الجمعة، 17 سبتمبر 2021

أخلاق مُغتربة

تأليف : امل شانوحة 

حُسن المعاملة


فرحت ريم كثيراً بحصولها على بعثة الى كندا ، لإكمال دراستها العليا بالعلوم التقنية .. وما أن استقرّت هناك ، حتى واجهت معاملةً جافة من جيرانها وطلاّب جامعتها ! ربما لأنها الفتاة المحجبة الوحيدة في مدينتهم الصغيرة المُثلجة طوال العام .. 


ولسوء حظها ..قام إنتحاريّ بتفجير نفسه داخل سوقٍ شعبيّ ، أدّى لوقوع ضحايا كنديين ، وعلى حسب زعمهم كان من المسلمين المتشدّدين ! 


وبسببه أصبحت مُحاصرة في بيتها ، بعد رميهم النفايات وكتابة التهديدات بالقتل على باب شقتها ، وتحطيم زجاج سيارتها اكثر من مرة .. كما رفض أصحاب المحلاّت بيعها منتجاتهم ..حتى اساتذة جامعتها امتنعوا عن إجابة اسئلتها .. 

فانعزلت قرابة شهر لحين هدوء الوضع المتّوتر في البلاد ، نتيجة الإعلام الحاقد ضدّ المسلمين ، والعرب تحديداً  


ورغم كل ما حصل ، لم تخبر اهلها بمعاناتها كيّ لا يقلقوا عليها .. وفضّلت محاربة الأزمة على طريقتها ، باستغلالها نقاط الضعف عند جيرانها .. وساعدها بذلك حارس العمارة الإفريقيّ الطيب الذي أطلعها بأسرارهم 

فهي تسكن في مبنى من ثلاثة طوابق ، شقتين في كل طابق : أيّ خمسة جيران 


ففي الطابق الأرضيّ : تسكن ارملة عجوز ، بعد سفر اولادها الثلاثة للخارج.. وبجوارها أمٌ عزباء مع ابنتها المراهقة .. اما الطابق الثاني : فتسكن مطلّقة مع ولديها الصغيرين .. وبجوارها يعيش شاب مع زوج امه .. والمفاجأة إن من يسكن بجوار ريم ، هو شابٌ من أصولٍ عربية ! ورغم انه لم يؤذيها بالأزمة الراهنة إلاّ انه لم يدافع عنها ، لتشبّهه بالأجانب وفخره بحضارتهم  

***


وكانت خطتها : معاملتهم بأخلاق المسلمين .. فالأجانب اعتادوا الإعتماد على أنفسهم منذ الصغر ، وعدم تدخلهم بشؤون غيرهم .. 


واختارت اولاً الأرملة العجوز في الطابق الأرضيّ ، بعد سماع سعالها الحاد اثناء نزولها الدرج (فالحارس أخبرها عن مرضها المزمن) .. 


وطرقت الباب ، لتخرج العجوز وهي تحاول إلتقاط انفاسها : 

- أهذا انت ! ماذا تريدين ؟ 

ريم : بعد عودتي من الجامعة سأمرّ على الصيدلية ، هل تحتاجين لدواء ؟

- بجميع الأحوال عليّ الخروج لسحب المال من البنك

- الأفضل أن لا تخرجي وانت مريضة بهذا الجوّ البارد .. اما عن المال ، تدفعيه لي لاحقاً .. فقط إخبريني بإسم الدواء

العجوز باستغراب : لا اريد مضايقتك !

- انا ايضاً أحتاج لدواء ، والصيدلية بجانب جامعتي 

- حسناً ، إنتظريني قليلاً


وكتبت اسم الدواء على قصاصة ورق ، وهي تشعر بالإحراج 

- لا ادري ماذا اقول !

ريم : فقط اهتمّي بصحتك ، وسأعود بعد الظهر 

- شكراً لك

وكانت هذه المرة الأولى التي تبتسم في وجهها..

***  


في وقت الظهيرة .. عادت ريم بالدواء مع شطيرة دجاج ، أعطتها للعجوز وهي تقول : 

- الصيدلي أخبرني إن عليك تناول الدواء بعد الغداء

العجوز : كنت أنوي تحضير الحساء بعد قليل 

- لا تجهدي نفسك .. وأعدك في المرة القادمة أن أحضر لك وجبة طعام عربية ، فأنا بارعة بالطبخ .. 

العجوز بقلق : لا شكراً

ريم : لا تخافي ، طعامنا لذيذٌ جداً .. نحن في الشرق الأوسط نجيد طبخ الخضار ، هل تحبين البامية ؟

العجوز : ذقته مرة عند جارتي الهندية ، ولم يعجبني كثيراً

ريم : عليك تذوّقه بالطريقة العربية ، اراهن انه سيعجبك

- شكراً لك .. وعندما تتحسّن صحتي ، أعيد لك النقود

ريم : لا داعي يا خالة ، إعتبري الدواء هديةً مني .. 


وتركتها مذهولة من اهتمامها الراقي ، فلا أحد إكترث بها بعد سفر اولادها! 

***


ومع الوقت .. تعوّدت العجوز على مذاق الأطباق العربية التي حضّرتها ريم التي حرصت على زيارتها من وقتٍ لآخر للإطمئنان على صحتها ، ولسماع ذكرياتها مع اولادها وهي تُريها صورهم واغراضهم القديمة  

***


وفي أحد الأيام .. وبينما ريم تصعد الى شقتها ، وجدت ولديّ الأم المطلقة ينتظران امام شقتهم في الطابق الثاني .. فسألتهما :

- لما لم تدخلا الشقة ؟

فأجابها الولد الكبير : امي لم تأتي من العمل ، ولا نملك المفتاح

ريم : هل انتما جائعان ؟

الولد الكبير : جداً

الولد الصغير : وانا اريد دخول الحمام

ريم : اذاً إصعدا الى شقتي ، فلديّ طعام وحلوى لذيذة

الولد الصغير : أحقاً !

الولد الكبير : أمنا منعتنا الحديث مع الغرباء ، وستغضب إن صعدنا الى بيتك دون إذنها

ريم : لا تقلقا ، سأكلّم امكما حينما تصل .. وسأضع ورقة عند الباب ، أخبرها بأنكما عندي كي لا تقلق .. هيا بنا

***


بعد نصف ساعة ، طرقت الأم باب شقة ريم بعنف..

وحين فتحت ، دخلت وهي تسألها بعصبية :

- اين اولادي ؟!!

ريم : يأكلان الحلوى ، بعد تناولهما الغداء


فأبعدتها جانباً ، ودخلت مباشرةً للمطبخ لمعاتبتهما :

- الم اخبركما أن لا تأكلا عند الغرباء ؟!! 

فقالت ريم : لا تعاقبيهما ، أنا أصرّيت على قدومهما الى منزلي .. على كلٍ سأعطيك علبة طعام ليأكلاها لاحقاً

الولد الصغير : وحلوى ايضاً ، لوّ سمحت

ريم بابتسامة : كما تشاء

الأم : لا شكراً ، سأصنع لهما المعكرونة 

الإبن الكبير : لا امي ، نحن نأكلها كل يوم  

امه : ليس لديّ الوقت للطبخ لكما

ريم : اذاً إسمحي لهما بتناول الطعام عندي ، بعد عودتهما من المدرسة 


الولد الصغير : رجاءً امي ، طعام الآنسة ريم لذيذٌ جداً

الأم بلؤم : لا نريد مساعدتك ايتها العربية .. هيا بنا يا اولاد !! 

الإبن الكبير : خذي العلبة يا امي ، سآكلها مع أخي في المساء

الأم وهي تتفقّد علبة الطعام : ماذا بداخلها ؟ 

ريم : طبخة خضار مشكلة

فسألت الأم ولديها باستغراب : لكنكما لا تحبان الخضار !

ابنها الصغير : هذه الخضار ناضجة تماماً  

ابنها الكبير : وبهاراتها لذيذة

الأم : حسناً سآخذها ، لكن لا اريدك أن تقتربي من ولدايّ بعد اليوم

ريم : كما تشائين

وأخرجتهما من منزل ريم بعصبية !

***


في الصباح التالي .. أعادت الجارة العلبة الفارغة وهي تقول : 

- لم أكن اعلم إن طعامكم لذيذٌ هكذا !

ريم : سعيدة إنها أعجبتك 

- شكراً لك

- قبل أن تذهبي ، اريد أن أقول : في حال عدّت من الجامعة ووجدت ولديك ينتظران قرب الباب ، لن يطاوعني قلبي أن أتركهما جائعين .. هل تسمحين لي..

الأم : لا اريد إتعابك


ريم : انا أحب الطبخ ، وأعطي جارتنا العجوز صحناً كل يوم .. ولا أجد مانعاً من مشاركة اولادك طعامي

- وكم تريدين بالشهر ؟

ريم : لا سيدتي .. انا مبتعثة الى بلادكم ، ودولتي تدفع كافة المصاريف 

- شكراً لذوقك  

قالتها بابتسامةٍ عريضة ، أسعدت قلب ريم

***


في إحدى الليالي .. ذهبت ريم مع صديقتها الى دورةٍ تعليمية مسائية في الجامعة ، وبعد عودتهما مرّا بجانب بار ..فأوقفتها ريم 

صديقتها الكندية بدهشة : لم أظنك تشربين !

ريم : بالطبع لا ، لكني اعرف تلك المراهقة

- أتقصدين صاحبة الوشوم ؟

ريم : هي ابنة جارتي ، سأنزل للحديث معها

- هل جننت ؟!! الا ترينها مع شباب يبدون كعصابةٍ مخيفة ؟

ريم : لهذا أنا قلقة عليها 

- الأجدر أن تخافي على نفسك ، فليس جميعنا يحب المحجبات

فأخذت ريم تتلو المعوذات بصوتٍ منخفض..

صديقتها : ماذا تقولين ؟!

ريم : آيات قرآنية ، ليحميني الله من شرورهم 


ونزلت من السيارة وهي تردّد الآية : (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ)


ثم اقتربت من المراهقة وأمسكت ذراعها .. فانتفضت الفتاة بعصبية:

- ماذا تريدين يا امرأة ؟!! .. آه ! انت المحجبة في عمارتنا

ريم : هل تعرف امك انك تسهرين هنا ؟

- وما شانك انت ؟!!

- لم تبلغي بعد سن 18 

الفتاة بقلق : إخفضي صوتك

ريم : يعني زوّرت هوّيتك لتحصلي على المشروب !

- كل أصحابي يفعلون ذلك 

ريم : الشباب الذين ترافقيهم يبدون في سن الثلاثينات ، وانت مازلت مراهقة 

- لا تتدخلي فيما لا يعنيك ، عودي الى بيتك ..وإيّاك إخبار امي بشيء

ريم بحزم : إن لم تأتي معي الآن ، سأبلغ الشرطة عنك 

- ماذا !

ريم : أحلف انني سأفعل !! تعالي دون معارضة.. واتركي السمّ من يدك


وأبعدت المشروب عنها .. وسحبتها من ذراعها وهي تترنّح في سكر ، ووضعتها في السيارة .. وطلبت من صديقتها إيصالهما الى العمارة

***


ما أن طرقت ريم باب جارتها ، حتى خرجت مرتعبة بعد رؤية ابنتها مخمورة !

- اين كنت ؟!! أوشكت على الإتصال بالشرطة .. هل سكرتي ثانيةً؟! 

ريم : دعيها تدخل ، وسأحدّثها لاحقاً

الأم : هل انت من أحضرتها من البار ؟

فأومأت ريم برأسها إيجاباً..

الأم : شكراً لك


وفور إغلاق الأم الباب ، إرتفع صراخهما من الداخل .. فعادت ريم الى شقتها وهي تنوي مساعدة الفتاة

***


في ظهر اليوم التالي .. وبعد تقديم ريم أطباق الطعام لجارتها العجوز وأم الولدين .. طرقت شقة جارتها ، لتفتح المراهقة وهي تدخن السيجارة :

- اهذا أنت ! بسببك تشاجرت مع امي طوال الليل

ريم : واين هي الآن ؟

- ذهبت الى عملها

- وهل ذهبتِ الى ثانويتك ؟

المراهقة : هذا ليس من شأنك 

- ما رأيك أن تشربي معي العصير ، في مطعمٍ قريب من هنا ؟

- إن كان كحولاً ، سأوافق 

ريم بحزم : لا طبعاً !! عصير او قهوة ، إختاري ؟

- مع طبق كيك ؟

ريم : كما تشائين ، اريد محادثتك بأمرٍ ضروري 

فلبست الفتاة معطفها وهي تسألها : أمعك سيارة ؟

- طبعاً ، هيا بنا

***


في المطعم .. سألتها ريم عن سبب معاندتها لأمها ، وإصرارها على تدمير حياتها !

الفتاة باشمئزاز : امي عزباء ، أتعرفين معنى ذلك ؟

ريم : هل تخلّى والدك عنها قبل ولادتك ؟

- هي لا تتذكّر من هو والدي الحقيقي ، لهذا لا يحقّ لها تقويم سلوكي

- وأنت تنوين الإنحراف لإفهامها نتيجة سلوكها المستهتر في الماضي؟ 

الفتاة : بالضبط !!

- وماذا لوّ قمت بالشيء ذاته ، بطريقةٍ مغايرة

- ماذا تقصدين ؟!

ريم : أن تتفوقي في تعليمك ، وتتزوجي من شاب محترم ، وتنجبي اولادك بطريقةٍ شرعية ، حينها تفهم ما أضاعته من حياتها

- إقتراحك يحتاج لجهدٍ وحظٍ كبير 

ريم : وهل تريدين مواجهة ما عاشته امك ، ام تفضّلين التعلّم من اخطائها؟ 

- لا ادري !


ريم : هل تؤمنين بأن والدك الذي تخلّى عنكما ، سيُعاقب يوماً ما ؟

الفتاة : أتمنى ذلك

- وهل ترغبين أن ينال كل شخص اذاكِ عقابه ؟ 

- ياريت

ريم : الا تتمنّين لوّ إن الخير الذي فعلته بحياتك دون أن يراك احد ، أن تكافئي عنه بما تستحقينه ؟

- هذا يحصل إن كانت الحياة عادلة

- العدل لن نجده إلاّ يوم القيامة

الفتاة بضيق : لا رجاءً ، لا تكلّمني بأمور دينيّة .. فجدتي كانت مسيحية متشدّدة ، وكانت تجبرني انا وامي على الذهاب معها للكنيسة كل يوم أحد .. وبعد وفاتها إنتقلنا الى شقتنا الجديدة 


فوضعت ريم جوالها امام الفتاة وهي تسألها :

- لوّ خيّرتك بين هاتفٍ أرضيّ وجوّال نوكيا قديم ، وجوّال حديث فيه كل التطبيقات والألعاب ووسائل التواصل الإجتماعي .. وجميع الهواتف بالسعر ذاته ، فأيّاً تختاري ؟

الفتاة : الجوّال الحديث طبعاً .. 

- وهذا ما حصل عبر التاريخ.. فالدين المسيحي أتى كتحديث للدين اليهودي.. والدين الإسلامي تحديثاً للدين المسيحيّ..فديننا لا يختلف عن مبادىء الدينين السابقين .. الفرق الوحيد : إن الحاخامات والرهبان أفسدوا كتبهم السماوية بحذفهم وإضافة ما يشاؤون ، حتى أصبح لديهم العديد من النسخ المُحرّفة .. بينما القرآن لم يتغيّر حرفاً منه طوال 14 القرن الماضي  ، أتظني إن اعداء الإسلام لم يحاولوا ذلك ؟ 

- وهل جرّبوا فعلاً ؟ 

ريم : آلاف المحاولات ، وكل مرة يكشفها الله .. أتدرين لماذا ؟ لأنه وعد عباده بحفظ القرآن بنفسه ، وهذه معجزة بحدّ ذاتها .. فالقرآن هو كتالوج الإنسان 

- كتالوج !

- نعم ، الدستور البشري الذي يعلّمنا كل شيء من أبسط الأمور : كآداب الزواج والنظافة والنوم ، وكذلك التجارة والميراث ..وصولاً لأمور مهمة كالحروب والقصاص والملك ، مُتضمّناً قصص الأنبياء السابقين .. 


الفتاة : لا تحاولي إقناعي بدينكم ، لأني اؤمن بالثالوث .. يكفي إن المسيح وُلد دون أب لإثبات ألوهيّته 

ريم : وآدم خُلق دون أبٍ وأم .. بل هناك أصعب منهما ، وهي حواء التي خُلقت من ضلع آدم ، وناقة النبي صالح التي خرجت من جبل .. صدّقيني لوّ كان هناك ثلاثة آلهة تحكمنا ، لاشتعلت الحروب بالسماء أضعاف معارك الأرض 

- لكن دينكم صعب !

ريم : بالعكس تماماً .. يكفي بالإسلام أن تؤمني انه يوجد آله واحد يحكم البشر .. وأن عيسى مثل محمد وابراهيم وكل الأنبياء ، عبد الله ورسوله .. ولا حاجة للمجاهرة بذلك ، فالدين الإسلامي بدأ سرّاً لثلاث سنوات .. 

الفتاة : وإن آمنت بذلك ، أصبح مسلمة ؟

- نعم ، ارأيت كم هو دينٌ سهل .. (ثم فكّرت قليلاً) .. ما رأيك أن تذهبي معي الى الجامع ، لتراقبينا ونحن نصلي .. وحين ننتهي ، تخبريني بما شعرت به 


الفتاة : وهل سيدخلونني دون حجاب ؟ 

- سأطلب من الحارس إدخالك على مسؤوليتي .. وبعد الصلاة ، تسألين الإمام عن الأمور التي تشغل تفكيرك

الفتاة : لديّ الكثير من الأسئلة لما سيحصل لنا بعد الموت

- ممتاز !! لنذهب ، فقد أذّن العصر 

***


بعد انتهاء الصلاة ، سألتها ريم :

- رأيتك تسجدين معنا في آخر ركعة ؟!

الفتاة وهي تمسح دموعها : لا ادري ! أحسست برغبةٍ ملحّة للسجود ، وبكيت كثيراً

ريم : هذا لأن روحك جائعة ، وغذائها هي طاعة الخالق .. دعينا نذهب للشيخ .. وسأطلب منه أن يعطيك رقم مكتبه ، لتسأليه لاحقاً عمّا تريدنه  

***


بعد ساعة .. أوصلت ريم الفتاة الى منزل امها التي قالت :

- اخيراً عدت !! ظننتك هربتِ من المنزل ، وخفت عليك كثيراً

فإذ بإبنتها تحتضنها باكية ..

الأم بقلق : ماذا حصل ؟!

ابنتها وهي تقبّلها : آسفة امي ، اخطأت كثيراً معك .. اعدك ان اعود للمدرسة منذ الغد  

الأم بدهشة وفرح : أحقاً !

ابنتها : نعم ، ولن أسكر او أدخن ثانيةً 

الأم وهي تسأل ريم : ماذا فعلتي بها ؟!

ريم بابتسامة : تحدّثنا قليلاً عن مستقبلها 

الأم بسعادة : شكراً لك


فعادت ريم الى شقتها ، بعد تركها الأم مذهولة بالتغير الإيجابي والمفاجىء لإبنتها !

***


بعد اسبوع ، نزلت ريم صباحاً الى موقف العمارة للذهاب الى جامعتها .. وما أن  قادتها باتجاه الشارع العام ، حتى تفاجأت بشابٍ مقنّع يخرج من أرضيّة المقاعد الخلفية ، واضعاً السكين على رقبتها وهو يقول :

- يا غبية ، نسيتِ إقفال باب سيارتك .. الآن أعطني كل نقودك


وهنا انتبهت على وشم يده ، فعرفت إنه جارها الشاب الذي يعيش مع زوج امه في الطابق الثاني .. فقالت له :

- هل طردك زوج امك من الشقة ؟

فأبعد سكينه ، بعد أن صدمه كلامها ! 


فأكملت قائلة :

- سمعته يتشاجر معك البارحة ، جيد انني تركت سيارتي مفتوحة والا لتوفيت بهذا الجوّ البارد .. يمكنك إزالة القناع ، لن أبلّغ الشرطة عنك .. بالحقيقة انا ذاهبة لتناول الفطور في كافتريا الجامعة وأظنك جائع ، ما رأيك أن تشاركني الطعام ؟

الشاب : ليس معي مال

- على حسابي يا رجل .. ثم اريدك أن ترى جامعتي ، لربما أقنعتك بإكمال تعليمك


فأزال قناعه وهو يقول بحزن :

- زوج امي رفض دفع قسط جامعتي ، بعد بيعه منزل امي القديم .. كنت حينها في سنتي الثانية بكلية الحقوق .. والبارحة طردني نهائياً من الشقة

ريم : جامعتي بحاجة لموظفٍ إدرايّ

- ألم تسمعيني ؟ لا املك شهادةً جامعية 

- يريدون شاباً لتصوير المستندات وإحضار القهوة للمدراء ، ومراقبة الطلّاب اثناء الإمتحانات ، وسيعطونك غرفة خاصة في مبنى الطلّاب.. عدا عن إكمال تعليمك مجّاناً ، فهي منحة مقدّمة لجميع الموظفين .. هيا لا تفكّر كثيراً ، هي فرصة رائعة .. وسأتوسّط لك عند المدير ، فأنا من طلّابه المميزين وسيقبل ترشيحي لك 

الشاب : وهل سيدفعون لي مقدّماً ؟ 


ففهمت ريم انه لا يملك شيئاً ، فقالت له :

- سأقرضك مبلغاً من المال ، الى أن تتحسّن امورك 

الشاب : أعدك أن أردّه لك مع اول راتب

- لا !! ستردّه لي بعد تخرّجك .. لهذا إنجح اولاً بأول ، فأنا لن أبقى مطوّلاً في بلادكم 

الشاب : لا تقلقي بهذا الشأن .. لطالما كنت متفوقاً بدراستي ، قبل أن يتحكّم زوج امي بمستقبلي

ريم : وأنت منذ اليوم أصبحت مسؤولاً عن حياتك 

الشاب : وانا مدينٌ لك بذلك

***


وبالفعل توظّف الشاب بالجامعة ، وسجّلوه مباشرةً في السنة الثانية للحقوق ، مما أسعده كثيراً.. ووعد ريم بدعوتها الى حفل تخرّجه .. شاكراً تغيرها لفكرته السلبيّة عن المسلمين والعرب

***


اما جارها العربي المُسمّى آدم ، فكان يضايقها كل ليلة بصوت الموسيقى العالي ، وإحضاره الفتيات الرخيصات الى شقته المقابلة لها..


وفي يوم إلتقيا بموقف السيارت التابع للعمارة ، فعاتبته قائلة :

- أمثالك يشوّهون صورة المسلمين ، بارتكابهم للمحرّمات 

آدم باشمئزاز : وانتم بأفكاركم الرجعية تعيدونا لقرونٍ ماضية

ريم : ليتنا نعيد أمجاد العرب ، وفتوحاتنا التي وصلت أطراف العالم 

- كلامٌ فلسفيّ ، نحن اليوم من الدول المتخلّفة

ريم بغضب : وهذا بسبب المبتعثين الذين يحاولون التشّبه بصفات الأجانب السيئة ، لمحاولة التأقلم بينهم .. الا تدري إننا فتحنا الأندلس بأخلاق تجّارنا العادلة .. ثم الكفار لن يخسروا شيئاً ، بل نحن سنخسر الجنة إن لم نكبح رغباتنا التافهة 


فقال لها الشاب بطريقةٍ مستفزّة :

- آسف ، لم أكن أعلم أنك تغارين من فتياتي الجميلات  

ريم باشمئزاز : أتدري .. هداية الأجانب اسهل بكثير ، من هداية العرب المنحرفين 

الشاب باستهزاء : لا تحاولي عزيزتي ، لستِ من نوعي المفضّل 

وانطلق بسيارته وهو يقهّق ساخراً  

ريم بغيظ : غبي !

***


ثم ذهبت الى سوبرماركت ..وبعد تسوّقها .. دخلت الى سيارتها ، لتفاجأ بصراخ الناس بعد هجوم دب خرج من غابةٍ قريبة ، مباشرةً باتجاه موقف سيارت السوق 


فأسرع الجميع للإحتماء داخل سيارتهم ، ماعدا الشاب آدم الذي صعد فوق شجرة متواجدة هناك .. ليحاصره الدب في الأسفل وهو يهزّ الشجرة بعنف ، وسط ترقّب الجميع بخوف لما سيحصل !


فبحثت ريم بين اكياس تسوّقها (التي وضعتهم في مقعدها الخلفيّ) .. وأخرجت الدجاج المجمّد التي ازالت غلافه ، ورمته من نافذتها (القريبة من الشجرة) باتجاه الدب الجائع الذي أكلها بلقمتين ! 

فبحثت مجدداً بين الأكياس ، لتخرج السجق وترميها عليه .. فيأكلها سريعاً ، ويعود لهزّ الشجرة من جديد ! .. وآدم يترجّاها برعب ، لإنقاذه .. 


ومن حسن حظه انها اشترت مرطباناً كبيراً من العسل.. وكان عليها المجازفة بالخروج من سيارتها ببطء ، بعد فتحها غطاء العسل ووضعه قرب الشجرة ..


وماهي إلاّ ثواني ، حتى اشتمّ الدب الرائحة ! وجلس بجانب المرطبان الذي ادخل يده فيه ، وبدأ يلعقها كأنه طفل يأكل الشوكولا بسعادةٍ غامرة  


فاستغلت ريم إنشغاله ، لإنزال قدم آدم الذي تجمّد فوق الشجرة من شدّة رعبه ..وسارا بهدوء باتجاه سيارتها (لأن سيارته بعيدة عن المكان) .. 


وبعد دخوله بأمان .. قادت ريم سيارتها مبتعدة عن السوق ، وسط تصفيق الناس لشجاعتها بإنقاذ الشاب من موتٍ محتّم !

***


في الطريق ، شكرها لإنقاذ حياته ..

ريم : صدقاً يا آدم ، مالذي فكّرت به وانت فوق الشجرة ؟

آدم : كنت أعدّ ربي بالتوبة فور انتهاء الموقف المرعب

- وهل ستفي بوعدك ؟

- بإذن الله 

ريم : سنصل للجامع بعد قليل ، هل تدخل معي لصلاة الظهر ؟  

- هل لديهم مغاسل للوضوء ؟

- بالطبع يوجد ، هيا بنا

***


ومن يومها التزم آدم بدينه .. وتحسّنت علاقة ريم بجيرانها وافراد منطقتها بعد حادثة الدب .. 

وأكملت دراستها دون مشاكل ، الى أن تخرّجت بتفوّق ..وحان موعد عودتها الى بلادها ، لتفاجأ بجيرانها يزورها تباعاً لتوديعها


وقد أسعدها رؤية المراهقة محجبة ، وامها بجانبها تقول : 

- تربّيت أن أكون مسيحية مشدّدة ، لكني سعيدة بالتغير الإيجابي الذي حصل لإبنتي بعد إعتناقها الإسلام .. فعلاقتها بي تحسّنت كثيراً ، وكذلك علاماتها في الجامعة .. وهاهي ستتخرّج قريباً ، بعد تركها الخمور والدخان والسهر طوال الليل .. فشكراً لك على كل شيء  

ريم : شكراً لتفهّمك ، وأتمنى أن تكون هدايتك على يد ابنتك

الفتاة : أدعو ربي دائماً بذلك

الأم : إن كان مقدّراً لي هذا ، فسيحصل عاجلاً ام آجل .. على كلٍ ، قدمت انا وابنتي لتوديعك ، تصلين بالسلامة الى بلادك  

***


بعد قليل ، قدمت الأرملة العجوز لتوديعها : 

- سأشتاق لطعامك اللذيذ

ريم : علّمتك جميع الوصفات ، وأبدعتي فيها اكثر مني

العجوز : نعم وقرّرت طبخها في دار العجزة الذي سأنتقل اليها خلال يومين ، بعد إلتقائي بصديقة طفولتي هناك ، واتفقت معها على إكمال حياتنا سوياً .. فأنا أخاف البقاء وحدي في الشقة ، والموت دون شعور أحداً بي ، خاصة بعد رحيلك

ريم : أهذا قرارك النهائيّ ؟

- نعم .. لا تقلقي عليّ ، سأكون بخير هناك.. شكراً على كل شيء يا ابنتي ، تصلين بالسلامة

وحضنتها بحنان

***


ثم زارها الشاب ليخبرها بترقيته في وظيفته الإدراية ، بعد تخرّجه من الجامعة.. كما أراها صورة خطيبته التي شجّعته على إكمال دراسته العليا 

ريم : لا تشكرني ، هذا كلّه بمجهودك وتعبك

الشاب : لوّ انني اختبأت في سيارةٍ أخرى ، لكنت مسجوناً حتى يومنا هذا .. فشكراً لإنقاذك مستقبلي 

وأهداها ساعةً جميلة ..

***


ثم قدمت الأم المطلّقة مع ولديها اللذين ودّعاها بالدموع ، فهما تعودا على اللعب معها بنهاية كل اسبوع .. وشكرتها الأم لاهتمامها بولديها طوال السنوات الأربع الماضية

***


وكان آدم آخر من زارها .. 

ريم : لم أرك منذ مدة ! 

- كنت مشغولاً بتسليم ملفات وظيفتي بعد استقالتي ، لأني عائد للوطن فأقارب ابي وعدوني بعروسٍ جميلة 

ريم وهي تحاول كتم غيظها : أحقاً ! ومتى السفر ؟ 

- قريباً .. وانتِ ؟ 

- اليوم مساءً

آدم : اذاً دعيني أوصلك للمطار ، فالحارس أخبرني ببيعك السيارة

- لا داعي لذلك ، سأذهب بسيارة أجرة

- انا مصرّ على ذلك

ريم : كما تشاء

***


بعد أن وصلا للمطار ليلاً ، أخرج حقائبها من صندوق سيارته

ريم : لحظة ! هذه الحقيبتين ليست لي

آدم : هي لي

- أستسافر الليلة ايضاً ؟!

آدم : نعم ، في رحلةٍ مغايرة.. هيا بنا

*** 


في الطائرة .. جلست ريم قرب النافذة وهي تنظر الى المطار ، وتتذكّر ذكرياتها في كندا .. لتتفاجأ بآدم يجلس بجانبها

ريم بدهشة : الم تخبرني قبل قليل إنك مسافر الى افريقيا ؟! 

- غيّرت رأي ، سأسافر الى الشرق الأوسط 

- ولماذا ؟ 

آدم : لأن عروستي هناك 


ثم أراها خاتماً إلماسيّ وهو يسألها : 

- هل تقبلين أن تقوّمي سلوكي المنحرف طوال حياتك ؟

ريم مبتسمة : كلامك غير مشجّع يا رجل 

- آسف ، سأعيد صياغة السؤال .. هل توافقين على إكمال حياتنا في طاعة الله ؟

ريم : هكذا أفضل .. (ثم سكتت بخجل) .. نعم أقبل


آدم بغرور : اساساً كنت اعرف انك ستوافقين

ريم : يا سلام ! وما ادراك انني لن أرفضك ؟ 

- لوّ رأيت وجهك حين أخبرتك إنني سأخطب غيرك ، لعرفتي السبب

ريم : ليس من طبيعتي أن أغار على أحد  

آدم : أحقاً ، كنت ستأكليني بأسنانك قبل قليل

ريم بعصبية : قلت لك !! انا لا اغار 

- بل انت ملكة الغيرة .. لطالما تشاجرتِ معي كلما أحضرت فتاة الى شقتي ، وكأنك تراقبيني عند الباب

- كان يضايقني صوت الموسيقى العالي 

آدم باستهزاء : آه صحيح


ريم : على فكرة ، تلك المواضيع القذرة ممنوعة بعد الزواج 

آدم : عليك أن تشكري الدب ، فهو السبب الحقيقي لهدايتي

- آه الدب ، وليس نصائحي

- بالحقيقة نعم

ريم : يبدو زواجنا سيكون متعباً 

آدم : بالتأكيد !! فأنت ستنجبين 11 ولداً  

- 11! 

- نعم لأكوّن فريق كرة القدم ، كما أحلم دائماً

ريم : أظنني سأزوّجك بنفسي ثلاث نسوة بعد شهر العسل ، ايها الغليظ

آدم : إذاً نجحت خطتي


وضحكا بسعادة ، بينما الطائرة تحلّق عائدة الى الوطن 


هناك 14 تعليقًا:

  1. جميله ... ولطيفه ... ولذييييييذه جدااا .. وراقيه وممتعه أيضا وددت لو أن هذا هو الواقع ولكن بكل أسف نحن حين نعامل الناس بلطف وصدق وبراءه نقابل بالصفعات واللكمات والركلات .. طبعا هذه قصه خياليه لا ريب وإلا فإن( ريم ) هذه ملاك بكل هذا اللطف والحب والصبر ... ولكن صدقا لا أظن الطائره ستصل بسلام ..يجب أن تنفجر .. أو تسقط في المحيط ... هذا ما علمتنا إياه العجوز الشمطاء .... كل التقدير والشكر وافره وجزيله .

    ردحذف
    الردود
    1. نقول في لبنان (لوّ خليت خربت) يعني الدنيا لا تخلو من الطيبين ، والا لأباد الله الأرض بمن فيها .. الطيبون في كل مكان ، لكنهم لا يلفتون الأنظار كالأشرار .. فلا تكن متشائماً .. تحياتي لك

      حذف
  2. في البدايه قرأت عنوان القصه ( أخلاق مفتريه ) ههههه... وظننت الفتاه في الصوره تدخن الشيشه ( النارجيله ) . ظلمت ريم ههههه .

    ردحذف
  3. اخلاق مغتربه .... بالبدايه ظننت ان اسم البنت اخلاق هههههه فجارتي أسمها أخلاق
    ..علا العموم قصه حلوه ....ولا ان اظن ان هذا القصه ستصبح حقيقه في زمننا هذا فلقد ولى وانتها زمن الطيبين....صحيح مازال الناس الطيبين وفاعلين الخير موجودين ولكن ليس نفس هذه القصه

    ردحذف
  4. قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (الدين المعاملة) وفقك الله ياكنز الابداع وكم نحن بحاجة الى اظهار الدين الاسلامي المحمدي الاصيل الصافي من الشوائب دين الرحمةدين الانسانية دين العلم والمعرفة . ابدعتي ياكنز الابداع.الله يوفقك ويبعد عنك كل حاسد يالله.

    ردحذف
  5. فوق راسي اختي امل (كنز الابداع) والشكر لكي انتي ولابداعك

    ردحذف
  6. ملاحظة : التشبيه المذكور بالقصة (انواع الجوالات) هي فكرة أختي أسمى ، فشكراً لها

    ردحذف
    الردود
    1. وألمع به من تشبيه .. .. ★☆ ذكرني بهاتفي النوكيا القديم ماركة السلحفاه ههههه.

      حذف
  7. وصلتني تعليقات تنتقد طريقتي المستفزّة بالقصص الدينينة ! لن انشرها كيّ لا تثير البلبلة .. كل ما اردّت التنويه له بالقصة ، أن يتعامل الطلّاب المسلمون بدينهم وأخلاقهم الإسلامية في الغربة .. ولا أقول سوى
    ((لكم دينكم وليّ دين)) .. أما من على حق ومن على باطل ، فالله يحكم بين الطوائف يوم القيامة

    ردحذف
  8. كما قلت لك استاذة انا مسلمة و مؤمنة لكن عندي عقيدة اتبعها ان ليس دين الانسان هو من يوصله الى الجنة بل اعماله الكثير من الناس تتبع بوذا مثلا لكن طيبة قلبهم و اعمالهم هي الاهم و هي التي تجعل الله يحاسبهم عليها اكثر من دينهم الذي تربوا عليه و البيئة التي عاشوا بها برأي استاذة بيني و بينك نحن كمسلمين علينا ان نصبح اكتر ايجابية بنظرنا تجاه غير الاديان و نظر للاشياء الايجابية

    ردحذف
    الردود
    1. لا أقول سوى (الحق يعلو ولا يعلى عليه) .. تحياتي لك

      حذف
  9. انا اوافق الاخت سهام على رأيها نعم انا مسلم و افتخر و ملتزم لكن برأي افعال الانسان هي من تعجله الاحب الى قلب الله عز وجل و ليس ديانته و اعتقد انه يجب ان نلغي في عقيدتنا الاسلامية وصف كافر على شخص لم نر منه الا كل غير

    ردحذف
  10. مرحبا عافاكي الله قصصك جميلة جدا لكن اريد التوضيح لك انا كفتاة مسيحية انتم تكونون فكرة خاطئة عنا نحن لا نؤمن بثلاثة آلهة بالعكس نرفض ذلك نحن نؤمن بأله واحد له ثلاثة اقاليم الاقاليم هي تعني طبيعة الهية وهؤلاء الثلاثة هم واحد و ليس ثلاثة لن ادخل في جدل ديني لاننا لن نصل لنتيجة لكن فقط للتوضيح ليس لدينا في المسيحية ثلاث آلهة ابدا نؤمن بالمسيح هو من روح الله و الروح القدس جزء لا يتجزأ من الله نفسه حتى في القرآن معترف انه من روح الله حيث توجد آية تقول و نفخنا فيها من روحنا

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...