الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

الحب الحقيقي

فكرة أختي : اسمى 
كتابة : امل شانوحة

هل الحب يأتي قبل الزواج ام بعده ؟!  

انتهت حفلة العرس لزواجٍ تقليدي .. وذهب العريس الثريّ بعروسته الى قصره .. وبعد ان دخلا الغرفة , فاجأها قائلاً :
- هذه ستكون غرفتك , وانا غرفتي في الطابق السفلي 
- لم أفهم !
- والدتي تحتضر بالسرطان كما تعلمين , وأرادت تزويجي لك لأنك ابنة صديقتها  
ففاجأته بدورها قائلةً : حسناً فهمت .. تصبح على خير
العريس بدهشة : ماذا !
- إذهب الى غرفتك , فأنا متعبة واريد النوم
- الم تغضبي ؟!
- لا ابداً , أساساً انا لا أعرفك .. وقبلت بك لأنني لم أرد إغضاب أمي .. يعني تزوجتك لنفس السبب .. 
- اذاً لنتفق على شيء .. سنبقى متزوجان الى ان ترتاح امي من عذابها 
- لا تفكّر هكذا يا أحمد , بل قلّ : الى ان يشفيها الله
العريس بنبرةٍ حزينة : أتمنى ذلك , لكن الطبيب قال ..
العروس مقاطعة : الأعمار بيد الله , فقط أدعو لها .. وان صحّت من مرضها , نخبرها حينها بقرار إنفصالنا .. اليس هذا ما أردّت قوله ؟
فأومأ برأسه ايجاباً .. 

وهنا رنّ جواله , ولمحت العروسة إسم المتصل
ليلى : منى ! هل هذه حبيبتك ؟
زوجها : بصراحة نعم
- اذاً إذهب وكلّمها .. أظنها ستكون غاضبة كثيراً بعد معرفتها بزواجك , حاول ان تطمّئنها قليلاً 
فقال زوجها بنبرة الشكّ : لما تفعلين ذلك يا ليلى ؟! هل انت ايضاً لديك حبيب ؟
- معاذ الله , فأنا لست من النوع الذي يعشق على الإنترنت
العريس بدهشة : وكيف عرفتي انني تعرّفت عليها هكذا ؟!
- اليس هذا حال الشباب هذه الأيام ؟.. المهم إذهب الى غرفتك وحاول ان تهدّأ قلبها المكسور .. تصبح على خير يا أحمد

وبعد ان خرج من غرفتها , قال في نفسه :
((امّا انها طيبة أكثر من اللزوم , او انها تخطّط لشيءٍ خطير ! .. بجميع الأحوال , انتهى الموضوع معها بطريقة سلسة .. الأصعب الآن , هو محاولة تهدئة حبيبتي المجنونة)) 
***

وبعد ان دخل غرفته , اتصل بمنى التي انهالت عليه بالشتائم وهي منهارة بالبكاء :
- حبيبتي , اهدأي قليلاً .. لقد أفهمتك ألف مرة انه زواجٌ على الورق , فأنا لا أحب سواك .. لكن عليك الإنتظار قليلاً
فصرخت بغضب وهي تشهق بالبكاء : والى متى ايها الخائن ؟!! الى ان يصبح لديك اولادٌ منها , كما لديك بنت من طليقتك الأجنبية .. لا !! انا لن أضيّع عمري في انتظارك , وسأتزوج اول عريس يدقّ بابنا ...... هل فهمت ؟!!
- لا تتهوري يا مجنونة ! قلت انني سأطلقها بعد ان تصحّ امي
منى بلؤم : اذاً !! حين تموت امك وتطلّق عروستك , وقتها كلّمني ..هذا ان كنت مازلت عزباء الى ذلك الحين .. يا مدلّل امه !!
وأغلقت الهاتف في وجهه .. فرمى جواله بغضب وهو يلعن حظه  
***

بعد ساعة .. وقبل ان يستسلم أحمد للنوم , قال في نفسه :
((عروستي تتمنّى الشفاء لأمي , بينما حبيبتي تنتظر موتها ! هناك فرقٌ كبير بالأخلاق والتربية بينهما , فهل كان اختيار امي صحيحاً ؟!
ثم فكّر بعروسته التي تجلس وحدها في غرفتها بالطابق العلوي :
- ترى ماذا تفعل ليلى الآن , هل نامت ؟ .. أنا لم أسألها ان كانت جائعة ام لا ؟ .. لأصعد بهدوء الى فوق .. وان رأيت نور غرفتها مطفئاً , أعود الى غرفتي وأنام ..
***

لكن ما ان خرج من غرفته , حتى انتبه لنور المطبخ في طابقه مضاءً ! وحين اقترب من بابه , سمع ليلى تغني أغنية حزينة (عن الحب من طرفٍ واحد)
وحين لمحته يطلّ من باب المطبخ , أدارت وجهها بسرعة كيّ لا يرى دموعها .. وقالت له :
- آسفة ان كنت أيقظتك , لكني جائعة 
- وانا ايضاً جائع
- أحقاً .. اذا تعال وكلّ معي
- وماذا تطبخين ؟
- ليس طبخاً .. بل قليت البيض , لأنني لم أجد غيره في الثلاجة 
أحمد : آه آسف , فأنا لم أتسوّق بعد .. ما رأيك غداً ان نذهب للسوق لتحضري ما تحتاجينه ؟ .. الاّ اذا كنت تريدين ان نأكل دوماً من الخارج
العروس : لا طبعاً , انا لا أحب أكل السوق .. كما انني أجيد الطبخ 
- لكني لا اريدك ان تطبخي في شهر العسل
فقالت بنبرةٍ معاتبة : شهر العسل يا احمد ؟

فسكت , لأنه متضايق من نفسه لوضعها بهذا الموقف السخيف ! .. فأردفت قائلة :
- لم أقصد شيئاً .. المهم غداً نُحضر حاجياتنا , وبعد الغد ابدأ بالطبخ .. ماهو طعامك المفضّل ؟
- أيّ شيء باللحم
فقالت مبتسمة : توقّعت ذلك , فالرجال تعشق اللحوم ..وانا لديّ عدة وصفات ستعجبك حتماً
- حين أتذوقها أخبرك برأيّ , فأنا بالعادة صريح
فقالت بابتسامة مُنكسرة : وهذه أجمل صفةٌ فيك

فابتسم بحزن وهو يتذكّر كلام حبيبته حين سألها سابقاً : ان كانت تجيد الطبخ , فأجابت : بأنها تكره حتى دخول المطبخ !
- ما بك شردّت يا أحمد ؟
فتنهّد بضيق : لا شيء
ليلى : هل تفكّر بمنى ؟
- قليلاً 
- وهل تقبّلت المسكينة موضوع زواجك بهدوء ؟
- بهدوء ! والله لوّ كان الأمر بيدها , لأتت الى هنا وقتلتنا سويّاً
- لا تغضب منها .. فنحن حين نحب نفقد صوابنا , فكيف اذا خسرنا من نحبه ؟  
- أتدرين يا ليلى , يعجبني عقلك الكبير 
ليلى : هذا لأنني من جيلك .. لوّ كنت أصغر سناً لوجدتني الآن أبكي وأنوح , وقد أخبرت عائلتي بكل ما حصل
العريس بقلق : وهل أخبرتهم ؟
- لا طبعاً , فما يحدث بيننا يبقى بيننا للأبد
- جيد , فهذا شيء أساسي لإستمراريّة الزواج 
- صحيح .. وهآقد انتهى البيض .. هيا لنأكل 
***

بعد الطعام..
- كان لذيذاً حقاً , سلمت يداكِ يا ليلى
- بالهناء والعافية .. يمكنك الذهاب الى غرفتك وانا سأقوم بجليّ الصحون , ثم أذهب الى النوم
الزوج بقلق : وماذا عن الغد ؟ .. أقصد حين يزورونا أهلك 
- سأخبرهم بأن أمورنا في أحسن حال .. وانت ايضاً عليك التمثيل امامهم بأنك سعيدٌ معي 
- فهمت .. وماذا عن امي ؟
ليلى : سنزورها غداً صباحاً , ثم نذهب للتسوّق ..وفي المساء نهتم بزيارة اهلي ..  
- الا تريدين السفر للخارج ؟
- لا , أحب البقاء في البيت 
- وانا ايضاً أفضّل الزوجة التي لا تخرج كثيراً من المنزل 
ليلى : وهذا المفترض , لأن علينا الحرص على مصروف المنزل قدر المستطاع .. حتى ولوّ كنت تُدير شركة ناجحة , فهذا ليس مبرراً للتبذير 

وهنا تذكّر كلام حبيبته حين أخبرته : بأنها تريد السفر معه حول العالم لتجرّبة أطباق المطاعم الفخمة خلال رحلتهما البحريّة الفاخرة , فأحسّ بفرقٍ كبير بالتفكير بينهما ! .. فقاطعت تفكيره قائلة :
- بماذا تفكّر يا أحمد ؟
- لا شيء
ليلى : تبدو متعباً .. اذهب وارتح قليلاً .. اراك في الصباح
- تصبحين على خير
- وانت ايضاً

وذهب الى غرفته ..حيث ظلّ طوال الليل يقارن بين أجوبة عروسته وحبيبته , فكانت ترجح كفّة العروس في كل مرة ! .. لكنه مع هذا , قال في نفسه قبل ان ينام :
((لا استطيع ان أحكم على ليلى من اول يوم .. لكن ان بقيت تعاملني بهذا الرقيّ والرزانة لنهاية الشهر , فربما تتغير أمورٌ كثيرة ! ..لأدعّ ذلك للأيام))
***

في صباح اليوم التالي .. استيقظ أحمد على رائحةٍ جميلة .. وحين دخل المطبخ , وجد ليلى وقد صنعت له كعكاً بالجبن ..
- كيكٌ بالجبن !
- نعم , تعلّمته من جدتي وهو وجبة خفيفة في الصباح .. 
- الن تأكلين معي ؟ا
ليلى : أكلت قطعة قبل ان تستيقظ .. إكمل طعامك , وانا سأذهب لألبس كيّ نزور امك في المستشفى 
- الوقت مازال باكراً ! 
- اتصلت قبل قليل بالمستشفى وقالوا بأن وقت الزيارات سينتهي بعد ساعتين , ومن الأفضل ان لا نتأخّر عليها 

ثم ذهبت الى غرفتها وهو مازال متفاجئاً من اهتمامها بحماتها , بعكس حبيبته التي لم تذكرها مرة في محادثاته الكثيرة معها !
***

في المستشفى .. جلست العروس بقرب امه وأمسكت يدها , وبدأت تشجّعها على مقاومة المرض مُتمنيةً لها الشفاء العاجل ..
فقالت الأم : يكفيني انني إطمأنيت على ابني قبل ان اموت
العروس : لا تقولي هذا يا خالة , ستشفين وترين أحفادك العشرة بإذن الله 
فضحكت حماتها بتعب : أستنجبين عشرة اطفال يا ليلى ؟!
فأجابت بابتسامة : انا لا مشكلة عندي , الموضوع كلّه يتوقف على همّة ابنك
فقالت حماتها : وابني شابٌ قوي ولا خوفٌ عليه .. اليس كذلك بنيّ؟ 
فأجابها بحزن : نعم امي لا تقلقي.. وأتمنى من الله ان تري اولاد اولادي 
ليلى : وانا ايضاً يا خالة سأحتاج الى نصائحك , لأنك ربّيتي شاباً رائعاً كأحمد , واريد ابني ان يكون نسخةً عنه
فنظر زوجها اليها بفخر بعد ان أعجبه كلامها الجميل ! 
***

بعد انتهاء الزيارة , ذهبا معاً الى السوق .. وتبضعت ليلى اللوازم الأساسية للمنزل , رافضةً شراء الكماليات توفيراً للمال.. 
وفي السيارة وأثناء عودتهما الى المنزل ..
سألها أحمد باستغراب : غريبٌ أمرك ! يعني ترفضين ان أحضر لك خادمة .. وايضاً لا تريدين الإكثار بالشراء , مع انه بالعادة الرجال هم البخلاء بهذا الموضوع وليس النساء ؟!
ليلى : ولما كل هذا التبذير ! يكفي إحضار الخادمة مرة كل اسبوعين , فأنا والحمد الله مازلت أحتفظ بنشاطي .. ثم لماذا تريد جلب الحلويات ؟! هي ليست صحيّة لنا , فجميعها مواد حافظة وملوّنة تضرّ الصحة
- تفكيرٌ سليم  
- وعلى فكرة , سأحاول مع الأيام إيقافك عن التدخين
- الاّ هذه !! فالدخان والقهوة من أساسيات حياتي

ليلى : أعرف ان التوقف عنهما فجأة لأمرٌ صعب .. لكن ان حاولت تخفيف الكميّة , فربما تتخلّى عنها مع الأيام .. فانت رأيت بنفسك ما فعله السرطان بأمك , والدخان يسبّب السرطان ايضاً ..وانا اريدك ان تحافظ على صحتك من أجل اولادك
زوجها بدهشة : اولادي !
- هل نسيت ابنتك ؟ .. آه بالمناسبة , منذ متى لم تراها ؟
فتنهّد أحمد بضيق : منذ ان طلّقت زوجتي الأجنبية .. يعني قرابة السنتين
- الم ترسلها لك في العطل المدرسيّة ؟
- لا , بل رفضت ذلك تماماً .. حتى انها منعتني من الحديث معها بالهاتف او على الفيسبوك
- وهل علمت طليقتك بزواجنا ؟
- ليس بعد .. لما تسألين ؟!
ليلى : برأيّ إخبرها بأقرب وقت , لأنه بالعادة تقوم المطلقات باستخدام الأولاد كورقة ضغط , لكن حين تعرف بزواجك سترغب هي ايضاً بإكمال حياتها  
فيفكّر قليلاً ثم يقول : حسناً , سأرسل لها صور عرسنا على إيميلها .. المهم علينا الليلة تجهيز أنفسنا لاستقبال اهلك
- لا تقلق يا أحمد , لن يشعروا بشيء .. 
***

في المساء .. امتلأ القصر بالمهنئين من عائلة ليلى الذين جلبوا لها الكثير من الهدايا .. وبدورها أتقنت دور العروس السعيدة مع زوجها الذي كان مندهشاً من تصرّفاتها اللبقة معه امامهم ! 
وبعد العشاء الجماعي .. انتهت الزيارة بالتبريكات والتهاني ..
***

ولاحقاً قام أحمد بمساعدة زوجته في جليّ الأطباق وتنظيف الصالة..
ليلى بتعب : كان يوماً طويلاً
- فعلاً , لقد تعبتي اليوم .. إذهبي وارتاحي قليلاً
وهنا رنّ جواله ..
ليلى : منى , اليس كذلك ؟ هيا إذهب وكلّمها .. تصبح على خير 
وصعدت الى غرفتها وهي تكتم ضيقها من تلك العلاقة التي تُهدّد زواجها
***

في غرفته .. ردّ على حبيبته التي قالت بغضب :
- عشر ساعات لتردّ على جوالك !! ام ان العروس لا تسمح لك ؟ 
فقال بحزم : تكلّمي معي بأدب لوّ سمحتي
فقالت بسخرية : آه ! يبدو انها بجانبك , وتريد ان تُظهر لها رجوليتك 
فأجاب بغضب : انا رجلٌ غصباً عنك ! وان قلّلت أدبك معي , سأغلق الهاتف
- لا انتظر .. انا آسفة .. كنت متضايقة لأنني أحاول الإتصال بك منذ الصباح 
- كنت مشغولاً بالزيارات العائلية
- آه نسيت انك عريس .. 
أحمد بحزم : ماذا تريدين الآن ؟
- هل أصبح كلامي ثقيلاً عليك , ام ان الهانم تريدك ان تنام باكراً كالأطفال
- يبدو ان مزاجك مازال سيئاً , وانا متعبٌ اليوم.. 
فقالت له بلؤم : اذاً نتكلّم لاحقاً يا عزيزي .. هذا ان تكلّمنا اصلاً
أحمد : لا انتظري .. الو منى .. اللعنة !!

وأغلقت الهاتف في وجهه كما تفعل عادةً حينما تغضب , فاستلقى على سريره وهو يقول :
- لقد أتعبتني هذه البنت كثيراً بمزاجيتها المتقلّبة ! 
وأمضى ليلته وهو يتذكّر خلافاتهما السابقة الكثيرة على مدى السنتين , والتي لا يتحمّلها بالعادة لولا حبه لها !
***

في اليوم التالي .. وبعد ان أعدّدت ليلى قهوته الصباحية , دخلت الى المطبخ لتعدّ الفطور .. بينما فتح هو حاسوبه ليقرأ إيميلاته (بعد أخذه اجازة اسبوع من شركته) ليتفاجأ برسالة من طليقته تُخبره : بأنها سترسل ابنته في طائرة الغد صباحاً .. 
فجنّ جنونه لأنها سترسلها وحدها لتسافر 12 ساعة من خلال ثلاث طائرات , وهي مازالت في عمر السادسة !
وحين سمعت ليلى صراخه وهو يتكلّم بالإنجليزية مع طليقته , فهمت انها سترسل الصغيرة مع خدمة الطيران لمرافقة الأطفال .. 

وبعد ان أنهى المكالمة غاضباً , حاولت ليلى تهدأته :
- بلعكس يا احمد , عليك ان تفرح لأنها سترسل ابنتك لتعيش معنا
أحمد بعصبية : تقول اللعينة بأنها تعرّفت على صديقٍ جديد , وتريد ان تعيش حياتها ! 
- كنت أتوقّع ردّة فعلها بعد ان ارسلت لها صور عرسنا , المهم ان تصل ابنتك بخير الى هنا
- سأبقى مشغول البال عليها , حتى تصل بالغد مساءً
ليلى : اذاً علينا ان نذهب بعد قليل لشراء غرفة لها , لأجهّزها قرب غرفتي بالطابق العلوي ..ما رأيك ؟
- الن يزعجك وجودها معنا ؟
- لا ابداً , بلعكس أتسلّى معها بعد عودتك الى عملك .. آه صحيح , هل تعلم ما نوع الأميرة التي تحبها ؟
أحمد : لم أفهم ! 
- أقصد هل تحب سندريلا ام سنوايت ...
- لما تسألين ؟
- من أجل غرفة نومها , يجب ان تكون جميلة .. فنفسيتها ستكون مُتعبة بعد تخلّي امها عنها .. كما علينا ان نُسرع بتسجيلها بمدرسة للغات قبل نهاية العطلة الصيفية .. هي أصبحت بالصف الأول , اليس كذلك ؟
أحمد : نعم .. لكني قلق بشأن أهلك 
- لا تخف .. هم زوجوني لك وهم يعرفون بأن لديك طفلة , كما يعلمون بحبي للصغار  

وهنا رنّ هاتفه .. فقال أحمد بضيق بعد ان رأى الرقم
- ليس وقتك الآن يا منى !!
ليلى : تكلّم معها , وانا سأنهي الفطور .. وبعد ان نأكل , نذهب الى السوق لنحضر بعض الحاجيات المهمّة لأبنتك
وذهبت الى المطبخ .. 

وهنا قال أحمد في نفسه بدهشة :
((الا تغار هذه المرأة عليّ ! ام انها لا تبالي بعشقي لأمراةٍ أخرى ؟!))
بينما كانت ليلى في هذه اللحظات بالمطبخ تدعي بقلق :
((يارب !! إبعد هذه المرأة الخبيثة عن درب زوجي الذي أعشقه بجنون , ولتكن طفلته سبباً لحبه لي .. آمين))
***

ورغم ان قدوم ابنته لم يُسبّب مشكلة مع العروس , الا انه تسبّب بمشكلة كبيرة مع حبيبته منى التي صرخت عليه قائلة :
- يا سلام !! في البداية تحجّجت بمرض امك , ثم بوصيّتها لزواجك من ابنة صديقتها قبل ان تموت .. والآن تتحجّج بقدوم ابنتك بعد ان رمتها امها .. فبماذا ستتحجّج غداً كيّ لا تتزوجني ؟!!
- اهدأي قليلاً , فانا لديّ مشاكل تكفيني .. 
- يبدو انك كنت تتلاعب بمشاعري منذ البداية , وانا الغبية ظننتك رجلاً محترماً ذو مركزٍ مرموق .. يبدو انك مازلت فتىً مراهق

ولأول مرة منذ تعارفهما .. قام هو بإغلاق الهاتف في وجهها , ممّا فاجئها كثيراً !
ثم قال بغضب وهو يعيد الجوال الى جيبه :
- لا وقت عندي لسخافات البنات !!
***

وأمضى بقيّة اليوم مع زوجته في السوق لشراء غرفة ابنته والعابها وأغراضها المدرسيّة وملابسها , كما الكثير من الحلويات .. 

فقال لها ساخراً بعد عودتهما الى المنزل , وأثناء ترتيبها الحلوى في الثلاجة : 
- الم تقولي انك لا تحبين التبذير ؟
- الحلويات بالنسبة لنا مضرّة , لكنها هي والألعاب اساسية في حياة الصغار .. 
أحمد : معك الحق .. كل ما يقلقني هو ان لا تتذكّرني ديانا , فأنا تركتها في سن الرابعة
ليلى : الم يكن لديها صورك ؟  
- أعتقد ان امها رمت كل اغراضي بعد طلاقنا , هذا ان لم تكرّهها بي 
- لا تقلق , سيكون لدينا متسعٌ من الوقت لنعطيها الكثير من الذكريات الجميلة

فأمسك يدها لأول مرة (منذ قدومه الى منزل والدها لخطبتها) .. 
- هل ستساعديني في تربيتها يا ليلى ؟
فأجابته بابتسامة : بل سأكون امها الثانية ان أردّت .. لكن عندي شرط
- ماهو ؟ 
- ان لا تعارضني في تربيتها .. فمثلاً حين تراني أعاتبها , فاعلم انها قامت بسلوكٍ سيء .. فأنا لا أرضى بظلم الصغار .. واريد ان نتفق منذ البداية على اساسيات التربية , فالأولاد عادةً يحاولون كسر القوانين بإيجادهم الطرف الضعيف بالعلاقة .. 
أحمد : وانا ايضاً عندي شرط 
- ماهو ؟ 
- لا أحب تدليل الاطفال كثيراً , فهذا يؤذيهم 
ليلى : وهذا رأيّ ايضاً , فأنا لا احب مكافأتهم الا اذا قاموا بشيءٍ مميز ..لأن على الأولاد ان يبذلوا جهداً في إرضاء أهلهم , كيّ يظهروا أفضل ما عندهم .. وهذا سيفيدهم لاحقاً للتفوّق بحياتهم العملية  
- يبدو اننا سنتفق ! 
- والآن دعنا نرتب غرفتها ونضع العابها وحاسوبها الجديد في مكانهم
***

في اليوم التالي ..وصلت ابنته ديانا مساءً , واستقبلها والدها في المطار .. وعادا سويّاً الى القصر , لتستقبلها ليلى بحفاوة بعد ان جهّزت لهما العشاء والكيك .. فأكلت الفتاة بعض اللقيمات لأنها مرهقة للغاية ..
فقالت ليلى لزوجها : دعني أحمّمها , ثم أخذها لتنام في غرفتها 
لكن البنت أصرّت على الإستحمام وحدها .. ثم لبست بيجامتها الجديدة , ليحملها والدها الى فراشها .. وظلّ يحادثها بلغتها الأجنبية الى ان نامت

وبعد خروجه من غرفتها , قال لزوجته :
- أعتذر لأنها رفضت التحدّث معك 
ليلى : لا بأس مازالت لا تعرفني , غداً ترتاح من عناء السفر ونتكلّم سويّاً فأنا أجيد لغتها , مع انني سأحاول تمرير بعض الكلمات العربية لأنني اريدها ان تتعلّم اللغة قبل بدأ المدارس بعد شهرين .. حتى انني أفكّر بتخصيص عصر كل يوم للحصص الدراسية
- هل ستصبحين معلمتها أيضاً ؟!
- نعم , فقد كنت أفعل ذلك مع اخوتي الصغار كل صيف , وأقوم بتدريسهم منهجهم الجديد .. لا تقلق , لديّ خبرة بالموضوع
أحمد مبتسماً : الهذا اشتريت لوحاً وطباشير ؟
- نعم .. وسأضعها أسفل الدرج , لتجلس هي على الأدراج وأعلّمها الحروف الأبجدية.. بشرط !! ان لا تقترب منّا لحين انتهائنا , فأنا لا اريدك ان تُلهيها عن دروسها 
- حاضر آنستي
فابتسمت له بحنان
***

ومرّت أربعة شهور.. كان يرى فيها ابنته تتعوّد على زوجته بعد ان داومت على تدريسها اللغة كل يوم في ذات الوقت .. كما انها كانت تصفّف شعرها كل صباح بشكلٍ جميل أعجب معلماتها وأصدقائها في المدرسة , لتحصل على لقب الطالبة المثالية .. كما ان الصغيرة عشقت أصنافاً معينة من طعام ليلى التي حرصت ايضاً على قراءة قصص الأطفال لها قبل النوم  

كل هذا وزوجها يراقبها بعيونٍ دامعة بعد ان شعر بحنانها الأمومي الذي لم يجده مع طليقته ولا مع حبيبته التي لا يهمّها سوى الشكوى والتذمّر ! لذلك صار يبتعد عن مكالمتها , ويطيل الجلوس مع ابنته وزوجته التي شعرت بأنها تقترب من قلبه يوماً بعد يوم ..كما زاد احترامه لها بعد اهتمامها بجنازة امه وبأقاربه المعزيين ! 
***

لكن في أحد الأيام ..تفاجأ أحمد بعد عودته من شركته , بحبيبته منى في صالة منزله !
- منى ! مالذي أتى بك الينا ؟!
منى : انت لم تتكلّم معي منذ ايام , وأردّت الإطمئنان عليك 
زوجته وهي تُخفي ضيقها : سأترككما وحدكما
أحمد بحزم : لا !! إبقي معنا يا ليلى , فأنت زوجتي وهذا بيتك
منى بنبرةٍ حانقة : يا سلام ! أأصبحتُ الغريبة بينكم ؟!
أحمد بضيق : ماذا تريدين يا منى ؟ 
منى بجدّية : أريد ما وعدتني به 
وهنا قالت ليلى : أحمد .. أريدك بكلمة على انفراد لوّ سمحت
منى بلؤمٍ وغضب : هل ستقلبينه عليّ ؟ الم يكفيك انك سرقته مني؟ 
لكنه تركها , ليذهب مع زوجته الى المطبخ..

وهناك .. قال لزوجته معاتباً : لما أدخلتيها بيتنا يا ليلى ؟!
- قالت لي بأنها سكرتيرتك بالشركة .. وبعد ان أدخلتها , أخبرتني بقصة تعارفكما على الإنترنت وبأنك حب حياتها
- كان عليك طردها فوراً !!
ففاجأته ليلى بمسك يده , وقالت بعينين دامعتين وهي تخفي حزنها :
- احمد .. ان كنت تحبها فعلاً , فعليك الزواج بها
زوجها بدهشة : ماذا قلت ؟!
ليلى : القصر كبير ويمكنها السكن معك بالطابق السفلي , وانا وابنتك في الأعلى .. لا مشكلة عندي
- هل انت مجنونة يا ليلى ؟!! الا تغارين عليّ ؟!
- بلى ..لكن ما يهمّني هو قلبك الذي فشلت بالوصول اليه , لذا دعها هي تهتمّ بمشاعرك .. 
- وماذا عن اهلك ؟
ليلى : لا تقلق لن يعرفوا بالأمر , فهم نادراً ما يأتون الى هنا .. وان رأوها يوماً , أقول لهم بأنها كانت خطيبتك قبلي .. وبالنهاية انت تزوجتني لإرضاء امك , وقد توفيت الآن ولم يعد هناك عائق لزواجك من حبيبتك
فسكت قليلاً , ثم قال بلؤم : كما تشائين يا ليلى

وتركها وذهب الى الصالة ليزفّ الخبر لمنى التي صرخت بفرح وهي تحضنه بفرح , بينما كانت ليلى تبكي وحدها بالمطبخ !
***

ورغم اعتراض اهل ليلى على زواجه الثاني لأنه لم يمرّ سوى أشهرٍ قليلة على زواجه بإبنتهم ! الا ان ليلى استطاعت تهدأتهم , وأخبارهم بأنها راضية بقراره .. ليذهب بعدها أحمد مع عروسته الجديدة الى الخارج في شهر العسل وهو مطمئن على ابنته برفقة ليلى بعد ان تعلّقا ببعضهما !
*** 

وبعد شهر , عاد العريسان الى القصر .. 
لكن منى ولغيرتها الشديدة حرصت على إبقاء أحمد معها بعيداً عن ليلى التي تفهمّت الوضع بعقلانية أعجبت أحمد كثيراً , خاصة بعد ان وضعت جلّ اهتمامها على ابنته الصغيرة التي بدأت تعلّمها فنون الطبخ 
***  

وفي أحد الأيام ..عاد أحمد من عمله باكراً ليسمع عروسته وهي تأمر ليلى بأن تطبخ لها صنفاً من الطعام .. فدخل الى المطبخ غاضباً :
- منى !! ليلى زوجتي وليست خادمتك .. ان كنت تريدين طبخة معينة فاطبخيها انت .. أساساً نحن لم نتذوّق شيئاً من طبخك حتى اليوم
منى بدهشة ولؤم : أتريدني أن أطبخ لكم ؟! لا يا عزيزي .. في حال طبخت يوماً , فسيكون لك وحدك 
أحمد بحزم وعصبية : لا يا خانم !! بل سيكون لنا جميعاً , كما تفعل ليلى
منى : اساساً انا لا أحب الطبخ , لأني أفضّل ان تبقى رائحتي عطراً زكياً , على ان تكون بصلاً وثوم كغيري .. 
(وكانت تقصد ليلى التي أرادت الإبتعاد عن المشاجرة)
- عن أذنكما
أحمد بحزم : لا !! إبقي يا ليلى , فأنت سيدة القصر 
منى بدهشة وحنق : يا سلام ! ومن أكون انا ؟
أحمد بلؤم : انت الضرّة والزوجة الثانية
منى بنبرة تهديد : ستندم كثيراً على هذا الكلام يا أحمد 
ثم ذهبت الى غرفتها غاضبة ..

في المطبخ ..
ليلى : اهدأ يا احمد , فالأمر لا يستحق كل هذه العصبية .. هي أرادت طبخة معينة مني , ولا بأس ان قمت ..
زوجها مقاطعاً بعصبية : إيّاك يا ليلى ان تخدميها !! دعيها تخدم نفسها بنفسها .. ومنذ اليوم , سأقسم عمل المنزل بينكما : يومٌ لك ويومٌ عليها .. وفي يوم راحتك , تتنزهين او تذهبين للسوق او تزورين اهلك .. دعيها تتحمّل المسؤولية قليلاً .. ولا اريد أيّ إعتراض على قراري , مفهوم ؟!! 
- حاضر يا احمد , كما تشاء
***

لكن منى كانت دائماً تتهرّب من واجباتها المنزلية , وتترك كل شيء لليلى التي لم تشتكي يوماً !

وفي أحد الأيام المخصّصة لمنى ..أُصيب أحمد بالإنفلونزا لكنها رفضت الإهتمام به لخوفها من العدوى , وطلبت من ليلى الإعتناء به والتي فعلت طيلة تلك الليلة .. وحينها شعر أحمد بأنه أخطأ كثيراً حين تزوج على ليلى التي كانت نعمَ الزوجة والأم لإبنته التي لطالما طلبت من والدها طرد منى من حياتهم لأنها لم ترتح لها ابداً , فهي تحب ليلى التي تشجعها دائماً على إبقاء التواصل بينها وبين امها الأجنبية  
*** 

وذات يوم .. سمعت ليلى شجاراً بين احمد ومنى صادراً من الطابق السفلي لكنها لم تتدخل , كما لم تسمح لإبنته ان تنزل وترى ما يحدث 
فصعد احمد بعد قليل غاضباً ومعه قميصه الذي أحرقته منى بالمكواة :
ليلى : الهذا كنت تصرخ عليها ؟! أنت لديك عشرات القمصان الأخرى !
- أعلم هذا , لكنها تركت المكواة على القميص لتتكلّم مع صديقتها على الجوال .. ولوّ لم أشتمّ الرائحة لأحترق المنزل فينا ! انها مهملة يا ليلى وغير جديرة بالمسؤولية .. والطعام الذي طبخته كان رديئاً جداً .. فهي لا يهمّها سوى المال لتذهب الى حفلات صديقاتها او الى السوق او الكوافيرا .. لقد مللّت منها , وأفكّر جديّاً بأن ..

فأوقفته ليلى قبل ان يُكمل عبارته : إيّاك ان تفعل يا أحمد  
- دعيني أخرجها من حياتنا , فحبي لها كان وهماً كبيراً
ليلى : هي مازالت صغيرة بالسن , لذلك طبيعي ان تتصرّف هكذا .. ربما حين تنجب طفلاً تتحمّل وقتها المسؤولية
- وهل برأيك امرأة مثلها تستحق ان تكون أمّاً ؟
فسكتت ليلى .. 
أحمد : فقط من هي مثلك تستحق ان تكون أمّاً مثالية ؟
فاحمرت وجنتاها خجلاً .. فقال لها مغازلاً :
- هذه اول مرة أرى خدودك الحمراء ..

وهنا تفاجآ بمنى خلفهما !
- الله الله .. تتغزّل بها في يومي انا .. لا بأس , سأمرّرها لكما هذه المرة .. هيا أحمد , لنذهب الى حفلة صديقتي كما وعدتني 
أحمد بحزم : لا !! فبعد حرقك لقميصي , ستذهبين وحدك
منى بدهشة : لكن لديك قمصانٌ أخرى !
فأجابها بلؤم : لم تعد لي رغبة بالذهاب , هل عندك مانع ؟!!
فنزلت منى غاضبة الى الأسفل , وأخذت معطفها .. ثم خرجت من المنزل 
***

وذات يوم .. إضّطرت ليلى للبقاء عند أختها في المستشفى بسبب ولادتها المتعسّرة .. فطلبت من احمد ان يُحضر ابنته من المدرسة , لكنه كان لديه اجتماعٌ مهم , فاتصل بمنى لهذا الغرض التي نفّذته على مضّض .. وعادت بالصغيرة التي لم تهتمّ يوماً بتوطيد العلاقة معها منذ زواجها بأبيها ..وحين طلبت ديانا الطعام لأنه جائعة .. أعدّت لها بعض الدجاج المقلي , ثم قالت بلؤم وعصبية : 
- هيا كليها !! فبسببك أصبحت رائحتي زيتاً مقرفاً .. سأذهب للإستحمام
الفتاة : لكن الدجاج محروق !
- كليها ولا تكثري الكلام
- الخالة ليلى تطبخها بشكلٍ أطيب , ومع سلطة ايضاً 
منى : غمسيها بالكاتشاب وانتهى الأمر

وفجأة ! تلطّخ فستان منى بالكاتشاب حين كانت الفتاة تخضّه لتضعه في صحنها , فصفعتهاً بقوّة وهي تصرخ عليها بلؤم : 
- إنتبهي ايتها الحمقاء !!
فبكت الفتاة لأنها لم تكن تقصد ذلك ! 
بهذه الأثناء .. وصل ابوها المنزل وسمع بكائها , فاقترب خلسة من المطبخ ليسمع منى تقول لأبنته :
- لما أتيت الى حياتنا ؟!! الم يكن ينقصني ليلى , والآن انت ..هيا عودي الى امك , ودعينا نعيش بسلام

وهنا لم يعد باستطاعة احمد تحمّلها أكثر , فدخل كالمجنون الى المطبخ وصرخ عليها قائلاً :
- بل انت من ستخرجين من حياتنا يا منى !!
فقالت برعب وارتباك , بعد ان تفاجات بوجوده خلفها :
- ماذا تقصد ؟! 
***

في صباح اليوم التالي .. عادت ليلى متعبة الى المنزل بعد ان نامت ليلة البارحة على كراسي المستشفى , لأن زوج اختها مسافر وامها كبيرة في السن 

وقبل ان تصعد الدرج , تفاجأت بالصغيرة تُسرع اليها لتحضنها بسعادة ..
ليلى بدهشة : ديانا ! لما استيقظتي باكراً في يوم عطلتك ؟!
الطفلة بفرح : لأنني سعيدة جداً وأردّت إخبارك قبل ابي
- بماذا ؟
فقالت الفتاة بحماس : لقد رحلت الشريرة عن المنزل !!
- ماذا تقصدين ؟!

وهنا خرج احمد من غرفته بعد سماعه صوت زوجته , وقال لها :
- لقد طلّقت منى البارحة
ليلى بدهشة : لماذا ؟!
الصغيرة بغضب : لأنها ضربتني !!
ليلى باستغراب : أحقاً فعلت !
أحمد بضيق : نعم , وكانت هذه القشّة التي قسمت ظهر البعير .. على فكرة , ديانا ساعدتني البارحة بنقل ملابسي الى الطابق العلوي 
الفتاة بحماس : نعم فعلت !!
ليلى وهي تمسح رأس الصغيرة : أحسنتِ , هل نقلتها الى غرفتك ؟
أحمد بابتسامة : لا , بل الى غرفتنا نحن
وقد فاجئها الأمر كثيراً ! 
أحمد : كما ان إبنتي ستبيت ثلاثة ايام عند عمتها .. اليس كذلك ؟
ديانا بفرح : نعم !! فإبنتها صديقتي , وأحب تمضية الوقت معها 

وهنا اقترب احمد من ليلى وهمس لها : سأعوّضك لاحقاً ببقيّة شهر العسل
فاحمرت ليلى خجلاً بعد فوزها أخيراً بقلبه !
***

وبعد شهر العسل , قال لها :
أحمد : أتدرين انني تزوجت منى فقط لأنك طلبتي ذلك , لأنه أغضبني عدم غيرتك عليّ !
ليلى : ومن قال انني لم أفعل , بل كدّتُ أموت من القهر 
- اذاً لما فعلتي ذلك ؟!
- لأنني أدركت بأنها ستكون عائقاً بيني وبينك للأبد , لذلك كان عليك ان تتركها عن إقتناع , ودون تدخلٍ مني 
أحمد : وماذا عن ابنتي , الم تحبيها فقط لتتقرّبي مني ؟
- بل أحببتها لأنها جزءاً منك , فهي بالفعل تشبهك في كل شيء
- والله لا ادري كيف تحمّلتي كل هذا !
ليلى : الحب يحتاج الى تضحية وصبر كيّ يكبر ويزدهر , لكن ليست كل النساء تُدرك ذلك
- أتدرين انني تعرّفت على الكثير من البنات في حياتي , لكني لم أجد أطيب وأطهر من قلبك ! 
ليلى بابتسامة : اذاً كفّ عن البحث بينهنّ , طالما انك وجدت ضالّتك
أحمد : لا تقلقي , فقد انتهت تلك المرحلة من حياتي .. أساساً أشعر وكأن امي إختارت لي ملاكاً !

فابتسمت ليلى بخجل : لا تبالغ يا احمد .. كلّ ما هنالك انني تخيّلت حياتي كلها معك منذ ان أخبرتني امك بأنني سأكون لك , عندما زارتنا أول مرة .. كنت حينها في العاشرة من عمري 
زوجها بدهشة : أمِن وقتها أحببتني ؟!
ليلى : أرأيت كم صبرت لأجلك 
فحضنها بحنان وهو يقول : أعدك انك لن تتعبي بعد اليوم , فقلبي أصبح لك وحدك وللأبد .. يا حبيبتي الغالية
***  

ولاحقاً عاش احمد وابنته مع ليلى أجمل ايام حياتهم , بعد ان أقتنع أخيراً بأن الزواج التقليدي بإختيار الأهل لهو أفضل بكثير من تُرّهات الحب المزيف .. فالعشق الحقيقي لا يأتي الا بعد العشرة الطيبة  

هناك 3 تعليقات:

  1. قصة جميلة جدا

    ردحذف
  2. اتدري اني لم اعشق قصص الحب ولكن افكار اختك اسما عن الحب الواقعي جعلني احب قصص اختك اسما..

    ردحذف
  3. أختي أمل وأختي أسماء سلام الله عليكما وعلى و من رباكما
    فبما أنها قصة الا انني حسدت أحمد ربما غيرة فهل يوجد زوجة مثل هذه في زماننا هذا أتمنى أن أمضي حياتي مع زوجة كهذه حتى ولو كانت عمياء سأكون خادما لها فالزوجة الصالحة هي من اسباب السعادة
    سلمت يمينكما اختي أمل وأختي أسماء

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...