الثلاثاء، 11 يوليو 2017

جحيم الفيس بوك

تأليف : امل شانوحة


فيسبوك,محادثة,حب,جحيم,خوف,مطاردة
احببتُ مجهولاً

قامت بحظره من صفحتها على الفيسبوك وهي ترتجف خوفاً , بعد معرفتها لحقيقة الشخص الذي أحبّته طوال سنتين  
فربتتّ صديقتها على كتفها مهدّئة :
- نعم هكذا تحذفينه .. ارأيتي , هآقد انتهى الكابوس .. اهدئي قليلاً

جاكلين وهي تمسح دموعها :
- لقد أوهمني اللعين بأنه رجل اعمالٍ ناجح , و إنه مطلق و يعاني من بُعد ابنه الوحيد الذي يعيش مع امه لسنوات .. فما أدراني انه من عصابة المافيا ومسجون بتهمة قتله لزوجته , ومحكوم عليه بعشرين سنة سجن !
- الغريب كيف استطاع التكلّم معك من داخل زنزانته ؟!

- هو في سجن حكومي سيء السمعة , وقد اشترى حارس أمن بماله.. 
مقاطعة : تقصدين ان شرطياً فاسداً دبّر له هذا الجوّال ؟
- نعم وكل شيء آخر يتمنّاه , فهو يعيش ملكاً هناك !
- جيد انك عرفتي حقيقته قبل خروجه من السجن ؟
- سيخرج بعد عشر سنوات , اتمنى ان يكون حينها قد نسي امري تماماً
- طيب كيف عرفتي حقيقته ؟
- كلّمني قبل ساعة , و يبدو ان صديقه الشرطي دبّر له سيجارة حشيشة ..
مقاطعة : آه تقصدين انه اعترف لك بكل شيء وهو تحت تأثير المخدّر  

- نعم .. وحينها انتفض جسمي رعباً , واتصلت بك لتأتي الى هنا وتساعديني بحلّ المشكلة.. فشكراً لقدومك
- انا لم افعل شيئاً , فقط علّمتك الطريقة لحظره من صفحتك وحذف كل احاديثه
بخوف : وماذا عن صوري التي ارسلتها له منذ شهرين ؟
- وماذا سيفعل بها وهو في السجن ؟

- يعني طالما استطاع بماله السيطرة على حارس السجن , الن يكون بإمكانه تأجير احدهم لتحويل حياتي الى جحيم ؟ خاصة انني قمت بشتمه بأفظع الألقاب ونعته بالكاذب الحقير
- بصراحة , ما كان عليك استفزازه 

- هو افقدني اعصابي حين هدّدني بأنه سيفشي كل اسراري بين زملائي في الشركة , كما انه استفزّني كثيراً بحديثه عن جمال ابني وبأنه سيعجب اصدقائه المساجين .. وختم كلامه بأنه ليس بمقدروي تركه متى اشاء .. انا فعلاً خائفة يا جيسيكا , اخبريني مالحلّ مع هذه الورطة ؟
- برأي في حال شعرت بأي شخص يراقبك هذه الفترة ان تبلغي الشرطة فوراً , واكيد هم سيتصرّفون معه ومع صديقه الشرطي الفاسد ..

تصرخ بغضب وهي تبكي : اللعنة على الفيسبوك !! واصدقاء الفيسبوك الملاعيين !!!! 
- ارجوك اهدئي يا عزيزتي
***

وبالفعل !! هدأت الأمور تماماً في حياة جاكلين بعد شهرين من حظرها لصديقها المشبوه , الى ان اتى جارها ظهر هذا اليوم ..حين فتحت له الباب لتجده يحمل ابنها الصغير الذي كان يبكي بين يديه 
جاكلين بخوف : سيد جاك ! مابه ابني ؟

الجار : إحمدي الله على سلامته .. فعندما ذهبت لإحضار ابنتي , لاحظت رجلاً يمنع ابنك من الصعود الى حافلته المدرسية محاولاً اقناعه بالحلوى للذهاب معه في سيارته 
بدهشة : ماذا !! أكان يريد خطف ابني ؟
- هكذا يبدو ..لكني اسرعت اليه وسألته : من انت ؟ وماذا تريد من آدم الصغير ؟ فتركه على الفور وهرب بسيارته , وانا قمت بإحضار ابنك الى هنا 

فحضنت جاكلين ابنها الصغير وهي ترتجف بخوف : ومن يريد خطف ابني ؟!
الجار : لا ادري , لكن من الأفضل ان تبلغي الشرطة 
- شكراً لك يا جار , لن انسى لك هذا المعروف 
***

وبعد ذهابه .. اسرعت جاكلين لتبلغ الشرطة , لكنها تفاجأت برسالة على جوالها مكتوباً فيها :
- لم ارغب بخطف ابنك , فقط اردّت اخافتك 

فعرفت على الفور ان صديقها المجرم مايكل استطاع ان يصل لرقم جوالها الجديد , وايضاً الى عنوان مدرسة ابنها 
فردّت عليه بغضب : ماذا تريد مني ايها اللعين ؟!! اتركني و شأني 

فأجاب ببرود : اريدك ان تكلّميني بكل حنان ومحبة كما كنت تفعلين طوال السنتين الفائتتين , والاّ !! ستخسرين ابنك قريباً  
- اسمع ارجوك .. انت مسجون لعشر سنواتٍ اخرى .. وحين تخرج سيكون لديك الوقت الكافي لتحب من تشاء
- لكني لا اريد غيرك 

- وانا من سابع المستحيلات أن اتزوجك , أفهمت ؟!!
- ومن قال اني اريد الزواج .. انا فقط اريد محادثتك , ليس الا
- طيب الى متى ؟ شهر ..شهرين .. سنة ..سنتين
- الى ان أمُلّ منك , او أجد غيرك 

فتهالكت جاكلين على الكنبة وهي تبكي بخوف ...
فأرسل اليها قائلاً : هيا لنبدأ المحادثة ... اشتقت اليك كثيراً يا عزيزتي

فردّت وهي تنظر لأبنها الصغير الذي كان يلعب في الصالة , وبيديها المرتجفتين :
- وانا ايضاً حبيبي

ولسان حالها يقول : اللعنة عليك يا حقير !! .. يارب ساعدني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...