الخميس، 2 مايو 2019

التخاطر الروحيّ

تأليف : امل شانوحة

الإتصال عن بعد !

في أواخر القرن 19م .. حاول فريدرك إقناع استاذه بدراسةٍ يُجريها عن إمكانية إنتقال الأفكار ، ومعرفة السبب وراء التزامن في التفكير بين شخصين , مُطلقاً عليه مصطلح : التخاطر الروحيّ 

لكنه لم يحصل على الدعم الكافي لمتابعة أبحاثه .. وكان على وشك التخلّي عن فكرته , قبل ان تقترح عليه زميلته جاكلين مشاركته في تطبيق نظريته وتجاربه .. 

فجلس معها في مكتبة الجامعة , وأخبرها بخطوات نجاح التخاطر بينهما .. قائلاً : 
- عليك اليوم مساءً وفي تمام الساعة الحادية عشر وقبيل نومك , ان تنظّمي تنفّسك بين شهيقٍ وزفير .. ثم تتخيلي شكلي وانا انتظر رسالتك ..وانت مقتنعة تماماً بأني أستقبلها , وكأنني واقفٌ امامك وجهاً لوجه
جاكلين : وما مضمون تلك الرسالة ؟

فريدرك : دعينا بالبداية نفكّر بشيءٍ بسيط , كنوع من الفاكهة مثلاً .. ولا تخبريني نوعها الآن .. فقط إرسلي الليلة صورتها , وانت تتخيلي طعمها وملمسها .. وسأحاول غداً إخبارك ماهي ..
جاكلين : يعني أرسل لك الكلمة مباشرةً , ثم أُنهي الرسالة ؟ 
- نعم , وتنامين بعدها دون التفكير بشيءٍ آخر .. هل تستطيعين فعل ذلك ؟
- سأحاول .. لكن ماذا ستفعل انت في المقابل ؟
فريدرك : سأكون مستلقي بفراشي باسترخاءٍ تام , محاولاً إستقبال رسالتك دون التفكير بشيءٍ آخر .. والآن لنعدّ الى بيوتنا , وغداً نلتقي في المكتبة بنفس الموعد
- إتفقنا
***  

في اليوم التالي .. وما ان دخلت جاكلين المكتبة , حتى وجدته يرفع كرّاسته نحوها , وقد رسم عليها صورة تفاحة .. 
فابتسمت له وهي تهزّ رأسها إيجاباً .. 
فتقدمّ نحوها وهو يسألها باهتمام :
- أحقاً هذا ما فكّرت به البارحة ؟!

جاكلين بسعادة : نعم !! أحلف لك .. حتى انا متفاجئة من نجاح نظريتك .. لكن مالذي أحسسّت به بالفعل ؟
- وكأنك أعطيتني تفاحةً حمراء لأتذوّقها 
جاكلين بدهشة : وهذا بالفعل ما تخيّلته ! 
فريدرك بحماس : ممتاز !!
- اذاً دعنا نخبر الأستاذ ..
فريدرك مقاطعاً : لا !! لن يصدّقني الآن .. دعينا أولاً نطوّر التخاطر بيننا .. وندوّن تجاربنا في بحثٍ مفصّل , نقدّمه لاحقاً لإدارة الجامعة 
- وانا معك يا صديقي 
*** 

وتطوّرت نوعيّة الرسائل التخاطريّة بينهما مع الأيام ..وأصبح بإمكانهما إرسال رسالةٍ خطّيةٍ ذهنيّة مكوّنة من سطرٍ واحد لبعضهما , في أيّ وقتٍ كان ! 

وأصبح الأمر سهلاً بعد شهورٍ من الممارسة اليوميّة , حيث صارا يتواصلان ذهنياً أثناء المحاضرات الجامعية , وحتى في منامهما.. 
***

وفي أحد الأيام .. إقترح فريدرك ان تتخيّل انها زارته في بيته مساءً .. ورغم تردّد جاكلين , الا انها وافقت على إتمام التجربة .. 
فقال لها :
- غداً قبل ان تنامي إشتمّي هذا العطر , فقد أحضرت لكلانا زجاجتين منه لنشتمّ الرائحة ذاتها , لربما يُساعد ذلك في إلتقاء أرواحنا !.. ثم تخيّلي انك تلبسين ثياب سهرة , سوداء اللون .. وتقتربين ببطء من غرفتي , حيث انتظرك هناك
فسألته بقلق : وماذا سيحصل بعدها ؟
فأجاب بابتسامةٍ حنونة : سنعرف الإجابة غداً 
*** 

وفي اليوم التالي .. لم تقابله جاكلين في المكتبة ! 
فبحث عنها طويلاً , الى ان وجدها تدرس وحدها في ساحة الجامعة .. 
وحين جلس بجانبها , حاولت تجاهله بالنظر الى كتابها .. 
فقال ممازحاً :
- مابك جاكلين ؟ كان مجرّد حلمٍ جميل
فأجابته بضيقٍ وتوتر : لا اريد إكمال التجارب بعد اليوم 
وحاولت الإبتعاد عنه , لكنه أمسك يدها قائلاً :
- البارحة لم تكوني خجولةً هكذا ! 
فقالت بغضب : أترك يدي يا فريدرك !! 
- حسناً إهدأي .. (ثم سكت قليلاً) .. ما رأيك لوّ نحوّل حلمنا الى حقيقة ؟

فسألته بقلق وارتباك : ماذا تقصد ؟!
- أعني ان نتزوج بعد تخرّجنا مباشرةً 
- بعد شهر ؟! 
فريدرك : نعم , فأنا أعيش وحدي في شقة أهلي بعد وفاتهم بحادثة القطار , وهي مفروشة بالكامل .. ويمكننا الزواج فيها , لنكرّر تجربة البارحة مراراً 
فابتعدت عنه , بعد ان احمرّ وجهها خجلاً .. فعرف انها وافقت عليه 
***

وبعد الزواج .. صارا ماهران في التخاطر , حيث كانت ترسل له طلبات المنزل ذهنيّاً أثناء عمله .. وهو بالمقابل يُخبرها بنوع الطبخة التي يريدها قبل قدومه الى بيته .. 

وعاشا سعيدان لسنوات مع طفلهما , الى ان بدأت الحرب !
وتمّ تجنيد فريدرك برتبة ضابط , قبل تمكّنه من نشر أبحاثه عن التخاطر بعد إنهائه مسودّة كتابه  .. 

فودّع زوجته وابنه قبل سفره , قائلاً لجاكلين :
- أتدرين انك ستكونين أكثر حظاً من بقيّة النساء اللآتي ستنقطع أخبار أزواجهنّ مع اشتداد المعارك , فأنتِ يمكنك مراسلتي ذهنيّاً متى تشائين , وكأننا لم نبتعد يوماً عن بعض 
جاكلين : أفكّر ان أعلّم طريقة التخاطر لبقيّة النسوة 
- لن تنفع , لأن على الطرفين إتقانها .. وانت تعلمين رجال بلدتنا لا يؤمنون بهذه الخرافات , مع الأسف .. المهم , لا تنسي ان تطلعيني على أخبارك انت وابني على الدوام
- سأفعل كل يوم ..وانت ايضاً لا تنساني 
- سأحاول عزيزتي

وقبّلها هي وأبنه .. ثم أسرع للمحطة , للحاق بفرقته العسكريّة المسافرة الى المنطقة المتحاربة ..
***

إمتدّت المعارك لشهورٍ طويلة , نجحت جاكلين فيها أكثر من مرة بالتواصل مع زوجها تخاطريّاً , لكن بعض محاولاتها فشلت لانشغال فريدرك بمهمّاته العسكريّة 

وفي نهاية فصل الشتاء من ذلك العام .. وصلتها رسالة من الجيش يخبرونها بمقتل زوجها مع أفراد كتيبته , بعد وقوعهم بكمين للإعداء .. 
وانهارت جاكلين , كما بقيّة الزوجات لسماعهم الخبر .. 
وأُقيم في مدينتهم قدّاس كبير عن روح الشهداء 
***

وبعد اسبوعين من انتهاء العزاء .. إقترب منها إبنها (6 سنوات) أثناء انشغالها بسلق البطاطا للغداء , بعد قلّة الموارد الغذائية بسبب الحرب .. قائلاً :
- امي !! رأيت ابي البارحة في المنام , وكان غاضباً منك لأنك لم تعودي تكلّميه 
جاكلين بدهشة : ماذا قلت ؟! أمتأكّد انك رأيته ؟
ابنها بحزن : نعم .. كان في مكانٍ يُشبه السجن , وكان وجهه ينزف كثيراً 
- لا تبكي يا صغيري , أظن والدك مازال حيّاً .. (ثم تنهّدت بضيق) .. يا الهي ! كيف نسيت موضوع التخاطر 
- هل هو فعلاً بخير يا امي .. ام ميت , كما قال لي ابن الجيران ؟ 
جاكلين بقلق : سأعرف الإجابة الليلة , بنيّ
***

في المساء وبعد نوم ابنها .. حضّرت جاكلين نفسها لبدء عملية التخاطر , بعد ان قرأت مسودّة كتاب زوجها (التي تحتفظ بها) لإتقان الطريقة من جديد ..

وفي منامها : ((شاهدت نفسها تسير في أرضهم المحتلّة من الأعداء , دون ان يروها ! ثم دخلت ثكّنتهم .. ونزلت الأدراج نحو مكانٍ إضاءته خافته , يتردّد فيه صرخات المساجين بسبب الضرب والتعذيب .. ومشت في الممرّات , الى ان وصلت الى سجنٍ إنفرادي مُعتم.. وجدت فيه فريدرك جريحاً وآثار التعذيب واضحة على جسمه , وكان يأنّ بألم في زاوية زنزانته القذرة .. وما ان رآها تقف بقربه , حتى مدّ يده اليها وهو يقول بعينين دامعتين :
- جاكلين ! أخيراً أتيتِ .. الم تعديني ان تستمري بالكلام معي؟
فأجابته وهي تمسك بيده , وتبكي : آسفة حبيبي .. ظننتك ميتاً ! 
- سأموت حتماً ان بقيت هنا .. ارجوك ساعديني))

واستفاقت جاكلين فزعة من نومها ! لكنها شعرت براحة بعد تأكّدها من بقاء زوجها على قيد الحياة
*** 

وما ان أشرقت شمس اليوم التالي , حتى أسرعت جاكلين الى مركز بلدتها العسكريّ (المسؤول عن تجنيد الشباب وإرسالهم لأرض المعركة) وأصرّت على التكلّم مع القائد .. 
وحين دخلت مكتبه .. أخبرته بأن زوجها بخير , بعد ان شرحت موجزاً عن مفهوم التخاطر الذهنيّ 

القائد بلؤم : ما هذه الخرافات ؟! أتريديني أن أُرسل جيشاً الى ثكنة  الإعداء , فقط لأن حدسكِ يخبركِ بأن زوجك مسجوناً هناك ؟!
جاكلين : سيدي .. هو ليس وحده , بل معه بعض افراد كتيبته الذين نجوا من الكمين .. وإن كنت لا تصدّقني , أستطيع ان أرسم لك أماكن بوّابات الثكنة ومعتقل التعذيب , فأنا رأيت جميع التفاصيل في ..
مقاطعاً وبسخرية : في منامك .. عزيزتي , انت رأيت كابوساً وانتهى الأمر .. فأعدائنا ليس من عادتهم إبقاء الأسرى احياء , لذا تقبّلي موته كالأخريات , واكملي حياتك دونه .. (ثم قال بابتسامةٍ خبيثة) .. أمّا إن كنت أتيتِ اليّ بعد ان فاضت بكِ الأشواق والمشاعر , فيمكنني حلّ هذه المشكلة 

فخرجت من عنده وهي تكتم غضبها , وتلعن وقاحته (في قلبها) ..
***

وعلى مدى اسبوعين .. حاولت جاكلين كثيراً إيصال فكرتها للقادة العسكرين لإنقاذ زوجها , لكن دون جدوى ! 
فاستعانت بإستاذهما الجامعيّ القديم , لكنه مازال لا يصدّق بأبحاث فريدرك بعلم النفس .. رغم إطلاعه على مسودّة كتابه , الذي أعاده لها بعد يومين وهو يقول : 
- كانت خيالاته قوية ! رحمهُ الربّ

جاكلين بعصبية : لم تكن خيالات !! بل جميع التجارب المكتوبة في الكتاب نجحت بيني وبين زوجي 
الأستاذ باستخفاف : هذا لأن هناك عشقٌ بينكما , ولا دخل للتخاطر بالموضوع .. اما عن فريدرك , فمن رأيّ ان تصدّقي كلام قادتنا العسكريين , فهم أعلم بمصير جنودهم 
جاكلين بغضب : زوجي لم يمت !! وسأثبت ذلك للجميع  

وخرجت من مكتبه وهي تشعر بيأسٍ كبير !
***

ولم يتبقّى امامها سوى السفر مع ابنها الى قرية زوجها .. 
وفور وصولها الى هناك , توجّهت الى بيت جده الذي قام بجمع أعمام فريدرك واولادهم , بعد ان أطلعته جاكلين على كل شيء.. 
ورغم انهم جميعاً لم يصدّقوا منامها , الا ان الجد فاجأهم قائلاً بحزم :
- حفيدي فريدرك بخير !! وزوجته تعرف اين هو .. فماذا تنتظرون لإنقاذه؟ 
فأجابه أكبر ابنائه : لكن ابي ! نحن سنخاطر بحياتنا لشيءٍ غير مؤكّد , وربما نُقتل جميعنا

الجد بعصبية : وهل تفضلّون البقاء في بيوتكم الى ان يصلنا جثمان حفيدي , ام تستشهدون في محاولة إنقاذه ؟ .. فريدرك لم يمت !! وإحساسي يُوافق منام زوجته , وحدسي لم يخطئ يوماً .. لذا دعوا جاكلين تدلّكم جيداً على مكانه .. ومن ثم تتسلّحون جيداً , بعد ان تلبسوا بذلات العدو التي نزعناها من جثثهم في معاركهم السابقة معنا , ستجدونها في مخزن رئيس البلدية .. وانت يا جون !! ستتكفّل بالكلام مع حرس الثكنة , لأنك تتقن لغتهم .. وبعد إنهائكم مهمّة هذه الليلة بنجاح , تعيدون حفيدي الى هنا حيّاً .. هل كلامي مفهوم ؟!!

فقبل خمسة منهم إقتراح والدهم , وعاد الباقون الى بيوتهم ..
ثم استمع المتطوّعون بتركيزٍ واهتمام الى شرح جاكلين لخريطة الثكنة التي رسمتها لهم , كما رأتها في تخاطراتها الأخيرة مع زوجها المعتقلّ .. 

ومن بعدها , ذهب الرجال الى بيوتهم لتجهّز لتنفيذ الخطة 
***

في المساء .. وبعد ذهابهم للمهمّة , أتتّ زوجاتهم غاضبات الى بيت الجد لمعاتبة جاكلين على مخاطرتها برجالهنّ من أجل منامها السخيف .. لكن الجد دافع عنها وأمرهم بالعودة الى بيوتهنّ .. كما طلب من جاكلين البقاء في بيته لحين عودة الرجال مع زوجها .. وبدورها حاولت (في غرفة الضيوف) القيام بالتخاطر لإخبار فريدرك بما حصل .. لكنها فشلت بالإتصال معه , ممّا جعلها متوترة للغاية !
***

في ثكنة الأعداء .. واثناء نوم الجنود , وبقاء حارسين للحراسة .. تسلّل الرجال الخمسة من البوّابة الخلفية التي وجدوها في المكان ذاته الذي حدّدته جاكلين في خريطتها !

ثم نزلوا سريعاً نحو المعتقل , بعد ان قال جون للحرس بلغتهم : إنهم يريدون تفتيش السجن بأوامر عليا .. 

وقد حاولوا كتمان سعادتهم حين رأوا ابن عمهم حيّاً في زنزانته , لكنه كان فاقداً الوعيّ من شدة التعذيب ! 

واستغلّوا وجود حارسٍ واحد على بابه , ليقوم أحدهم بخنقه حتى الموت.. ثم بدلّوا ملابسه مع ملابس فريدرك , وحبسوه مكانه .. 
ثم أسندوا قريبهم وأخذوه للأعلى .. 

وقبل خروجهم من البوّابة الخلفية , ناداهم حارس المراقبة من فوق السور 
- هاى انتم ؟!! ماذا تفعلون ؟
فأجابه جون بارتباك : زميلنا يعاني من تسممٍ حادّ , سنعالجه في المستشفى القريب من هنا 
فقال الحارس : ذلك المستشفى لأهل المدينة , وقد يقتلوكم جميعاً .. الأفضل ان تأخذوه الى عيادتنا داخل الثكنة 
فأجابه جون : لا تقلق , سنبدّل ملابسنا قبل وصولنا الى هناك .. كما انني أتقن لغة البلد
الحارس : إذاً خذه وحدك , وليعود الجنود الأربعة الى ثكنتهم حالاً!!

ففكّر جون سريعاً , قبل ان يقول : جميعنا ذاهبون في مهماتٍ خارج المعسكر .. وان كنت لا تصدّقنا , يمكنك سؤال القائد
الحارس بتردّد : لا طبعاً !! قائدنا عصبيٌّ جداً , ولن أيقظه بشأن أمرٍ تافهٍ كهذا .. هيا أخرجوا !! وعودي الى هنا فور انتهاء مهمّاتكم 
ولم يصدّق الشباب نجاح خطتهم بهذه السهولة ! 

وفور خروجهم من الثكنة , قام أقواهم بحمل فريدرك الجريح .. ثم تعمّقوا في الأدغال متوجهين لقريتهم , مستعينين بقناديل أخفوها هناك
***

وفي بيت الجد .. إحتضنت جاكلين زوجها بعد استيقاظه .. لكنه مازال يهلوّس من ألمه , غير مُدركاً بما حصل !

فأسرع أحدهم بجلب طبيب القرية اليه , والذي عالج كسوره وقطّب له جروحه العديدة 
ثم رجع أقاربه الخمسة الى بيوتهم بعد الإطمئنان عليه .. 

وقد غفت جاكلين على الكرسي امام سريره من شدة التعب , بعد ان غيّرت طوال الليل الكمّادات الباردة فوق جبينه للتخفيف من حرارته المرتفعة .. كما دهنت المرهمٍ طبّي فوق أورام الرضوض المنتشرة بكافة انحاء جسمه الذي تعرّض للكثير من التعذيب الوحشيّ !  
*** 

في صباح اليوم التالي .. إستعاد فريدرك وعيه بعد تناوله الفطور الذي أعدّته زوجات أقاربه اللآتي قدمنّ للإعتذار من جاكلين .. 
وحين استيقظ ابنه ورأى والده حيّاً ! إرتمى فوق صدره وهو يبكي من الفرح.. وكان والده فخوراً به لاستقباله إشارات التخاطر الذي ارسلها له , بعد فشله بالتخاطر مع زوجته حين صدّقت بوفاته (في بادىء الأمر)
***  

في عصر ذلك اليوم .. وصلت رسالة خطيّة من فريدرك الى قائده يخبره فيها : عن وقوع بعض افراد كتيبته بالأسر , وبأنهم على وشك الموت اذا لم يتمّ إنقاذهم سريعاً , خاصة بعد هربه من المعتقل ! 

وبعد تأكّد القائد من هذه المعلومات , قام بإعطاء اوامر فوريّة بغزوّ ثكنة الأعداء الذين هربوا بالأدغال فور رؤيتهم لكتيبتين عسكريتين ضخمتين متوجهة نحوهم , تاركين الأسرى بالسجون ..والذي تمّ علاجهم , قبل تسريحهم الى بيوتهم , لتستقبلهم عائلاتهم بالدموع بعد ان أعتقدوا لشهورٍ طويلة بوفاتهم !
***

بعد اسابيع في بيت الجد , التأمت أخيراً جروح فريدرك الذي أصرّ على العودة مع عائلته الى المدينة , ليتمّ تكريمه هناك بنيشان الشجاعة بعد تقهقر العدو عن محيط منطقتهم .. كما أهدوا زوجته درع الوفاء لإنقاذها زوجها وجنود كتيبته من موتٍ محقّق 

وقد تمّت طُباعة كتاب فريدرك للتخاطر على نفقة الدولة , ليتمّ تعليمها لاحقاً لأفراد الجيش والمخابرات السرّية .. ومن بعدها أُدرج ضمن نظريات علم النفس التي دُرّست في الجامعات حول العالم ! 

وبالرغم من التفاصيل المذكورة بدقّة لخطوات التخاطر في كتابه الا ان القليلين أجادوها , كما فعل فريدرك في تواصله البيّن مع زوجته جاكلين التي أنقذت حياته  

ومازال علم التخاطر موضع جدال علميّ الى يومنا الحالي !
*********

ملاحظة :
التخاطر (بالإنجليزية : Telepathy) هو مصطلح صاغه فريدرك مايرز عام 1882م , وساعده زملائه في إثبات نظريته التي تعتمد على الحاسّة السادسة والإدراك فوق الحسّي , او ما يسمّى بالإستبصار .. 

وقد تمّ إستخدام هذه النظرية كثيراً في افلام الخيال العلميّ !
- اما موضوع الحرب في القصة , فهي من تأليفي ..أتمنى ان تعجبكم

هناك 10 تعليقات:

  1. ملاحظة :
    سأتوقف عن الكتابة حالياً , وألقاكم بإذن الله بعد عيد الفطر .. كل عام وأنتم بخير

    ردحذف
  2. سنفتقدك بالتاكيد عزيزتى

    ردحذف
  3. شكرا أساتذة أمل على هذه القصة الجميلة
    ذكرتيني برواية خيالية رائعة وجميلة فيها تخاطر بين الأم وزوجها أو أحد أبنائها هي رواية عالم العناكب لمؤلفها كولن ولسن... رواية جد رائعة ومشوقة..
    تحياتي أستاذة أمل وراح نفتقد كتاباتك الجميلة
    رمضان مبارك لك ولكل متابعيك

    ردحذف
  4. I will miss your amazing stories
    Ramadan kaRim❤

    ردحذف
  5. أولا رمضان كريم للجميع
    قصة رائعة ومميزة تبث الأمل في روح الإنسان أعجبني دور الأب جزاك الله خيرا يا أختي ،
    سنشتاق لك كثيرا
    دمتي في حفظ الرحمن.

    ردحذف
  6. اول مرة اقرا قصة لكي بمدونتك الخاصة
    جميلة

    ردحذف
  7. ....سلامة عليكم أمل شنوحه تحيه لكي منبعها القلب ..لقد أثرت في قصصك كثيرا ..كل يوم انتضر قصتك والله أنا من معجبيك ومن متبعيك وبعثت أكثر من تعليق.. ولكن لم يصل بسبب نت اتمنه

    ردحذف
  8. أمل شنوحه أثرت قصصك في اول سلام نتمنه الك توفيق أنا من معجبيك ومتبعينك... اول قصه كتبتيه .كنت عن رغبين في لانتحر.... لقد أعجبتني وأثرت بي قصصك في كل حرف قلتيه لقد احببت لكتبه انا كذلك من متبعين موقع كابوس ولكن ولله قصصك اثرت في امل شنوح تمنه لك توفيق وتمنه تعملي موقع خاصه بيك مثل موقع كابوس.. وتعملي حسن منو.... في لفتره لاخيره كتبت قصه وأريد مشركتها.... في موقع كابوس.. ولكن أريد انسمع رأيك في رويه لتي سأكتبه انا والله قرأت قصصك حبيت نكتب..أ سمي محمد... محمود... ورويه لي نكتبه نحبك تعطني رأيك فيه انا لم أرسلها..بعد أسام رويه كابوس صرخ في نوم... وقتبستها من جزاء من حيتي

    ردحذف
    الردود
    1. أرسلها على صفحتي على الفيسبوك بإسم Amanie Shalabi
      الرابط
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100011737838326

      وسأخبرك ان كان أفضل ان ترسلها لموقع كابوس كقصة , ام كتجربة واقعية .. فالمشرفون ينشرون التجارب للجميع , لكنهم يتشدّدون بموضوع القصص الأدبية .. تحياتي لك

      حذف

مسابقة الفيلم الدموي

تأليف : امل شانوحة  الزومبي الكومبارس  فور دخول الشباب 12 الى المسرح (الذي سيقام فيه احداث الفيلم المرعب ، والذي بُنيّ على شكل قبّةٍ زجاجيّة...