السبت، 6 ديسمبر 2025

الحرف الثائر (قصة للأطفال)

تأليف : امل شانوحة 

المؤتمر اللغوي


في مؤتمرٍ لغويّ.. إعترض حرف (غ) على تقسيم الكلمات التي تبدأ بحروفهم !

- انا افضل من ابن عمي (ع) بنقطة فوق رأسي ، كالتاج.. ومع ذلك حصل هو على الكلمات الجميلة ، بعكسي !

فسألته المديرة (الهمزة) : مثل ماذا ؟!

فردّ غ : 

- مثل : عالم ، عرس ، عطاء ، عسل ، عفوّ ، عُمر ، عمل ، علوم ، عيد..

الهمزة : وانا أعطيتك ايضاً مجموعة من الكلمات بحرفك ..

غ مقاطعاً : نعم !! مثل : غائم ، غاشم ، غافل ، غبار ، ، غصّ ، غضب ، غلّ ، غلطة ، غمّ ، غموض ، غوى .. وغيرها من الكلمات البغيضة ! انا لم أعد أحتمل هذه التفرقة.. لهذا استقيل !!

فضجّت قاعة الحروف بقراره المفاجئ !


الهمزة : لا يمكنك ترك المجموعة ! فمعروف ان عدد الهجاء العربي : ٢٨ حرفاً

غ : اذاً خذي مكاني ، واستقلّي عن الألف.. اساساً توجد الكثير من الكلمات تنتهي بك ، او تتوسّطين حروفها : سواءً على الواو او الكرسي .. دون الحاجة لزوجك الألف الطويل المُتغطرس الذي يتعمّد إذلالك ، بحذفك من همزة الوصل !


الألف مصدوماً : أهذا الكلام يُقال لأول الحروف العربية ؟!

غ بلا مبالاة : لا يهمّني آرائكم !! سأخرج نهائياً من معجمكم ، لعدم احترامكم مكانتي وكبر سني

فقال حرف ض : كأنك الوحيد الذي يعاني بيننا .. أنظر الى حالتي ، الكثير من اللهجات العربية تلفظني (د) رغم ان اللغة العربية معروفة بلغة (ض).. ومع ذلك مازلت متمسكاً بجمعية الحروف العربية

فاعترض حرف (ظ) : تتكلّم وكأنك ضحيّة .. فأنا لديّ القليل من الكلمات .. ومع ذلك اللهجات العربية حوّلتني ل (ض) بدل حرفي ! لهذا لا تُظهر نفسك ، كبطلٍ امامنا !! 

الهمزة : هدوء رجاءً !! لما كل هذا الإعتراض ؟! ثم انت ايها (غ) هناك كلمات جميلة بحرفك ، مثل : غيمة ، غرّد ، غنج ، غناء ، غزالة..


وقبل إكمال كلامها ، غنّى صغار الحروف : ((الغزالة رايقة)) 

وهم يطرقون على طاولاتهم ، لتحويل الشجار لحفلٍ موسيقي .. حتى ان بعضهم رقص على الأغنية .. 


لكن حرف غ أصرّ على موقفه ! رامياً ورقة الإستقالة للمديرة همزة.. ثم خرج من قاعة الإجتماعات ، وسط دهشة بقيّة الحروف ! 

***


بعد شهر ، علموا بسفره الى فرنسا .. وطرده حرف (R) من قاموسهم ، لاحتلال مكانه ! ليصبح (غ) هو الحرف الرائج بلغةٍ اجنبية مهمّة كالفرنسية.. حيث شعر بأهميّته بالغربة التي نطقت صوته باحترام .. بينما في وطنه العربي ، أُهمَل وشوَّه في العديد من لهجاتها الدراجة ! 


مما أشعر بقيّة الحروف بالقلق : 

- إن لم نحافظ على أصواتنا ، قد نخسر بعضنا للأبد ! 


فتعاهدوا على تعليم الأطفال طريقة نطقهم الصحيحة ، مع تذكيرهم بأهميّة كل حرف .. وأن لغتنا العربية لا تزدهر إلا باحترام جميع حروفها ، بلا تمييزٍ او اهمال ! 


هناك 13 تعليقًا:

  1. قبل وفاة والدي ، طلب مني كتابة قصة للأطفال : تبيّن اهميّة الأحرف الأبجديّة ..
    البارحة حتى تذكّرت كلامه ، واليوم نشرتها .. اتمنى ان تعجبكم

    ردحذف
  2. رائعة جدا

    ردحذف
  3. قصة جميلة..
    رحم الله الشيخ الوالد وأسكنه الفردوس الأعلى

    ردحذف
  4. أضم صوتي لحرف الظاء أكثر حرف مظلوم 🤣🤣
    أكثر شيء يزعجني لما يكتبو حرف الضاد بدل الظاء.. معلومة للي مايفارق بينهم يبحث عن مخارج الحروف وقبل مايكتب الكلمة ينطقها عشان يفرّق بينهم

    ردحذف
    الردود
    1. المشكلة أنهم لا يكتفون بنطق بعض الحروف بطريقة مستفزّة ، بل يكتبونها خطأً أيضاً ! لا أدري إن كان ذلك مُتعمّداً منهم ، أو جهلا !

      حذف
    2. والأدهى أنه ممن يدعون أنهم منبع اللغة العربية

      حذف
    3. هذه مشكلة عامة بكل الدول العربية التي لا تعطي اهمية كبيرة لهذه المادة بالمدارس !

      حذف
  5. طريف.. اللغة العربية لديها تلك الهالة الدافئة التي لطالما تلمظتها بشبق أيام الابتدائية على الحواسيب أو الألغاز الورقية.
    وقد حلا لي أن أكتب فيها قصة لموقع كابوس حيث يكون لها رؤى وأهداف وتتصارع مع الأرقام.

    أكثر ما أعجبني هو سفر الغين لبلاد الافرنج لأنهم ينطقونه بدل الراء.
    الراء ستنتحر لو عرفت كيف ينطقونها الانجليز عندما تحل في آخر الكلمة
    "هيا لايز ا باررييا ذاتل سكيوا ذي قيت " 😆😆

    ردحذف
    الردود
    1. فكرتك جميلة : حرب اللغة ضد الأرقام
      اتمنى ارسال جملتك الأخيرة بالانجليزية ، فقد حاولت فهمها دون فائدة !

      حذف

اختلاف التوقيت

تأليف : امل شانوحة  بين شرفتيّن في مبنيين متجاورين ، تتقابل شرفتان .. إحداهما للشاب احمد (الثلاثيني) صاحب الفرن صغير الذي يفتحه مع بزوغ الفج...