الخميس، 5 سبتمبر 2019

سوق المشرّدة

كتابة : امل شانوحة


 
ولادة في المخزن !

هربت المراهقة إنجيلا من منزلها مساءً بعد محاولة زوج امها الإعتداء عليها , مُستغلاً غياب والدتها في زيارة لقريبتها في المستشفى ! 

ومشت في الطرقات بخوفٍ شديد , الى ان وصلت الى منزل صديقتها الذي رفض والدها إدخالها بهذا الوقت المتأخر .. فاحتارت إنجيلا في اختيار وجهتها , وتاهت بالشوارع الى ان أوصلتها قدميها الى سوقٍ ضخمة .. تجوّلت بداخله لتضيّع الوقت , لحين عودة والدتها الى المنزل 

وبعد منتصف الليل .. بدأت الناس بالخروج من السوق الذي أخفض إنارته إستعداداً لإغلاق ابوابه .. 

فأحسّت إنجيلا برغبة لدخول الحمام , لكنها لم تجد سوى واحد مخصّص للعمّال والموظفين .. فتسلّلت اليه .. 

واثناء وجودها هناك , إنطفأت الأنوار ! 
فأسرعت بالخروج , لتتفاجأ بأبواب السوق مغلقة بعد ان علقت بداخله  

وحين حاولت الإتصال (جوّالها) بأمها , وجدت رسالة منها تُخبرها : بأنها ستبيت ليلتها في المستشفى .. فعلمت إنجيلا انه ليس باستطاعتها العودة الى بيت الرجل المنحرف ..لهذا فضّلت البقاء هذه الليلة في السوق 

وحين بدأ نور جوّالها يخفت , أسرعت الى إحدى الأقسام لاختيار كشّافٍ كبير , أنارته بعد ان وضعت بداخله البطاريات .. 
ثم بحثت عن مكانٍ بعيد عن الكاميرات لتنام فيه .. ومن حسن حظها , وجدت باب المخزن غير مقفول .. 

وكانت أخذت من السوق ايضاً سريراً بلاستيكي مخصصً للرحلات البريّة , مدّته على أرض المخزن , بعد ان وضعت الكشّاف امامها خوفاً من الظلام .. لكنها لم تستطع النوم لشعورها بالجوع .. فعادت الى قسم المواد الغذائية .. وكان امامها خياراتٌ كثيرة ولذيذة , لكنها فضَلت أخذ شيءٍ باستطاعتها لاحقاً إعادة ثمنه , فهي ليست بسارقة .... 

فأخذت علبة تونا ورغيف خبز , أكلتهما في المخزن .. ثم نامت بداخل السرير , مُتجاهلة حركة الفئران والحشرات من حولها ! وتعبها الشديد جعلها تغطّ في نومٍ عميق 
***

بعد سلسلة من الكوابيس عن زوج امها , إستيقظت إنجيلا قبيل الفجر .. وفضّلت تخبئة السرير البلاستيكي والكشّاف خلف صناديق المؤن عن إعادتهما مكانهما , لربما احتاجتهما لاحقاً في حال لم تجد مكاناً آخر تبيبت فيه .. 

وانتظرت قدوم الموظف لفتح ابواب السوق .. حينها تسلّلت بخفّة الى الخارج دون ان يلاحظها !
وعادت الى بيتها , بعد تأكّدها من ذهاب زوج امها الى ورشته .. 

بعد إنتهائها من الإستحمام , وصلت امها متعبة من المستشفى .. فأرادت إنجيلا ان تخبرها عن ليلتها العصيبة , لكن امها طلبت منها تأجيل الحديث لحين استيقاظها , وذهبت مباشرةً الى غرفتها !

ومضى الوقت سريعاً , ارادت فيه إنجيلا الخروج من المنزل قبل عودة الحقير من عمله .. فخرجت من هناك , بعد إرسالها على جوّال امها النائمة : بأنها ستدرس عند صديقتها .. ثم عادت مجدداً الى السوق لتضيع الوقت 
***

مع بداية المساء , عادت إنجيلا الى بيتها .. وحين رأت زوج امها يسكر في الصالة , سألته عن والدتها .. فأخبرها انها بغرفتها , فأسرعت الى فوق لتفضحه امامها.. 

لكن حين دخلت غرفة امها , لم تجدها هناك ! وتفاجأت به يقفل عليهما باب الغرفة .. ويقول مترنّحاً :
- وهآقد أصبحنا وحدنا 
فصرخت في وجهه بغضب : اين امي يا حقير ؟!!
- إتصلوا بها من المستشفى وأخبروها إن صحة خالتك تدهورت , فذهبت الى هناك فوراً
- اذاً ابتعد عن طريقي , فأنا ذاهبة اليها
- ليس قبل ان أحصل على مرادي .. (وعاد للشرب من قنينته) .. أتدرين انك تزدادين جمالاً كل يوم .. وأصبحت تشغلين بالي كثيراً.. لهذا اريدك ان تكوني فتاة مطيعة .. 

وحاول الإمساك بها .. لكنها أبعدته بقوة , وهي تصرخ بخوف :
- دعني أخرج من هنا , ايها الفاشل السكّير !! 
وحاولت فتح الباب المغلق , لكنه صفعها بقوة أوقعتها أرضاً .. ثم حملها ورماها على السرير بعنف .. 
ورغم مقاومتها الشرسة له , الا انه ثبّتها بقوة ..
ثم حصل ما حصل .. 
من بعدها غفى سعيداً بعد ان نال مراده , تاركاً إنجيلا منهارة بالبكاء !
*** 

بعد نومه , هربت من المنزل دون ان تنوي العودة اليه مجدداً .. 
لتجد نفسها واقفة امام السوق ذاته ! 
فتجوّلت بداخله بتعبٍ شديد , وهي تُخفي قميصها الممزّق تحت معطفها .. 

ثم قامت بالحيلة ذاتها , حيث اختبأت في حمام الموظفين لحين موعد إقفال السوق .. 

وبعد ذهاب الجميع .. ذهبت الى قسم الملابس مُستعينة بنور الكشّاف ,  لتختار أرخص قميص يناسب مقاسها , لرغبتها في إعادة ثمنه فور إيجادها وظيفة مناسبة (فهي تدوّن كل ما تستلفه في دفترها)

ثم دخلت قسم المأكولات لأخذ علبة تونا وماء .. وعادت الى المخزن , لتنام في سريرها البلاستيكي بعد ان أنهت طعامها .. 
لكنها لم تغفى الا بعد ساعات من البكاء المرير , بعد تذكّرها للإعتداء الذي حصل لها .. وكانت في قرارة نفسها تلوم امها على سوء الإختيار , فهي تزوجت ذلك الوحش رغم إعتراضها الشديد عليه , لأنه لا يليق بمكان المرحوم والدها .. لهذا لم تعد ترغب في رؤية امها ثانيةً .. 

ونامت وهي تعاني آلاماً جسدية ونفسيّة كبيرة , كما الخوف من مستقبلها الغامض !
***

ومرّت الأيام .. كانت إنجيلا تداوم على ضبط جوالها للإستيقاظ قبيل الفجر , للهرب من السوق فور إنفتاح ابوابه .. والعودة اليه مساءً قبيل إقفاله 

امّا في اوقات النهار ..فكانت تقضيها بالبحث عن عملٍ كنادلة في المطاعم المجاورة , لكن دون جدوى ! 
***

في إحدى الليالي .. تفاجأت بجرذٍ كبير في حمام العمّال .. في البداية أغلقت عليه الباب , وذهبت للنوم .. لكنها استيقظت في منتصف الليل وهي بحاجة ماسّة لدخول الحمام .. فاستجمعت قواها , وأخذت عصا بيسبول من قسم الألعاب , وهي تقول في نفسها :
- سأتخيّله زوج امي الحقير 

وحين رأته امامها , إعتراها غضبٌ شديد وهي تتذكّر لحظات الإعتداء عليها .. وانهالت ضرباً على الفأر :
- خذّ ايها اللعين !! متّ ايها الحقير !! سأنتقم منك لأنك اذيتني ايها القذر !! 

وحين استعادت رشدها , كانت قضت تماماً على الجرذ ..
فتنفّست الصعداء .. وبعد إستخدامها الحمام , أخذت ادوات التنظيف التابعة لعامل النظافة , ونظّفت المكان .. ثم رمت عصا البسبول المحطّم في كيس النفايات , بعد ان دوّنت سعره في دفترها .. وعادت الى النوم 
***  

وفي إحدى الأيام , بعد إغلاق السوق .. وجدت قميصاً وسخاً لأحد موظفيّ السوق مرمي في المخزن , فغسلته ونشرته بحانبها .. ثم نامت وهي تفكر بخطةٍ جديدة .. 

وفي الصباح الباكر .. دخلت السوق وهي تلبس قميص العمّال .. فأوقفتها إحدى الزبائن لتسألها عن مكان غرضٍ معين .. فدلّتها عليه , لأنها تحفظ اقسام السوق جيداً .. ثم اتجهت الى إحدى الأقسام لتجد صندوقاً على الأرض , فقامت بإفراغ محتوياته بترتيب فوق الأرففّ , وكأنها إحدى الموظفين .. وحين رآها عاملٌ شاب , وضع صندوقاً آخراً امامها وهو يقول : 
- رتّبي هذه العلب ايضاً

فقالت , وهي تحاول عدم النظر اليه : حسناً سأفعل 
لكن قبل إبتعاده , نظر اليها بتمعّن قائلاً : 
- انت موظفة جديدة , اليس كذلك ؟!
فردّت بارتباكٍ شديد : نعم نعم 
فقال بابتسامة : اهلاً وسهلاً بك معنا .. ما اسمك ؟
- إنجيلا 
- وأين بطاقتك ؟
واشار الى البطاقة المعلّقة على قميص العمل .. فأجابته بقلق :
- أضعتها البارحة , وأخاف ان علم المدير ان يخصم من معاشي .. فأنا مازلت موظفة جديدة
- اذاً تعالي معي
إنجيلا بخوف : الى اين ؟!
- لا تقلقي , سأعطيك بطاقة جديدة

وأخذها الى مكتبٍ موجود في الطابق العلويّ للسوق .. وهناك قام بطبع اسمها على الحاسوب .. ثم قصّه ووضعه داخل بطاقةٍ معدنية .. لتقوم فوراً بتثبيتها على قميصها وهي تخفي سعادتها .. 
فقال لها الموظف : 
- لا تخبري احداً بما قمت به , كيّ لا نتعاقب سوياً

إنجيلا بارتياح : بالطبع !! شكراً جزيلاً لك , سيد مارك ..(بعد ان قرأت اسمه من بطاقته)
- مارك فقط , فأنا طالبٌ جامعيّ ..وأعمل هنا بعد الظهر لأوفّر قسط جامعتي .. وانت ؟
إنجيلا بحزن : لم اكمل دراستي الثانوية 
- هل انت متزوجة ؟
فكذبت قائلةً : نعم
- اذاً دعينا نُكمل عملنا قبل ان تشعر المراقبة بغيابنا 

ومنذ تلك اللحظة .. إجتهدت إنجيلا بالعمل داخل السوق , وعقدت صداقات متعددة مع زملاء العمل .. مع حرصها الدائم على الإبتعاد عن أعين مراقبة العمّال , واختلاقها حججاً واهية لعدم حضور إجتماعات الإدارة كيّ لا ينكشف امرها

وأخبرت الجميع بزواجها لأنها لا ترغب بتودّد زملائها الشباب , فهي باتت تكره الرجال بسبب ما فعله زوج امها الحقير ..
*** 

بعد شهرين من عيشها في المخزن , إضطرت مساءً لاستلاف كاشف الحمل من قسم الصيدلية بالسوق .. وحين ظهرت النتيجة , إنهارت بالبكاء بعد علمها بحملها الذي سيصعّب حياتها ! فمن المستحيل إخفاء طفل في المخزن , وهذا يعني ان عليها إيجاد مسكنٍ جديد قبل الولادة .. 

في اليوم التالي .. أخبرت زملائها بحملها , فباركوا لها واهدوها الملابس والعاباً للطفل 
***

بنهاية الشهر .. إتجه الموظفون لقسم الإدارة لاستلام معاشاتهم , فيما عدا إنجيلا التي أخبرت زملائها بأنها قبضت راتبها قبل ايام لظروفها الخاصة .. واضّطرت للكذب لأنها تعلم بأن اسمها غير موجود في ملف الموظفين .. ومع ذلك بدأت تخصم ما تأكله بالمجّان من راتبها الوهمي ضمن حساباتٍ وضعتها في دفترها 
***

في شهرها السادس .. مرّت بأصعب يومٍ في حياتها , حين استيقظت على صوت انكسار زجاج واجهة السوق ! 
وحين خرجت من المخزن , تفاجأت بلصّين ملثّمين يقتحمان السوق .. فأسرعت بضغط زرّ الإنذار قبل هروبها من الباب الخلفيّ .. 

وفي تلك اللحظات , صادف مرور سيارة شرطة في المنطقة والذين اسرعوا بالقبض على اللصيّن اثناء محاولتهما الهرب من السوق .. 

في تلك الليلة لم تستطع إنجيلا العودة الى المخزن , بعد امتلاء السوق برجال الشرطة الذين علموا من التحقيقات إن جرس الإنذار أُطلق من الداخل ! ولحسن حظ إنجيلا كانت كاميرا المخزن معطلة , لهذا لم يكتشفوا من قام بهذا العمل البطوليّ 

وامضت انجيلا اسبوعاً كاملاً في منزل زميلتها , بحجّة مشاكل بينها وبين زوجها الوهمي ..  

وبعد هدوء العاصفة .. عادت إنجيلا للنوم مجدداً في المخزن 
***

حين أصبحت في شهرها التاسع .. إلتقت وجهاً بوجه بمراقبة العمّال , رغم انها حاولت طوال النهار الهروب منها ..والتي سألتها : 
- انت !! ما اسمك ؟
فأجابتها بارتباك : إنجيلا
- كيف تعملين وانت بشهرك الأخير ؟!
- مضّطرة لذلك , فزوجي عاطلٌ عن العمل هذه الفترة .. كما انني لا اشعر بالتعب اثناء .. 
المراقبة مقاطعة : إذهبي فوراً الى المدير واطلبي إجازة امومة , فنحن لا نريدك ان تلدي في السوق
- حاضر سيدتي

وبعد ذهابها , قالت إنجيلا بارتياح :
- جيد انها لم تأخذني بالقوة للإدارة , والا إنكشف امري .. عليّ ان ابتعد هذه الفترة عن انظارها قدر الأمكان 
***

بعد ايام , وقبيل الفجر .. أحسّت إنجيلا فجأة بآلام الولادة وهي نائمة في المخزن .. وحاولت كتمان أوجاعها قدر المستطاع , الى ان وصلت لمرحلة لم تعد تتحمّل فيها الألم .. وصرخت بعلوّ صوتها طالبةً النجدة , لكن لم يسمعها احد ! 
***

في الصباح الباكر .. وفور فتح الموظف أبواب السوق , تناهى الى سمعه بكاء طفلٍ قادم من بعيد ! فتتبّع مصدر الصوت , الى ان فتح باب المخزن , ليشاهد إنجيلا مغماً عليها وبجانبها طفل صغير
***

إستيقظت إنجيلا في المستشفى .. وحين حضنت طفلها بحنان , دخل عليها الشرطي برفقة مدير السوق
وما ان رأتهما حتى قالت :
- سأعترف لكما بكل شيء

وأخبرتهما عن زوج امها المتوحش , وتشرّدها بالشوارع .. وقرارها بالعيش في المخزن لتسعة شهور .. كما أخبرت مديرها عن الدفتر الذي كتبت فيه كل شيء أخذته من السوق

فقال لها الشرطي : بما انك في 17 من عمرك , فسنُجبر زوج امك على القيام بفحص الأبوّة .. وان تأكّدنا بأن الطفل ابنه , سنزجّه في السجن بتهمة الإعتداء على قاصرة .. كما انني اتصلت بأمك , وهي في طريقها اليك  

وبعد ذهاب الشرطي , قال لها المدير :
- بعد ان أسعفناك من المخزن , قمت بمراجعة سريعة لما صوّرته الكاميرات خلال الشهور الماضية .. وشاهدت كيف عملتي بجهدٍ وتفاني .. عدا عن إنقاذك السوق من اللصوص 
- كانت ليلة عصيبة , خفت بها كثيراً 

المدير : لوّ أخبرتني بما حصل , لكنت كافأتك عن بطولتك
- خفت ان تطردني , كما فعلت المطاعم المجاورة
- مستحيل , ليس بعد شجاعتك النادرة .. (ثم سكت قليلاً) .. ما استوقفني بالفيديوهات , انك لم تتناولي سوى علبة تونا كل ليلة ! أمعقول انه لم يستهويك اكل الحلويات وعلب الطعام الفاخرة ؟!
إنجيلا : بلى , لكني نويت منذ البداية إعادة ثمن الأشياء التي إستلفتها من السوق .. وستجدهم مدوّنين في دفتري الموجود بجانب سريري البلاستيكي في المخزن
- سيكون قليلاً جداً بالنسبة لراتبك لتسعة شهور

إنجيلا بدهشة : راتبي !
- نعم , فأنت ستعملين عندي فور إنتهاء اجازة الأمومة
إنجيلا باستغراب وسعادة : أحقاً !
- أكيد !! فجميع المراقبون والموظفون أجمعوا على تفانيك بالعمل , عدا عن محبة الناس للتعامل معك 
إنجيلا بسعادةٍ غامرة : شكراً جزيلاً لك , واعدك ان اكون موظفة مثالية .. وأحلف بأنني لن اسرق ثانيةً طوال حياتي

وبعد ذهاب المدير .. دخلت امها باكية بعد ان أعلمتها الشرطة بما حصل 
- كنت بحثت عنك كثيراً يا حبيبتي , لكن زوجي .. أقصد اللعين !! أخبرني بهروبك مع عشيقك بعد ان وجدكما سوياً في منزلي
إنجيلا بغضب : أهذا ما قاله لك ؟!!
الأم وهي تمسح دموعها : نعم , وأراني ندوبه بعد عراكه مع حبيبك
- انا التي خدشته وعضضّته اثناء مقاومتي له وهو يقوم ..

امها مقاطعة : رجاءً حبيبتي لا تكملي , فأنا أشعر بذنبٍ كبير لوثوقي بأنه سيكون والداً جيداً لك
إنجيلا وهي تشير للطفل : وهاهو أبلاني بإبنه , فما العمل الآن ؟!
- هل تريدين التخلّص من الطفل ؟ .. يمكنني الإتصال بجمعية مختصّة بهذه الأمور  
فنظرت إنجيلا للطفل النائم , وقالت :
- لا , هو ابني وسأحتفظ به
- اذاً عودا معي الى البيت , لأعتني بكما
- وماذا عن زوجك المتوحش ؟

الأم : لقد قبضت الشرطة عليه قبل قليل , وأودعوه السجن لحين صدور نتائج فحص الأبوّة.. وفي حال كان هو والد الطفل .. 
إنجيلا مقاطعة بغضب : بالطبع ابوه !! فلا احد لمسني سواه
- سامحيني يا بنتي وحاولي ان تنسي كل شيء , فموعد الإمتحانات إقترب وعليك العودة للدراسة.. 
- لا !! لن اعود لمدرستي الثانوية .. فقد قرّرت العمل لأصرف على ابني , وهذا قراري النهائي

فرضخت الأم لقرار ابنتها التي عادت في اليوم التالي مع طفلها الى البيت 

وبعد انتهاء إجازتها , عادت إنجيلا للعمل في السوق بعد حفلٍ مفاجىء اقاموه زملائها إحتفالاً بعودتها .. فهم اعتبروها بطلة لما واجهته وحدها في الشهور الماضية , رغم صغر سنها ! 
***

مع مرور الأيام .. حصلت إنجيلا على الكثير من المكافآت والترقيات جعلتها إحدى المراقبين المحترفين عن العمّال في السوق الذي زادت شعبيته بعد عرض قصتها في مقابلةٍ تلفزيونية , حيث أثنى الجميع على قرار المدير الحكيم بتوظيفها دون عقابها .. وازدادت اعداد مرتاديّ السوق الذي عُرف لاحقاً بإسم : سوق المشرّدة ! 

هناك تعليقان (2):

  1. هذه القصة مستوحاة من احداث حقيقية , حيث عاشت مشرّدة لشهورٍ طويلة في إحدى الأسواق الأمريكية , الى ان تمّ إكتشافها بعد ولادة طفلها في المخزن .. وعُرضت قصتها في التلفاز الوطني ..
    وكنت شاهدت قصتها قديماً على اليوتيوب , لكني بعد بحثٍ مطوّل لم أجد الفيديو لأضعه اسفل القصة ! .. وحاولت بدوري تخيّل حياة المشردة هناك , أتمنى ان اكون توفقت في ذلك .. تحياتي للجميع

    ردحذف
  2. مبدعة مبدعة أ- أمل ، الله يوفقك في موهبتك الجميلة ..

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...