الاثنين، 17 يوليو 2017

اتصل بنا

تأليف : امل شانوحة


سيطرة,عقول,تجربة,نفسية,اكتئاب
من يتحكّم بعقلي ؟!

مشى مايكل كعادته كئيباً في الشارع .. حتى انه لم يعد يُلقي التحيّة كما كان يفعل , لأنه يعرف مُسبقاً بأنه لن يلتفت اليه احد , فهو يمشي كشبحٍ بين الناس 
وقال بحزن : لو متّ الآن وسط الشارع فلن يلتفتوا اليّ .. يا الهي , ماهذه الحياة السيئة التي اعيشها ؟

الى ان وصل لمطعمٍ رخيص تعوّد ان يتناول طعامه عنده منذ سنوات , وما ان جلس على طاولته حتى وضع له النادل صحن الشوربة المعتاد
- لا .. هذه المرة اريد لحماً
لكن النادل لم يهتم لطلبه , وذهب لأخذ طلبات الغير

مايكل بحزن : حتى النادل لا يعيرني انتباهاً .. حسناً لا يهم .. لأشرب الشوربة واذهب الى بيتي 
وكالعادة , لم يشعر مايكل بأي طعم 
- وكأنني اشرب ماءً ! هل المشكلة بالشوربة , ام ان حاسة التذوّق عندي معدومة ؟!

ثم نظر الى ساعته.. 
- اللعنة ! عليّ ان اذهب الى طبيب العيون , فلم اعدّ ارى عقارب الساعة بوضوح

وبعد ان انهى طعامه .. اراد العودة الى بيته , لكن هذه المرّة ذهب من طريقٍ مغاير .. وعندما انتبه انه اضلّ الطريق اصابه الذعر 
- ما هذا ؟! اين انا ؟! هذا ليس طريق بيتي .. كيف اعود الآن الى الشارع العام ؟!

وصار يتلفّت بقلق يميناً ويساراً وهو يمشي مُتعثّر الخطوات , حتى وصل الى مدرسة ثانوية للبنات .. فتوقف امام بابها مندهشاً
- آه ..هذه كانت مدرسة زوجتي !

وهنا تذكّر اليوم الذي خرج فيه من جامعته مُسرعاً ليُحضر خاتم الخطوبة وباقة من الورود الحمراء , ثم وقف خارج المدرسة ينتظر خروج حبيبته من آخر امتحانٍ لها , ليفاجأها امام صديقاتها بخطبته لها , وسط تصفيقهم بعد موافقتها عليه

مايكل وهو يمسح دموعه : كم كانت تلك الأيام جميلة .. فليرحمك الله يا كاثرين , كم اشتقت اليك 

ثم مشى الى نهاية الطريق وهو يحاول جاهداً تذكّر ايام شبابه , لكن يبدو ان معظم ذكرياته قد مُسحت تماماً من عقله !
- مالذي يحصل معي ! لما لا اتذكّر شيئاً عن ماضيّ ؟! هل اصبت بالخرَف المبكّر ؟!

وبينما هو يعصر عقله محاولاً تذكّر ايّ شيء , اذّ بكتفه يُلامس حاوية النفايات , لكنه مع هذا أكمل طريقه غير مبالي بما حصل .. الى ان وصل الى بيته , وهناك تذكّر
- هل فعلاً ملابسي لامست تلك الحاوية القذرة ؟! 

وهنا عادت اليه بعض الصور من ماضيه , حيث تذكّر انه بعد وفاة زوجته اصيب بوسواس النظافة القهري والخوف من الجراثيم .. وعلى الفور !! خلع معطفه ليغسله بعد ان اشمئزّ منه , فإذا بدفترٍ صغير يسقط من جيبه .. ووجد انه قد دوّن عليه بعض الأحداث , حيث كان مكتوباً في آخر صفحاته:

((منذ يومين ..وصلتني رسالة على بريدي الألكتروني تقول فيها : ان اصدقائي في العمل رشّحوني للقيام بتجربة ما لدى شركةٍ الكترونية , وكان من ضمن شروطهم : ان اخوض امتحانٍ تحريري مُتضمناً مجموعة من الأسئلة النفسية .. وبعد ان اخترت اجابتي من بين الأجابات المطروحة ..ظهرت النتيجة : بنجاحي , وبأنني رجلٌ مكتئب لدرجة تسمح لي بدخول مسابقة ما .. وهذا الصباح استدعوني للذهاب الى شركتهم .. وهناك وجدت العشرات من الأشخاص من مختلف الأعمار , الا ان العامل المشترك بيننا هو الحزن المخيّم على وجوهنا .. ثم اخذونا الى غرفة الإجتماع .. وشرحوا لنا بأن علينا ان نلبس خوذات متصلة بأسلاك بيننا وبين جهاز الكتروني ضخم موجود بزاوية الغرفة ..وبأننا سنعيش سويّاً في عالمٍ افتراضي , مقسّمين الى مجموعتين ضمن عالم (سبيس تيك) وطلبوا منا ان نختار : اما ان نكون من ضمن الأشخاص الذين لا يهتم بهم احد , او من الأشخاص الذين لديهم مشاكل مع الجميع .. و أظنني سأختار النوع الأول , فأنا شخصٌ انعزالي ولا احب تدخل الناس بشؤوني .. آه هآقد حضر المسؤول .. عليّ اخفاء الدفتر الآن)) 
***

وعلى الفور !! تذكّر مايكل كل شيء 
- نعم صحيح ..انا ذهبت ذلك الصباح الى هذه الشركة , لكني لا اتذكّر بأنني خرجت منها ! ..هل معقول انني اعيش الآن في عالمٍ افتراضي ؟ الهذا لا اذكر انني دفعت يوماً ثمن طعامي الذي لا اشعر بطعمه في لساني ؟ و ربما لنفس السبب لا ارى عقارب الساعة جيداً كما يحصل عادةً في الأحلام .. طيب اذا كان هذا حلم ! فعليّ الإستيقاظ منه حالاً , لأني اشعر بأنني هنا منذ مدة طويلة .. وقد مللّت من هذه الحياة الكئيبة .. حسناً سأحاول التركيز الآن .. مايكل !! عليك الأستيقاظ الآن .. مايكل !! افتح عيناك وستجد نفسك في الشركة الألكترونية .. هيا مايكل ما بك !! حاول مجدّداً

وبعد عدّة محاولات يائسة .. فتح مايكل عيناه ليتفاجأ بوجوده في نفس تلك الغرفة موصول بأسلاك مع عشرات الرجال , وهناك انابيب مغروزة في اجسامهم أحدها لدخول المصل الغذائي , و الآخر لخروج الفضلات منه ومن الآخرين !

وقبل ان يقف , انتبه لوجود حارسٍ يحرسهم خارج باب الغرفة  
- اللعنة !! ماذا يفعلون بنا ؟ عليّ ان اهرب دون ان اثير انتباههم بأنني استعدت وعيّ من هذه التجربة السخيفة

وبعد ان ازال الخوذة الألكترونية عن رأسه وكذلك الأنابيب المتصلة بجسمه , حاول التسلّل الى خارج الغرفة بهدوء كي لا يلفت انتباه احد .. لكنه تفاجأ ! انه ايضاً في الغرفة المجاورة كان يوجد عشرات النساء المنوّمين , والمتصلين بالأسلاك ضمن نفس البرنامج الغريب ..

وهنا كانت المفاجأة ! فقد رأى زوجته تجلس بينهنّ 
- ماذا ؟! كاثرين ! كيف يُعقل هذا ؟! 

فاقترب منها بحذر , و ازال عنها خوذة الرأس وكذلك الأنابيب محاولاً ايقاظها من غيبوبتها .. ثم همس لها كي لا يسمعه احد من الحرس الموجودين في ممرّات الشركة 
- كاثرين استيقظي .. كاثرين , لما اخبرني اهلك بأنك توفيت عندما سافرتي لزيارتهم ؟! لما فعلوا بي ذلك وجعلوني اعيش الجحيم ل 5 سنوات ؟! كاثرين استيقظي ارجوك .. انا مايكل ..زوجك منذ عشرين سنة !

لكنها لم تستيقظ بأيّ طريقة .. فجنّ جنونه.. وما ان رأى قارورة ماء متروكة على الطاولة , حتى فتحها وسكبها على الكمبيوتر الكبير المتصلين به .. وعلى الفور !! استيقظ جميع النسوة بعد ان احدث فعلته التماساً بالكهرباء تسبّب بحريق داخل الغرفة .. فأسرع الحرس بإمساكهنّ الواحدة تلوّ الأخرى قبل ان يستوعبنّ الموقف .. لكن مايكل كان استطاع حمل زوجته (الغائبة عن الوعي) والهرب بها , متوجّهاً ناحية السلالم ..لكن قبل ان يهرب تفاجأ بشيءٍ بارد يلامس رقبته , فإذا بها فوهة رشّاش يحملها احد الحرّاس الذي قال له :
- الى اين تظن نفسك ذاهباً ؟ هيا معي الى القبو لحين اطفاء الحريق

واقتاد مايكل وزوجته الى قرب مصعدٍ كبير , حيث كان احد الحرّاس يأخذ الناس (الذين مازالوا تحت تأثير المخدّر) الى القبو .. وقد لاحظ مايكل انهم وضعوا لهم اطواقاً حديدية جديدة حول رقبتهم ..

فقال مايكل بغضب للحارس (الذي يقتاده اليهم) : في البداية خدّرتمونا والآن تضعون اطواق الحيوانات بإعناقنا ؟ بأي حق تعاملونا بإذلالٍ هكذا ؟
فدفعه برشّاشه الى امام : تحرّك بصمت يا هذا , والا فجّرت رأسك

فقال الحارس الآخر لحارس مايكل : سأنزل انا مع هذه الدفعة الى القبو , وانت احضر البقية والحقنا 
حارس مايكل : حسناً.... لحظة ماهذا ؟! ... لا توقف لا تنزل !!

لأنه قبل ان يُغلق الباب , لمح الحارس (الذي يقتاد مايكل) اخاه التوأم ضمن الأشخاص المخدّرين بالمصعد 
فصرخ لأخوه بفزع : لا ! .. جاك اخي !! اهرب بسرعة !!

وهنا استيقظ جاك من غفلته , وعندما انتبه لصراخ اخوه (الحارس) حاول دفع الناس بالمصعد للهرب منهم , لكن رأسه تفجّر فجأة ! بعد ان ضغط حارس المصعد على زرّ في جهاز يحمله بيده , والمرتبط بالطوق الموضوع على رقبة كلاً من فئران التجارب البشرية 

فصرخ حارس مايكل بألم : لا اخي !! لما قتلته يا لعين ؟!!!
لكن حارس المصعد اكتفى بابتسامة خبيثة , ثم اغلق باب المصعد 

فاستغل مايكل غضب الحارس قائلاً : لما اخوك موجود معنا في هذه التجربة ؟
الحارس وهو يمسح دموعه و بغضبٍ شديد : سأنتقم من هؤلاء السفلة !! تعال معي 

ثم دخلوا خفية الى مكتب مستندات الشركة.. 
الحارس : جيد ان كاميرا هذه الغرفة تعطّلت هذا الصباح ..هيا اعطني اسمك الكامل واسم زوجتك كي اخرج ملفّاتكما.. 

وبعد ان اعطاه الأسمين , اخرج الحارس المستندين من احد الأدراج .. بينما وضع مايكل زوجته على الأرض (وهي شبه واعية) ليريح ظهره قليلاً

الحارس : انظر الى هذا المستند .. سترى ان هذه المؤسسة قد اختارت بدقة الأشخاص الأكثر اكتئاباً من ضمن موظفي شركات التجارية الكبرى , ثم ارسلت اليهم امتحاناً عبر بريدهم الألكتروني
- نعم , وصلني هذا الأمتحان  
- واكيد اجبت على سؤالهم : هل تفكر يوماً بالأنتحار ؟ بكلمة نعم
مايكل بندم : للأسف ..هذا ما فعلته
- وهذه الأجابة كانت كافية لهم لإخضاعك ضمن هذه التجربة النفسية الغير مضمونة النتائج , فبالنهاية كل معارفك و المحيطون بك يتوقعون انتحارك في يومٍ ما , فلن يفتقد احدٌ غيابك .. أفهمت ما اعنيه ؟

- وهل كان اخوك مكتئباً في الآونة الأخيرة ؟
الحارس بحزن : نعم .. ففريقه لكرة القدم كان على وشك ان يصل للنهائيات لكن بخطأٍ منه ادخل هدفاً في فريقه , فانهالت عليه الشتائم والأهانات من كل مكان وخاصة من اعضاء النادي , فترك الرياضة وأدمن الخمور حتى ساءت نفسيته تماماً .. وقد حاولت كثيراً اخراجه من هذه الحالة , لكن..

وانهار باكياً .. فربت مايكل على كتفه قائلاً :
- انا افهمك يا اخي , فأنا عشت 5 سنوات وانا اعتقد ان زوجتي ميتة , وتفاجأت بها اليوم مسجونة عندكم ! اظنهم عرفوا من زملائها بالشركة انها كانت تعاني اكتئاباً بعد خسارتها جنينها

الحارس باستغراب : أقلت 5 سنوات ؟! لكن ملفها يقول : ان لها 9 سنوات في مختبراتنا
مايكل بدهشة : كيف 9 ؟!
- لحظة .. ومكتوب بملفك .. ان لك 4 سنوات معنا
مايكل بصدمة : 4 سنوات !! هل كنت مخدّراً طوال هذه المدة ؟ غير معقول يا رجل .. ارني الملف !!
واخذ يقرأ ملفّه بذهول !

الحارس : لا تستغرب ..فهناك اشخاصاً لهم 12 سنة مخدّرين عندنا , حتى ان اهاليهم فقدوا الأمل في العثور عليهم احياءً
- ولما كل هذا ؟
- انها لعبة مراهنة
- ماذا تقصد ؟
- يأتي الأغنياء من كل مكان الى هنا ليشتروا بعض الشخصيات , ثم يحرّكوها في العالم الأفتراضي كلاً حسب طريقته .. فكما مكتوب هنا بالمستندات : ان زوجتك كانت تقوم بدور امٍ لستة اطفال في العالم الأفتراضي , ربما لذلك ترى محاولة ايقاظها صعبة 
- اتقصد لأنها وجدت نعمة الأمومة في عالم الخيال , لهذا ترفض العودة لواقعنا ؟! 
- نعم , اظن ذلك

- طيب ماذا عني ؟ فأنا لا اذكر انني قمت بأي عملٍ مهم داخل هذه التجربة الغبية
- مكتوب في ملفك : انه تم تحريكك فقط 5 مرات طيلة 4 سنوات الفائتة , لأنك برأيهم : شخصية غير مثيرة للأهتمام 
مايكل بغضب : طالما ان شخصيتي سخيفة بالنسبة لهم , لما ابقوني مخدّراً الى هذا اليوم ؟!!

- يا صديقي .. لا احد يخرج من هنا حيّاً , حتى نحن كحرس مسجونين معكم ..وان حاول شخصٌ منّا الخروج الى خارج الشركة او الإتصال بأحدٍ من اهله , فأنهم يقتلوننا ضمن شريحة زرعوها في اجسادنا .. يعني الفرق بيننا وبينكم : اننا نعيش بوعينا , بينما انتم مخدّرين .. هيا لا تحزن يا مايكل .. (ثم يمدّ يده).. آه على فكرة ..انا اسمي اريك
فسلّم عليه مايكل : تشرّفت بمعرفتك 

وهنا !! يخرج صوت من الجهاز الموجود على كتف الحارس
- يا اريك !! اين الرجل الآلي رقم 7, والسيدة الآلية رقم 22 ؟
الحارس (اريك) بارتباك : سأحضرهما حالاً , سيدي !!

وبعد ان اغلق جهازه , قال مايكل له بغضب : هل نحن رجال آليون بالنسبة لهم ؟!!
اريك : لا يهم هذا الآن .. المهم ان تخرجا من هنا بخير وسلامة .. واظنك ستجد سيارتك مازالت مركونة في نفس المكان الذي ركنتها به قبل سنوات .. هيا خذّ زوجتك واهربا بسرعة ..

مايكل : لكنهم قبل التجربة اخذوا منّا جميع اشيائنا الخاصة , ومنها مفاتيح سيارتي
الحارس : بصراحة لا ادري اين يضعون اغراضكم الشخصية

وهنا تستيقظ الزوجة بعد ان سمعتهما , فتقول لزوجها بتعب :  
- انا دائماً كنت اضع مفاتيحك الأحتياطية في درج السيارة , انسيت يا مايكل ؟

فحضنها زوجها بفرح
- كم انا سعيد بعودتك اليّ , يا عزيزتي
الحارس : لا وقت لهذا .. هيا اهربا بسرعة , قبل ان يلاحظوا تأخّري بإحضاركما للتجمّع المُنعقد في القبو
مايكل : وماذا ستفعل انت ؟ 
بنبرة غاضبة : سأنتقم لموت اخي 

ثم ينظر الى شاشات المراقبة ويقول لهما : 
- اذهبا ناحية السلالم , فلا حرس متواجدين هناك الآن..هيا بسرعة !!
***

وبعد ان ركض مايكل وزوجته الى خارج المبنى , وجدا سيارتهما وقد غطّاها الغبار , وهي مُهملة ومركونة في نفس المكان بموقف الشركة.. وبعد عدّة محاولات , اشتغل المحرّك ..  
مايكل بارتياح : الحمد الله , مازالت تعمل 

وهنا !! سمعا انفجاراً بالطابق العلوي للمبنى
مايكل بارتياح : لقد فعلها البطل وانتقم لأخيه !! فليحترق هؤلاء الحمقى لتلاعبهم بحياة الناس 
زوجته بقلق : المهم ان تأتي الأطفاء وتخرج الناس الأبرياء من هناك

وهنا شاهدا طائرة هليكوبتر تطير من اعلى المبنى المحترق ..
مايكل بخيبة امل : اللعنة .. لقد هرب الملاعيين ! 
***

وبعد سنة..
جلس شاب امام حاسوبه و بدأ بحذف صور حبيبته وهو يبكي باكتئابٍ شديد : 
- لما تزوجت ذلك الحقير و تركتني يا خائنة ؟!!

وفجأة ! ظهرت له رسالة مُرسلة على بريده الألكتروني و فيها :
((اذا كنت تريد ان تعيش كرجلٍ آلي خالي من ايّ هموم , رجاءً اتصل بنا))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المحطّة الأخيرة

كتابة : امل شانوحة    المصيّدة الدمويّة ركبت الصبيّة الحافلة بعد انتهاء عملها الليليّ في إحدى المطاعم ، وهي تشعر بالإنهاك والتعب الشديد.. وم...