تأليف : امل شانوحة
الأسطورة الأدبية
في سبعينات القرن الماضي .. تمّ ترشيح الكاتب الخمسيني (عماد سلامة) لاستلام جائزة السينما العربية ..
فهو لم يتوقف ابداعه على التلفاز والسينما ، بل كانت له سلّسلة من القصص الورقية المصوّرة ، بعد تخصّصه بالخيال العلمي الذي كان نوعاً حديثاً من الكتابة في العالم العربي ، وكأن عقله يعيش في المستقبل !
وبسبب ابداعه بهذا المجال الدقيق ، تُرجمت قصصه للغاتٍ ثانية ، وصل صداها للسينما الغربية التي قرّرت تحويل احداها لفيلمٍ عالميّ .. والذي نجح بشكلٍ باهر ، جعله اول عربي يترشّح لنيل الأوسكار عن فئة الكتّاب الموهبين !
فقصته تحدثت عن الذكاء الإصطناعي في عصرٍ كان الحاسوب مجرّد صناديق رماديّة تنفّذ اوامر بسيطة .. مما جعلها تبدو كنبوءة ، شجّعت علماء التقنية على تطوير فكرة الإنترنت التي كانت حلماً في ذلك الزمن !
***
لاحقاً في اميركا ، وفي مؤتمرٍ صحفيّ مع مجموعة من المرشّحين لجائزة الأوسكار ، تحدّاه احد الصحفيين : بتأليف قصة عن البطالة المتزايدة مستقبلاً ، بعد احتلال التطوّر التقني للوظائف العامة ؟
فردّ عماد بغرور :
- سأقرأها عليكم بمؤتمر الغد
صحفيّ آخر بدهشة : وهل يمكنك كتابة قصة معقّدة كهذه ، بليلةٍ واحدة ؟!
فأجاب بثقة : بكل سهولة
^^^
بعد انتهاء المؤتمر .. عاد عماد الى غرفته ، ليتفاجأ بسرقة لابتوبه ! دون معرفته السارق ! بعصرٍ لم يُخترع فيه بعد ، الكاميرات الخفيّة داخل الفنادق
فتساءل عماد بضيق :
- ماذا سيفعل الأحمق بجهازي الحديث ، وهو لا يعرف طريقة استخدامه؟!
ثم تذكّر تحدّيه للصحفيّ ! فشعر بقلقٍ شديد :
- كنت انوي كتابة القصة باستخدام الذكاء الإصطناعي ، كما فعلت بقصصي السابقة ، مُستغلّاً جهلهم بالتقنية الحديثة .. والآن ماذا عسايّ ان افعل ؟!
ولم يكن امامه الا السهر طوال الليل ، لكتابة قصته عن الخيال العلمي !
^^^
استيقظ عماد ظهراً على رنين هاتف الغرفة (بعد نومه امام طابعته اليدوية (دكتيلو) وامامه سلّة مليئة بالأوراق الممزّقة) وهم يطالبون قدومه للمؤتمر الصحفي الذي سيقام بعد ساعة
^^^
فأسرع الى هناك ، مُلقياً قصته المُرتجلة عن العالم الحديث بعام 2025 التي احتلّت فيه الخوارزميات الوظائف البشريّة .. واصفاً الأزمة بدقة ، كأنه يعيش بذلك الزمن!
ورغم ركاكة لغته مُقارنةً بقصصه السابقة ، الا انه نال اعجاب الصحفيين الذين صفّقوا له بحرارة ، بعد نجاحه بالتحدّي الذي اتعبه نفسياً وجسدياً
***
في المساء ، توجه عماد الى حفلة الأوسكار.. ليفاجأ الجميع برفضه استلام الجائزة ، قائلاً بصوتٍ رخيم :
- هذه المهنة تحتاج لجهدٍ اكبر من كبسة زرّ ! لهذا أكتفي بما نشرته من قصص حتى الآن ، لإعلان استقالتي .. اما الجائزة ، فيستحقها الذكاء الإصطناعي الذي سيتعرّف عليه الأجيال القادمة
وهرب من المسرح ، كمن يهرب من نفسه .. مُتجاهلاً اسئلة الصحفيين المصدومين من قراره المتهوّر !
وتوجّه للمطار عائداً لوطنه ، بعد ان خيّب آمال العرب بحصوله على جائزةٍ قيّمة كالأوسكار !
***
وفي صباح اليوم التالي .. إستيقظ عماد على طرق صحفيّ بلاده ، لباب منزله !
فأسرع بركوب جهاز السفر عبر الزمن ، بعد اختياره العودة لعام 2025 .. ليدور الجهاز حول نفسه عدة مرات ، قبل اختفائه من المكان !
بينما اقتحم الصحفيون منزله ، دون إيجادهم أثراً له !
***
لاحقاً ضجّت الصحافة بخبر اختفائه الغريب ، الذي تحوّل لأسطورة!
حيث وصفوه بالكاتب الذي حسّن الذوق العام ، دافعاً بقيّة الكتّاب للتفكير خارج الصندوق .. مما طوّر الأفلام السينمائية بشكلٍ ملحوظ!
***
اما عماد سلامة : فقد نقله الجهاز لعام 2035 ، مُضيّعاً عشر سنوات من عمره ! ليتفاجأ بأنه كاتبٌ غير معروف ، فمدونته خالية من القصص التي باعها جميعاً بزمن الماضي !
وعليه البدء من جديد ، خاصة بعد انتهاء عصر الذكاء الإصطناعي الذي لم يستمرّ طويلاً ، عقب انفجارٍ شمسي دمّر محطّات الإتصال بالعالم .. وأعاد الإنترنت إلى حالته المحليّة ، كما كان بزمن التسعينات !
فجلس امام مكتبه (بعمر الستينات) يتفحّص كرّاسته الفارغة ، وهو يتساءل بضيق :
- هل ابدأ من جديد ؟ أم أبحث عن وظيفةٍ روتينيّة تُبقيني حيّاً دون روح ، بما تبقى من حياتي البائسة ؟!

دائما تستهويني فكرة السفر عبر الزمن كخيال علمي لا يتحقق الا بالافلام والروايات فقط كوني كنت اتمنى تغيير الاحداث التاريخية لو عدت للماضي مثل قصة هذا الكاتب المزيف كما وصفتيه اكيد يكون كسب الكثير من وراء معرفته المستقبلية الدقيقة لكن كما قلت هذا خيالي جدا جدا لن يحصل
ردحذفاذكر اول فيلم شاهدته عن السفر عبر الزمن : هو لرجل اراد العودة للماضي ، لإيقاف قاتلٍ مأجور عن قتل الرئيس الأميركي كندي .. وطوال الفيلم ، حاول ايقافه دون جدوى .. الى ان قبضت الشرطة عليه بالخطأ .. ليتغير شيءٌ وحيد بالتاريخ ، وهو اسم القاتل !
حذفومن يومها اعجبتني فكرة السفر عبر الزمن
اذكر شاهدت هذا الفيلم مرة
حذفانا شاهدته عام 1993.. اذكر التاريخ ، لأنه كانت اول صيفية لنا في لبنان ، بعد عيشنا في السعودية
حذفأعجبتني يا أمل 💚
ردحذفسعيدة انها اعجبتك .. وشكراً لدعمك المتواصل
حذفقصة جميلة كالعادة.. سلمتِ يا أمل
ردحذفدائماً اتمنى لو كان هناك كتّاب مبدعين بالسبعينات ، لما كنا شاهدنا الكثير من المسلسلات التافهة بذلك الزمن !
حذف