السبت، 25 يوليو 2020

الإهمال الوظيفيّ

تأليف : امل شانوحة


 
التلاعب بالكهرباء

في تلك الليلة .. نظرت سعاد الى ساعتها , قائلةً لصديقتها :
- عليّ الذهاب , فبعد دقائق تُقطع الكهرباء ..ولا اريد النزول على الدرج من الطابق السابع
- كما تشائين , سلّمي على اهلك

وفور نزول المصعد اول طابقين , إنقطعت الكهرباء فجأة ! فأضاءت سعاد جوالها , قائلةً باستغراب :
- بقيّ 5 دقائق , لما قطعوها باكراً على غير عادتهم !

وصارت تطرق باب المصعد بفزع , لأن لديها رهاب الأماكن الضيقة والمظلمة , وتعاني ايضاً من الربو ...

فسمعتها صديقتها , ونزلت اليها لتهدأتها من خارج المصعد .. وأخبرتها أن عليها الإنتظار قليلاً لحين عودة البوّاب من السوق ..

لكن سعاد ظلّت تصرخ بعد إحساسها بضيق النفس , الى ان أغميّ عليها !
***

في مبنى آخر .. واثناء نزول العريس مع امه على الدرج بعد إتمام الخطوبة .. تعثّرت والدته فور انقطاع الكهرباء , مُتدحرجة لأسفل السلّم !

وفتحت العروس وعائلتها باب منزلهم بعد سماعهم صراخها .. 
وبعد تشغيل البوّاب موتير البناية , علموا أنها كسرت قدمها ..

فنظر العريس لعروسته , قائلاً بغضب :
- يالك من شؤم !!
فعاتبه والدها : وما دخل ابنتي بانقطاع الكهرباء ؟
فأجابه : امي كسرت قدمها , وهذه علامة من الله انها زيجةٌ غير مباركة 
فردّ الأب غاضباً : ونحن ايضاً لا نتشرّف بكم !! 

ولم يكن لدى العريس وقتاً للجدال , فعليه إيصال امه للمستشفى .. فقال على عجل :
- انا أفسخ خطوبتي بإبنتك المنحوسة !! 
لتعود العروس باكية لمنزل اهلها , بعد سماع الجيران قرار العريس المُتشائم !
***  

في مكانٍ آخر بالمدينة .. كانت سيدة تُجري عملية إجهاض بعيادةٍ نسائية .. فحاولت الطبيبة الإسراع قبل موعد إنقطاع الكهرباء المعتاد , الا ان قطع التيار قبل موعده بخمس دقائق أعتم العيادة في لحظةٍ حسّاسة للغاية , حيث جرح مشرطها رحم المرأة التي صرخت بألم , بعد تعرّضها لنزيفٍ حادّ .. 

فأسرعت الممرّضة بإدارة الموتير الإحتياطي , لترى الطبيبة خطأها الكارثيّ الذي قد يطردها من مهنتها بعد تسبّبها بعقمٍ دائم للمرأة المسكينة
***

في عيادةٍ أخرى .. كان طبيب الأسنان حريصاً على وصل جميع ادواته بموتير الكهرباء الذي يُضاء تلقائياً فور إنقطاع الكهرباء .. لكن نور الكرسي لم يكن من ضمنها .. لهذا أدّى الإنقطاع المفاجىء للكهرباء الى إنحراف يده اثناء تبيّضه اسنان المريض , مما تسبّب بإتلاف العصب الرئيسي لسن العقل الموصل بالدماغ (او العصب ثلاثي التوأم) .. 

ورغم إوجاع الرجل الشديدة , الا ان الطبيب حاول تهدأته بأن الألم سيختفي خلال ساعات , رغم علمه بالضررّ الذي أصابه .. فهو سيعاني من صداعٍ مزمن لا علاج له ! 

وبعد ذهاب المريض الذي أعطاه مسكناً مضاعفاً , أسرع الطبيب بالحجز على اول طائرة للهرب الى الخارج , قبل رفع الرجل شكوى تفقده شهادته الطبية ..
***

في مكانٍ آخر .. أدّى الإنقطاع المفاجىء للكهرباء لإطفاء مدرّج الطائرات الشراعية قبل ثوانيٍ من هبوط شابٍ خلال تدريبه الأول على الطيران , والذي أربكه عتمة المدرّج ! فقام برفع العجلات محاولاً التحليق من جديد , لكن ذلك تسبّب في تحطّم طائرته الصغيرة , مودياً بحياته
***

في وسط المدينة .. كانت ناديا في طريقها الى منزل امها , لكنها علقت في زحمة السير الغير معهودة .. لتعلم لاحقاً ان إنقطاع الكهرباء قبل موعده بخمس دقائق أطفأ اشارات المرور قبل توقيت تشغيل الموتيرات , مما تسبّب بحادثٍ مروّع عند التقاطع .. حيث اصطدمت شاحنة وقود بثلاث سيارات صغيرة , قتلت جميع ركّابها .. 
ليس هذا فحسب ! بل تسرّب وقودها للشارع مُسبّبةً حريقاً ضخماً , أُغلق معها التقاطع الدائريّ ..

وبعد سماع ناديا لملحق الأخبار من مذياع سيارتها , علمت إن الزحام لن ينتهي قبل وصول الإطفاء وسيارات الإسعاف .. لهذا توجهت لطريقٍ فرعي للعودة الى بيتها , بعد ان أخبرت أمها بإلغاء خطتها بالمبيت عندها في العطلة الأسبوعية ..


ودخلت بيتها منهكة .. واثناء إعادة اغراضها , صُعقت برؤية لصٍّ مختبأً داخل خزانتها ! والذي هجم عليها , مُغلقاً فمها بيده .. قائلاً بغيظ : 
- أخبرتني جارتك انك لن تعودي للمنزل قبل يومين , فمالذي أعادك يا لعينة ؟!! 

فعضّت ناديا ذراعه بقوة , جعلها تفلت من بين يديه .. لكن قبل خروجها من المنزل , أطلق النار على مؤخرة رأسها .. ثم هرب من النافذة .. 

واجتمع الجيران امام بيتها بعد سماعهم لطلقةٍ النارية .. وكسروا الباب , ليجدوا ناديا غارقة في دمائها !
***

امّا الذي حصل في شركة الكهرباء قبل حدوث تلك الكوارث : هو أن الموظف الجديد توجه نحو مكبس الكهرباء .. فلحقه الموظف القديم قائلاً :
- لم يبدأ وقت التقنين بعد  
فأجابه الموظف الجديد بلا مبالاة :
- لا تعقّد الأمور , مالذي سيحصل يعني خلال خمس دقائق ؟
وقطع الكهرباء عن المدينة بأكملها ! 

******
ملاحظة :
مقال عن عملية تبيض اسنان فاشلة تنتنهي بطلب الموت الرحيم :
https://www.skynewsarabia.com/varieties/1130981-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D9%8A%D9%8A%D8%B6-%D8%A7%D9%94%D8%B3%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D9%87%D9%8A-%D8%A8%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85

هناك 5 تعليقات:

  1. رائع جدااا....مع إنها قصيرة لكنهاا ممتعة جدا بقرائتها تحياتي لکي من ليبياا..أنتي مبدعة حقا أستاذة أمل...ربي يحفظک.

    ردحذف
  2. الكهرباء مشكلتها مشكله اصبحنا بيض مسلوقا من الحرارة ورطوبة الجو وعدم وجود الكهرباء وعدم وجود الانترنت للتعليم حسبي الله ونعم الوكيل

    ردحذف
  3. حصل ان انقطعت الكهربا مرارا اثناء عمليات جراحيه عندنا باليمن وكان الاطباء يخافون ان يتأخر تشغيل مولدات الكهرباء .. حتى في مرة خافت الطبيبه ان ينتهي مفعول المخدر قبل اتمام الجراحه!!!

    ردحذف
  4. دقيقه كيف تصرخ المرات الي انجرح رحمها وهي مخدره اصلاً؟

    ردحذف
    الردود
    1. اعتقد ان الاجهاض يكون بمخدر موضعي وليس كلّي ، ويكفي ان تشاهد المرأة نزيفها الحاد لتصرخ فزعاً

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...