الاثنين، 26 مارس 2018

خدمة الطوارىء

تأليف : امل شانوحة


لا تنتحري من أجله !

جلس الشرطي الشاب امام هاتف الطوارىء مُتحمّساً لتلقّي اول مكالمة في يومه الوظيفي الأول ..
- مرحباً ..هنا مركز الشرطة .. كيف يمكننا خدمتكم ؟
فسمع إنيناً حزيناً , وشهقة بكاءٍ مريرة لفتاةٍ ما ..
فحاول ان يُحثّها على الكلام ..
- سيدتي .. يمكنك التحدّث معي .. مالذي يزعجك ؟
فقالت بصوتٍ متهدّجٍ مُنكسر : عرسها اليوم
الشرطي : عفواً , لم افهم ! .. من تقصدين ؟
- عرس اختي الصغرى اليوم .. أتدري ممّن ستتزوج ؟

ولوّ كان شرطياً آخر تلقّى هذه المكالمة لأقفل الخط على الفور .. لكن الشرطي أحمد شعر بنبرة يأسٍ في صوتها الضعيف , لذلك ارتأى ان يُكمل الحديث معها ..
احمد : وممّن ستتزوج اختك ؟
فتنهّدت بأنفاسٍ ثقيلة , ثم قالت : من حبيبي .. نعم حبيبي الذي عشقته لخمسة سنوات .. فهو زميلي في العمل 

- وكيف تعرّف على اختك ؟
- جاء لخطبتي قبل شهر , وكنت أطير من الفرح .. لكن اختي سبقتني الى الصالة , حيث كان يجلس مع امه في انتظار إنتهائي من تحضير نفسي 
- وهل قامت اختك بشيءٍ جعله يختارها بدلاً منك ؟

الفتاة بعصبية : فعلت كل شيء !! لبست فستاناً أجمل مني , بعد ان عادت من الخارج وقد صفّفت شعرها ومكيجت وجهها عند أفضل مزيّن ! وحينها إعترضتُ بغضب لأن العريس لي !! .. فعاتبتني امي قائلة : دعيها تدخل معك , فربما لدى الأم عريساً آخراً لها ..
الشرطي بدهشة : يا الهي ! هذا تصرّفٌ خاطىء من امك 
- نعم .. وفي اليوم التالي اتصلت بنا امه وقالت : بأن ابنها أعجبته اختي أكثر مني !.. لكن أتدري ما المحزن في الأمر ؟
- انك خسرتي حبيبك واختك في اليوم ذاته

الفتاة بغضب : بل عائلتي كلّها !! فجميعهم باركوا لأختي دون ان يشعروا بمقدار الألم الذي يعتصر قلبي .. وقالوا : بأنه نصيبها , وليس من نصيبك ! ..هل تصدّق قساوة قلوبهم ؟!
- كان الله في عونك , الموضوع محزنٌ بالفعل ..فهذه خيانة مؤلمة
- واليوم طلبت اختي مني ان لا احضر عرسها كيّ لا أفسد عليها فرحتها , ووالدايّ وافقا على طلبها ! وهم الآن جميعاً في صالة العرس .. بينما اجلس انا عند حافّة الشرفة

وهنا عرف الشرطي ان قراره بسماعها كان صائباً , لأنها تنوي إنهاء حياتها !
الشرطي بحزم : ماذا ! لا ايّاكِ ان تفعلي !! 
الفتاة بصوتٍ مُحطّم : بلى سأنتحر .. اساساً عقلي لا يتحمّل فكرة كونهما سويّاً هذه الليلة , فلطالما تخيّلت نفسي معه .. لهذا أريد الموت .. دعّ عائلتي الحنونة ترى جثتي عند عودتهم سعداء من عرس الخائنة !!

فأسرع الشرطي بالتحدّث من هاتفٍ آخر لدوريات الشرطة , بعد ان أخبرهم بعنوان الفتاة الظاهر عنده على الشاشة (من برنامج تحديد موقع الإتصال) .. وقال لهم : 
- استعجلوا !! فالفتاة على وشك الإنتحار , والموضوع خطيرٌ للغاية

ثم تابع الحديث معها لكسب المزيد من الوقت , حتى تصل الشرطة اليها ..
الشرطي الشاب : لم تخبريني بعد عن اسمك ؟
- اسمي فاديا .. وهو فؤاد .. فاديا وفؤاد .. حتى إسمينا كانا مطابقين !
- فاديا إسمعيني جيداً .. فؤاد ليس شخصاً جيداً , فطالما انه فضّل الصغرى عليكِ فهذا يعني انه يحب مصلحته فقط .. ولوّ كان مخلصاً لك , لما استطاعت اختك ولا أيّةِ امرأة في الدنيا ان تبعده عنكِ .. انا رجل , وأحدّثك عن عقليّة الرجال .. اختك بالنسبة له مجرّد نزّوة .. يعني زواجهما لن يدوم .. صدّقيني

ففاجأته بسؤالها : 
- ما اسمك ؟
الشرطي بدهشة : انا !
- نعم
- احمد
- هل احببت يوماً يا احمد ؟
- نعم 
- ما كان اسمها ؟
- سعاد
فاديا : وماذا حصل لها ؟
فسكت احمد قليلاً , ثم قال بنبرةٍ حزينة : توفيت بحادث سير عندما كانت في 13 من عمرها
فاديا باستغراب : 13 ! وكم كان عمرك انت ؟
- 14 .. كانت ابنة الجيران , وأحببتها منذ ان كنت في 8
- وماذا حصل لقلبك حين ماتت ؟
تنهّد بحزن : تحطّم كليّاً .. 

- الم تتزوج بعد ؟
أحمد : لا 
- وكم عمرك الآن ؟
- 33 .. وانتِ ؟
فاديا : 29
- يعني مازالت صبيّة , ويمكنك إيجاد عريسٌ آخر 
- لا , فأنا بنظر اهلي كبيرة , وينادوني بالعانس ..
الشرطي باستغراب : لا طبعاً ! فالعانس هي أمرأة فوق سن 50 , وانت مازلتِ صبيّة جميلة
فاديا : وما ادراك انني جميلة ؟
- من صوتك 
- صوتي مجروح وحزين
أحمد : نعم , لكنه نابع من قلبٍ صافيٍ وطاهر , وهذا هو الجمال الحقيقي 

فسألته ممازحة : أمتأكد انك مخلص لذكرى حبيبتك ؟
- ماذا تقصدين ؟!
- يبدو انك خبير في مجال النساء !
فأجاب مبتسماً : هذا لا يحتاج الى خبرة يا فاديا .. فأنا كنت الولد الوحيد بين خمسة اخوات , لهذا أعرف شعور البنات جيداً 
فقالت بنبرةٍ حزينة : وانا ليس لديّ سوى اختٌ وحيدة , وطعنتي بالظهر !

- وجيد انها فعلت
فاديا بدهشة : ماذا تقصد ؟!
- لقد أبعدتك عن الخائن الحقير
فاديا : لا أعتقد انه اختارها بنفسه , بل أظن امه أثّرت على رأيه
- وهذه حسنةٌ أخرى لأختك .. فهي أنقذتك من حماةٍ قويّة كانت حتماً ستتعبك في المستقبل
- نعم تبدو والدته قويّة , فنظراتها لي لم تريحني ابداً !
أحمد : ارأيتي !! ..لوّ فكرنا بمشاكلنا من زاويةٍ أخرى سنجد ان البلاء لم يكن سوى هدية من الله لنا

فاديا بقهر : بل هو امتحانٌ قاسيٍ
- وبعد الإمتحان تأتي الجوائز يا فاديا
- كلامك مريح , لكنه غير منطقي
- لماذا ؟!
- لأنك تكلّمني وكأن الموضوع سهل .. تخيّل مثلاً : ان حبيبتك لم تمت , واليوم ستتزوج من أخيك , فكيف سيكون شعورك في ليلة عرسهما ؟
أحمد : سأبكي وأبكي الى ان تنتهي دموعي .. ثم أقوم وأصلي وأدعي ربي ان يستبدلني بحبٍ أكبر وأخلص منها , لأني متأكّد إنني أستحق الأفضل

فاديا بيأس : وهل انا أستحق الأفضل ؟
- بالتأكيد !! فالله لا يبلي الا عباده الصالحين , لأنه كلما كان البلاء كبيراً كلما كانت الجائزة أكبر ..(ثم سكت قليلاً).. اسمعيني يا فاديا .. انا لا اعلم بالمستقبل , لكني أعلم بطباع الرجال .. وأعرف انه مع اول مشكلة ستواجههما , سيقول لها : بأنه كان يرغب بك انتِ , وامه من اختارتها له .. بل حتى أظنه سيمدحك باستمرار امامها ليغيظها , ممّا سيؤدي بالنهاية لطلاقكهما

- أحقاً ! وهل سيعود اليّ بعد فراقهما ؟
أحمد بجديّة : بصراحة ..ستكونين غبيّة جداً ان قبلتي بعودته
- لماذا !
- لأنه من يخون مرّة يخونكِ الف مرة ..هذه قاعدة عامة , إحفظيها جيداً 
فاديا بيأس : ومالعمل الآن ؟
- العمل هو أن تذهبي وتصلي ركعتين لله , وأنصحكِ ان تطيلي السجود وانتِ تدعين ربك ان يعوّضك بخيرٍ منه .. فالله يستجيب لدعوة المظلوم 

وهنا سمعت فاديا صفّارات الشرطة تقترب من المكان .. فسألت احمد قائلة بقلق :
- هل ارسلت الشرطة اليّ ؟
- نعم , أردّت الإطمئنان عليكِ
فاديا معاتبة : ليتك لم تفعل يا احمد ! فالجيران سيخبرون اهلي , وبذلك تزيد عليّ المشاكل 
أحمد : لنتفق اذاً على شيء .. في حال ارسلتي لي صورتك وانتِ تأكلين في المطبخ , حينها فقط أتصل بهم 
فاديا باستغراب : أتريدني ان ارسل لك صورتي وانا آكل ؟!
- نعم , لأتأكّد بأنك ابتعدّتي عن الشرفة 
فاديا : حسناً , إرسل لي رقم جوالك

فقام احمد بإرسال رقم جواله لها (مع انه ممنوع بقوانين عمله ان يترابط بشكلٍ شخصيّ مع المتصلين !)

وبعد قليل .. أرسلت له صورة من جوالها (بعد ان اغلقت هاتف المنزل) : وكان وجهها ملطّخاً بالكامل بكريمة الكاتو 
فضحك أحمد من صورتها , وارسل لها رسالة على جوالها : 
- نعم , هذا ما أردّته بالضبط !! ..ان أرى ابتسامتك الجميلة .. والآن سأتصل بفرق الشرطة ليبتعدوا عن المكان 

وبعد ان اتصل بهم وطمّأنهم بحلّه للمشكلة , إبتعدت الشرطة عن الحيّ الذي تسكن فيه فاديا , قبل ان يلاحظ الجيران الموضوع 
فتكلّمت فاديا معه بجوالها : 
- شكراً لك يا احمد على كل شيء
احمد : لحظة قبل ان تغلقي .. لم اسألك بعد
- عن ماذا ؟
- في ايّ طابقٍ تسكنين ؟ 
فاديا : الطابق الأول

فضحك أحمد من كل قلبه , حتى انتبه عليه زملائه في العمل الذين يشاركونه غرفة الإتصالات
فقالت له فاديا وهي تضحك ايضاً : يبدو انه كان عليّ الصعود الى سطح مبنى لأنتحر , اليس كذلك ؟ 
أحمد وهو مازال يضحك : والله ظننتك تقفين على شرفة الطابق العاشر , لكن لا يهم ..فأنا سعيد لأنني تحدّثت معك .. أتمنى لكِ ليلة سعيدة

فاديا : لحظة ! أستغلق الهاتف ؟!
- ورائي مكالماتٌ أخرى , والاّ سيطردوني في اول يوم عملٍ لي 
- معك حق ..انا آسفة لأني أخذت الكثير من وقتك
- فاديا ..
- نعم
أحمد : معكِ رقم جوالي .. وسأكون في منزلي بعد ساعتين .. يعني في حال أحببتي ان نُكمل حديثنا 
فاديا : لا استطيع , فحينها يكون أهلي عادوا من العرس
- اذاً كلميني عن طريق الرسائل .. مع اني أحب سماع صوتك

فأرسلت له صورة إيموجي : لوجهٍ مُحمّر الخدود
فأرسل لها بالمقابل : صورة قلب به سهم كيوبيد 
وبعد ان أغلق جواله ..

اقترب منه زميله (بعد ان كان سمع بعضاً من حديثه معها) وقال له مُمازحاً:
- لا يمكنك ان تحب كل فتاة تكلّمك , والاّ سنقلب خدمة الطوارىء الى مكتب مواعدة يا رومنسي 

وضحك زملائه الشرطة عليه , لكنه لم يهتم .. وتابع بقيّة الإتصالات التي وصلته , والتي كانت أكثر جديّة وخطورة ..
***

وبعد ساعتين ..عاد أحمد مُنهمكاً الى منزله , لتصله اول رسالة منها.. 
فاديا : أتدري ماذا حصل يا احمد ؟ ..لقد تفاجأ والدايّ حين رأياني استمع للموسيقى الكلاسيكية , وقالت امي : بأنهما كانا قلقان بأن يجداني وقد قتلت نفسي .. فأجبتها بهدوء : بأني لست غبيّة لهذه الدرجة ..كما قلت لهما : بأن فؤاد يليق بأختي أكثر مني , فكلاهما خائنان ويستحقّان بعضهما البعض ..ثم دخلت غرفتي , وتركتهما متفاجئان من هدوئي الزائد  

فأرسل لها أحمد رسالةٍ خطيّة , مُمازحاً : 
- هذا لأنهما لم يعرفا بأنك كنت على وشك القفز من الطابق الأول .. (ووضع صورة ايموجي لوجهٍ ضاحك)

وأكملا الحديث سويّاً حتى ساعةٍ متأخرة من الليل , ولم يشعرا بمضيّ الوقت للتوافق الكبير بينهما !
***

وظلّت علاقتهما معاً عبر المكالمات الليلية لشهرٍ ونصف .. الى ان أخبرته فاديا : بأنها ستتركه ليتابع عمله وحياته لأن نفسيّتها تحسّنت كثيراً بعد ان انتقلت الى وظيفةٍ جديدة , لأنها لا ترغب بلقاء فؤاد مرّة اخرى , فهي لا تريد المشاكل مع زوجته (ايّ اختها) 
***

وانقطع الإتصال بين فاديا واحمد لثلاثة أشهر , كان يشعر فيها الشرطي بأنه فقدَ توأم روحه من جديد (بعد موت حبيبته السابقة : سعاد) ..لكنه تركها على راحتها , ليُتابع عمله الروتيني في مركز طوارىء الشرطة 
***

وفي أحد الأيام .. تفاجأ احمد بباقة زهور على مكتبه !
فقال له زميله : يمكنك اللحاق بها , لأنها ذهبت قبل قليل
احمد : من تقصد ؟! 
زميله الآخر : حبيبة قلبك 
احمد بدهشة : فاديا كانت هنا ؟!
صديقه : إسرع يا رجل قبل ان تبتعد !!

فنزل احمد الدرجات بسرعة , ليجدها في حديقة المركز .. فأوقفها قبل ان تخرج من بوابة الشرطة ..
- فاديا !!! توقفي..
- احمد ! 
أحمد بابتسامةٍ عريضة تعلو وجهه : كنت آمل ان تزوريني يوماً
فاديا بخجل : أتيت لأشكرك
- على ماذا ؟

وبعد ان جلسا على الكراسي المتواجدة في حديقة المركز .. 
فاديا : لقد تحقّقت نبوءتك يا مشعوذ !
- عن ماذا تقصدين ؟!
- لقد طلق فؤاد اختي قبل يومين , بعد ازدياد المشاكل بينهما 
أحمد : أكيد كان يخبرها مع كل مشكلة انه لم يكن يريدها من الأساس , اليس كذلك ؟ 
- نعم , بل حتى اتهمها بأنها سحرته بسبب غيرتها مني ! كما ان حماتها كانت تتدخّل كثيراً في حياتها , كما توقعت انت ! ..لكن أتدري ما المضحك في الموضوع ؟
- ماذا ؟

فاديا : بعد عودتها الى منزلنا , أردّت مواساتها ..لكنها لامتني على طلاقها , وكأنّي انا من سرقت حبيبها وليس العكس !
احمد بقلق : وهل اتصل بك ذلك الغدّار ؟ 
- نعم , البارحة ..وكان يبكي , طالباً عودتي اليه 
فاحمر وجه احمد غضباً (لغيرته عليها) : وبماذا أجبته ؟
- قلت له : لا طبعاً !! مستحيل ان أعود اليه , فهو غير جدير بالثقة
احمد يتنهّد بارتياح : أحسنتي !!

فاديا بغضب : المشكلة ان اهلي يقفون مجدداً في صفِّ اختي ! بل الاحظ انهم يسكتون كلما اقتربت منهم ! والله أكاد أنفجر من تفضيلهم لها عليّ 
- أظن انه بات من الصعب ان تبقي مع اختك المطلقة في نفس المنزل 
فتتنهّد بيأس : والى اين أذهب يا احمد ؟
- الى بيتي
فاديا باستنكار : ماذا قلت ؟!
- لا تفهميني غلط .. (ثم أمسك يدها) ..هل تتزوجينني يا فاديا ؟

لكنها أسرعت بالوقوف وقد شحب وجهها , فأسرع قائلاً قبل ان تبتعد.. 
أحمد : لا تجيبيني الآن .. فكّري بالموضوع 
فأومأت برأسها موافقة ..

ثم مشت بضعة خطواتٍ بطيئة , قبل ان تتوقف وتدير رأسها , ليلاحظ أحمد الدموع في عينيها.. 
فسألته فاديا بقلق : هل ستكون مثل فؤاد وتجرحني يا احمد ؟
فأجاب احمد بثقة : ابداً !!
- هل سيميل قلبك يوماً لأمرأة أصغر وأجمل مني ؟
فعاد وأجاب بحزم : مستحيل !!
فاديا وهي تمسح دموعها : هل ستكون مخلصاً لي ؟
- طوال عمري 
فبكت فاديا وقالت بصوتٍ متقطّع : أتعدني بذلك ؟
- أعدك حبيبتي 

ثم اقترب منها , وأمسك بيدها التي كانت ترتجفّ بشدّة ..
ونظر الى عينيها قائلاً : دعينا نحرق قلب هاذين الخائنين , ولنعلّمهما كيف يكون الحب الحقيقي
فقالت له بحزن : اين كنت طوال حياتي يا احمد ؟
فأجاب بابتسامةٍ حزينة : كنت في انتظاركِ , عزيزتي 

ثم حضنها بحنان .. ليسمعا من بعدها , صوت التصفيق والصفير قادماً من زملائه في الطابق العلوي !
حيث صرخ صديقه بعلوّ صوته (من فوق) : أحسنت يا بطل !!
والآخرون قالوا وهم يصفقون لهما : مباركٌ لكما يا عرسان !!!

فضحك احمد وفاديا بسعادة , بعد ان احمرّ وجههما خجلاً من حلاوة الموقف !
******

ملاحظة :
قصة الأخت الصغرى التي خطفت عريس اختها , هي قصة حقيقة قرأتها سابقاً من قسم : تجارب من واقع الحياة , في موقع كابوس  
لهذا أردّت تحويل مشكلة الفتاة الكبرى الى قصة , أُهديها لها .. مُتمنّية من الله ان يعوّضها بخيرٍ من خطيبها السابق وأختها الخائنة 
وكان الله في عونها وعون الجميع على غدر الأحباء ومصائب الدنيا ! 

هناك تعليق واحد:

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...