطابق الثاني .. 

وكان اول ما لاحظته سلوى بعد انفتاح باب الشقة : هو وجود الكهرباء عندهم ! كما ثياب السيدة الفاضحة , حيث بدَت من طريقة وقوفها ومضغها المُبتذلّ للُبان بأنها سيئة السمعة , والتي قالت لها :
- آه ! الصبيّة العنيدة عندنا 
فلم تردّ سلوى مجادلتها , لأنها حاولت سابقاً إقناعها بالسيد سعيد الذي يبدو انه أغراها بالمال لفعل ذلك ! 
سلوى : اريد ان اسألك عن الباب الخارجي للمبنى , هل غيّرتم قفله؟ 
السيدة : نعم , والسيد سعيد أعطانا البارحة مفاتيحاً جديدة في الإجتماع الشهريّ لسكّان المبنى , الذي لم تحضريه سيادتك
- واين نسختي من المفاتيح ؟
- معي , سأعطيك إيّاها بعد ان نتحدّث قليلاً
- ليس الآن رجاءً , فقد تأخّرت على الإمتحان 
- اريد فقط ان أعرف , كيف ترفضين رجلاً يريد تسجيل المبنى بإسمك يا غبية !

وإذّ بعانس الطابق الأول خلفها , وهي تقول لسلوى بقهر : 
- سعيد شابٌ وسيم وغني , فماذا تريدين اكثر ؟!!
بينما إكتفت ابنة زوج السيدة بمسح دموعها من بعيد !
سلوى بغضب : طالما انتما مُعجبتان به , فلتأخذه إحداكما وتخلّصني منه!!
- لكنني أخترتك انت !!
قالها سعيد بحزم , بعد خروجه من المصعد الذي عاد للعمل مع عودة الكهرباء 

سلوى : إسمع يا أخ سعيد , لا يمكنك إجبار أحد على محبّتك ..
- حقاً , أتريدين المراهنة ؟
قالها بلؤم وبنظرةٍ أرعبتها .. وعلى الفور !! خطرت في بالها فكرةً ذكية للهروب من هذا الموقف
سلوى : اساساً انت لم تسألني إن كنت مخطوبة ام لا ؟
- وهل انت..
سلوى مقاطعة : نعم 
- لكني لم أرى خاتماً في أصبعك ! 
- هذا لأنني سألبسه بعرسي الذي سيُقام في العطلة الصيفية .. 
- لا , انا لا أصدّقك 
- اذاً دعني أعرّفك على خطيبي , فهو رجلٌ مفتول العضلات وعصبيّ جداً .. سأتصل به حالاً

واتصلت بجوّالها , والجميع يراقبها .. ثم قالت بصوتٍ عالي :
((مراد .. تعال الى بنايتي .. ستجدني بالطابق الثاني .. لا لا شيء , هناك سوء تفاهم صغير , واريدك ان تحلّ المشكلة .. رجاءً لا تتأخّر))

وبعد ان أغلقت المكالمة , قال سعيد ممّتعضاً :
- يعني مخطوبة ؟!
فأجابته بحزم : نعم !! وستتأكّد بنفسك حين تراه
فقال لها بلؤم : إذاً انت مطرودة من بنايتي !!
- جيد !! وحين يأتي خطيبي , نصعد سويّاً لأخذ أغراضي
سعيد بحزم : فقط أغراضك التي أتيتي بها , مفهوم !!
- لا تخفّ , لن أسرق أثاث شقتك المفروشة 
- وهل ستذهبين للعيش معه ؟ 
فأجابته بغضب : وما دخلك انت ؟!! اساساً انت رجلٌ ساديّ ولا تطاق
- أحقاً !
- نعم !! ثم من قال انك ستهنأ بزواجٍ إجباريّ .. إن كنت تريد الزواج , أنظر امامك .. فتلك الصبية تريدك

وأشارت الى الفتاة العرجاء .. فقالت العانس بعصبية :
- وانا اريده ايضاً !!
سلوى : ارأيت !! لديك اختياراتٍ أخرى , لهذا إبعد عن طريقي
سعيد : حسناً , انا ذاهبٌ الآن .. وأتمنى ان تغادري قبل ان أعود 
سلوى : سأفعل !! لا تقلق .. لكن أترك الباب الخارجي مفتوح 
***

الاّ ان سعيد لم يخرج من المبنى , بل صعد فوراً الى طابق سلوى .. وأخرج مرطباناً زجاجيّ صغير من جيبه , ورشّ قطراتٍ منه على عتبة بابها .. وهو يقول في نفسه بغيظ :
((كنت متأكداً ان عنادك سيكون سبب نهايتك , فأنت لست الأولى)) 
ثم عاد الى شقته ..
***

وحين قدِمَ خطيبها , طلبت منه مساعدتها في لمّلمة أغراضها من شقتها .. وقد فعل دون ان يسألها عن السبب , بعد ان شعر بضيقها وغضبها المكبوت من أمرٍ ما !

وبعد ان انتهوا من حزم الأمتعة .. ركبت معه السيارة , لتلاحظ بأن صاحب المبنى يودّعها من فوق بابتسامةٍ مريبة ! 
فتمّتمت بقهر : لعنة الله عليك
صديقها بدهشة : عليّ انا ؟!
سلوى : ليس انت , بل صاحب المبنى .. دعنا اولاً نبتعد من هنا , وسأخبرك بالطريق عمّا حصل 
***

وفي الطريق الجبلي ..
صديقها : ولما مُصرّة على العيش في منزل اهلك ؟! فهو بعيدٌ جداً عن الجامعة , وهذا سيرهقك في فترة الإمتحانات 
- واين أذهب بعد ان طردني ذلك الحقير ؟!!
صديقها بقهر : ليتك أخبرتني عن السبب ونحن هناك , لكنت أدّبته لك 
- لا اريدك ان تتعارك معه , فهو شخصٌ شرير ومخيف 
- الهذا كنت تناديني بخطيبك امام الجيران , رغم فسخك لخطوبتنا أول السنة ؟!
- مراد سامحني , فقد إستغلّيت خطوبتنا السابقة للهروب من الموقف.. لكننا سنبقى اصدقاء دائماً 
صديقها بغضب : وانا لا اريد ان أكون صديقك فحسب يا سلوى !!
- مراد رجاءً , لا تتعبني انت ايضاً 
- يبدو انك تريدين البقاء عزباء لتستمتعي بمغازلة الشباب لك 
سلوى بدهشة : ماذا تقصد ؟!
فقال بنبرة شكٍّ وغيرة : لما برأيك شابٌ ثريّ كسعيد يعرض عليك مهراً غالياً كمبناه , إن لم تكوني تودّدتِ اليه سابقاً ؟ 
فصرخت سلوى بغضبٍ شديد : مراد !! لا أسمح لك ان تتكلّم بسوء عن شرفي .. أفهمت ؟!! 

وصار يتشاجر معها دون تركيزه على المنحدرات الخطرة بالطريق الجبلي .. وقبل ان ينتبه ! سقطت سيارته في جرفٍ عميق , بعد عدّة إنقلابات , أدّت الى وفاتهما
***

في اليوم التالي .. سمعت الصبية العرجاء اثناء صعودها الدرج , صاحب المبنى (الخارج من المصعد) وهو يتكلّم مع صاحبه في الجوال قائلاً :  
((كنت وضعت سحراً اسوداً على بابها لأتسبّب بانفصالها عن حبيبها , لكن النتيجة جاءت أفضل ممّا توقعت ! وتسبّب سحري بقتلهما .. لا تقلق , الشرطة لن تلاحظ شيء , فهذه خامس فتاة أقضي عليها ... طبعاً لا !! إقتراحك مرفوض ..فأنا لا احب الفتيات الرخيصات .. بل أحب المُنغلقة على نفسها لأتسلّى بتعذيبها , ثم أتخلّص منها كما فعلت مع غيرها .. فأنت تعرفني , لا أتقبّل رفضهنّ بسهولة .. معك حقّ !! فجميعهنّ يصفنني بالرجل الساديّ , وكم أحب هذا اللقب)) 

ثم ضحك بسعادة وهو يخرج الى المرأب ..
بينما أسرعت منال فزعة الى بيت زوجة ابيها , دون ان تخبرها بما سمعته!
***

بعد يومين مساءً .. كانت منال في غرفتها , حين نادتها زوجة ابيها:
- منال !! تعالي الى هنا حالاً
وحين ذهبت للصالة .. وجدت سعيد بطقمه الرسميّ , وبجانبه زهوراً وعلبة حلوى ..
فقالت السيدة لإبنه زوجها المتوفي , وبوجهٍ بشوش : 
- إبشري يا عزيزتي , فالسيد سعيد قادمٌ لخطبتك

فارتبكت الصبية كثيراً , وبان الخوف على وجهها ! 
فقالت بارتباك : سيد سعيد .. نجوى , الصبيّة التي تسكن في الطابق الأول 
سعيد : ما بها ؟ 
- أرى انها تناسبك أكثر
زوجة ابيها بغضب : نجوى من يا بنت ؟!! ثم هي كبيرةٌ في العمر
منال : ليس كثيراً , فهي تصغر السيد بسنتين
فقال سعيد بحزم : منال !! انا العريس وانا من اختار , وقد اخترتك انت
فقالت السيدة : لا تقلق سيد سعيد , هذا دلع بنات .. وسأحاول لاحقاً إقناعها ولوّ بالقوّة .. (ثم وقفت) .. سأجلب لكما العصير 

واقتربت من منال الواقفة امام باب الصالة , وهمست بإذنها بلؤم : 
- إجلسي بجانبه , وإيّاك ان تضيّعي علينا هذه الفرصة .. أفهمتي !!

وبعد ذهابها الى المطبخ , جلست منال بقربه وهي ترتجف خوفاً ..
سعيد : لا تقلقي يا منال , فعرجتك لا تضايقني .. كما أنوي علاجك بأفضل المستشفيات بالخارج
- ولما اخترتني رغم اعاقتي ؟
- لأنك إنطوائية , وانا أحب هذا النوع من الفتيات 
ثم همس لها : كما ان وحمة ظهرك أعجبتني

فانتفض جسمها رعباً .. فهي دائماً تلبس ثياباً مُحتشمة , فكيف عرف بشأن الوحمة ! 
وهنا أتت زوجة ابيها ومعها العصير .. وبعد ان شرب كأسه , ودّعهما وذهب الى شقته 

وبعد ان أغلقت الباب , إنفجرت منال بالبكاء وهي ترتعش خوفاً ..
فقالت زوجة ابيها بغضب : مابك يا غبية ؟!! الم تكوني تبكين بمرارة حين عرفتي بخطبته للمرحومة سلوى ؟

فأخبرتها بكل ما سمعته , لكنها مع هذا لم تصدّق بموضوع السحر او بقتله للفتيات (المستأجرات السابقات) .. بل أصرّت زوجة ابيها على إتمام الخطوبة بعد ان وعدها سعيد بأن يكتب شقتها بإسمها 

لكن منال استجمعت قواها وقالت : ان كان يعجبك لهذه الدرجة , فتزوجيه انت !! 
وأسرعت بقفل الغرفة على نفسها , مُتجاهلةً صراخ زوجة ابيها الغاضبة 
*** 

بهذه اللحظات .. كان سعيد يشاهد كل ما يحصل من شاشات المراقبة : حيث كان يضع كاميرات سرّية في كل غرفة من شققه الأربعة , دون علم مستأجراته على مدى سنوات , وأغلبيتهنّ من طالبات الجامعات  

فقال ممّتعضاً : أترفضينني انت ايضاً ايتها العرجاء ! اذاً ستكونين ضحيّتي التالية .. فأنا شخصٌ لا يُمكن رفضه .. لكن يا تُرى مالوسيلة التي سأختارها لموتك , عزيزتي منال ؟

وابتسم ابتسامةٍ ماكرة , وهو هائمٌ بأفكاره الشيطانية التي لطالما برِعَ فيها! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القفزة العقليّة

تأليف : امل شانوحة  الأسرار الكونيّة إستيقظت رِحاب على صوت منبّه اخوها العالي ، لتقول بنعاسٍ وضيق : - يالا نومك الثقيل ! وذهبت الى غرفته ،...