الأربعاء، 22 أغسطس 2018

الأُمنية السحريّة

تأليف : امل شانوحة

هل سأنزف حتى الموت ؟

في الحرب العالمية الثانية مات آلاف الجنود الإلمان خلال عاصفةٍ ثلجيّة ضربت المناطق الروسيّة مُخلّفين ورائهم آلاتهم الحربية التي خرِبت بسبب الصقيع .. وفي إحدى السرايا التي خرجت في مهمّةٍ عسكرية في ذلك الطقس السيء , تجمّد مئات العساكر ولم يبقى منهم سوى القائد وجنديين إلمان أكملوا طريقهم باتجاه قريةٍ روسية صغيرة.. 

وحين أدرك القائد الإلماني بأن موتهم محتّم , أصدر أمراً لجنديه بتدمير القرية المتواجدة أسفل الوادي , معلّلاً ذلك بقوله : 
- أصبحنا ثلاثة ! وبعددنا القليل هذا لن نتمكّن من السيطرة على اهالي القرية , لكننا بالمقابل نملك عدّة صورايخ مدمّرة في مركبتنا الوحيدة التي لم تتعطّل ..لذلك قرّرت !! إن كان قدرنا ان نموت في هذا البلد اللعين , فعليهم ان يموتوا قبلنا.. فهيا نفذا الأوامر قبل غروب الشمس !! 

لكن الجندي رودولف رفض تنفيذ اوامره بحجّة انه مُسعف السَّرِيّة ولم يقتل أحداً في حياته .. لذلك قام الجندي الآخر بإطلاق الصواريخ باتجاه الأهالي من فوق التلّ , لتؤدي الى تدمير جميع الأكواخ العشرين مع زرائبهم بما فيها من مواشي , بالإضافة الى عشرات النساء والأطفال الروس الذي تولّى القائد بنفسه قتلهم من رشّاشه الآلي (إم جي-42) أثناء هروبهم من منازلهم التي خلت من الرجال الذين التحقوا إجباريّاً بالجيش الروسي !  
***

وبعد ان أفنوا القرية كلّها ولم يبقى فيها جداراً على جدار , نام القائد مرتاحاً لإنجازه مهمّته التي شعر انها الأخيرة بعد نفَاذ الذخيرة والطعام .. كما استسلم الجنديان للنوم بعد حلول المساء واشتداد البرد متدفئين جميعهم بشعلةٍ من النار أوقدوها بجانبهم وهم يدركون تماماً بأنها لن تحميهم من قضمة الصقيع التي أودت بالمئات من اصدقائهم ممّن لم تُنجيهم بتر أطرافهم !
***

وفي الصباح التالي .. تفاجأ رودولف بموت القائد وصديقه متجمّدين خلال المساء بعد ان خمدت النار , بينما استفاق وهو يرتجف من شدّة البرد  
وحين نظر من فوق التلّ على القرية المهدّمة , قال بغيظ :
- قائدي الأحمق !! مالذي استفاده من تدمير القرية وقتل البشر والمواشي ؟! الم يكن من الأفضل لوّ سمع كلامي وطالبناهم بالملابس السميكة والطعام لتقينا من برد بلدتهم القارص ! 
ثم أخذ معطف قائده وصديقه بعد ان نزعهما من جثتهما وقام بلبس إحداها ..اما الثانية فجعلها سقفاً لكوخٍ صنعه من أغصان الأشجار اليابسة ..

وفي أثناء محاولته إيقاد النار من جديد , سمع ولداً ينادي على عائلته التي دُفنت تحت الركام .. فحمل رودولف سلاحه ونزل باتجاهه .. 

وما ان رآه الولد الروسي (10سنوات) قادماً نحوه , حتى رفع يديه مستسلماً وهو يعرج من قدمه التي تنزف بغزارة بعد خروجه بصعوبة من تحت الحطام .. وكان يصرخ بفزع :
- لا تقتلني ارجوك !! 
- إهدأ يا ولد , فأنا لن أؤذيك 
قالها رودولف باللغة الروسية التي يتقنها , ثم حاول إقناع الصبي بالبقاء معه فوق التلّ حيث يوجد كوخه الصغير الدافىء كما قال له..

ووصلا الى هناك بعد ان إتكأ الصبي عليه , ثم قام المسعف بتضمّيد جراحه التي نزفت كثيراً منذ البارحة , والأسوء انه كان ينظّف الزريبة وقت اطلاق الصواريخ لذلك تلوّث جرحه بفضلات المواشي وأحشائها التي تناثرث في كل مكان ممّا أدى الى تورّم قدمه , كما قاربت أصابعه الصغيرة ان تسودّ بسبب البرد القارص .. فعلِمَ المسعف ان الصبي أُصيب بالغرغرينا وعليه قطع قدمه حالاً , الا انه رفض ذلك بقوة وفضّل الموت على ان يصبح معاقاً .. فاضطّر الجندي للإكتفاء بتطهير الجرح وهو يعرف انه ليس كافياً لإنقاذ حياة الصبي خاصة بعد ارتفاع حرارته وهذا يعني انه مصاب بالحمى .. وللتخفيف من برده , أعطاه معطف القائد ليتدفأ به .. لكنه أدرك إن عليه إطعامه سريعاً كيّ تقوى مناعته ..لهذا نزل رودولف وحده الى القرية للبحث تحت ركام المنازل المهدّمة عن بقايا الطعام . 
***

وبعد بحثٍ طويل لم يجد شيئاً ! فكل مظاهر الحياة تبعثرت بفعل الصواريخ 
فعاد عصراً الى كوخه الخشبي الصغير بإعلى التلّ ليجد الصبي نائماً , فصار يهزّه بقلق : 
- لا , إيّاك ان تنام يا ولد !!
الصبي بإرهاق : لكني متعب وجائع , الم تجد أيّاً من مواشينا حيّاً ؟!
فتنهّد الجندي بحزن : لا للأسف ..
فقال الصبي وهو يشعر بخيبة امل : اذاً من الأفضل ان تقتلني , كما نقتل الحصان حين تنكسر قدمه
- مستحيل !! ولا تفكّر بالموت ثانيةً , فأنت مازلت صغيراً
- لكنني اتألّم بشدّة

فأراد الجندي ان يخفّف عليه , فقال له :
- إسمع , سأخبرك بسرٍ خطيرٍ عني 
الولد باهتمام وقلق : ماهو ؟! 
- الم تسألني هذا الصباح , لما لم أمت مع فرقتي ؟
الولد : نعم , لأنني استغربت انك الإلماني الوحيد الذي لم يتجمّد مع رفاقه 
رودولف : هذا لأنني مميّز عن الجميع .. أتدري بماذا ؟
- ربما الحظ أنقذك , كما أنقذني 
الجندي : هذا صحيح فأنا محظوظ , لكن ليس لنفس سببك .. بل بقيت حيّاً الى اليوم , لأن لديّ من يجلب لي الطعام حينما أريد .. أتدري من ؟ 
الولد باهتمام : من ؟! 
الجندي : امي 
الصبي بدهشة : ماذا ! وكيف أتت امك الى روسيا ؟!
- عبر الأحلام
- لم أفهم ! 

الجندي : انا حين أريد شيئاً , أغمض عينايّ وأطلب من امي ان تطبخ لي إحدى أكلاتها اللذيذة .. وبالفعل أنقذتني شوربة الدجاج الساخنة التي أحضرتها لي أثناء هبوب العاصفة الثلجية من الموت الذي أودى بحياة معظم جنود سريتي 
الصبي بعصبية : هل تظنني طفلٌ امامك ؟!! انا في العاشرة من عمري وكنت أتدرّب على السلاح كيّ أنضمّ الى الجيش مثل المرحوم والدي 
رودولف : أعرف انك بطل , من قدرتك على استحمال الألم كالرجال
الصبي بغضب : ليتني كنت رجلاً !! لقاومتكم بشراسة وحميت قريتي .. (ثم يتنهد بحزن) .. أكيد والدي غاضبٌ مني لأنني خذلته 
الجندي : هذا ليس ذنبك .. ثم من يستطيع ان يقف في وجه الصورايخ ؟! 

الولد : هل حقاً رفضت أمر قائدتك بتدمير قريتي , أمّ كنت تكذب عليّ ؟!
- مستحيل ان أكذب عليك .. كما انك تقاطع قصتي .. الا تريد سماع حكايتي للنهاية ؟ 
الصبي بعصبية : لكنها قصة للأطفال , وهذا يغضبني !! 
الجندي : أجبني أولاً .. هل كان لديكم مذياع ؟
- لا , لكنني سمعت مرة نشرة الأخبار عند حلّاق المدينة .. فنحن قريةً تهتم بتربية المواشي , لذلك رفض الكبار شراء هذا الإختراع كيّ لا يُلهينا عن واجباتنا الصباحيّة .. مع ان امي كانت تدخّر المال لشرائه كيّ تسمع ما يحصل بالحرب بيننا وبينكم .. المهم , لماذا سألتني ؟!
الجندي : لأنه لوّ كان لديكم واحداً لعرفت انني أقول قصةً عادية , فهناك الكثير أمثالي حول العالم ممّن ذُكر اسمائهم بالراديو
الولد باستغراب : أحقاً ! لم أكن أعرف ... إذاً إكمل قصتك

فاستطرد الجندي قائلاً : حسناً , سأخبرك بقصتي منذ البداية .. (ثم سكت وكأنه يفكّر قليلاً) .. بالحقيقة .. انا ولدت في العصر القديم .. عصر مرض الطاعون والجذام .. أسمعت عنهما ؟
الولد باستغراب : الم تنتشر هذه الأمراض بالعصور الوسطى ؟! أخبرني والدي بذلك , فهو كان يعشق القراءة.. 
- صحيح .. كنت حينها في مثل عمرك , وكنت وحيداً ويتيماً .. وحين انتشر مرض الجذام في اوروبا , أصدر الحاكم أمراً بقتل المشعوذات الذي برأيه جلبنّ اللعنة الى بلدته
الولد : أتقصد قتل النساء العجائز ؟
- بل تحديداً , العجائز القبيحات اللآتي يعشنّ وحدهنّ ولديهنّ طباعٌ صعبة
- فهمت , ثم ماذا حصل ؟ 

الجندي : وفي يوم من الأيام (بعد هدوء حملة الحرق العلني للمشعوذات في ساحة المدينة) كنت العب في الغابة فوجدت بالصدفة مكنسة قديمة مرمية بين الأعشاب .. ثم سمعت صوتاً من بعيد لإمرأة تؤنّب كلبها على إخفائه مكنستها .. فتقدّمت نحوها وأعطيتها إيّاها .. وقبل ان تشكرني , سمعنا رجال الشرطة تقترب من المكان .. وعلى الفور !! جلست العجوز وكلبها الأسود فوق المكنسة القديمة , ثم أمسكت بيدي بقوّة لتُجبرني على الجلوس خلفها .. وقبل ان استوعب الموقف , طرنا بعيداً في الهواء 
الولد : لكن ! ألم ..

رودولف مقاطعاً بحزم : لا تقاطعني يا ولد , ودعني أكمل القصة .. المهم .. وصلنا الى قريةٍ في أعلى الجبل يسكنها نساءٌ عجائز قبيحات المنظر ! فعلمت بأنني في قرية المشعوذات اللآتي هربنّ من حكم الملك الجائر ..وهناك سألتني رئيستهنّ : ان كنت اريد ان أكون مخلداً ولا أصاب بمكروه طوال حياتي .. وبالطبع وافقت .. ومنذ ذلك الحين أصبحت أنادي تلك العجوز (صاحبة الكلب) بأمي وهي بدورها تكفّلت بتنفيذ مطالبي أينما كنت , حتى ولوّ وسط المعارك 

الولد : وكيف لم يروها بقيّة الجنود حين كانت تُطعمك ؟!
- لأنها ببساطة تستطيع إيقاف الزمن .. فتحضر لي ما لذّ من الطعام قبل ان تطير عائدةً الى كوخها المتواجد في غابةٍ مُهملة في المانيا , فأنا عشت معها لأكثر من ثلاثة قرون قبل ان أستقلّ لوحدي .. والقرن يعني مئة عام
الصبي : أعرف هذا .. اذاً كم عمرك الحقيقي ؟
- لم أعد أتذكّر ! ربما بين 450 و500 سنة .. اما امي فأظنها تجاوزت الألفين سنة
الصبي مُستنكراً : لا هذا مستحيل ! فالبشر بالعادة لا يعيشون أكثر من مئة عام 
الجندي : يا عزيزي هناك الكثير من الخوارق حولنا , الم تسمع بالمخلّدين؟
فقال الولد بتهكّم : إن كان كلامك صحيحاً , فاطلب من امك ان تحضر لنا الطعام الآن 
- حسناً .. سأسألها ان كان هذا ممّكناً , لكن عليك ان تُغمض عينيك لأنك ان رأيتها دون إذنٍ منها فقد تفقد بصرك للأبد 

فأغمض الولد عينيه , ليسمع الجندي الإلماني وكأنه يُكلّم نفسه .. 
وبعد دقائق قال للصبي :
- يمكنك ان تفتح عينيك الآن 
الولد باهتمام : هآ.. ماذا قالت لك ؟
الجندي : قالت انه يمكنك ان تطلب ما تشاء من امك 
الولد بقهر : لكنكم قتلتم امي البارحة مع بقيّة أفراد قريتي , أنسيت ؟!
- وامي ايضاً متوفية ولأكثر من مرة 
الصبي بدهشة : ماذا تقصد ؟!
- في عالم الأرواح يكون من السهل على الموتى الإنتقال عبر الأزمنة والأماكن .. لكن بما ان امك إنسانة عادية وليست مشعوذة كأمي فلديك فقط أمنية واحدة سحرّية ... لهذا فكّر جيداً قبل ان تختار 
لكن الولد التزم الصمت لعدم إقتناعه بعد بالموضوع ! 
الجندي بإلحاح : جرّب يا صديقي , مالذي ستخسره ؟ 
فتنهّد الصبي بضيق : حسناً , لا بأس من المحاولة

ثم أغمض عيناه وقال (مُتناسياً العرق الذي كان يتصبّب من كافة انحاء جسمه بسبب تلوّث جرحه بشكلٍ خطير) :
- امي .. هل تسمعينني ؟ .. انا آسف لأنني لم أمت معك ومع إخوتي.. لكنني مصابٌ الآن .. ومن حسن حظي انه وجدني مُسعف .. صحيح انه الماني لكنه أنقذني , وهو وحيدٌ مثلي بعد موت فرقته .. لذلك لا تغضبي مني لأنه صديقي , فهو يتكلّم لغتنا 
وهنا همس له الإلماني : هيا أطلب منها ما تشاء 

فقال الصبي وهو مازال مُغمض العينين , بينما أنفاسه تتسارع وحرارته في ازدياد : 
- امي .. بما ان روحك الآن في الجنة , فأريد منك طلباً .. بالرغم من انني جائعٌ جداً وأتمنى ان آكل البطاطا المشوية من يديك , لكن ألمي أكبر من جوعي ..فأنا أنزف منذ البارحة وخسرت الكثير من دمي , وأشعر بألمٍ لا يطاق في قدمي المتورّمة .. لذا ارجوك , أطلبي من الرب ان يُريحني من عذابي 

فمسح الجندي دموعه وهو يعلم بأن حالة الصغير تزداد سوءاً , لكنه يحاول بصعوبة تمالك أعصابه لأجله ..
ثم سكت الصغير قليلاً .. فلاحظ الجندي ابتسامةً عريضة ترتسم على وجهه ..فسأله :
- هل تطعمك الآن ؟
الولد بسعادة : لا , بل تناديني لأنضمّ اليها ولأبي وأخوتي
الجندي بقلق : لا !! إيّاك ان تذهب معها وتتركني لوحدي !
فقال الصبي وهو مُغلق العينين والإبتسامة مازالت على وجهه : 
- انا أراها الآن .. هي فوقي تماماً
ثم رفع يده الى السماء , قبل ان تسقط امام جسمه الذي ارتخى فجأة !

فصار رودولف يهزّه بعنف !!! لكن لا مجيب , فقد سلّم الروح بعد ان إنتشرت العدوى البكتيرية للغرغرينا في كل جسمه ..
فبكى الجندي كثيراً عليه , وبدأ يلعن الحرب وحظّه السيء ..
*** 

بعد ساعة , هدأ رودولف قليلاً .. ثم أخرج دفتراً صغيراً من حقيبته وكتب عليه آخر لحظاته مع الصبي باللغة الروسية التي يُجيدها .. 
وبعد ان انتهى , وضع الدفتر في يد الولد الميت ..ورحل !
*** 

إقترب قائد الكتيبة الروسية من جثة الولد المتجمّد وقرأ المكتوب في دفتر الجندي الإلماني الذي قال بالسطور الأخيرة :

((كنت بالطبع أكذب عليه وأقول كل ما يخطر ببالي كيّ ألهيه عن جوعه وعن أوجاعه التي لا يتحمّلها أقوى الرجال ! لأني عرفت كمسعف بأنه يحتضر بعد ان أُصيب بالغرغرينا الغازيّة بسبب بكتيريا التربة الملوثة .. والأسوء انه نفذت من عندي المضادات الحيوية التي كان بإمكانها وقف انتشار العدوى بالدم , بحيث أصبح بتر القدم غير كافياً لإنقاذ حياته ! ولأن حالته ميؤوساً منها , أردّت ان يحمله خياله الى عالم الأحلام الجميل.. ورغم حزني على فراقه , الا انني سعيد بأنه مات والابتسامة تعلو وجهه .
والآن صار وقت الرحيل ولا أدري الى اين , فقد ابتعدت كثيراً عن معسكر الكتيبة الإلمانية .. وأظنني سأجتمع بالصبي قريباً))

وهنا ناداه الجندي قائلاً باللغة الروسية :
- سيدي .. سيدي !! 
القائد الروسي : ماذا هناك ؟
- وجدنا جثة جندي إلماني على بعد امتارٍ من هنا ؟
- هل تجمّد من البرد ؟
- لا , بل شنق نفسه بالشجرة 
- المسكين  
الجندي الروسي باستغراب : مسكين سيدي ؟!
القائد : على حسب التاريخ الذي دوّنه في دفتره , فقد شنق نفسه البارحة .. ولوّ كان انتظرنا قليلاً لكنت ..
الجندي مقاطعاً : قتلته
- لا , بل أحسنت معاملته كما فعل مع صغيرنا الشهيد .. فرحمة الله عليهما 

ثم أمر بدفن الجندي الإلماني والصبي الروسي بقبرين متجاورين .. كما أمر بدفن الجثث المتبقية من اهل القرية .. امّا بقيّة جثث الجنود الإلمان المتناثرة في كل مكان على بعد امتارٍ قليلة من التلّ المطلّ على القرية , فقد طلب القائد تجميعهم وحرق جنود الأعداء داخل مقبرةٍ جماعية منعاً لانتشار الأمراض , بعكس المسعف الإلماني الذي لم ينسى إنسانيته مع ابن عدوه , لذلك عُوملت جثته بشكلٍ لائق .. وبعد دفنه , ألقى القائد الروسي له التحيّة العسكريّة قبل رحيله مع سّريته الى وجهةٍ عسكرية جديدة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المحطّة الأخيرة

كتابة : امل شانوحة    المصيّدة الدمويّة ركبت الصبيّة الحافلة بعد انتهاء عملها الليليّ في إحدى المطاعم ، وهي تشعر بالإنهاك والتعب الشديد.. وم...