الخميس، 16 يوليو 2020

زوجة الأب العنيفة

كتابة : امل شانوحة

سأتخلّص من اولاده الواحد تلوّ الآخر

إستيقظ الولد سعيد (11 سنة , الذي يعاني من شللٍ كامل) بعد إحساسه بحرارةٍ عالية .. وحين فتح عيناه , رأى زوجة ابيه (سعاد) ترمي عليه اللحف السميكة رغم الجوّ الحار ! 
فصار يصرخ بصوتٍ مكتوم : امي , إنقذيني !! لا استطيع التنفس 
فقالت بخبث : اذاً توقف عن التنفس , وأرحني من همّك

ثم غطّت وجهه بلحافٍ سميك .. وخرجت من الغرفة , تاركةً الصبي يُصارع لالتقاط انفاسه ! 
***

في العزاء .. أخبرت الناس انها دخلت عليه بعد إنهائها الطبخ , لتجده مُزرق الوجه دون معرفة سبب وفاته ! 
(طبعاً بعد إعادتها اللحف الى الخزانة , قبل عودة والده واخوته من المدرسة) 

موته المفاجىء أثار شكوك اخته الكبرى مروى (13 سنة) ! فاتصلت بجدتها (والدة ابيها) التي نصحتها بأخذ الحيطة والحذر , والإنتباه على أخويها التوأمين (9 سنوات) ..
***

في منتصف العام .. أحضرت سعاد عريساً لمروى يكبرها بعشرين سنة .. وقبل الأب رؤيته , بعد الحاحٍ شديد من زوجته ..
الا ان مروى رفضت تقديم القهوة للخاطب وامه , لإصرارها على إكمال دراستها المتفوقة فيها .. 

وإلغاء الخطوبة أغضب سعاد التي خطّطت منذ زواجها بأبيهم على التخلّص من ابنائه الأربعة , ووعدتها بالعقاب لاحقاً .. لكن مروى لم تكترث لتهديداتها ..
*** 

في نهاية السنة الدراسية , أصرّ الأولاد الثلاثة على زيارة قبر امهم لإخبارها بنجاحهم الدراسيّ .. لكن والدهم اعتذر لسفرٍ مفاجىء في عمله , فتطوّعت زوجته بأخذهم بسيارتها الى هناك ..

وفي الصباح الباكر .. واثناء استعدادهم للذهاب الى المقبرة , طلبت سعاد من مروى إحضار غرضٍ من قبو الفلة ..
وبعد نزولها الى هناك , أقفلت الباب عليها وهي تقول :
- ستبقين وحدك هنا طوال العطلة الصيفية , فوالدك لن يعود قبل شهرين 

فطرقت مروى الباب بفزعٍ شديد , لكن لم يسمعها احد بعد خروج سيارة سعاد مع الولدين الى خارج الفلة , والتي أخبرتهما أن جدتهما أرسلت قريبها لأخذ مروى للمبيت عندها .. كما وعدتهما بالذهاب الى مصيفها البحري الذي تمتلكه عائلتها الثريّة..
***

في ظهر ذلك اليوم .. جلست سعاد في سيارة صديقتها , وهي تنهج بتعب .. فسألتها بقلق :
- مابك تلهثين ؟ واين سيارتك ؟
سعاد محاولةً إلتقاط انفاسها : تعطّلت في الطريق الرمليّ , ومشيت مسافة طويلة لأصل للطريق العام ..  
- اذاً سأتصل بشركة التصليح لكي ..
سعاد مقاطعة : لا داعي لذلك .. اساسا سيارتي قديمة وبها اعطال كثيرة , سأطلب من اهلي سيارة جديدة كهدية عيد ميلادي القادم

صديقتها : لطالما كنتِ فتاةٌ مدلّلة , لهذا فاجأني خبر زواجك من رجلٍ ارمل لديه اربعة اولاد !
- قبلت لأنني كبرت في العمر .. ولا تقلقي , اولاده لم يعودوا عقبة في طريق سعادتي 
- لم افهم ! 
سعاد : سأخبرك لاحقاً .. خذيني الآن لمصيف عائلتي , فحرارة المدينة لا تُطاق 
- واين تركتي الأولاد ؟
- عند جدتهم الخرِفة , هيا بنا 
***

بعد اسبوعين .. إتصل الأب بأمه ليسألها عن الأولاد (بعد ان أخبرته سعاد أنهم عندها)
فأجابته بصوتٍ متعبٍ ومبحوح : هم بخير , يقضون وقتاً سعيداً معي
- مابه صوتك ؟!
- نزلة برد بسيطة .. لا تقلق , ابنتك تهتم بي جيداً 
- ان ضايقك الأولاد , إتصلي بسعاد لتعيدهم الى المنزل
- الأفضل ان تأخذهم انت بعد عودتك بالسلامة
- كما تشائين امي

وتابع الأب عمله في المدينة المجاورة , وهو مرتاح بسير الأمور على ما يرام في غيابه ..
*** 

بعد شهر.. وصله اتصال من الشرطة بعد عثورهم على سيارة زوجته متوقفة في واديٍ صحراويّ , بداخلها جثة ولديه الصغيرين اللذين ماتا من الجفاف والحرّ , بعد ان تركتهما في الداخل في أيام الصيف الحارقة
ولم تستطع الشرطة القبض على سعاد , بعد قيام اهلها بتهريبها للخارج دون لومها على جرمها اللا انسانيّ !

فأسرع الوالد المكلوم الى منزل امه لسؤالها عن مروى .. لكن وجد بيتها فارغاً .. وحين سأل جارتها , اخبرته ان زوجته أخذتها لدار العجزة قبل ثلاثة اشهر !

فلم يصدّق الأب ما سمعه ! وذهب مباشرةً لدار العجزة , ليخبروه ان امه تحتضر .. 
فجلس قرب سريرها باكياً , قائلاً بحزن :
- لما اخبرتني ان الأولاد معك ؟
- زوجتك سرقت جوالي منذ ان رمتني هنا 
- ماذا ! أكانت تقلّد صوتك ؟ .. الملعونة !!
- اين اولادك الآن ؟ 

فانهار ابنها باكياً , وأخبرها بما حصل للتوأمين .. قائلاً :
- أشكّ انها قتلت سعيد ايضاً 
الجدة بفزع : واين مروى ؟
- لا اثر لها 
- هل ذهبت الى بيتك ؟
- يا الهي ! أيعقل انها تركتها هناك طوال العطلة الصيفية .. سأذهب حالاً .. ارجوك قاومي المرض يا امي , سأعود لإخراجك من هنا .. إنتظريني
***

وذهب الأب الى فلته .. وبحث في كل الغرف , دون ان يجد ابنته.. وقبل خروجه من المنزل , سمع شيئاً يسقط في القبو .. فأسرع الى هناك ليجد قفلاً حديدياً من الخارج , فكسره بصعوبة .. 

وحين دخل .. وجد مروى تلفظ انفاسها الأخيرة , ومن حولها بقايا عظام فئرانٍ عاشت عليها الفترة الماضية , بالإضافة لشربها قطرات الماء المُتسرّبة من المواسير الصدئة في القبو ..
فحاول إنقاذها , لكنها لم تنطق الا ببضعة كلمات :
- امي واخوتي ينادونني  
ثم اسلمت الروح !
***

وفي اليوم التالي .. أقام الأب جنازة لأولاده الثلاثة , بالإضافة لأمه التي فارقت الحياة بعد ساعة من دفن مروى .. وكله بسبب زوجته سعاد التي لم يعرف احد مكانها حتى اهلها , بعد تنقّلها بين عدّة مدن الأوروبية للتسوّق والسياحة !
***

بعد شهور .. واثناء قيادة سعاد في شوارع فرنسا خلال عاصفةٍ ثلجية , تعطّلت سيارتها على طريقٍ جبلي .. وأُقفلت جميع ابوابها اتوماتيكياً .. وأُضيء المكيف وحده رغم الجوّ البارد .. فحاولت كسر الباب دون جدوى 

وكان الطريق خالياً من السيارت , حيث لم يمرّ احد طوال ساعتين .. فاضّطرت للبس جميع الكنزات الصوفية التي أخرجتها من اكياس التسوّق في المقعد الخلفي , بعد شعورها بالصقيع .. واكثر ما اخافها ان جوالها لم يلتقط اي اشارة للإتصال بالشرطة ..

وبعد ان قاربت الشمس على المغيب , رنّ جوالها .. فأسرعت بالردّ وهي ترتجف من البرد :
- الو .. ساعدوني , انا اموت برداً 
قالتها بالفرنسية .. فسمعت صوتاً أفزعها بحق , وكان صوت حماتها المتوفية تقول لها : 
- اليوم ستنالين عقابك لقتلك احفادي

وقبل ان تعيّ سعاد ما يحصل ! رأت الولدين التوأمين في المقعد الخلفي يقولان لها :
- الموت برداً أهون من حرارة الصيف الحارقة 

فحاولت كسر الباب بما تبقى من قوتها , لترى زجاجها الأماميّ وقد اصطبغ بالدماء ! بعد ان رمت روح مروى فأراً ميتاً عليه , قائلةً لها من خارج السيارة : 
- تذوقيه ان كنت جائعة .. فهو ما اكلته طوال شهرين بالقبو , بالإضافة للحشرات المقزّزة 

ثم شاهدت سعيد يقترب من اخته , وهو يمشي دون إعاقة ! حاملاً لحافاً سميكاً بيديه , وقائلاً بسخرية :
- امي .. 
مروى معاتبة : لا تنادي الملعونة بأمي 
سعيد : معك حق .. سعاد !! اظنك بحاجة لهذا اللحاف الذي كتمت به انفاسي , أتذكرين ؟ 

فأغمضت سعاد عيناها وهي تصرخ بخوف :
- اتركوني وشأني !!
لتتفاجأ بأم الأولاد تجلس بجانبها في السيارة , تسألها بغضب : 
- لما قتلتي اولادي يا مجرمة , يا عديمة الرحمة ؟!!
سعاد وهي تبكي : رغبت بالعيش وحدي مع زوجي , وهو حلم كل عروس  
الأم : اذاً ما كان عليك الزواج بأرمل مع اولاد منذ البداية !!
سعاد : ظننت باستطاعتي تحمّلهم , لكني فشلت .. ارجوكم سامحوني جميعاً 

وحين لم تسمع إجابتهم ! فتحت عينيها , لتجدهم مجتمعين خارج السيارة برفقة روح الجدة التي انضمّت اليهم , والتي أمرتهم : 
- إدفعوا السيارة نحو الهاوية !!

فبدأت سيارتها تهتزّ وهي تقترب رويداً رويداً من حافة الجبل .. وسعاد تصرخ بهستيريا محاولةً الخروج من الباب المقفل بإحكام , وهي تترجاهم أن يتركوها وشأنها .. 
ثم راقب الجميع سيارتها وهي تتدحرج للأسفل , الى ان استقرّت بقاع الوادي.. 

الأم : إنتقمنا منها اخيراً , هيا لنعود من حيث أتينا 
الجدة وهي تنظر للوادي : ليس بعد 
مروى : ماذا تنتظرين يا جدتي ؟ 
الجدة : هاهي قادمة

وارتفعت روح سعاد المُصابة بالكسور والجروح من الوادي , لتتوقف قربهم وهي غاضبة :
- هل ارتحتم الآن بعد انتقامكم مني ؟!!
الجدة بلؤم : ومن قال اننا انتقمنا
الأم بغضب : نعم , الإنتقام يبدأ الآن

وهجمت الأرواح عليها لضربها بعنف وعضّها وشدّ شعرها .. وسعاد تصرخ بألم , الى ان قدمت الملائكة للفصل بينهم .. ورفعوا العائلة الى السماء .. 

فضحكت سعاد ساخرة , قائلة بصوتٍ عالي وهي تراهم يختفون خلف الغيوم :
- اخيراً افترقنا يا ملاعيين !!! 
فقال لها الملاك : معك حق , لن تلتقي بهم ثانيةً ..فهم ذاهبون الى الجنة , وانت الى الجحيم

ثم أنزلها معه لأسفل الأرض , لتعلو صرخاتها الفزعة بعد إحساسها بلهيب جهنم الذي سيحرق روحها لأبد الآبدين !

هناك 4 تعليقات:

  1. ملاحظة : الجرائم المذكورة بالقصة حقيقية مع الأسف , حصلت لأطفال مع زوجات ابائهم .. عدا عن قصة الفتاة التي أحرقتها زوجة ابيها بالأسيد .. والطفلة التي نحرتها في ساحة المدرسة !

    ولوّ ان زوجة الأب عاملت اطفاله كأنهم اولادها , لربما زرع الله الحنان في قلوبهم وجعلهم بارّين بها (أكثر من ابنائها) واهتموا بها في كبرتها .. لكن الغيرة سبب معظم الجرائم .. أبعد الله شرور اولئك النسوة عن الجميع ..

    ردحذف
  2. أبدعتي ک عادتكك بالتوفيق لک.
    تحياتي منن ليبيا ⁦♥️⁩

    ردحذف
  3. مؤلم الواقع مؤلم .... تحيه طيبة من اليمن

    ردحذف
  4. الى الوفيه استاذه امل
    كيف الحال وكيف امور لبنان التي لاتبشر بخير
    القصه زوجة الاب مؤلمه
    حصلت عنا نفس القصه اب قتل ابنته
    القصه حصلت ب 2010
    قتلها ورماها بئر وكشفت القصه بالصدفه
    لان الاب باع البيت بعد الجريمه واشترى البيت رجل بعد سنوات
    ب2020 اراد عمل البئر ليكشتف الجثه وات الشرطه
    اكتبي قصة نورا او نوره اسعيد
    القصه كشفت اول امس
    تحياتي كاتبة جاكلين
    القصه الثانيه
    روووعه
    ومؤلمه ايضا عن الحرب الاهليه التي رائحتها بالافق
    اخ منها منال دمرت البلد
    بعملتها رغم النيه السليمه لها
    همسه قضة نورا لها زوجة اب واخوه
    وام مطلقه ولها ابن وهي مطلقه
    تحياتي لك

    ردحذف

مسابقة الجدارة

تأليف : امل شانوحة منصبٌ رفيع إستوفى خمسة شباب شروط الوظيفة في شركةٍ مرموقة .. واجتمعوا في مكتب المدير العام (أغنى تجّار البلد) الذي قال لهم...