الثلاثاء، 19 فبراير 2019

للراغبين بالإنتحار

تأليف : امل شانوحة

إستفدّ مادياً من موتك !

((للراغبين بالإنتحار ..هل تريد كسب ثروة بموتك ؟.. إتصل بنا))

إعلان غريب وجده بيتر بالإنترنت ! والأسوء انه رآه بأسوء يومٍ في حياته , بعد فشله بإيجاد عملٍ آخر طوال الشهرين الماضيين عقب إعلان شركته إفلاسها , ممّا أجبر خطيبته على تركه هذا الصباح  

فحاول لبقية اليوم البحث عن أيّ عملٍ متواضع في المحال التجارية والمطاعم القريبة من بيته , علّه يستعيد ثقة حبيبته .. لكن جميع محاولاته باءت بالفشل .. وعاد في المساء محبطاً الى شقته الصغيرة المتواجدة في مدينة شتُوتغارت الإلمانية , ليجد إيميلاً مرسلاً من أخيه الأصغر يخبره عن مرض امهما المفاجىء , وبأنها بحاجة الى مبلغٍ كبير لإجراء عمليةٍ ضرورية , ويحتاجون مساعدته .. فأهله لا يعلمون بضائقته المالية وتراكم الديون عليه ! فقام بيتر على الفور بالإتصال بأصدقائه لتديّن مبلغ العملية , لكنهم اعتذروا منه بحججٍ مختلفة .. ليغلق جواله وهو في قمّة الأحباط , ثم ينهار باكياً وهو يلعن حظه العاثر وحياته الكئيبة 

بهذه اللحظات .. ظهر ذلك الإعلان الغريب على جانب شاشة حاسوبه , وقد لفت إنتباهه لدرجة انه ارسل الى موقعهم هذا السؤال: 
- ماذا تقصدون بحصولي على ثروة بعد إنتحاري ؟ فكلامكم غير منطقي !.. هل بإمكانكم التوضيح أكثر ؟ ..وشكراً

وقبل إطفاء حاسوبه , وصلته الإجابة وكأنهم ينتظرونه !
وجاء ردّهم :
- نحن شركة أدوية محترمة , قمنا بالكثير من الأبحاث والتجارب الى ان وجدنا دواءً جديداً لعلاج بعض الأمراض المستعصية التي نجح مفعولها على الحيوانات , لكننا بحاجة الى متطوعين لتجربته قبل طرحه في الأسواق 

فسأله بيتر : ولما تطرّقتم لموضوع الإنتحار في إعلانكم ؟ فهذه التجارب بالعادة ليست خطيرة لهذه الدرجة !
- بالحقيقة هناك نسبة من الخطورة , لهذا نحتاج الى متطوعين لديهم رغبة دفينة بالإنتحار كيّ نُخلي مسؤليتنا .. 
بيتر : وماذا يستفيد المتطوّع ان قتله دوائكم ؟! 
- بدايةً نكتب معه عقداً رسمياً بتعويض مالي يُرسل الى عائلته في حال وفاته , او ان يحتفظ به في حال نجح العلاج دون اضرارٍ تُذكر .. لكن أريد ان أنبّه بأننا لا نقبل سوى الشباب الذين يتمتّعون بكامل صحتهم لنرى نتيجة الأدوية عليهم .. فكم عمرك ؟ وهل تعاني من أمراضٍ مزمنة ؟
- عمري 33 , وصحّتي جيدة
- ممتاز.. سيد ؟  
- بيتر .. وعندي سؤال آخر 
- ما هو ؟ 

بيتر : كم شخص مات لديكم حتى الآن ؟
- نحن لم نبدأ بعد , فمازلنا نجمع المتطوعين .. وبقيّ لدينا القليل من الأماكن الشاغرة , فهل يهمّك الأمر ؟ 
- سأجيبك بعد ان تخبرني بالمبلغ الذي ستدفعوه لي او لأهلي؟ 
- المبلغ يختلف على حسب نوع التجربة
بيتر : تقصد الآثار الجانبية ومضاعفات كل دواء ؟! 
- نعم نعم .. فماهو قرارك النهائي ؟

فتردّد بيتر قليلاً , قبل ان يكتب :
- موافق .. إرسل لي عنوان مصنعكم الدوائيّ ؟
- بل إرسل انت رقم جوالك , ونحن نتصل بك في اليوم المحدّد .. وسنتكفّل بإيصالك الينا 

فشعر بيتر بأحاسيس متناقضة : بين رغبته في إنقاذ امه من الموت , وبين خوفه من نتائج التجربة على صحّته في المستقبل 
وبيدين مرتجفتين وقلبٌ ينبض بسرعة وشعورٌ كبير بعدم الإرتياح , أرسل لهم رقم جواله .. ليجيب الموظف عليه :
- أحسنت يا بطل .. ربما بشجاعتك تنقذ الملايين من المرضى حول العالم .. نلقاك قريباً

وانتهى الأتصال .. ليُصاب بيتر بالأرق الذي أبقاه ساهراً طوال الليل وهو يفكّر في مصيره المجهول !
***

وبعد ايام .. وصله أتصال منهم بعد منتصف الليل :
- الو سيد بيتر .. معك أقل من ساعة لتتجهّز , فسائقنا في طريقه اليك 
بيتر بنعاس وباستغراب : أفي هذا الوقت ؟! كنت على وشك النوم 
- كنّا نجمع المتطوعين منذ الصباح , ومن كافة مناطق المانيا ..والآن جاء دورك ..
- فهمت , واين انتظر السائق ؟
- تحت منزلك 
بيتر : لا أذكر انني أعطيتكم العنوان !
- نحن نعرف كل شيء , رجاءً تجهّز حالاً

وعلى الفور !! قام بيتر بلبس ملابسه والإنتظار أسفل عمارته .. 
***

بعد ربع ساعة .. إقتربت منه سيارةً فارهة بنوافذ سوداء , وفتح السائق النافذة الجانبية ليسأله : 
- السيد بيتر , اليس كذلك ؟
- نعم
- تفضّل بالركوب 

وكان يجلس بجانبه في المقاعد الخلفية حارسٌ ضخم العضلات .. فسأله بيتر : 
- عفواً .. لما ظلّلتم النوافذ الجانبية ؟ فأنا لا أرى الشارع !
فأجابه الحارس بجفاء : اولاً إعطني جوالك 
بيتر بدهشة : ولماذا ؟!
- انها الأوامر 
ولم يستطع بيتر معارضة الحارس الضخم الذي يبدو عليه العدائية!

من بعدها , قال الحارس للسائق :
- إرفع الزجاج 
ليرتفع زجاجٌ اسود يفصلهم عن المقاعد الأمامية , لمنع بيتر من رؤية الطريق الذي يسلكونه !  
وبرّر الحارس ذلك قائلاً : 
- ما لا تعرفه , إن مصنعنا سرّي ولا تعلم الحكومة بأمره , لهذا نحترس قدر المستطاع  
بيتر وهو يُخفي قلقه : فهمت ! سؤال أخير , متى نصل الى هناك؟ 
- بحدود الساعة , إسترح قليلاً  
***

ومن شدّة نعاس بيتر , غفى قليلاً .. قبل ان يوقظه الحارس :
- لقد وصلنا
ونزل من السيارة , ليتفاجأ بأنهم وسط الغابة السوداء المعروفة بقصص الأشباح المخيفة ! 
بيتر بخوف : هنا لا يوجد شركة او مصنع , فهل إختطفتماني ؟!
الحارس بقسوة : هيا تحرّك , ولا تكن جباناً هكذا 

ثم مشى الحارس امامه بضعة خطوات وهو يحمل الكشّاف , قبل ان يفتح باباً سرّيّاً حديدياً في أرضيّة الغابة , المُغطاة بأوراق الشجر ! 
الحارس : هيا إنزل , فالجميع في انتظارك

ونزل بيتر الدرجات وهو نادم على اشتراكه في هذه المجازفة المخيفة التي يبدو ان عصابةً خطيرة تُديرها ! ولولا خوفه من مسدس الحارس لكان ركض هارباً في الأدغال , لكن ليس امامه سوى الإنصياع للأوامر ..
***

وهناك في الأسفل .. وقف بيتر امام سردابٍ طويلٍ مضيء , بأرضيةٍ من الرخام , ورائحة تشبه مطهّر المستشفيات ! 
ومشى خلفه الحارس , الى ان وصلا الى ساحةٍ كبيرة بها قرابة الأربعين شخصاً معظمهم من الشباب , وعدداً قليلاً من الصبايا .. جميعهم وقفوا في طوابيرٍ منظّمة , بوجوهٍ مُبهمة بانتظار بدء التجارب ..

وبعد ان أوقفه الحارس في مكانه بالطابور , ظهر صوت من الميكروفون يقول :
- الآن إكتمل العدد !! اهلاً بكم في مصنعنا الطبّي .. معكم البروفيسور الدكتور ألبرت .. وبعد قليل , نُدخل كل واحداً منكم الى إحدى الغرف لبدء التجارب  
فقال شاب يبدو من ملابسه انه مشرّد : واين الشيكات التي وعدّتمونا بها ؟
فردّ الصوت : ستجدون العقود الرسمية في تلك الغرف , فلا تستعجل يا بنيّ .. 

ثم طلب البروفيسور من حرّاسه (الذين كانوا ضعف عدد المشتركين) : بإدخال كل مشترك الى غرفةٍ صغيرة لا يتجاوز عرضها المترين : فيها طاولة وكرسي , وشاشة كبيرة معلّقة على الحائط 
وبعد تفرّقهم بالغرف , أقفلوا الحرّاس عليهم الأبواب من الخارج!  
فقال بيتر معترضاً : نحن هنا لإختبارات طبّية , فلما تقفلون الباب علينا وكأنّا مجرمين ؟!
فأجابه البروفيسور(من مكبّرات الصوت المتواجدة في كل الغرف) بحزم :
- إجلس سيد بيتر ولا تتعبنا , ستجد على طاولتك عدّة اوراق .. ابدأ اولاً بتعبئة الإستمارة كبقية المشتركين 

وبعد انتهائهم من الإستمارة .. طلب منهم الدكتور التوقيع على ورقة رسمية تؤكّد موافقتهم على إجراء تلك التجارب .. كما كان من ضمن الأوراق : نسخة عن الشيك الذي سيتم إرساله لعائلاتهم في حال وفاتهم , بمبلغ : مئة الف يورو !

فارتسمت الإبتسامة على وجوه المشتركين الذي كان معظمهم من الفقراء و المشرّدين والمديونين 
ثم دخل الحرّاس وأخذوا الأوراق الموقّعة منهم ..
  
وبعد قفل الأبواب من جديد .. ظهر على الشاشة عدّة إختيارات , على شكل رموز صغيرة :
(مظلّة طيران - ألغام – منشار كهربائي – صورة طبيب مُصغّرة – محاليل مخبريّة – أدوية – غازٌ سام – مسدس – نار – أفعى - عقرب).. ورموز أخرى لم يفهمها بيتر ومعظم المشتركين 
فسأل بيتر البروفيسور : عفواً دكتور .. الم تقولوا انها تجارب طبّية , فلما توجد في اختياراتكم اشياء أخرى لا علاقة لها بالطبّ؟! 

فسمع الجميع إجابة البروفيسور وهو يقول لبيتر :
- كذبنا عليكم .. نحن شركة تقوم بتجربة المنتجات الجديدة للمصانع , منها طبّية ومنها أدوات نجارة او بِذلات جديدة للشرطة والإطفائيين وغيرها .. ونحتاج متطوعين لتجربتها .. وبالنهاية نحن لم نخدعكم , فقد كتبنا في إعلاننا عن رغبتنا بمتطوعين لديهم ميول إنتحارية , وأرسلناها عبر الحواسيب والأوراق المطبوعة التي وزّعت في الشوارع وأزقّة المناطق الفقيرة .. كما انكم وقّعتم قبل قليل عن إخلاء مسؤوليتنا في حال فشل الإختبارات .. وفي جميع الأحوال , تعويضاتكم ستصل الى اسماء وعناوين الأشخاص الذين كتبتموهم في عقودنا الرسمية .. لذا لا اريد أسئلة من جديد !! .. والآن ليقمّ كل واحداً منكم باختيار تجربته الخاصة , عن طريق الضغط على الرمز الموجود في الشاشة الذكيّة .. 

وبدأ المتطوعون بتنفيذ أوامره .. وكلما قام أحدهم بالإختيار , انطفأت الصورة على الباقيين .. ماعدا رمز مظلّة الطيران التي كانت لا تعمل اصلاً , وكأن أحداً إختارها قبل هذه الليلة !
وبسبب يأس بيتر من الحياة , ضغط على أرعب رمز : وهو الغاز السامّ , لرغبته في الموت السريع دون عذاب .. 
لكن يبدو ان شاشته معطّلة , حيث لم تقبل من إختياراته المتعددة سوى صورة الطبيب فقط !
فضغط عليها وهو يتمّتم بضيق : يبدو انهم سيرسلون لي طبيباً مجنوناً يُجرّب عليّ أرعب طرق الطبابة .. كان الله في عوني
***

ثم علا صوت الجرس معلناً بدء التجارب ..
وقسّمت الشاشة الى عدّة أقسام , لتظهر غرف المشتركين الآخرين .. بحيث يمكنهم رؤية تجربة كل شخص حسب دوره , بالرقم الموجود على باب غرفته  

وكان اول تجربة : هي لرجلٍ بدين إختار مظلّة الطيران .. ويبدو انه اول الواصلين للشركة , حيث يبدو من الفيديو ان تجربته حصلت صباحاً ,  وظهر فيها وهو يقف داخل طائرةٍ شراعية ..وهناك مدرّب مظلّي مسلّح خلفه يأمره بالقفز من الطائرة , بعد ان ألبسه مظلّة جديدة الصنع .. ولعلم البدين بإن المظلّة لم تُجرّب من قبل , فقد أصيب بالرعب وصار يرتجف عند الحافة , ويترجّى المدرّب أن يلغي التجربة .. 
- لا اريد مال شركتكم اللعينة !! فقط أعيدوني الى بيتي سالماً
فأجابه المدرّب (التابع للبروفيسور) بلؤم : الم تكن تنوي الإنتحار ؟
- غيّرت رأيّ , اريد ان أعيش  
- مع من ؟ فأنت يتيم وعاطل عن العمل .. هيا أقفز ولا تتعبنا
الرجل البدين : لا اريد .. لاااااا
وصرخ بعلوّ صوته , بعد ان دفعه المدرّب عنّوةً الى خارج الطائرة ..

وكانت هناك كاميرا ثانية مُثبّته فوق أرضٍ مُقفرّة عشبية , لتصوير هبوطه من السماء .. حيث تابع المتطوعون نتيجة تجربته بقلق .. ورغم ان البدين إستطاع فتح مظلّته لكنها لم تخفّف من سرعة هبوطه , ليترطمّ بالأرض بقوة وتتناثر أشلاؤه بأرجاء الفلاة !
فارتعب المتطوعون الشباب , وبكت الفتيات بخوف بعد فشل تجربته 

ثم سمعوا البروفيسور يقول لهم : التجربة رقم واحد فشلت فشلاً ذريعاً , سنخبر المصنع بأن يعيدوا تصميم مظلّتم .. والآن دور التجربة رقم 2
فصرخ بيتر بغضب : هل انت طبيب ام سفّاح ؟!! اليس لديك ضمير ؟!! الرجل مات بسببك , وانت تتصرّف وكأن شيئاً لم يكن!!
فأجابه البروفيسور : التجربة رقم واحد التي رأيتموها حصلت هذا الصباح , وجمعنا اشلاءه ودفنّاها بالغابة .. بالنهاية هو مشرّدٌ حقير .. وانت يا بيتر , هذه آخر مرّة أسمح لك بأن تقاطع عملي .. هل فهمت ؟!!

قالها بنبرةٍ غاضبة , أربكت بيتر ..فهو كما الباقيين عالقٌ تحت سلطة رجلٍ مجنونٍ ساديّ ! 
ثم قال البروفيسور (الذي لم يرى وجهه أحد , فقط صوته الذي يظهر من ميكروفونات الغرف) للجميع : 
- لنبدأ الآن بالتجربة رقم 2 

وكانت تجربة المنشار الكهربائي الذي اختارها أحد الشباب بالغرفة المقابلة لبيتر ..
فقام البروفيسور بشرح التجربة لهم :
- أنتجت شركة حديثة منشاراً يمكنه قطع الأخشاب دون تعريض أصابع النجارين للخطر .. وتريد الشركات المنافسة التأكّد من هذا الإختراع .. وسنرسل لهم النتيجة بعد الإنتهاء من تصوير التجربة 

ثم شاهد المتطوعون عبر شاشاتهم : غرفة الشاب صاحب التجربة الثانية وقد دخل عليه حارسان قويان , وهما يجرّان الماكينة الجديدة نحوه .. وكانت عبارة عن طاولة حديدية عليها قطعة خشب , معلقاً فوقها المنشار الجديد الذي يعمل على الليزر 

وأجبروا الشاب على الإستلقاء فوق قطعة الخشب .. لكنه قاومهما وحاول الهروب من الغرفة .. الا ان أحدهما لكمه على وجهه , ليقع أرضاً .. ثم حملاه وثبّتا يديه وقدميه بالأغلال فوق الطاولة .. وهو يبكي ويترجّاهم بوجهه المُدمّى .. لكنهما لم يأبها له , وأدارا المنشار الذي بدأ بقطع اللوحة الخشبية التي تحت رجليه .. الى ان وصل الليزر الى جسمه .. 

وهنا سمع الجميع صرخاته المتألّمة عند مرور الليزر ببطء فوق بطنه وصولاً الى رأسه .. ورغم صراخ المتطوعون لإيقاف التجربة حالاً !!! لكن الليزر ظلّ يعمل , حتى قُسم جسم الشاب الى شطرين !

فوقعت فتاة مغشياً عليها في غرفتها , امّا الأخريات فانهرنّ بالبكاء .. بينما طرق الشباب ابواب غرفهم بكلتا يديهم ورجليهم كالمجانين , مُطالبين بالخروج فوراً من هذه الشركة المخصّصة للتعذيب اللاّ إنساني !
وهنا ظهر صوت البروفيسور يقول لهم :
- لا تتعبوا أنفسكم ..فلا أحد سيخرج من هنا قبل إنهاء التجربة التي اختارها بنفسه 
ثم قال بلا مبالاة : التجربة رقم 2 فشلت ايضاً , وسنعلم المصنع بأن منشارهم مازال خطراً على النجّارين , كما لاحظتم .. والآن لنبدأ بالتجربة رقم 3

وظهر على شاشاتهم : الشاب صاحب التجربة الثالثة , ويبدو انهم اقتادوه الى الخارج حيث الظلام الدامس .. 
وظهر من خلال أنوار كشّافات الحرّاس الثلاثة وهو يلبس بذلة تفجير الألغام , ويمشي في الغابة المظلمة بخطواتٍ مُتعثّرة .. بعد ان أخبروه بوجود لغمٍ مدفون امامه .. وعليه ان يدوسه بقدمه , ليعرفوا ان كانت البذلة الجديدة تحميه من الإنفجار ام لا 
لكنه تجمّد في مكانه , قائلاً وهو يرتجف للحرّاس : 
- ارجوكم لا اريد المال .. دعوني أذهب من هنا , ولن أخبر أحداً عن شركتكم .. أتوسّل اليكم 

فقال الحارس موجّهاً سلاحه نحوه : إفعل ما أمرناك به , والاّ قتلناك
فصرخ الشاب قائلاً : اذاً أقتلوني !! فأنا ميتٌ بجميع الأحوال
فأجاب الحارس الآخر بلؤم : ومن قال اننا سنقتلك على الفور .. بل سنتناوب على إصابة أطرافك , ثم معدتك وعينيك .. ونتركك في مكانك تحتضر الى ان يتصفّى دمك وتموت .. 
وقال الحارس الثالث له : أنصحك بإكمال التجربة , لأنه في حال لم يصبك شيء من الأنفجار , تعود الى بيتك ومعك مبلغاً كبيراً من المال تدفع بها ديونك .. 
الحارس الأول : هيا يا رجل !! تقدمّ خطوتين للأمام , الى البقعة التي دفنّا بها اللغم الأرضيّ 

فتوجّه الشاب مرغماً ببذلة الجيش المنتفخة الغريبة نحو اللغم الذي داسه دون ان يراه , لتطير قدمه التي بُترت في الهواء بعد الإنفجار ..فوقع صارخاً وهو يتلوّى على الأرض , ممسكاً بإمعائه التي خرجت من بطنه 

فاتصل الحارس بالبروفيسور يسأله : 
- لقد فشل المنتج , ماذا نفعل الآن ؟ 
وسمع الجميع إجابة الدكتور وهو يأمره بالقتل 
لتنهال الأعيرة النارية من رشّاشات الحرّاس الثلاثة التي أنهت حياة الشاب المصاب !
بينما تجمّد المتطوعون بعد رؤيتهم لما حصل عبر شاشاتهم ..

ثم قال لهم البروفيسور : لننتقل الآن الى التجارب رقم 4 5 6 7 8 ..فجميعكم اختار رمز الدواء .. وسنرسل لكم حبوباً وشراباً وحقن , لنرى تأثيرها عليكم .. وعلى فكرة , انتم محظوظون لأن المتطوعين السابقين إختاروا المحاليل المخبريّة التي هي بالأساس بكتيريا وامراض وسموم غذائية كالفطر السام وعفن البطاطا وغيرها.. وقد توفيّ نصفهم الأسبوع الماضي.. وسنريكم ما حصل للباقين الذي يحتضرون حالياً  

وظهر على الشاشة التي انقسمت الى اربعة : شابان وصبيتان يتلوّون من الألم في غرفهم , بعد ان شحبت وجوههم وظهرت أعراض المحاليل السامّة على اجسادهم ..حيث امتلأ وجه الصبيّة بالبثور الحمراء التي تصيبها بالحكّ والهرش المستمرّ التي أدمت وجهها .. بينما كان الشاب في الغرفة الثانية يسعل بقوة , محاولاً إلتقاط أنفاسه بصعوبة .. اما الفتاة الثانية فكانت تتقيأ باستمرار ..والشاب الرابع يعاني الإسهال من مدةٍ طويلة جعلته هزيلاً جداً .. 
وقد رآه المتطوعون الجدّد وهو يسقط دون حراك على أرض الحمام ! ليدخل غرفته حارسان مع طبيب (يضع كمّامة على فمه لإخفاء هويته) والذي أشار لكاميرا الغرفة (بعد فحصه) بإنزال إبهامه للأسفل ..

وهنا قال البروفسيور للباقين :
- يبدو انه مات .. وهذا يعني ان التجربة نجحت
فسأله بيتر بعصبية : الشاب مات ! فكيف نجح محلولك اللعين ؟!!
فأجابه البروفسيور : هذا المحلول أُكتشف حديثاً لأغراض عسكرية سرّية .. وموت المتطوع يؤكّد نجاح منتجهم .. هل فهمت الآن ؟

فتهالك بيتر على الكرسي وهو يلعن حظه لأنه علِمَ بأنه ميتٌ لا محالة , السؤال الأصعب : بأيّةِ وسيلة سيقتلونه ؟! فهو اختار صورة الطبيب من الشاشة , فما نوعية التجربة اللعينة التي تنتظره؟!

وقطع تفكيره صوت البروفيسور وهو يقول لهم :
- لن نشاهد نتائج الآخرين لأن موتهم حتميّ , لكنه سيتأخّر لساعات او لأيام وربما لأسابيع .. لننتقل الآن كما قلنا , الى تجارب الأدوية التي من المفترض ان تعالجكم لا ان تقتلكم .. فلنبدأ !!

ودخل الحرّاس بالأدوية الى المتطوعين الخمسة في غرفهم , بينما تابع بيتر والباقين مصيرهم عبر الشاشات ..ليشاهدوهم وهم يتناولون الحبوب والشراب والحقن دون مقاومة , بعد ان استسلموا لمصيرهم المشؤوم !

ثم انطفأت كاميرات غرفهم , مع صوت البروفسيور يقول للباقين :
- لن نتابعهم ايضاً , لأن نتائج الأدوية لن تظهر الا بعد ساعاتٍ طويلة .. وحتى لوّ نجح العقار , فسنقتلهم بطريقةٍ أخرى .. لأنه لن يخرج أحداً منكم حياً من هنا 
فصرخ بيتر مُعترضاً : الم تقل انه في حال نجحت التجربة سنخرج من هنا ومعنا الشيك المالي ؟!!
فردّ عليه بلؤم : أرى انك الوحيد الذي تعترض دائماً , وقد أعجبتني جرأتك .. لكن لم يعجبني غبائك .. فأنا حتماً لن أجازف بشركتي لأجلكم ايها الحثالة , وبالتأكيد لن أقضي بقية حياتي في السجن .. لهذا تقبّل مصيرك بهدوء يا بيتر , فنحن بالنهاية ننفّذ حلمكم بالإنتحار لكن بطريقتنا نحن .. هل فهمت الآن , او أُفهمك بطريقتي ؟!!
فسكت بيتر بحزن , بعد ان استسلم كالآخرين لقدره المشؤوم ..
البروفيسور : جيد .. الآن لنرى التجربة التي بعدها .. وهي تجربة الأفعى

ثم شاهد الجميع كيف أجبروا الصبية على وضع يدها في الصندوق الذي به أفعى سامة .. وبعد ان صرخت متألمة من اللدغة , أعطوها المصل المضاد لسمّ الثعبان (المُركّب حديثاً) .. وتركوها مستلقية على الأرض في انتظار النتيجة .. 

ونفس التجربة حصلت مع الشاب الذي اختار صورة العقرب ..
فقال البروفسيور : سننتظر لحين ظهور نتيجة العقار الجديد , ونُخبر لاحقاً شركات الأدوية بالنتيجة .. اما الآن فسننتقل لتجربة البذلتين الجديدتين : ضدّ الرصاص والحريق , التابعة لمركزيّ الشرطة والإطفاء

وشاهد بقية المتطوعين : أحد الشباب وهو يتلقّى الرصاص بصدره بعد ان ألبسوه الواقي الجديد .. بينما الثاني رموه في قبرٍ بالغابة أشعلوه بالنار , بعد ان لبس بذلة الإطفائي الجديدة .. 
وكانت النتيجة : نجاح المنتجين ! لكن فرحة الشابين لم تكتمل , بعد ان أمر البروفيسور حرّاسه بإطلاق النار عليهما للقضاء على الشهود ..

ثم بدأت التجربة الأكثر رعباً لرجلٍ مشرّد إختار الغاز السام .. وشاهده الجميع وهو يحترق من الداخل ببطء , الى ان تفسّخ جلده عن لحمه وتحوّل امامهم الى هيكلٍ عظمي مُتفحّمٌ تماماً 

فقال البروفيسور بسعادة : واو ! لقد نجح الغاز البيولوجي أكثر ممّا توقعت .. أظن ان قائد الجيش سيسعد كثيراً بهذا الفيديو الرائع .. ارأيتم كيف تساقط لحمه عن جلده ؟ الا تدرون بأن المانيا يمكنها السيطرة على العالم من جديد بهذه القنابل الرائعة .. يا الهي كم كانت التجربة حماسية , هل توافقوني الرأيّ ؟

فالتزم ما تبقّى من المتطوعين الصمت , بعد ان مسحوا دموعهم بأيديهم التي كانت ترتجف بقوة من هول ما شاهدوه ! 

وجاء دور بيتر لتجربة السيطرة العقلية ..ودخل الى غرفته طبيبٌ نفسيّ (ملثّم ايضاً بكمامة طبّية , كيّ لا يظهر على الشاشات) ..ويبدو انه يريد تطبيق نظرية جديدة للسيطرة على المخّ .. 
وجلس في الإتجاه المقابل لبيتر على الطاولة , وأمسك بمعصمه وهو ينظر في عينيه نظرةً ثاقبة .. وبدأ يسأله عدة اسئلة ..وبيتر يجيبه بطواعية , حتى انه أجاب على اسوء وأحرج المواقف التي حصلت له ! ورفاقه يتابعونه باهتمامٍ وقلق  

ثم ظهر صوت البروفيسور يقول : أحسنت يا دكتور .. يبدو انك استطعت بالفعل السيطرة على عقل هذا المشاغب .. لكن اريدك ان تبيّن لي قدراتك الساديّة كيّ أرسل الفيديو لأصدقائي من المخابرات الإلمانية لتوظيفك ضمن فرقة التحقيقات مع المعتقلين الإرهابين .. فهيا أرني براعتك !!

فصار الطبيب النفسي يطلب من بيتر (المنوّم مغناطيساً) القيام بأعمالٍ غريبة ومؤذية .. وكان بيتر ينفّذها دون مقاومة ! كأن يطرق رأسه بقوة في الحائط , او يتبوّل على نفسه ..او يكسر يده بالمطرقة .. وقد فعل ذلك دون صراخ او ألم ! 

وبالنهاية طلب البروفيسور منه انهاء التجربة التي أظهرت كفاءته كطبيب نفسيّ بارع .. فقام الدكتور بإعطاء بيتر حبةٍ حمراء وهو يقول :
- بيتر , هذا ليس دواءً .. بل سمٌ قاتل يُميتك خلال دقيقتين ..وانا آمرك ببلعه حالاً 

وهنا شاهد بقية المتطوعين بيتر وهو ينتفض على الأرض (بعد بلعه للحبة الحمراء) قبل ان تتوقف حركته نهائياً ! 
فقال البروفيسور : 
- أحسنت يا دكتور !! لقد ضمنت عملك في المخابرات .. وسنرسل جثة الشاب الى اهله ليدفنوه بشكلٍ لائق .. 

وانطفات شاشة بيتر , بعد ان قام الحارسان بسحب جثته من قدميه الى خارج الغرفة !

بينما أكمل الباقين تجاربهم المرعبة , التي كانت عبارة عن ادوات تعذيب جديدة سيتم إستخدامها مستقبلاً على المعتقلين السياسيين لسحب إعترافاتهم بالقوة ! 
حتى الصبية والثلاثة شباب الذين نجوا من بين الأربعين تجربة تمّ تصفيتهم لاحقاً , حفاظاً على سرّية الشركة الغير قانونية ! 
***

في الريف الإلماني.. وبعد انتهاء مراسم العزاء في منزل والد بيتر.. تقدّم رجلٌ بطقمه الرسميّ ناحية الأب والأخ .. 
وبعد تقديمه التعازي , سلّم شيكاً بملغ مئة الف يورو للوالد وهو يقول :
- بيتر أوصانا أن نعطيك الشيك لعلاج امه , عافاها الربّ 
الأب بدهشة : ومن أين لإبني هذا المبلغ الكبير ؟!
- انه تعويض من شركتنا .. فالذي لا تعلمونه انه لم يُقدم على الإنتحار , بل قام بتجربة دواءٍ جديد من معملنا الطبّي .. وللأسف , كان الوحيد الذي توفي من بين المتطوعين
الأب بحزن : ولماذا ؟!
الرجل : لحساسيته النادرة اتجاه الدواء , وبسببه سنقوم بتحسين تأثيراته الجانبية قبل طرحه في الأسواق 
الأخ باستغراب : لم أكن أعلم ان أخي تطوّع بهكذا تجارب !
الرجل : يبدو انه يحب امه كثيراً .. على كلٍ , نعتذر لما حصل .. وأتمنى ان يكون هذا المبلغ تعويضاً بسيطاً لكم .. الى اللقاء

بعد خروجه من المنزل , وقبل ركوب سيارته الفارهة .. لحقه أخ بيتر قائلا :
- يا سيد !! رجاءً اريد مكالمتك بموضوعٍ هام
***

بعد ساعتين .. وفي مكتب البروفيسور في شركته تحت الأرض , إقترب ذات الرجل (الذي كان سكرتيره) ليجده وهو يشاهد فيديوهات عن تجارب النازية على الأسرى في الحرب العالمية الثانية
- أمازلت تشاهد فيديوهات جدك السرّية ؟

البروفيسور بقهر : كان جدي طبيباً عظيماً , وبسبب أبحاثه إخترعوا الكثير من القنابل البيولوجية التي استخدمت لاحقاً في الحروب .. لكن الملاعيين حاكموه على تجاربه اللاّ إنسانية , وعُوقب كمجرم حرب ! لكني أنوي إعادة أمجاده .. 
السكرتير : وانا معك , لأن حلمي ان تعود المانيا دولةً عظمى كالسابق .. إعتراضي فقط على دفعك التعويضات لأهالي اولئك الحثالة , فشركتنا أولى بها
- ان لاحظت جيداً ..فأنا لا أدفع لأهالي المشردين ومجهولي النسب , فقط لمن لديهم عائلات كيّ لا يثيروا لنا المشاكل عن أسباب وفاة ابنائهم , فمال التعويض يُعمي بصيرتهم ..خاصة بعد ان يروا توقيع ابنائهم على اوراقنا الرسمية بقبولهم التطوعيّ لتجربة أدويتنا المزعومة
- الآن فهمت لما تتلاعب باختيارات التجارب من الشاشة الذكيّة

البروفيسور : طبعاً , فمثلاً بيتر لو اختار الغاز او الألغام .. لكان والده رفع علينا قضيةً بعد إرسالنا أشلائه.. وحتى لوّ دفنّاه بالغابة , ما كان سيهدأ حتى يبلّغ الشرطة عن إختفاء ابنه .. اما المشرّدون الباقون , فدفنّاهم بالغابة وانتهى أمرهم 
السكرتير : تفكيرٌ نازيّ بامتياز
- طبعاً فأنا من العرق الآري الجرماني .. (ثم سكت قليلاً) .. بالنهاية لا تقلق , فأموال شركتي بازدياد بعد بيعي للمنتجات الغير قانونية في السوق السوداء ..خاصة الصواريخ البيولوجية للدول الإرهابية .. لذا لا بأس أن أعطيت اهالي المتطوعين بعض الفتات الذي يقي شركتي من شرّ فضولهم ..المهم الآن .. ما أخبار عائلة بيتر , هل صدّقوا كذبتنا ؟

السكرتير بحماس : بل أفضل من ذلك .. فأخوه يريد التطوّع ايضاً , لأنه يحلم بالسفر حول العالم وتجربة كل جديد .. ويريد ذات المبلغ الذي أعطيناه لبيتر .. لذا أخذت رقم جواله , ووعدّته بالإتصال به لاحقاً
البروفيسور ساخراً : كم أشفق على الوالد الذي أنجب إبنين أحمقين! 

وضحكا بمكرٍ وخبث ..

هناك 11 تعليقًا:

  1. أشكر الأستاذ إيّاد على نشره للقصة في موقع كابوس , وهذا هو الرابط :
    https://www.kabbos.com/index.php?darck=6612

    كتبتها مُشابهة لأحداث الفيلم المخيف المشهور (SAW) , أتمنى ان تعجبكم

    ردحذف
  2. اتمني ان تعلميني طريقه كتابة القصص انا كاتب مبتدئ اريد ان اصبح تلميذك الاول
    هل يمكنك الموافقه علي طلبي
    اذا وفقت ساعطيك رابط صفحتي علي الفيس بوك
    ارجو الرد بسرعه

    ردحذف
    الردود
    1. يا صديقي ..انا كاتبة مبتدئة مثلي مثلك , ولم احترف المهنة بعد ..

      كل ما يمكنني قوله : هو ان اردّت ان تصبح كاتباً فاكتب كل يوم ولوّ سطراً واحداً , فالإنتظام على الكتابة هو ما يحسّن قصصك ..يعني انت استاذ نفسك ..

      اما عن النصائح : فقد كتبت اهم ملاحظاتي في القسم الأخير من حواري في مجلة الأستاذ هشام .. وهذا هو الرابط
      https://hibopress.blogspot.com/2018/12/blog-post_77.html?showComment=1544121762577#c2487995603608169382

      كما انني للأسف مشغولة دائماً بأعمال المنزل وبالكاد أجد الوقت لكتابة قصصي , لذلك لست متفرّغة للتعليم .. أعتذر منك .. وأشكرك على تواضعك

      حذف
    2. هناك كاتبة مبتدئة أصرّت ايضاً ان أعلّمها , وقبلت طلبها .. ثم فكّرت بك .. اذا اردّت ارسل لي طلب صداقة على صفحتي
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100011737838326
      بإسم Amanie Shalabi

      ويمكننا ان نتشارك الأفكار , كما سأصحّح نسختك النهائية للقصة , لتنشرها انت بإسمك في كابوس وتبدأ مشوارك الأدبي يا منافسي العنيد .. وفي حال قبلت , اكتب رسالة قصيرة بأنه انت , كي اقبل صداقتك على الفيسبوك .. بانتظارك .. سلام

      حذف
  3. حسنا لا عليك انا اتفهمك خاصه عمل المنزل للفتيات والاعمال كثيرة جدا شكرا لك علي كل حال المهم سااتابع ما قلته لي واواصل الكتابه بنفسي
    واتمني ان لا تغيبي عن موقع كابوس مده طويلة وتاكدي اني سانتظر جديدك دوما عزيزتي امل
    امل ان تحققي حلمك مع يوم لاني لن اتوقف حتي اصبح افضل كاتب اتمني لك التوفيق سيكون لديك منافس جديد ان شاء الله وهو انا وشكرا لجهدك

    ردحذف
    الردود
    1. أحسنت !! لا تدع شيئاً يوقفك عن تحقيق حلمك .. وانا سعيدة لأنني وجدت منافساً لي بالعزيمة والإصرار .. ويوماً ما نُكرّم نحن الأثنين من ضمن أفضل الكتّاب العرب , وقريباً جداً بإذن الله .. بالتوفيق لك

      حذف
  4. تحيه لك اخت امل
    ابدعتي بالقصه التطرف النازي
    كنت بايام الثانويه اعشق التاريخ الحرب العالمية الثانية
    الهوس لاجداده لايعطيه القتل وهو قتل من المانيا
    اجزم انه في الواقع هناك مثله
    تحيه لك
    تحت اسم محمد

    ردحذف
  5. كل قصة تشدني اكثر ابداع يفوق الخيال لكن ما يحزنني سرقة مواضيعك ووضعها في منتديات باسماء السارقين

    ردحذف
    الردود
    1. انا أعرف بأن مقالتي (الفرق بين الرواية الطويلة والقصيرة) وقصتي (الحافلة المظلمة) سرقتا وتحوّلتا الى فيديوهين باليوتيوب .. فإن كنت وجدت قصصاً اخرى لي مسروقة , فرجاءً إخبرني بذلك وبرابط القصة المسروقة ..وشكراً لك

      حذف
  6. صباح الخير عزيزتي امل.. ها أنا أعلق هنا على قصتك كما وعدتك من قبل رغم أنني قرأتها منذ عدة أيام لكن لم أتفرغ لكتابة التعليق الا هذه المرة..
    أشكرك كثيرا على الفكرة الجميلة للقصة والأسلوب السلس في الطرح وفعلا قصتك هي جزء كبير مما يحدث في عالمنا من أمور لا إنسانية وتجارب نازية على المساكين ممن قادهم حظهم العاثر إلى الوقوع في براثن هؤلاء
    موفقة عزيزتي امل وأنا خندوما اشجعك على التقدم . جمانة 😊😊

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...