الأحد، 18 مارس 2018

رسوماتٌ مُخيفة

تأليف : امل شانوحة


المتنبئة الصغيرة !

دخلت الصبيّتان الى المصعد بعد انتهائهما من تصفيف شعرهما عند المُزَيِّن المتواجد في الطابق الثاني من هذه العمارة .. و قبل ان يفتحا باب المصعد للخروج من المبنى , إرتفع بهما مجدّداً !
ديانا باستغراب : ماذا حصل ؟!
جاكلين : يبدو ان أحدهم طلب المصعد .. آه انتبهي !! شالك

واذا بشال ديانا يعلق بباب المصعد , فأسرعت جاكلين بفكّه عن رقبة صديقتها قبل ان تختنق .. 
وبعد ان تنفّسا الصعداء , وصل المصعد الى الشخص الذي طلبه ..
وما ان فتحت السيدة باب المصعد , حتى ثارت ديانا غاضبةً في وجهها :
- يا غبية !! كدّتي تقتلينني !

فأسرعت جاكلين بالإعتذار من السيدة :
- آسفة بالنيابة عنها .. لكن طلبك للمصعد كاد يودي بحياتها , فقد علق شالها بالباب
ففاجأتهما بقولها :
- كنت أتوقع حدوث ذلك قريباً
ديانا بدهشة : ماذا تقصدين ؟!
السيدة : رجاءً ..أدخلا بيتي لأفهمكما الموضوع
***

وما ان جلسا في الصالة , حتى ذهبت السيدة الى غرفة ابنتها الصغيرة (في السابعة من عمرها) وأحضرتها اليهما .. 
ثم سألتها , والطفلة تحدّق في شفاه امها : 
- ريمي .. هل تعرفين هذه الصبيّة ؟ 
وأشارت الى ديانا التي مازال وجهها مُحمرّاً من أثر الحادثة ..
فابتسمت الصغيرة , وأومأت برأسها إيجاباً..
امها : اذاً إحضري رسمتها على الفور ..
فأسرعت الصغيرة نحو غرفتها .. 

وهنا قالت الأم للصبيّتين :
- قبل سنوات .. قمنا انا وزوجي بتبنّي ريمي من دار الأيتام عندما كانت رضيعة .. وتفاجأنا لاحقاً بأنها خرساء وصمّاء ! لكنها أتقنت بسرعة لغة الإشارة , بالإضافة لقدرتها الفائقة على قراءة الشّفاه .. المهم في الموضوع , انه في السنة الماضية .. فاجأتنا برسمةٍ لها مُتقنةٍ للغاية , وكأن فناناً بارعاً قام برسمها ! ولم نصدّق موهبتها الى ان رسمت والدها امامنا .. لكن للأسف ...(وتنهدت بحزن).. رسمته وهو يخترق الزجاج الأمامي بعد إرتطام سيارته بعامود الكهرباء .. وحينها عاتبها والدها بلطف قائلاً : على الأقل لا تقتليني برسمتك !
جاكلين باهتمام : وماذا حصل بعدها ؟!

وقبل ان تكمل السيدة القصة , عادت الطفلة ومعها رسمة أعطتها لأمها..
الأم وبعد ان رأت الورقة : نعم هذه هي .. 
ثم سلّمتها لديانا (صاحبة الشال) وهي تقول :
الأم : إنظري .. ابنتي رسمت هذه الصورة منذ يومين , وانا تذكّرتها فور رؤيتي لك .. 

وكان في الرسمة : صورة لديانا وهي تختنق بشالها داخل المصعد 
فتفاجأت الصديقتان من غرابة هذه الصدفة ! 
وسألت ديانا الصغيرة : 
- وكيف عرفتي بما سيحصل معي هذا اليوم , يا ريمي ؟!
لكن الطفلة لم تجبها , بل إتجهت نحو الكنبة المتواجدة في آخر الصالة .. وبدأت ترسم في كرّاستها , وهي تركّز بصرها على الصبيّة الثانية (جاكلين) ..

فاستغلّت الأم إنشغالها بالرسم لتُخبرهما ببقيّة القصة , بعد ان أدارت ظهرها لطفلتها كيّ لا تقرأ شفاهها ..
- لم تسألاني عن ما حدث لزوجي ؟
ديانا باهتمام : آه صحيح , ماذا حصل له ؟
السيدة بحزن : لقد مات بعد رؤيته لرسمة ريمي بثلاثة ايام ...وأخبرتني الشرطة : انه توفيّ بعد إختراق جسده للزجاج الأمامي , بسبب ارتطام سيارته..
فأكملت ديانا عنها : بعامود الكهرباء !
السيدة : هذا صحيح 
جاكلين : أتعنين ان ابنتك ترى المستقبل ؟!

السيدة بيأس : ترى فقط الجانب السيء منه ! فقد رسمت لي الشهر الفائت : اختى وهي تنام بين الورود 
ديانا : لكن هذه رسمةٌ جيدة !
السيدة بحزن : لا .. لأني علمت بعد يوم من رؤيتي لتلك الرسمة , بأن اختي توفيت بطعنة سكين بعد مقاومتها للصّ حاول سرقة حقيبتها ..وحين حضرت جنازتها , كانت نائمة بتابوت محاط بالورود , فهي كانت محبوبة من قِبل أصدقائها وزملاء عملها .. وكانت تلك الأزهار بيضاء وزهريّة اللون , تماماً كما رسمتها ريمي !

و هنا اقتربت الصغيرة من جاكلين بعد ان إنتهت من رسمها ..
فانتفضت جاكلين بخوف : لا !! لا اريد ان أرى طريقة موتي .. ارجوك يا سيدة , مزّقي هذه الرسمة اللعينة !!

فتكلّمت الأم مع ابنتها بلغة الإشارة..
ففهمت الصغيرة , ومزّقت طرفاً من الورقة .. ثم عادت لتسلّم الرسمة لجاكلين..
جاكلين بغضب : قلت لا اريدها !! ألا تفهمين ؟!
فقالت الأم لأبنتها : دعيني أرى الرسمة يا ريمي 
وبعد ان رأتها , قالت لجاكلين :
الأم : انها رسمةٌ جميلة , فلا تخافي

فأخذتها صديقتها من الصغيرة .. وبعد ان رأتها , قالت لجاكلين :
ديانا بدهشة : يا الهي ! لقد رسمت آدم يا جاكلين .. يبدو انه سيتزوجك بالفعل .. هذا يعني ان شكوكك كانت في محلّها ! 
جاكلين بدهشة : ماذا قلتي ؟! هاتي الرسمة

وكانت ريمي رسمت جاك (زميل جاكلين في العمل) وهو يجثو على ركبتيه , رافعاً اليها خاتم الخطوبة 
جاكلين باستغراب : أحقاً يا ريمي ! وهل سيعرض عليّ الزواج قريباً ؟!
فابتسمت لها الصغيرة , وهي تومأ برأسها ايجاباً..  

فقالت جاكلين لصديقتها بحَيْرَة : مع ان طباعه غريبة وتقلقني بعض الشيء خاصة عندما يغضب , لكن يبدو ان نيته سليمة اتجاهي !
ديانا بقلق : لكن جاك ليس من النوع الذي يُناسبك على الإطلاق ! 
جاكلين : اذا كان هو نصيبي كما رسمته الطفلة , فلا استطيع تغير مستقبلي .. اليس كذلك يا صغيرة ؟
فأومأت ريمي برأسها ايجاباً.. 
***

وبعد ثلاثة شهور .. عادت ديانا الى منزل السيدة التي ما ان فتحت لها الباب , حتى صرخت في وجهها غاضبة : 
- كلّه منكِ ومن ابنتك اللعينة !! 
السيدة بدهشة : ماذا حصل ؟!
ديانا بعصبية : لقد تزوجت جاكلين من صديقها جاك 
- اذاً تحقّقت نبوءة ابنتي , فمالمشكلة ؟!

ديانا وبعد ان دخلت , تهالكت على الكنبة وهي تمسح دموعها : 
- لقد قام زوجها اللعين بقتلها قبل ايام 
الأم بدهشة : ماذا ؟!  
ديانا : ووجدّت اليوم رسمة ابنتك في درج مكتبها , فنحن زملاء عمل .. لذا أرجوك إسألي ريمي عن الجزء الذي مزّقته من الرسمة

فذهبت السيدة الى الداخل , وعادت ومعها ابنتها التي كانت تحمل بيدها قصاصة الورق , والتي قامت ديانا بتجميعها مجدداً برسمة جاكلين : ليظهر بأن جاك كان يرفع بيده خاتم الزواج , لكن بيده الأخرى (التي يُخفيها خلف ظهره) كان يحمل سكيناً (وهذا كان الجزء المُقتطع من الرسمة)..

ديانا بدهشة : وهو فعلاً ذبحها بالسكين ! ليتك لم تمزّقيها يا ريمي 
فقالت ريمي بلغة الإشارة , والتي قامت الأم بترجمتها لديانا : 
- ابنتي تقول : ان صديقتك هي من رغبت في رؤية الجزء الجميل من الرسمة .. فريمي بالنهاية لا تستطيع تغيّر المستقبل , وترسمه كما تراه بالضبط

فوقفت ديانا بغضب : اللعنة عليكما !! فصديقتي رغم حبها لجاك , كانت دائماً ترفض فكرة الإرتباط به بسبب تصرّفاته المُقلقة .. لكنها وافقت عليه بعد رؤيتها لرسمة ابنتك .. والآن قُتلت بسببكما ايتها المشعوذتين !! أتدرين... (ولوّحت بإصبعها امام وجه الأم مهدّدة) : أتمنى ان ترسم ابنتك طريقة موتك قريباً ..
ثم خرجت ديانا من المنزل بعد ان إنفجرت بالبكاء ..
****

وبعد شهورٍ قليلة .. إنتشر خبر الصغيرة بين افراد مجتمعها كمتنبئة للمستقبل .. واصطفّ الناس بطوابيرٍ طويلة امام المبنى (الذي تسكن فيه) في انتظار رؤية رسمتهم المستقبلية , بعد دفعهم لمبلغ مئة دولار مقدّماً لأم ريمي ..

وكانوا يدخلون الى غرفة الطفلة متحمّسين , ويخرجون منها محبطين للغاية .. ومنهم من كان يبكي بيأسٍ وإحباطٍ شديدين .. 
اما البعض فكان يخرج غاضباً وهو يلعن ويشتم الطفلة وامها , ثم يمزّق رسمته بقهر .. 

ومنهم من خرج من العمارة , وهو يقول لنفسه بصوتٍ مسموع :
- وما أدراها بطريقة موتي ؟! فأنا حتماً لن أحترق مع عائلتي داخل منزلنا .. هذا مستحيل ! .. اللعنة على هذه المشعوذة الصغيرة لقد أقلقتني بالفعل !

كما خرجت أختان من هناك , تواسي إحداهما الأخرى (المنهارة بالبكاء) : 
- لا تقلقي اختي .. هذه مجرّد خربشات طفلة , وأكيد لن تتحقّق
- لقد رسمتني بأرجلٍ مقطوعة , في عمري هذا ! وانا لا اريد ان أعيش سنوات شبابي مُقعدة .. 
- ارجوكٍ اهدأي قليلاً .. اللعنة عليّ !! ليتني لم أحضرك الى هنا 
فردّت اختها وهي تبكي بقهر : والله سأحبس نفسي في غرفتي طوال حياتي , كيّ لا أتعرّض لهذا الحادث اللعين !

بينما خرجت سيدة اخرى من العمارة وهي تنظر الى رسمتها بصدمةٍ كبيرة وتلعن حظها , بعد ان رسمتها ريمي : تلبس ثيابَ عرسٍ ممزّقة وبالية .. ففهمت بأن تفسيرها : أن تبقى عانساً حتى آخر يومٍ في حياتها

ورغم ان جميع الرسمات كانت تشاؤمية بشكلٍ مدمّر ! الاّ ان هذا لم يوقف تدفّق الناس التي اصطفت مع كل صباح امام باب العمارة , في انتظار دورها لمعرفة مستقبلها الأسود !

الى ان قام أحدهم (بعد ان أغضبه مصيره السيء الذي تنبّأت به الصغيرة) بالإبلاغ عن المشعوذتين .. 
لكن الشرطة أطلقت سراحهما لاحقاً , بحجّة : ان القانون لا يحمي المغفلين 

ممّا ضايق كثيراً أهالي الشباب الذين كانوا انتحروا فور رؤيتهم لمستقبلهم القاتم الذي رسمته لهم الطفلة..
***

وبعد تزايد أعداد المنتحرين .. قام أحد الصحفين بإعداد تقريرٍ مصوّر عن ريمي وامها , وتمّ عرضه لاحقاً في نشرات الأخبار المحلّية .. ممّا أدّى الى ضجّةٍ إعلامية كبيرة , ومطالبة الأهالي بطرد المشعوذتين من المنطقة 
***

وبعد ايام .. تجمّعت مظاهرة كبيرة أسفل المبنى مطالبين برحيلهما  
وفي البداية كانت المظاهرة سلميّة , الى ان تلقّى أحد المتظاهرين خبر انتحار ابنته المراهقة (برميّ نفسها من الطابق الخامس) بعد ان عاشت شهراً كاملاً باكتئابٍ شديد , بسبب ما رسمته ريمي لها : بأن حبيبها سيتزوج من صديقتها المقرّبة .. 
وهنا انفجر الأب غاضباً !! وانطلق كالمجنون للطابق العلوي (الذي تعيش فيه المتنبئة الصغيرة وامها) .. ولحقه بقيّة المتظاهرين  

لكنهم تفاجئوا جميعاً بعد كسرهم لباب الشقة , باختفائهما ! الاّ انهم وجدوا رسالة على طاولة , وفيها : 
((لقد تركت انا وابنتي ريمي شقتنا (بما فيها من اثاث) ورحلنا الى جهةٍ مجهولة , ولن ترونا مطلقاً بعد اليوم))) 

فهللّ الجميع فرحاً بعد نجاحهم بطرد هاتين الساحرتين الشريرتين (على حسب وصفهم لهما) 
***

وفي مكانٍ آخر , أسفل سابع ارض .. دخل ابليس الى إحدى غرف قصره , ليجد الأم وابنتها المتبناة هناك ..
فقال لهما :
- وأخيراً عدّتما !

وفجأة ! تحوّلت ريمي الصغيرة الى امرأةٍ شيطانية بقرنين حادّين , بعد ان تغيّر جلدها الى اللون الأحمر .. بينما إنقلبت هيئة الأم الى جنيةٍ عجوز , كانت بالحقيقة : خادمة لريمي التي هي إحدى زوجات ابليس (المتميزة عن الباقيات بحدّة ذكائها ومكرها) .. 
والتي قالت لزوجها :
- عزيزي ابليس .. هل اشتقت اليّ ؟
ابليس : سأخبرك لاحقاً ..والآن إخبراني عن نتائج المهمّة ..هل نجحتما في أذيّة البشر ؟

فابتسمت زوجته بغرورٍ وكبرياء : بالطبع نجحنا ..هيا شومي ..إخبريه بالنتائج..
فقالت الجنية العجوز (شومي) لأبليس : لقد انتحر حتى الآن 9 شباب و23 فتاة ..
ابليس : توقعت ذلك .. فالنساء عادةً أغبى من الرجال
زوجته معاتبة : ابليس !
ابليس : قصدّت البشريّات عزيزتي .. إكملي شومي

الخادمة : كما قام 32 شخصاً بأذيّة أنفسهم : امّا بالحرق او قطع أوتارهم , لكن للأسف تمّ إنقاذهم بآخر لحظة ..هذا عدا عن المئات الذين تركناهم خلفنا , وهم يعانون من اكتئابٍ شديد
زوجة ابليس : ولا استغرب اذا انتحروا هم ايضاً ..فالأمر يحتاج الى بعض الوقت كيّ تتمكّن أفكارهم السوداء من إطفاء نور الأمل في قلوبهم

ابليس بابتسامة : يبدو ان نظريتك صحيحة , عزيزتي ؟
زوجته بثقة : بالطبع !! فالتشاؤم هو أقوى سلاح ضدّ كينونة البشر الهشّة
الخادمة : عفواً سيدتي .. لطالما كان هناك سؤالاً يشغل بالي 
الزوجة : ماهو شومي ؟
شومي : كيف عرفتي بالمستقبل ؟! فكل ما تنبّأت به في رسوماتك , تحقّق بالفعل !  
الزوجة : أجبْها انت يا ابليس

ابليس : نحن لا نعرف القدر يا شومي .. لكني عرفت قديماً بعد قيامي بالكثير من الأبحاث عن طبيعة البشر , بأن لهم عقلٌ باطن .. وفي حال قمنا بحشّوه بالأفكار السلبية , فهذا سيؤثّر حتماً على تصرّفاتهم المستقبلية .. هل فهمتي ؟
الخادمة : أتقصد سيدي , أنهم جنوا على أنفسهم بتشاؤمهم ؟!
ابليس : بالضبط !!

زوجته : لكن لا تنكرا فضلي ..فأنا لم أرسم لهم أيِّة خربشات .. بل كنت أقوم بتحليل شخصيتهم اولاً , فإذا كان الشاب او الفتاة من النوع الضعيف أوجّه أفكارهم للإنتحار ..وان كانت شخصيتهم قويّة , فأرسم لهم طريقة قتلهم لأحبائهم الخونة 
شومي : وهل هم خانوهم بالفعل ؟! 
زوجة ابليس بابتسامةٍ ماكرة : ليس مهماً , طالما انني نثرت بذور الشكّ في قلوبهم .. وانا متأكّدة انهم يراقبون أحبائهم الآن .. لكن قريباً سيتغلّب شكّهم على يقينهم , وينتقمون منهم بنفس الطريقة الوحشية التي رسمتها لهم .. وغداً أذكّرك بكلامي 

ابليس وهو يشعر بالفخر من زوجته الذكية : أحسنتي عزيزتي
زوجته : عدا عن كل ما فعلناه , أتيناك بهذا ايضاً .. إمسك حبيبي 
وأعطته كيساً قماشياً به نقوداً ذهبية ..
ابليس بدهشة : ومن اين أحضرتِ كل هذا ذهب ؟!
فقالت الخادمة : لقد جنينا الكثير منهم , فبعضهم دفع مئات الدولارات كيّ ندخله قبل الجميع ..وقمنا لاحقاً بتحويل اوراقهم الورقية الى عملاتٍ ذهبية , قبل عودتنا الى هنا
ابليس : أحسنتما !! فالذهب ينفعنا في رشوة المشعوذين البشر الذين يقومون ايضاً بنشر تنبؤاتهم المؤذية لبنيّ جنسهم .. والآن أخبريني عزيزتي , ماهي خططك المستقبلية ؟

زوجته : سأعود بعد فترة الى فوق , لكن بهيئةٍ جديدة.. وسأقوم هذه المرّة بإيهامهم بفكرة البعد الزماني
ابليس : أتقصدين خرافة : وجود بابٌ سرّي يُعيدهم الى الماضي ؟
زوجته : او المستقبل
ابليس : واين تنوين تحديد هذا الباب الخيالي ؟
فأجابت زوجته بابتسامةٍ خبيثة : في نقطة تقع أسفل أعلى الجسور 
ابليس بابتسامة : يا ملعونة .. يعني المزيد من ضحايا الإنتحار ؟
زوجته بمكر : ليس قبل ان يدفعوا لي الآلاف هذه المرة , لكيّ أخبرهم بهذا السرّ الخطير

الخادمة : عفواً على المقاطعة .. لكن ألن يتوقفوا عن القفز , حين يرون جثث غيرهم تطفو فوق البحر ؟! 
زوجة ابليس : لا , لأني سأخبرهم اولاً بأن عليهم التخلّي عن اجسادهم الفانية ليصبحوا أرواحاً حرّة , تطير في زمن الماضي او المستقبل .. يعني على حسب ما يختارونه .. 
الخادمة بتردّد : آسفة للقول .. بأن البشرّ ليسوا بهذا القدر من الغباء , سيدتي
زوجة : أعرف هذا .. لهذا احتاج منك يا ابليس ان تأذن لي بالإستعانة بالغيلان (سحرة الجن) كيّ يوهموهم بصحّة كلامي .. ولا تقلقا , فأنا درست الموضوع من كل جوانبه 

ابليس بحماس : فكرةٌ ممتازة !! .. أتدرين عزيزتي ... انتِ أفضل وأذكى زوجاتي .. تعالي اليّ !!
وحضن زوجته بقوّة .. فغضّت الخادمة بصرها بخجل , وأسرعت بالخروج من الغرفة وهي تقول :
- إعذراني..

وتركتهما ليحتفلا سويّاً بانتصارهما الجديد على غباء البشريّة ! 

هناك تعليق واحد:

  1. قصه جميله جداً ، لكن الخطأ الوحيد بيها :
    انو هم ما يعرفون المستقبل ويعتمدون على شخصية الشخص المقابل ، فكيف ريمي عرفت انو زوج جاكلين راح يقتلها بالرسمه وتحقق هذا فعلاً؟

    ردحذف

مسابقة الجدارة

تأليف : امل شانوحة منصبٌ رفيع إستوفى خمسة شباب شروط الوظيفة في شركةٍ مرموقة .. واجتمعوا في مكتب المدير العام (أغنى تجّار البلد) الذي قال لهم...