الاثنين، 24 أكتوبر 2022

كتابةٌ جدرانيّة

تأليف : امل شانوحة 

 

التهديد الأخير


الطبيب : أمازلت مصرّاً على الحقنة ؟ 

الأب : سافرت طوال النهار لأصل لعيادتك بهذا الزقاقّ المقرف ، لتسألني هذا السؤال .. بالطبع اريد قتل ابني !!

- اليس ابنك الوحيد ؟

- هو مصاب بحالةٍ سيئة من التوحّد ، ولم استطع تحمّله يومين

- وماذا عن طليقتك ، أقصد أم المراهق ؟

- لا تعلم بالأمر


الطبيب : اذاً اتركه في منزلها ، طالما لا تعترض على مرضه

- الم أريك فيديوهاته وهو يضرب نفسه امامها ، وهي منهارة بالبكاء ؟ إن حالته مستعصيّة للغاية .. وبسببه نُقلت طليقتي لمصحٍّ نفسيّ بعد أن أتعبها بتصرّفاته الخرقاء ، لهذا وكّلت نفسي بإنهاء عذابه .. فبعد حقنة الموت الرحيم ، ستتحرّر روحه العالقة بجسده المُعاق الى بارئها.. وطالما انك الطبيب الوحيد الذي يقوم بعلاجاتٍ غير قانونيّة بهذا البلد ، قدمت اليك وحدي لتخليصي من هذه المصيبة ..فلا تطلّ الموضوع

- المشكلة انه لا يستيقظ معي !


الأب : وكيف ظننت انني سأنقله الى منطقتكم الشعبيّة بالحافلة ، لوّ لم أخدّره اولاً

- مفعول الإبرة سيكون سريعاً ، إن كان واعياً

- هو يتحرّك الآن

الطبيب : اذاً سأنتظر قليلاً ريثما يستردّ وعيه ، ثم أُنهي حياته 

- وانا سأتصل بمسؤول المقبرة ، لتحضيرات الدفن


وخرج الأب الى غرفة الإنتظار بالعيادة الصغيرة.. 

وقبل اتصاله بالمدفن ، شاهد عبارة مكتوبة على حائط المبنى المجاور :

((ستموت الليلة يا وليد))


فارتعب كثيراً ! وبدأ يتساءل عن الخائن بعصابته الذي ارسل المعلومة لمنافسيه عن تواجده بالمنطقة الشعبيّة ؟ 

وهو يستذكر اعماله المخالفة للقانون من بيع المخدرات للشباب ، واستئجاره القتلى للتخلّص من منافسيه بالسوق السوداء .. فهو يعلم جيداً ان ابنه المُعاق عقليّاً هو عقوبة من الله لما فعله بالأبرياء


وتمّتم وليد بنفسه بقلق : 

((هل يعقل انهم خطّطوا لقتلي هنا ، بعيداً عن رجالي ؟ وطبعاً سيرسلون اقوى رجالهم لخطفي من العيادة ، ثم تعذيبي كما فعلت برئيس عصابتهم السابق؟))

وصار يتخيّل طرق التعذيب المتنوعة التي هدّده اعداؤه بها سابقاً


وعندنا سمع احدهم يصعد الأدراج بسرعة باتجاه العيادة ، وهو ينادي : 

- أمسكته اخيراً !! 


تملّك الأب الرعب ، واقتحم غرفة الطبيب الذي كان على وشك غرز إبرة الموت الرحيم بذراع ابنه الذي يقاوم رباطه بعنف


وسرعان ما دخلت الممرّضة خلفه ، وهي تخبر الطبيب عن رجلٍ يريد رؤيته في الحال !

لتتفاجأ بالأب يسحب ابرة الموت من يد الطبيب ، ويغرزها في رقبته ..ثم ينتفض بقوة على الأرض ، ويسلّم الروح قبل معرفته بأن الرجل هو بوّاب العمارة الذي قدِمَ لإخبار الطبيب بقتله الجرذ الكبير في مخزن الأدوية !

***


في الزقاق المواجه للعيادة .. قرأ الصبي (وليد) عبارة التهديد على الحائط ، فنادى زميله الذي أطلّ من نافذة المبنى :

- قلت ستقتلني الليلة !! اذاً سأصعد اليك لإنهاء المباراة العالقة بيننا


وصعد العمارة للعب المصارعة على البلايّ ستيشن ، بمباراةٍ حاسمة بين الولدين !


هناك 3 تعليقات:

  1. كان هذا منام البارحة : حين رأيت رجلاً يرتجف بخوف وهو يقرأ عبارة جدرانيّة ، بينما ولد يصرخ من داخل العيادة !
    فأردّت تحويلها لقصةٍ قصيرة .. أتمنى ان اكون توفّقت بذلك

    ردحذف
  2. جميل هذا القتل الرحيم لو طبقوه عندنا
    لارتاح الكثيرين
    اما الاحلام فمتاهه غامضه واعجب ماحير العلماء فيها انه ان جاز لنا التخيل في اليقظه
    فكيف نرى ناءمين مغمضي العينين .
    والكثير من الاحلام يكون اشارات ورسائل
    يبعثها احيانا ميت فكيف وصلتنا


    ردحذف
  3. لافيكيا سنيورا

    اضغاث احلام وما نحن بتأويلها ..

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...