الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022

الغراب والبومة (قصة اطفال)

كتابة : امل شانوحة 

 

العادة السيئة


البومة مُعاتبة : أمسكتك أيها اللصّ !! 

الغراب برعب ، وهو يُخفي شيئاً لامعاً في عشّه : 

- أفزعتني ايتها الحكيمة !

- الن تكفّ عن اعمالك الشريرة ؟

- وما الشرّ بالتقاطي حُليّ ونقوداً ضائعة ؟

البومة : أهي فعلاً ضائعة ؟

- نعم ، وجدتها في الشارع

- وهل انتظرت قليلاً ريثما يعود صاحبها للبحث عنها ؟


الغراب : لا تلوميني على إهمال البشر

- وماذا عن عشّك المليء بالأشياء الثمينة ؟

- انا أحب إلتقاط الأشياء اللامعة كالعقود الذهبيّة وخواتم الإلماس والفضة

البومة : الا تدري كم سيدة حزنت بفقدانها حليّ يحمل ذكرياتٍ سعيدة لها ؟

الغراب بلؤم : قلت لكِ !! لا تهمّني مشاعر البشر

- ولما تلاحقهم في كل مكان لتسرقهم ؟! فأغراضهم الثمينة لن تنفعك بشيء ! 


الغراب : ربما بالمستقبل أُهديها لبشريّ مقابل الطعام ، فهم عادةً يتعاملون بالمال

- وماذا لوّ أخذها منك ، ثم تجاهل إطعامك ؟

الغراب غاضباً : حينها أقلع عينه بمنقاري !!

- يالك من طائرٍ فاسد !

- اساساً لما تهتمي بأفعالي ؟ اليس لديكِ اموراً أفضل تهتمين بها ؟


البومة : انا المسؤولة عن هذه الشجرة المُعمّرة ، وكل الطيور تلجأ لحكمتي

- يمكنكِ الإهتمام بعصافيركِ الغبية التي تنقل الأخبار لكِ على الدوام ..اما انا ، فأستطيع الإهتمام بنفسي

البومة : اتيت فقط لأحذّرك ، فالناس تصبح شرسة مع اللصوص أمثالك

- شكراً لتحذيركِ الرائع والمهم ، يمكنك العودة لمملكتكِ العظيمة

البومة : إستهزأ كما تشاء ، فلن اساعدك بعد تورّطك بمشكلةٍ ما


وطارت عائدةً الى تجويفٍ موجود أعلى الشجرة..

فتمّتم الغراب بضيق : حمقاء ، تظن انني سأهتم بنصائحها المُهترئة .. الأفضل ان أخبّئ ثروتي بمكانٍ آمن ، بعيداً عن عصافيرها الفضوليين التي تراقبني في كل مكان !

***


بأحد الأيام ، إكتشف الغراب محل مجوهرات ..حيث لمعت عيناه فور رؤيته الواجهة المليئة بالعقود الذهبيّة وخواتم الإلماس ، مما زاد من طمعه ..فالعملات النقديّة والعقود الرخيصة التي يجدها من وقتٍ لآخر على جانبيّ الطريق لم تعدّ تهمّه ، بعد اكتشافه للكنوز الموجودة بهذا المحل الذي اُفتتح حديثاً وسط البلد


وبدأ يخطّط طوال الليل لكيفيّة سرقته أغلى جوهرة في المحل ، فهو لديه خبرة واسعة بهذه الأمور حسب لمعة الإلماس والذهب

***


في اليوم التالي .. إقترب الغراب من المحل قبل غروب الشمس ، وهو موعد إغلاقه كل يوم


وقبل إقفال صاحب المحل للباب الزجاجيّ ، تسلّل الغراب وهو يمشي بخفّة للداخل ، دون انتباه الرجل الذي أكمل إغلاق الباب الحديديّ السميك عائداً الى منزله


ليصبح للغراب وقتاً كافياً لفحص كل قطعة على حدة .. وهو على يقين أنه لن يتمكّن من سرقتها جميعاً ، لذا عليه اختيار أغلاها قيّمة وأكثرها لمعة 


وأمضى ليلته بتقليب خواتم الإلماس التي لفتت نظره اكثر من الذهب

ليختار أجود وأضخم خاتمٍ إلماسيّ ، يحوي مجموعة من الجواهر الملوّنة .. ووضعه على الأرض خلف الخزانة ، ونام فوقه بانتظار هروبه صباحاً ، فور افتتاح الرجل محله

***


في اليوم التالي .. إستيقظ الغراب على صوت المفاتيح للباب الحديديّ .. فحمل الخاتم الثمين بمنقاره ، إستعداداً للطيران للخارج


وبالفعل كاد يهرب لولا أن صُعق كهربائيّاً بجهازٍ موضوع أعلى الباب ، وظيفته إرباك السارق لإيّةِ قطعة ، لم يزلّ صاحب المحل الّلاصق الرقميّ عليها .. وهو اختراع جديد لمنع السرقات .. 


ليتفاجأ المالك برؤية الغراب اللصّ يتلوّى على الأرض من الألم ، وبجانبه الخاتم الثمين !


ليستيقظ الغراب بعد قليل ، مُسجوناً بقفصٍ خارج المحل .. مع لافتة مكتوبٍ عليها : ((القبض على سارق المجوهرات))


ورغم وضع المالك الطعام والماء للغراب (الذي تجمّع الناس حوله للسخرية منه ، بعد سماعهم قصته من صاحب المحل) الاّ انه شعر بالحزن من سجنه الضيّق ، بعد أن كان يجوب المدينة بحثاً عن الكنوز الضائعة من اصحابها .. لكن بسبب طمعه وجشعه ، إنتهى بقفصٍ صغير دمّر طموحاته المستقبليّة بتجميع ثروته الخاصّة ! 

***


في المساء ، ترك المالك الغراب مسجوناً بقفصه خارج المحل الذي أقفله عائداً لمنزله .. فشعر الغراب بالإكتئاب لوجوده وحده في شارع الأسواق الخالي من الزبائن والمارّة ، ليسمع صوتاً مألوفاً تقول له :

- هل انت سعيدٌ الآن ؟

الغراب : حكيمة ! ارجوكِ ساعديني !!


البومة : كيف اساعدك ومفتاح القفص مع صاحبه ؟

- إفعلي شيئاً ارجوكِ ، أكاد اختنق بسجني الضيّق

- حذّرتك مراراً من عواقب السرقة ، لكنك أصرّيت على إثارة غضب البشر

الغراب : أعدكِ أن لا اعود للسرقة ثانية ، فقط إخرجيني من هنا !!

- الأمر متروك لصاحب المحل بإطلاق سراحك

- لن يفعل ابداً ، خوفاً من سرقته ثانيةً


البومة : اذاً تحمّل عقابك ، فأنت استحقيّته بجدارة ..وعلى فكرة ، وكّلت العصافير بإعادة الأشياء المسروقة التي خبّأتها اسفل عشّك ، للأماكن التي وجدتهم فيها.. فعصافيري راقبتك على الدوام ، كما تعلم

الغراب بعصبية : لا يحقّ لكِ أن تتصرّفي بثروتي !!

البومة : ارأيت انك لم تتبّ بعد ، رغم وعدك بالتخلّي عن السرقة .. برأيّ لن تتغيّر طباعك السيئة إلاّ بعد عقابٍ طويل ..لهذا إبقى في سجنك الذي سيمنحك الوقت للتفكير بذنبك الشنيع .. الى اللقاء ، ايها الطائر الفاسد


وحلّقت البومة مُبتعدة ، تاركةً الغراب يشعر بتأنيب الضمير والندم الشديد على عادته السيئة التي قيّدت حرّيته لأجلٍ غير مسمّى ! 


هناك 7 تعليقات:

  1. إخترت هذه المرة قصة اطفال قصيرة ، لأني محتجزة بغرفتي لأعراض الكورونا .. ادعوا لي بالشفاء يا اصدقاء

    ردحذف
  2. شفاءا سريعا و عاجلا باذن الله

    الا تبا لتلك الكورينه

    لاتجزعين كلنا معك حتى ننعدي ههههه

    فاما الموت الزؤام....واما اتجوز سهام

    واكوفيداااه ...واوميلااااه

    نموت ..نموت ..وتحيا الامل

    لف لف... وارجع تاني ..هههه

    لا تغضبين اخت اوميل.. هذا فقط حتى

    نؤانسك في حجرك الذي لن يطول باذن الله

    اما عن تلك القصيصه فانها ظريفه وطريفه

    وهفيفه .. ..كما يقول النحويين ..والاعاجم

    💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً اخ عاصم ، ان شاء الله يومين آخرين واستعيد نشاطي بإذن الله .. سعيدة ان القصة البسيطة اعجبتك

      حذف
  3. طهور إن شاء الله ، يارب اشف كاتبتنا شفاءا عاجلا لا يغادر سقما

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً جزيلاً لك ، وبارك الله فيك

      حذف
  4. لافيكيا سنيورا

    اتمنا لك الشفاء العاجل .
    تناولي ليمون ان كان لديك التهاابات بالصدر

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. هذا المرض يُفقد الشهية تماما ، وأكل الليمون على معدة فارغة تسبّب لي مشاكل بالمعدة .. اتناول الآن فقط الكعك والشاي مع ادويتي .. شكرا جزيلا لك

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...