انتهى نسيم اخيراً من كتابة رسالة الغزل التي
كتبها لروح (زميلته في العمل) بعد ان تراكمت بجانبه عشرات القصاصات التي نجمت عن محاولاته
الفاشلة , و قبل ان يكتب اسمه بآخر الرسالة فاجئه صديقه رعد بملف عملٍ كان وضعه
بالصدفة فوق رسالة الغرام , قائلاً :
-          
    - نسيم .. وقّع لو سمحت على هذه الأوراق لأعطيها لروح
لتوقعها هي ايضاً , قبل ان ارسلها للمدير             
و بارتباك قام نسيم بالتوقيع على عدّة صفحات
متلاحقة , ليقوم بعدها رعد بأخذ الملف و الدخول لغرفة روح , بينما نسيم يبحث هنا و
هناك عن رسالته الضائعة , لكن مكالمة من المدير تطلبه فوراً لغرفة الأجتماع انسته
الموضوع 
***
في هذه اللحظات ...كانت روح توقّع الملف 
روح : هآ رعد ...هل هناك اوراق اخرى تحتاج
لتوقيعي ؟
رعد : لا انتهينا .. سأعطيها للمدير
و خرج من غرفتها تاركاً رسالة الغزل على
طاولتها , لتقرأها روح بدهشة ! 
-   -ما هذا الكلام الرائع يا رعد ؟! لم اكن اعلم انك شاعريّ
لهذه الدرجة ! .. (ثم تفكّر قليلاً) ..عليّ ان اكلّمه
فخرجت من الغرفة , و وجدته يخرج من مكتب
المدير
-    - رعد !! هل يمكنك ان تأتي قليلاً ؟
فقدِمَ اليها و هو يقول :
-   - المدير في غرفة الإجتماعات , لهذا وضعت الملف على مكتبه
-   - لم اناديك لهذا السبب..
لكن قبل ان تكمل , تفاجأت بزيارة مفاجئة من
صديقتها ايام الجامعة التي نادتها :
-    - روح !!
-    - من ..راما ؟! اهلاً و سهلاً
و ما ان رآها رعد , حتى لمعت عيناه
-    - عفواً على المقاطعة , لكن هذه اول مرة اراك هنا يا راما ؟!
فتجيب عنها روح : 
-    -  لا لقد زارتني اكثر من مرة , و هي ايضاً جارة نسيم
فتسأل راما بلهفة و هي تنظر من بعيد الى مكتب
نسيم 
-    -  هذا صحيح .. لكن اين هو نسيم ؟!
روح : هو الآن بغرفة الإجتماعات .. هيا تفضلي
لمكتبي 
رعد : اذاً سأترككما سويّاُ و انهي عملي
روح و هي تنظر بابتسامة خجولة للرعد 
-   - سنتكلم لاحقاً يا رعد
رعد و هو ينظر بحنان الى راما 
-   - و انا اريد ان اكلّمك في موضوع يا روح .. سلام
***
و في هذه الأثناء .. خرج نسيم من غرفة الإجتماعات
مباشرة الى مكتبه ليعود و يبحث هنا و هناك عن رسالته الغرامية الضائعة , فيدخل
عليه رعد من جديد
-   - نسيم
-   - ماذا هناك يا رعد ؟ 
قالها و هو يبحث اسفل مكتبه
-   - هاااى يا رجل !! توقف عن العمل قليلاً , اريد ان اكلّمك
بموضوعٍ خاص
-   - ماذا تريد ؟
-   - كلّمني قليلاً عن راما
-   - من راما ؟!
-   - جارتك
-   - و كيف عرفت بأمرها ؟!
-   - كانت تزور روح قبل قليل
نسيم متضايق : أهي هنا ؟!
-   - نعم , و قد سألت عنك
-   - ارجوك لا تقل لها اني موجود , و سأحاول أن لا التقي بها
-   - و لماذا ؟! 
-   - هي تحاول ان تكلّمني بموضوع يخصّها , و تنتظرني كلما
ذهبت الى بيتي ..و قد أتت الى هنا اكثر من مرة .. (ثم يتنهّد بضيق) .. و المشكلة
انها صديقة روح
فيسأله رعد باهتمام : و مالموضوع الذي تريدك
فيه ؟! و ما دخل روح بالأمر ؟!
لكن نسيم يسكت بارتباك
***
في غرفة روح.. كانت راما قد انتهت من قراءة
رسالة غرام
-   - واو ! لم اكن اعلم ان صديقكم رعد رومنسي لهذه الدرجة
-   - و انا ايضاً اندهشت ! فهو يبدو بعيداً جداً عن اجواء
الغرام , لكنه فاجأني اليوم بهذه الرسالة 
-   - انت محظوظة يا روح ... لكن انا.. (و تسكت بحزن) 
-   - الم يكلّمك نسيم بعد ؟
فقالت راما بحزن :
-   - اشعر انه يتهرّب مني ! و قد حاولت التكلّم معه اكثر من
مرة , لكنه انسانٌ بارد ... ليته شاعريّ كصديقك الحنون .. المهم دعك مني .. هل
تكلّمتي مع رعد ؟
روح بخجل : لا ليس بعد , لكني سأعطيه فرصة
ليفاتحني بموضوع الرسالة
-   - هنيئاً لك يا صديقتي , فالرجال الرومنسيون نادرون هذه
الأيام !
***
و مرّت الأيام .. و نسيم مازال لم يتمكّن من
مفاتحة روح بالموضوع , و التي بدورها فشلت في التلميح للرعد عن الرسالة , لأنه كان
مشغولاً بالحديث معها عن صديقتها راما , التي ظلّت طوال تلك الأيام تحاول التكلّم
مع نسيم , الذي كان يتهرّب منها دائماً !
***
و بعد اسبوع .. اتفقوا جميعاً على الخروج سويّاً
الى مطعم , و كلّ شخص منهم ينوي ان يخبر الآخر بمشاعره
و قد اقترح رعد اقتراحاً غريباً , بعد ان مرّت
الساعة الأولى بسكوتٍ تام
رعد : كفى هذا السكوت يا اصدقاء !! اعلم ان
كلّ واحدٍ منكم يريد ان يقول شيئاً للآخر .. لذا فلنتفق على شيء
الجميع : ماهو ؟! 
رعد : لنقولها جميعناً في الوقت ذاته 
الجميع : ماذا تقصد ؟!
رعد : الكلمة التي نتمنّى ان نقولها منذ ايام
فقالت روح و هي تنظر لرعد بخجل : 
-   - اذاً لنقولها بعد الرقم 3
و بدأوا سويّاً بالعدّ :
-   -  1....2....3 !!!
فالتفت نسيم لروح , و روح لرعد , و رعد لراما
, التي امسكت بيد نسيم , و قالوا جميعاً :
-   -  احبك !!!
ليعمّ بعدها السكوت و نظرات الصدمة , بعد ان
عرفوا جميعاً أنهم علقوا داخل حلقة حبٍ فارغة !
النهاية