الاثنين، 31 أكتوبر 2022

نظام التموضع العالمي

كتابة : امل شانوحة 

(GPS) 


قبل عام 2004 لم يكن نظام التموضع العالمي موجود في الجوالات .. وبسبب الإتاحة الإنتقائية ، تلقّى المستخدمون المدنيّون إشارات أقل جودة من الإستخدام العسكريّ .. 

لهذا لجأت شركات التقنيّة والتكنولوجيا للإستعانة بموظفين لرسم الطرقات مع التسجيل الصوتي لاتجاهات الطرق ، ومعلومات عن الموقع ووقت الوصول حسب الأحوال الجويّة للمكان الذي اخترته ، عبر جهازٍ مُصغّر يوضع بالسيارات الحديثة آنذاك

***


وفي ذلك العام .. دار نقاشٌ في موقع ((مايّ سبيس)) عن الجي بي أس الجديد في البلد 

فنقده الشاب الأول قائلاً :

- إستخدمته قبل فترة ، فدلّني خطأ على عنوان الشركة التي اردّت التوظّف فيها.. وعندما شعرت بالضياع ، أوقفت الجهاز وسألت المارّة .. لأصل متأخراً على مقابلة الوظيفة التي لم أجد مثلها لليوم 


فردّ الثاني : حصل الشيء ذاته معي ! وتتبّعت الجهاز للوصول لإمتحان الدخول بالجامعة.. لكنه ظلّ يوجّهني لأماكن بعيدة ، وإنعطافات لا لزوم لها ، حتى وصلت مع خروج الطلّاب.. والآن عليّ إنتظار السنة التالية لتقديم الإمتحان  


فقال الثالث : اما انا ، فدلّني الجي بي أس على مطعمٍ مُغاير للذي تنتظرني فيه حبيبتي التي تعرّفت عليها منذ ثلاثة أشهر .. وبسبب تأخري ، ألغت حسابها ، ظناً بأني شخصٌ مُتلاعب !


الشاب الرابع : مشاكلكم بسيطة لما حصل معي .. فقد عُدّت للوطن ، بعد غربة عشرين سنة .. وعندما أصيبت امي بنوبةٍ قلبيّة مفاجئة ، إتبعت الجهاز اللعين للوصول للطوارىء .. فأخذني عن طريق الكورنيش المزدحم ، لتموت بجانبي بالسيارة .. لأعلم لاحقاً أنه كان بإمكاني الوصول للمستشفى من الطريق السريع ! لهذا أقترح معاقبة المسؤول عن إصدار الجهاز عديم الفائدة .. 

- وكيف سنعاقبه ؟ 


الشاب الرابع : كنت متردّداً بهذا الشأن .. وطالما تأذّيتم مثلي ، فقد عقدت العزم على تتبّع الموظف المُهمل من نظام شركته التقنيّة .. فما لا تعلموه عني ، انني هاكر محترف 

- وهل تستطيع الوصول لتلك المعلومة المهمة ؟  

الهاكر : أتركوا الموضوع لي .. سأراسلكم قريباً لإطلاعكم بالمستجدّات  

***


واستطاع الهاكر خلال ايام إختراق ارشيف الشركة ، ومعرفة اسم المسؤول عن التسجيل الصوتي للطرقات على جهاز التعقّب الخاصّ بالسيارات 


كما علم من السجلّات أن الشركة طردت الموظف المُهمل الذي لم يخترّ أسرع الطرق للوصول للمنطقة المنشودة .. رغبةً بإنهاء مهمّته سريعاً ، والحصول على المكافئة المالية !

 

ولم يعرف مدير الشركة بسوء الجهاز إلاّ بعد تلقيه العديد من شكاوي المواطنين .. فقدّم المدير إعتذاراً لهم ، وألغى الجهاز القديم .. ووعد المشاركين بإنزال نسخة جديدة من الجي بي أس بعد تعينه خبراء طرق ، والذي ستطرحه الشركة قريباً 


لكن قرار المدير لم يكن كافياً للهاكر ورفاقه الذين تضرّروا فعليّاً من النسخة القديمة للجهاز .. 

فاتفق الهاكر معهم على معاقبة الموظف المُهمل ، بعد نسخ ملفه من ارشيف الشركة 

***


بعد اسبوع ، إستيقظ جاك من نومه متأخراً (لأنه عاطل عن العمل بعد طرده من عمله الشهر الفائت) 

وتفقّد صندوق بريده ، ليجد رسالة مكتوباً فيها :

((نشكرك على مجهودك بإصدار جهازٍ عديم الفائدة .. وبسبب إضرارك بالكثير من العملاء ، قرّرنا معاقبتك على إهمالك الوظيفيّ بإجبارك على استخدام جهازك ، لتعقّب العناوين التالية التي تخصّ سلامة امك واخوك وزوجتك وابنك الذين اُختطفوا هذا الصباح ، وعليك إيجادهم في الوقت المناسب لإنقاذ حياتهم .. ستجد بظرف الرسالة ، صورهم الأخيرة))


وكانت الصورة الأولى لأمه وهي مقيّدة في حوض الإستحمام .. وخلف الصورة ، مكتوباً الشرح : 

((الصنبور يُعبئ الحوض ببطء ! فإن لم تجدها بالوقت المناسب ، ستموت غرقاً))


اما صورة اخيه : فكان مقيّداً فوق ناقلٍ متحرّك ، يمشي ببطء باتجاه قطّاعة الخشب .. وعليه فكّه بالوقت المناسب قبل بتره لنصفيّن !

اما زوجته : فدُفنت حيّة بحديقةٍ ما .. وعليه إيجادها قبل انقطاع نفسها !

اما ابنه : فمقيّد على سكّةٍ إفعوانيّة ، وعليه تحريره قبل مرور لعبة القطار فوقه !


وأُرفق مع الصور جهاز التعقّب القديم ، وعليه عناوين اقاربه الأربعة .. مع ملاحظة :

((إسرع ، فحياة أحبّائك في خطر))

***


وعلى الفور !! توجّه جاك لمدينة الملاهي القريبة من منزله ، التي ميّزها من الصورة ، فهو دائماً يلاعب ابنه هناك .. ولهذا لم يشغّل جهاز التعقّب ، ووصل للعنوان بغضون دقائق .. ليجدها مُغلقة نهاراً !  فتسلّق السور  


وكان ابنه مقيّداً بالفعل بالسكّة الحديديّة ، والقطار في الجهة المقابلة يصعد ببطء .. وعليه تحريره ، قبل نزول القطار بسرعة اتجاهه .. فحاول اولاً إيقاف اللعبة ، لكن يبدو احدهم يتحكّم ببرمجة القطار من حاسوبه !  


فأسرع نحو السكّة ، ليجد ابنه منهاراً بالبكاء .. واستطاع فكّ رباطه بصعوبة ، قبل ثواني من توجّه القطار نحوهما .. ولو تأخر قليلاً ، لبترت قدميه بأسوء طريقة !  


وبعد أن حضنه ، سأله :

- من خطفك ؟

الولد : شخصٌ مقنّع وضع قماشةً رطبة على انفي ، قبل دخولي الى المدرسة .. واستيقظت هنا !

- اذاً لنسرع بإنقاذ امك ، فهي تعاني من الربو ولن تتحمّل ضيق التابوت

الولد بخوف : عن ماذا تتكلّم ؟!

- لا وقت للشرح .. هيا بنا !! 

***


في الطريق :

- ابي استخدم جهاز التعقّب

جاك : لا ، سيرشدني لطريقٍ طويلٍ ومزدحم  

- الم تصنعه بنفسك ؟!

- نتكلّم بالموضوع لاحقاً .. فحدسي يُخبرني بأن الخاطف دفنها بالحديقة القريبة من عملها .. سنفترق هناك ، ناديني إن وجدت تربةً نُبشت حديثاً ..مفهوم !!

ابنه : ولما لا نتصل بالشرطة ؟

- كل ثانية نضيّعها ، يموت احد من عائلتي .. لنحاول حلّ المشكلة بأنفسنا 

***


ما أن وصلا الحديقة ، حتى صرخ الإبن من بين الأشجار .. ليسرع الأب نحوه ، وينبشان تربة الشجرة الضخمة التي تبدو حُفرت منذ وقتٍ قصير 

وبالفعل وجدا تابوتاً خشبيّاً ! خلعا اخشابه بقوة ، ليجداها فاقدة الوعيّ .. فأسرع الإبن بالتنفّس الإصطناعي ، كما تعلّم بالمدرسة .. ولحسن حظه ان امه استفاقت باكية ، دون علمها بما جرى !


فحملها زوجها الى السيارة ، وانطلق مُسرعاً باتجاه مصنع الخشب  

***


في الطريق .. وبعد فهم الزوجة ما حصل ، حاولت إيجاد المصنع من جهاز التعقّب .. لكن زوجها فاجأها برميّه من النافذة بعصبية 

الزوجة معاتبة : لما فعلت ذلك ؟! الجهاز سيساعدنا للوصول لأخيك بأسرع وقتٍ ممكن

جاك : اللعنة عليّ !! هذا عقابي على سوء عملي ..

زوجته : لم افهم !

- لا تقلقي .. أعرف المصنع جيداً ، فهو قريب من منزل اخي 

***


أوقف جاك سيارته قرب المصنع المغلق بسبب إضراب العمّال .. وتوجه كالمجنون لماكينة التحكّم .. واستطاع إيقاف الناقل المتحرّك المُقيّد اخيه فوقه ، قبل ثواني من دخوله لماكينة قصّ الخشب ..


وفور إزالته الّلاصق عن فمه ، صرخ الأخ باكياً :

- أنقذ امنا ، ارجوك !! فالخاطف اخبرني انها على وشك الغرق


فأخرج جاك الصورة من جيبه ، واراها لأخيه : 

- هل رأيت دورة المياه هذه من قبل ؟ فلون البلاط ليس غريباً عليّ 

الأخ مقاطعاً : أظنه منزل خالتي ! فأمي أخبرتني البارحة انها ستزورها صباحاً ..

- اذاً لنسرع الى هناك !! 

***


بعد كسرهما الباب الخارجيّ .. وجدا خالتهما فاقدة الوعيّ بضربةٍ قوية على رأسها .. بينما حوض الإستحمام مُمتلأً بالكامل بالمياه .. فأسرعا بفكّ رباط امهما ، ووضعها على ارضيّة الحمام .. وتناوبا على التنفّس الإصطناعي ، بينما تتصل زوجة جاك بالإسعاف .. لكن الأم العجوز فارقت الحياة !

***


مالا يعلمه جاك ، إن الهاكر وضع كاميرات صغيرة في الأماكن الأربعة .. ومنها سقف الحمام .. 


وفي منزله .. ضحك الهاكر بشماتة بعد فشل جاك بإنقاذ امه ، تماماً كموت والدته بسبب جهاز التعقّب الفاشل .. 

وأرسل الفيديو الصادم لأصدقائه الثلاثة الذين عاتبوه على قسّوة العقاب ، ورفضهم قتل الأبرياء !


وعندما هدّده احدهم بإبلاغ الشرطة ، قال الهاكر بلؤم :

- توقعت خذلانكم لي .. بجميع الأحوال لن أسمح لكم بحرماني من الكسب المالي لهذه المسابقة  

- عن ماذا تتكلّم ؟


الهاكر : نشرت الفيديوهات بالإنترنت المظلم ، وربحت الكثير من المراهنات السرّية ، مما شجّعني على إكمال اللعبة .. ولأني كنت متأكداً من رفضكم متابعة الخطة معي .. فقد ارسلت صباحاً من يخطف عائلاتكم .. ستجدون في بريدكم صوراً مشابهة للتي استلمها جاك .. لكن بما أنكم اصدقائي ، فقد اشتريت لكم جهاز التعقّب الجديد الذي نزل للأسواق قبل ايام .. يمكنكم استخدامه لإنقاذ احبائكم ، او الإعتماد على حدسكم كما فعل جاك 

- اللعنة عليك !! 

الهاكر : لا وقت للشتائم ، فحياة اقاربكم بخطر .. 


فأسرع الثلاثة لصندوق بريدهم ، لرؤية صور اقاربهم المُقيّدين بأماكن مرعبة .. ورسالة تشرح طرق موتهم (في حال لم يتمّ إنقاذهم بالوقت المناسب) من صعقٍ بالكهرباء وبترٍ بالليزر وحرقٍ بالبنزين ، او رميهم من طوابق مرتفعة !


فقام احد الشباب بإبلاغ الشرطة .. بينما شعر الآخر باستحالة إنقاذه اقاربه بوقتٍ قصير ، خاصة لبعد المسافة بينهم .. فاتصل بجاك وأخبره عن الهاكر الذي قتل امه وهوسه بالإنتقام ، واستمراره بالتلاعب بأرواح الأبرياء ..


فاتصل جاك بمديره السابق ، وأطلعه على المشكلة .. ليقوم المدير بتوكيل اذكى موظفيه لتعقّب حاسوب الهاكر .. وإرسال عنوانه للشرطة الذين وصلوا الى بيته ، بعد فشل الأصدقاء الثلاثة بأنقاذ جميع احبائهم .. 


وتمّ القبض على الهاكر اثناء انشغاله بالمراهنات مع الأثرياء على الإنترنت ، والذي رفض إخبار الشرطة بأماكن المخطوفين .. ليحاكم لاحقاً بقتله اربعة أبرياء ، عُثر على اشلائهم بعد موتهم بأسوء الطرق ! 

***


وآخر ما قاله الهاكر بعد شهور من المحاكمة :

- كنت سجّلت عناوين المخطوفين على أجهزة التعقّب الجديدة التي ارسلتها لبريدهم .. لكن لا احد منهم استخدم الجهاز ، بعد أن أفقدهم جاك ثقتهم بالجي بي أس .. فلا تعاقبوني انا ، بل عاقبوه على إهماله الوظيفيّ الذي تسبّب بموت امي ، وأقاربهم المساكين  


ورغم حصوله على حكم الأشغال الشاقة المؤبّدة إلاّ انه كان سعيداً لإعطائه درساً قاسياً لموظفيّ دولته للقيام بواجبهم على أتمّم وجه ، وإلاّ سيجدون مجنوناً مثله يُعاقبهم بقسّوة على إهمالهم الوظيفيّ ! 


هناك 10 تعليقات:

  1. منذ سنوات اصابت امي غيبوبه ويبعد مركز

    الاسعاف عنا مءات الامتار فقط وكان به

    ثلاث عربات اسعاف والتواصل معهم يجب

    ان يكون عبر الهاتف فقط والخط داءما

    مشغول ولو ردوا ياتون بعد ساعات ولا

    يفيدون باي شيء فهم غير مؤهلين وليس

    اي ادويه من ادوية الطواريء ولا اجهزة

    الانعاش والاسعاف المؤقت ..وفشلت طبعا

    بالوصول لهم عبر الهاتف وجريت في

    الشارع لاصل لهم ووصلت وهم موجودون

    جميعا الثلاث سيارات ولكنهم مقفلون الباب

    الخشبي عليهم وبابا حديديا والانوار كلها

    مضاءه وانا اسمعهم بالداخل يتكلمون و

    ظللت ربع ساعه تقريبا اخبط الباب بيدي

    حتى تورمت ورفضوا طبعا ان ان يفتحون

    لان التواصل معهم عن طريق مركز التحكم

    فقط وتطوع قريبي فظل يحاول بالهاتف

    حتى ردوا عليه وبعدها يتم تحويل المكالمه

    لمركزهم واتوا بعد ساعه ونصف تقريبا او

    اكثر وكانت قد ماتت طبعا
    وكان يمكن انقاذها في تلك الليله
    هذه هي بلادنا المجيده

    ردحذف
    الردود
    1. عظّم الله اجركم .. صعبٌ جداً ما حصل معك .. هي بالجنة الآن ، صبّركم الله على فراقها .. ابي كان في غرفة العناية المركزة ، وسمعت المسؤول يتكلّم بالهاتف بأنه سيفرغ إحدى غرف العناية غداً.. وفي الصباح اخبرونا ان ابي توفي ، مع ان حالته كانت تتحسّن مساءً .. وشاهدت ليلتها مناماً ، ذلك الرجل يطلب من الممرّضة ازالة الأكسجين عن ابي .. وعندما استفاق ..قالت له : تشاهد يا حاج .. وظلا يشاهدانه حتى توفي .. واظن هذا ما حصل بالفعل ، لحاجتهم لغرفته لمريضٍ آخر .. حسبي الله ونعم الوكيل

      حذف
    2. وليش ما طلبتو فتح تحقيق بالموضوع

      حذف
    3. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    4. في بيروت .. مستشفى المقاصد المعروفة بقتلها للحالات المستعصية .. للأسف نقلناه الى هناك لأنها قريبة من منزلنا ، فهو اصيب بنزيفٍ في المخ في الثالثة صباحاً .. وكيف نفتح تحقيقاً بمنامٍ شاهدته ؟ .. رغم ان ابي كان معروفاً بقوته الجسديّة وكأنه رجل بالأربعين ، رغم انه توفي في السبعين من عمره .. رحمه الله

      حذف
  2. نعم لا اتعجب بعد ما رايت وخاصة جهاز التنفس هذا فهم يعتبرونه رفاهيه واهدارا خاصة لو كان المريض مسنا هذا بجانب الفساد والتمييز ثم يطلبون منا ان

    نتغني بحب الوثن ليل نهار رحم الله اباكي

    واباءنا جميعا لم احكي هذا ابدا لاخواتي فكلهم بنات حتى لا
    يموتون كمدا وفضلت ان استاثر لنفسي

    بالغم خالصا ومخلصا حتى يفت الكبد

    ردحذف
    الردود
    1. صبّرك الله اخ عاصم ، فنسيان الأم مستحيلاً .. كان الله في عونك ، وجعلها في ميزان حسناتك

      حذف
  3. لافيكيا سنيورا

    رحم الله جميع موتاكم وموتانا واسكنهم فسيح جناته ..

    ها اخت امل ماذا حدث لك اخبرتيني بالقصة الماضيه أنكي ستقضي على جاك وعائلته!
    وحينما قرأت اسم جاك وعائلته زادت ضربات قلبي وقلت حقاَ لقد إصيبت اختنا امل بجنوووون القتل ولن يوقفها احد وكنت اتخيل كيف ستكون طريقة قتلهم الوحشية ..ولا اخفيك اني صرت استمتع بمشاهدة جرائمك بالقتل ههههههه

    اتمنا ان تعود لك نوبات الغضب والاكتئاب ليعود جنون القتل لديك وبشكل أفتك 😁😁
    لا لا امزح معك ..

    طبعا الحال من بعضه بالنسبه لتهاون الاطباء في بعض المستشفيات ..

    اذكر قبل بضع سنين اسعفنا جدتي لأقوى واشهر مستشفى بالجمهوريه وبينما نحن بالطريق قلت في نفسي اخيراً سأرى هذا المستشفى الذي طالما سمعنا صدى إسمه بالجمهوريه وصرت اتخيل كيف اشياء واشياء ....وحينما دخلت من البوابه رأيت امام وجهي لافته ضوئية مكتوب فيها كل نفس ذائقة الموت...فانصدمت وقلت في نفسي اظن اني دخلت مقبرة ولم ادخل المستشفى الذي كنت اتخيل ان اطبائه وممرضاته ملائكه ..

    في فترة جائحة كورونا اصيب كثير من الناس واغلبهم الوهم الذي جعله يصاب ..لاحظنا ان اي شخص إصيب بكورونا او إشتبه باصابته كانو يدخلونهم غرف الانعاش وعندما يتم وضع الاكسيجين عليه(تنفس اصطناعي ) كانو يموتون بعدها مباشرة لم نسمع ان شخص دخل غرفة الانعاش ثم خرج بخير حتا صارت شائعة ان الدوله تتخلص من المرضى بواسطة إبر الرحمة هههه طبعا الأشخاص اللي كانو يعزلون انفسهم في بيوتهم كانو يشفون من المرض..

    رحم الله والدك اخت امل ذكرت سالفة الاوكسيجين لما تكلمتي عن الحلم الذي رأيتيه بشأن موت والدك.. القصد اني صار فيني عقدة من تلك الدبات الاوكسيجين الذي نشاهدها بالمستشفيات لدرجة انه قبل شهرين إصيب ابني بمرض الحصبة بسبب اهمالي بعدم اعطاءه لقاح الحصبة بعمر تسعة شهور وحينما اسعفته بينما كنت اعطي المختبرات عينات فحص ابني اقترحت زوجتي ع الدكتور ان يعطي ابني اكسيجين بسبب صعوبة تنفسه وبينما انا متجه نحو زوجتي وابني وكنت على بعد قرابة عشرون متر رأيت الممرضه كانت على وشك ان تحط لإبني الاوكسيجين صرخت بعلو صوتي ان تتوقف وانطلقت نحوها وانا شاهر سلاحي ومصوبه نحوها وانهال عليها بالسب والشتم .
    اخت امل ابنة عمي لم تكمل عقدها الثالث كان فيها ربو وحينما وضعو لها اكسيجين ماتت
    وعمي اصيب بغيبوبةبسبب ارتفاع ضغط وسكر و وضعو له اوكسيجين فمات وثلاثة آخرين من اقاربي شباب ماتو بجائحة كورونا عندما كانو يضعو لهم اوكسيجين ..تباً لها انابيب الاوكسيجين فهي تحمل داخلها مادة كيمياية سامه من يستنشقها يلقى حتفه مباشرة..

    لما تكلمتي بالاسبوع الماضي ان لديك اصابة اعراض كورونا كنت اريد ان احذرك من ان تذهبي للمشفى ويضعو لك الاوكسيجين ولكني تراجعت مشان لاتستغربي من كلامي وتظنينني اهبل او اي شيئ ههههه.

    اخت امل اتمنا في قصتك القادمه ان تقتلي اخونا عاصم ثم بالقصة التاليه اخونا شهاب ثم تقتليني 😁😁 بس دخيلك ما تقتليني بالاوكسيجين..

    عذراً اخت امل لقد أطلت الكلام بسبب عقدتي لأنابيب الاوكسيجين..

    تحياتي

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. رحم الله موتاكم .. لكن ما ذنب الممرضة ان تشهر سلاحك بوجهها وتشتمها ، هي كانت تنفذ طلبكم فقط .. اكيد تركت العمل بسببك ، ايها العصبيّ .. ان كنت سأقتل احداً بالقصة التالية ، سأبدأ بك اولاً ههه .. تحياتي لك

      حذف
    2. يا إلهي... قبل ايام استخدمت انبوب الاكسجين ولكن لم أمت. وأهلي يعانون من نوبات الربو ويذهبون للمستشفى ويضعون جهاز الأكسجين والأمور معهم عال العال. يبدوأن مستشفانا راقي جدا فنحن لم نسمع مثل هذه الحالات. وأيضا في المستشفى آيات الشفاء وباللغتين العربية وترجمة إنجليزية وهي ( وإذا مرضت فهو يشفين) فالحمدلله على هذه النعمة التي نمتلكها.

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...