الأربعاء، 12 أكتوبر 2022

مُقابلةٌ مُدمِّرة

تأليف : امل شانوحة 

 

الخضوع مدى الحياة !


في الاستديو الفنّي .. جلس الزوجان الفنّانان على كرسيّن مُتقابليّن للإجابة على اسئلة المذيعة بصدق ، بعد ربط اسلاكٍ كهربائيّة على جسمهما مُوصَّلة بجهازٍ لكشف الكذب


وكانت الحلقة الاستثنائيّة .. حيث عُرف الفنّانان بأدوارهما الناجحة ، سواءً معاً او بعملهما المنفرد .. وهما الأشهر على الساحة العربيّة ، وحصدا الكثير من الجوائز بالمهرجانات السينمائيّة .. لهذا انتظر المشاهدون الحلقة التي أُعلن عنها قبل ايام بفارغ الصبر


وبدأت الأسئلة بشكلٍ عاديّ : عن أفضل وأسوء اعمالهما ، ورأيهما بكلام النّقاد .. واسئلة أخرى من هذا القبيل


إلاّ أن المقابلة اختلفت عن حلقات الممثلين السابقة ، لقوّة الأسئلة وخصوصيّتها التي زادت بعد الفاصل الإعلاني ! حيث ظهر الإرتباك والضيق على وجه الزوجين الّلذين أجابا بتردّدٍ على اسئلة تخصّ حياتهما الزوجيّة واولادهما الثلاثة ، وهما يتصنّعا الإبتسامة وخفّة الدم اثناء تجريحهما لبعض بمواضيعٍ شائكة !

حيث فضحت الممثلة خيانةً سابقة لزوجها ، ومسامحتها له .. 

وفي المقابل برّر ذنبه ، بانشغالها الدائم بأعمالها على مدار السنة !


وحين سألته المذيعة : إن كان يغار من نجاحها ؟ 

أجابها بالنفيّ .. لتنطلق صافرة الجهاز ، مُعلنةً كذبه !


فيسارع بالإعتراف بعيونٍ دامعة : انه يكره حصولها على جوائز اكثر منه ، رغم اكتشافه موهبتها

لتردّ زوجته بعصبيّة : أنها مثّلت بعدّة أعمالٍ ناجحة ، قبل معرفتها به.. 

ليجيبها بنبرةٍ حادّة : أنه رشّحها لدور البطولة بفيلمه ، الذي لفت أنظار المنتجين لها

لتردّ بضيق : بأنهم أعجبوا بتمثيلها المُتقن لشخصيّة البطلة ، دون أيّ علاقةٍ به ! 


فاضّطرت المذيعة للتوقّف لفاصلٍ إعلانيّ ، بعد إشتداد الجدال بينهما ! 

***


وبعد الفاصل .. بدا الخوف واضحاً على تصرّفاتهما المُرتبكة ، اثناء إجابتهما على اسئلة تخصّ عادتهما السيئة في المنزل .. 

وصار كل واحدٍ منهما يفضح الآخر .. حيث أبدت الزوجة إنزعاجها من قلّة نظافته الشخصيّة ، بينما أعلن ضيقه من شخيرها العالي .. 


وليت الأمر توقف عند هذا الحدّ ، بل فضحا ايضاً عائلاتهما.. حينما أخبر الزوج مُعجبيه عن تدخل امها المزعج بتربية اولاده .. بينما أعلنت زوجته رفضها للزيارة الإسبوعيّة الإجباريّة لمنزل اهله !


ولولا انتهاء وقت البرنامج ، لتطلّقا علناً لشدّة عصبيّتهما وفضحهما لأسرارٍ لا داعي للجمهور أن يعرفها ! وكان بإمكانهما إلغاء السؤال او تجاهله .. بدل التسرّع بإجابته ، خوفاً من رنين جهاز الكذب !

***


بعد انتهاء المقابلة .. أزال الفنّانان الأسلاك عن جسمهما بعنف ، ورمياها بوجه المذيعة ، وهما يشتمانها ويلعنانها على اسئلتها الفاضحة ! 

لتردّ بابتسامةٍ مُستفزّة :

- أطيعا الأوامر مثلي ، ولن يضرّكما شيء


الزوج بعصبية : اللعنة عليك !! لما كذبتِ بشأن تصويرك اولادنا في المقابلة ؟ ألكيّ تحتجزوهم وتعذّبوهم يا مجرمين ؟!!

المذيعة بلا مبالاة : إن لم يعجبك الأمر ، فاعترض لدى الجهات العليا .. فأنا عبدٌ مأمور 

الزوجة باحتقار : وستبقين عبدة ما حييت !!

المذيعة مُحذّرة : إنتبها جيداً على كلامكما وتصرّفاتكما من اليوم فصاعداً ، فالسقوط بعد الشهرة صعبٌ للغاية ..(ثم أشارت للكواليس).. ابنائكم بانتظاركم

***


أسرع الزوجان الى غرفة تغيّر الملابس خلف الإستديو ، لاحتضان اولادهما الثلاثة الذين يبكون بهلعٍ شديد !


ليظهر صوت من الميكروفون بسقف الغرفة (التي كانوا محتجزين فيها) :

- هل تأدّبتما الآن ؟

الفنّانان بخوف : نعم سيدي ، نعتذر منك

الصوت : في المرة قادمة لن نكتفي بإخافة صغاركم بصورٍ مرعبة ، تُعرض بالتلفاز الذي امامهم .. بل سنقطّع اجزاء من جسمهم إن تطاولتما ثانيةً على جمعيّتنا التي أغرقتكما بالمال ، وسلّطت عليكما اضواء الشهرة , يا ناكرا الجميل !!

الزوجان برعب : لن نخالف اوامركم ثانيةً ، سيدي

الصوت : اذاً توقعا أن تكون أدواركما جريئة بالأفلام القادمة ، فقد حان الوقت لتسديدكما الديّن !! 

- كما تشاء سيدي


ثم قال الصوت للزوج : وانت !! لا تأخذك نخوة الرجل العربي ، وتعترض على ملابس زوجتك الفاضحة التي سنجبرها على لبسها في المهرجان القادم .. مفهوم !!  

فكتم الزوج غيظه..

الصوت : لم أسمع ردّك ؟!!

الزوج بخضوع : حاضر سيدي


الصوت : الآن عودوا الى منزلكم .. وإيّاكما نسيان توقيعكما على إطاعة اوامر الماسونيّة مدى الحياة ، وإلاّ ستخسران حياة أحد ابنائكم او جميعهم 

الممثلان بخوف : حاضر سيدي !! 

وأسرعا بإخراج الأولاد من الاستديو ، باتجاه سيارتهم ..


((فما لا يعرفه الجمهور : انهما سمعا صرخات اولادهما الفزعة من سمّاعة الإذن ، كلما كذبا بإجابة إحدى الأسئلة.. لهذا حرصا على الصدق بفضح بعضهما ، لحماية ابنائهم من التعذيب النفسيّ)) 

***


طوال الطريق .. إلتزم الزوجان الصمت ، وهما يكتمان غيظهما من فضح اسرارهما على الهواء مباشرةً .. ليصلا منزلهما مُدمّرا نفسيّاً ، بعد انهيار حبهما المثاليّ وثقتهما ببعض للأبد !


هناك 6 تعليقات:

  1. في الواقع لم تعد هناك خصوصيه لاي اسره اصلا
    او عائله او فرد بسبب هذه التطبيقات التي

    تسمى بالتواصل الاجتماعي والاحرى تسميتها
    بالتقاطع الاجتماعي ناهيكم عن الماسونيه

    التي تغلغلت في العظام فصار كل شيء ممسوخا
    😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈😈

    ردحذف
  2. تبا لمواقع التواصل دمرت حياة الكثير ولكن هل منظمة الماسونيه موجوده فعليا هه ضاع عقلنا هم هنا ونحن لانعلم عنهم استاذه امل نحن نثق فيك دائما قصه مؤلمه استمري واكثر لنا حته اسود حته ابيض حته رومانسيه حته حرب حته هون وهون /حزين ماوصل اليه الفنانين /اقتراح بسيط تذكري قصة جزيرة ابليس ومؤسس كنسية الشيطان هنا مربط الفرس اين نحن هنا من هيك قصه

    ردحذف
  3. حقا هناك فائدة من وجود الأسرار
    لدي سؤال أستاذة أمل أنا أحاول قرائة يوميات أبليس لكني لم أستطع هل يمكنني معرفة ألسبب

    ردحذف
    الردود
    1. يوميات ابليس هي اطول قصصي (775) صفحة ، فستنزل ببطء على الجوال .. كما قال الأخ ابن اليمن حاول فتح الملف على إحدى المتصفحين : Web Browser او المتصفح الثانيOpera Mini beta.. واخبرني ان حلّت المشكلة ام لا

      حذف
    2. لافيكيا سنيورا

      قصه حلوووه جداً ...الكثير من الشباب والفتيات يعجبون بفنانين وفنانات
      ونظن ان حياتهم حره سعيده. ولكنهم للاسف ادواة يتم تحريكها خلف الكواليس من اصحاب النفوذ..

      لافيكيا سنيورا

      حذف
    3. مرحبا اخي ملف يوميات ابليس هو حجمه صغير ثلاثة ميقا بايت وشوي..
      طبعاً في كل المتصفحات حينما تظغط ع رابط الملف ستدخل الى صفحة قوقل درايف. إظغط ع السهم اللي أعلى الصفحة وانتظر شوي سيقول هل توافق ع تحميل الملف اظغط موافق او لا

      تحياتي

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...