الجمعة، 30 سبتمبر 2016

الحلقة المفرغة

فكرة : هامي كايرو 

كتابة : امل شانوحة

ما هذه الحلقة المفرغة اللعينة ؟!!


انتهى نسيم اخيراً من كتابة رسالة الغزل التي كتبها لروح (زميلته في العمل) بعد ان تراكمت بجانبه عشرات القصاصات التي نجمت عن محاولاته الفاشلة , و قبل ان يكتب اسمه بآخر الرسالة فاجئه صديقه رعد بملف عملٍ كان وضعه بالصدفة فوق رسالة الغرام , قائلاً :
-          
    - نسيم .. وقّع لو سمحت على هذه الأوراق لأعطيها لروح لتوقعها هي ايضاً , قبل ان ارسلها للمدير            

و بارتباك قام نسيم بالتوقيع على عدّة صفحات متلاحقة , ليقوم بعدها رعد بأخذ الملف و الدخول لغرفة روح , بينما نسيم يبحث هنا و هناك عن رسالته الضائعة , لكن مكالمة من المدير تطلبه فوراً لغرفة الأجتماع انسته الموضوع
***

في هذه اللحظات ...كانت روح توقّع الملف
روح : هآ رعد ...هل هناك اوراق اخرى تحتاج لتوقيعي ؟
رعد : لا انتهينا .. سأعطيها للمدير
و خرج من غرفتها تاركاً رسالة الغزل على طاولتها , لتقرأها روح بدهشة !
-   -ما هذا الكلام الرائع يا رعد ؟! لم اكن اعلم انك شاعريّ لهذه الدرجة ! .. (ثم تفكّر قليلاً) ..عليّ ان اكلّمه

فخرجت من الغرفة , و وجدته يخرج من مكتب المدير
-    - رعد !! هل يمكنك ان تأتي قليلاً ؟
فقدِمَ اليها و هو يقول :
-   - المدير في غرفة الإجتماعات , لهذا وضعت الملف على مكتبه
-   - لم اناديك لهذا السبب..

لكن قبل ان تكمل , تفاجأت بزيارة مفاجئة من صديقتها ايام الجامعة التي نادتها :
-    - روح !!
-    - من ..راما ؟! اهلاً و سهلاً

و ما ان رآها رعد , حتى لمعت عيناه
-    - عفواً على المقاطعة , لكن هذه اول مرة اراك هنا يا راما ؟!
فتجيب عنها روح :
-    -  لا لقد زارتني اكثر من مرة , و هي ايضاً جارة نسيم

فتسأل راما بلهفة و هي تنظر من بعيد الى مكتب نسيم
-    -  هذا صحيح .. لكن اين هو نسيم ؟!
روح : هو الآن بغرفة الإجتماعات .. هيا تفضلي لمكتبي
رعد : اذاً سأترككما سويّاُ و انهي عملي

روح و هي تنظر بابتسامة خجولة للرعد
-   - سنتكلم لاحقاً يا رعد
رعد و هو ينظر بحنان الى راما
-   - و انا اريد ان اكلّمك في موضوع يا روح .. سلام
***

و في هذه الأثناء .. خرج نسيم من غرفة الإجتماعات مباشرة الى مكتبه ليعود و يبحث هنا و هناك عن رسالته الغرامية الضائعة , فيدخل عليه رعد من جديد
-   - نسيم
-   - ماذا هناك يا رعد ؟
قالها و هو يبحث اسفل مكتبه
-   - هاااى يا رجل !! توقف عن العمل قليلاً , اريد ان اكلّمك بموضوعٍ خاص
-   - ماذا تريد ؟
-   - كلّمني قليلاً عن راما
-   - من راما ؟!
-   - جارتك
-   - و كيف عرفت بأمرها ؟!
-   - كانت تزور روح قبل قليل

نسيم متضايق : أهي هنا ؟!
-   - نعم , و قد سألت عنك
-   - ارجوك لا تقل لها اني موجود , و سأحاول أن لا التقي بها
-   - و لماذا ؟!
-   - هي تحاول ان تكلّمني بموضوع يخصّها , و تنتظرني كلما ذهبت الى بيتي ..و قد أتت الى هنا اكثر من مرة .. (ثم يتنهّد بضيق) .. و المشكلة انها صديقة روح
فيسأله رعد باهتمام : و مالموضوع الذي تريدك فيه ؟! و ما دخل روح بالأمر ؟!
لكن نسيم يسكت بارتباك
***

في غرفة روح.. كانت راما قد انتهت من قراءة رسالة غرام
-   - واو ! لم اكن اعلم ان صديقكم رعد رومنسي لهذه الدرجة
-   - و انا ايضاً اندهشت ! فهو يبدو بعيداً جداً عن اجواء الغرام , لكنه فاجأني اليوم بهذه الرسالة
-   - انت محظوظة يا روح ... لكن انا.. (و تسكت بحزن)
-   - الم يكلّمك نسيم بعد ؟

فقالت راما بحزن :
-   - اشعر انه يتهرّب مني ! و قد حاولت التكلّم معه اكثر من مرة , لكنه انسانٌ بارد ... ليته شاعريّ كصديقك الحنون .. المهم دعك مني .. هل تكلّمتي مع رعد ؟

روح بخجل : لا ليس بعد , لكني سأعطيه فرصة ليفاتحني بموضوع الرسالة
-   - هنيئاً لك يا صديقتي , فالرجال الرومنسيون نادرون هذه الأيام !
***

و مرّت الأيام .. و نسيم مازال لم يتمكّن من مفاتحة روح بالموضوع , و التي بدورها فشلت في التلميح للرعد عن الرسالة , لأنه كان مشغولاً بالحديث معها عن صديقتها راما , التي ظلّت طوال تلك الأيام تحاول التكلّم مع نسيم , الذي كان يتهرّب منها دائماً !
***
و بعد اسبوع .. اتفقوا جميعاً على الخروج سويّاً الى مطعم , و كلّ شخص منهم ينوي ان يخبر الآخر بمشاعره
و قد اقترح رعد اقتراحاً غريباً , بعد ان مرّت الساعة الأولى بسكوتٍ تام

رعد : كفى هذا السكوت يا اصدقاء !! اعلم ان كلّ واحدٍ منكم يريد ان يقول شيئاً للآخر .. لذا فلنتفق على شيء
الجميع : ماهو ؟!
رعد : لنقولها جميعناً في الوقت ذاته
الجميع : ماذا تقصد ؟!
رعد : الكلمة التي نتمنّى ان نقولها منذ ايام

فقالت روح و هي تنظر لرعد بخجل :
-   - اذاً لنقولها بعد الرقم 3
و بدأوا سويّاً بالعدّ :
-   -  1....2....3 !!!
فالتفت نسيم لروح , و روح لرعد , و رعد لراما , التي امسكت بيد نسيم , و قالوا جميعاً :
-   -  احبك !!!

ليعمّ بعدها السكوت و نظرات الصدمة , بعد ان عرفوا جميعاً أنهم علقوا داخل حلقة حبٍ فارغة !

النهاية

هناك تعليق واحد:

العقد الأبدي

كتابة : امل شانوحة  العاشق المهووس رغم وسامة إريك إلاّ أن الطلّاب تجنّبوا مصاحبته في مدرسته المتوسطة ، لغرابة طباعه ! فوالداه وأخوه الكبير م...