الثلاثاء، 28 فبراير 2017

ملخص مكثّف للمعجم عربي - عربي



ملخّص مضاعف للمعجم (عربي -عربي ) 


تلخيص :
أمل شانوحة


ملخّص مكثّف للقاموس


ملاحظة :
القاموس القديم لخصت فيه القاموس الأصلي من 1000 صفحة الى 100 تقريباً , لكن هذا الملخص لخصت فيه 100 الى 20 صفحة فقط , لأهم اهم المصطلحات الأدبية الجميلة


لتحميل ملخّص القاموس

السبت، 25 فبراير 2017

احتلال المنزل !

تأليف : امل شانوحة

قتل,متشرّد,منزل,عائلة,احتلال,سرقة
اعجبني بيتك 

في ليلةٍ عاصفة , جلس الوالد مع ولديه يشاهدون التلفاز في انتظار العشاء 

ثم نادت الأم من المطبخ :
- لقد انتهى العشاء !! تعال يا جون و ساعدني لإحضاره الى غرفة المعيشة 

فقام الوالد متجهاً الى زوجته , لكنه سمع طرقاً خفيفاً على باب فلته
- لحظة عزيزتي .. سأفتح الباب اولاً

و عندما فتح الباب وجد رجلاً يلبس معطفاً قديماً و قبعةً رياضية , و هيئته تشبه المشرّدين 
جون : نعم يا اخ , ماذا تريد ؟
الرجل الغامض و هو يسترق النظر الى داخل المنزل :
- بيتك جميلٌ جداً
- شكراً لك , لكن من انت ؟

و هنا لمعت عينا الرجل بوميض نظرةٍ شريرة و قال :
- بيتك منذ الآن ..اصبح بيتي انا
و اخرج مسدساً (كاتماً للصوت) و اطلق منه رصاصةً استقرّت في رأس الأب , ليخرّ ميتاً على الفور

و بهذه اللحظات ..خرجت الأم الشابة من المطبخ و اقتربت من الردهة  و هي تقول :
- جون !! .. من اتى الينا ؟ 
لتتفاجىء بمنظر زوجها الغارق في دمائه !

و قبل ان تصرخ , اسرع القاتل و اغلق فمها بقوة .. و بيده الثانية اغلق الباب الخارجي , ليصبح داخل المنزل .. ثم همس مهدّداً في اذنها :
- اذا اخرجت صوتاً فسأقتل ابنائك .. فأنا لي مدة اترقّبكم , و اعرف ان لديك ابنة في التاسعة و ولداً في الرابعة تقريباً , و اعتقد انهما يشاهدان التلفاز الآن

فأومأت برأسها موافقة بينما تساقطت دموعها على يده الخشنة , بعد ان ايقنت موت زوجها و بأن مصيرها و مصير اولادها اصبح بيد هذا القاتل

ثم طلب منها ان تأخذه الى غرفة نومها بهدوء دون ان يشعر الولدان بوجوده , فقبلت مرغمة 
و أدخلها الغرفة و قفل الباب خلفه , و هو يقول متحمّساً :
- كوني فتاة جيدة و لا تتعبيني , و الا سأختار ابنتك مكانك
و قبل ان تنزع ملابسها و هي تبكي , طرقت ابنتها الصغيرة باب الغرفة
- امي انا جائعة

فصرخت الأم بعلّو صوتها :
- جوزفين !! خذي اخاك و اهربا عند جارنا بسرعة !!!

فلكم القاتل الأم بكل قوته لتسكت , فارتطمت بحافة السرير و انفدخ رأسها و تلطّخ السرير الأبيض بدمائها 

و فزعت الإبنة (من خلف الباب) بعد سماعها لصرخة امها الأخيرة ,  حيث ظهر جلياً خطواتها السريعة و هي تنزل السلالم باتجاه اخيها 
القاتل بغضب : لا اللعنة !!!

و فتح قفل الغرفة بسرعة و نزل الى الطابق السفلي و لحق بالولدان اللذان تجمّدا في مكانهما بعد ان رأيا والدهما مقتولاً عند الباب

و قبل ان يصرخا بعد رؤية القاتل خلفهم , استقرّت رصاصتين في جسدهما الصغير ليسقطا موتى قرب جثة الوالد
فتنفس القاتل الصعداء , قائلاً بنبرةٍ ساخرة :
- (Game Over)

ثم توجّه للمطبخ ليرى العشاء جاهزاً على الطاولة.. 
- يا سلام ! دجاجٌ مشوي .. طعامي المفضّل

و بعد ان اكل كل ما وجده على الطاولة و بعض الحلوى من الثلاجة , قال لنفسه :
- ما كان عليّ ان آكل كثيراً , فعملي لم ينتهي بعد

ثم دخل لمرآب الفيلا من الباب الداخلي الموجود في القبو , و قال و هو يتفحّص المكان , خاصة ذلك الركن الذي فيه ادوات الحفر المخصّصة للإعتناء بحديقة الفيلا الداخلية :
- ممتاز !! يوجد هنا كل ما يلزمني لدفن الملاعين .. كما تعتبر هذه السيارة الفارهة جائزةً اضافية , لكن بالتأكيد لن استطيع قيادتها امام جيران المنطقة ..عليّ ان ابيعها كقطع خردة .. سأتصل بصديقي مايكل ليقوم بالمهمة .. اما الآن فعليّ دفن العائلة و تنظيف الدماء

و اخذ يجرّ الوالد نحو الحديقة الداخلية قرب المسبح , بعد ان كان حمل الطفلان الى هناك 
- عليّ ان ادفنهم سريعاً قبل بزوغ الفجر , لكن اولاً سأكشط التربة بشكلٍ يجعلني اعيدها كما كانت بعد ان اطمّهم , و بذلك لن يشعر احد بوجودهم تحتها 
و بعد ان دفنهم , حاول قدر المستطاع ان يرتّب العشب فوقهم كما كان .. 

ثم ذهب الى الحمام و اخرج المنظفات و ادوات اللازمة للتنظيف و امضى ساعة اخرى في تنظيف بركة الدماء للضحايا الثلاثة الموجودة قرب مدخل الباب  

و بعد ان انتهى , صار يطقطق ظهره من التعب .. ثم نظر الى ساعته :
- ساعة اخرى و يظهر الفجر .. كيف مرّ الوقت سريعاً !

و هنا تذكّر جثة الأم التي في الطابق العلوي :
- آخ يا ظهري !! مازال امامي الكثير من العمل و انا متعبٌ حقاً .. 

ثم انتبه على الرصاصة المستقرّة في الحائط (قرب الباب الخارجي) بعد ان مرّت من خلال قلب الولد الصغير .. فأزالها بإصبعه و صار يتأمّلها  و هو يقول :
- يا الهي ..كم القتل سهلاً امام مشقّة ازالة آثاره !
ثم فكّر قليلاً و قال في نفسه :
- ضروري ان اتصل بمايكل , ليأتي و يساعدني قليلاً  

و اتصل به و اخبره انه سرق سيارةً فارهة و يريده ان يبيعها كقطع متفرقة , و اعطاه العنوان .. و بعد ان اغلق الهاتف :
- جيد انني لم اخبره بالعائلة التي قتلتها , فهو جبان و سيهرب بالتأكيد .. لكني اعرف جيداً كيف اورطه معي و اجعله يقوم بكل الأعمال المتبقية , فهو النهاية اصغر مني سناً و يقوى على ذلك .. سأذهب لأرتاح قليلاً , قبل ان يأتي هذا المشاغب

و عندما صعد للطابق العلوي .. رأى خطاً طويلاً من الدماء على طول الممرّ ! .. ليتبعه مفزوعاً .. و يتفاجىء بالأم ميتة بالغرفة الثانية و بيدها هاتف المنزل 

فرفع الهاتف بفزع ووجد بأن الخط مازال مفتوحاً .. و بصوتٍ متهدّجٍ خافت قال :
- الو !
فردّت عاملة الهاتف بارتياح :
- الو !! سيدتي ..هل انت بخير ؟! لا تقلقلي , الشرطة في طريقها اليك.. اريدك فقط ان ..

فأغلق الهاتف مرتعباً و انطلق على السلالم ينوي الهرب من المنزل ..  و قبل ان يصل الى الباب سمع صفّارة الشرطة تقترب اكثر و اكثر , فقال بنفسه مرعوباً :
- لا ! لن الحق ان اهرب , عليّ ان اهدأ و اجد حلاً سريعاً

و عاد الى الأعلى , الى غرفة الزوجين .. و نزع ثيابه الملطّخة بالدماء  و لبس روب الزوج فوق ملابسه الداخلية , ثم نزل الى المطبخ و اخذ كوب كبير للقهوة (ووضع فيه بعض الماء) .. و خرج من باب المنزل بهدوء ..و صار يمثّل بأنه يرتشف قهوته , و عيناه في الأرض و كأنه يبحث عن صحيفة الصباح , متجاهلاً الشرطي الذي كان يتقدّم نحوه  و الذي قال :
- صباح الخير يا سيد

فرّد القاتل بهدوء و بلا مبالاة :
- صباح نور .. خير ان شاء الله
- وصلنا اتصال يطلب المساعدة من داخل المنزل
فتظاهر بالدهشة :
- من بيتي انا ! امتأكد يا سيد .. فأنا اشتريت هذا المنزل منذ يومين , و اسكن فيه لوحدي
- و هل تسمح لي بأن افتش المنزل ؟
و هو يحاول ان يخفي ارتباكه :
- طبعاً .. تفضل

و دخل الشرطي الى الصالة مباشرةً دون ان يلاحظ شيئاً بالردهة التي شهدت قبل ساعات وقوع ثلاثة ضحايا , فالقاتل احسن تنظيف المكان ..

و في الصالة لم يجد الشرطي شيئاً .. ثم دخل المطبخ ليجد الأكل مبعثراً على الطاولة , فأسرع القاتل بالقول :
- اعذرني على الفوضى فأنا اعزب و ..
فقاطعه الشرطي بحزم :
- طالما اعزب , فهذا يعني انه يمكنني ان افتّش غرف النوم بالأعلى

و اصفر وجه القاتل و عرف بأن جريمته ستكشف فور رؤية الشرطي للدماء على طول الممرّ بسبب زحف المرأة هناك قبل موتها

لكن الحظ اسعفه قبل لحظات من صعود الشرطي الى هناك , حيث دخل صديقه مايكل (اللص) من الباب المفتوح ليتجمّد في مكانه بعد رؤية الشرطي , فأسرع القاتل بالقول :
- مايكل !! جيد انك حضرت .. هيا اخبر الشرطي بأني اعيش في هذا المنزل لوحدي

و لاحظ مايكل نظرات صديقه جايسون (القاتل) الخائفة , فوافقه على كلامه , قائلاً للشرطي :
مايكل بتردّد : نعم سيدي , فصديقي يعيش هنا لوحده

و هنا ظهر صوت اللاسلكي , فردّ الشرطي على المكالمة :
- نعم سيدي
- هناك جريمة قتل على بعد شارعين من وجودك , و انت الأقرب من رجالنا للموقع , فهل انت مشغول ؟
- لا ابداً سيدي , سأذهب الى هناك حالاً

و اغلق اللاسلكي و قال لجايسون (القاتل) قبل ذهابه :
- يبدو ان الأتصال الذي وردنا من منزلك كان من مراهقة مشاكسة , و اظن ان عاملة الإستقبال لم تحدّد المكان جيداً.. المهم .. اعتذر عن مضايقتك في مثل هذا الوقت المبكر

جايسون و هو يخفي ارتياحه العميق :
- لا بأس , هذا عملك و انا اتفهّم الأمر .. مع السلامة

و بعد ذهاب الشرطي , اخذ صديقه مايكل الى المرآب ليريه السيارة ..  و بعد ان تفحّصها :
مايكل : نعم هي سيارةٌ فارهة , لكن اولاً اشرح لي كل شيء .. لمن هذا البيت ؟ و ما قصة الشرطي ؟!

جايسون مقاطعاً :
- اسمع .. سأهديك هذه السيارة و من دون مقابل , بشرط ان تساعدني
مايكل باهتمام و قلق : اساعدك بماذا بالضبط ؟!

و اخذه جايسون للطابق العلوي حيث رأى جثة المرأة , و اخبره بكل ما حدث في الليلة الماضية
مايكل برعب : و لما احضرتني الى مسرح الجريمة يا رجل ؟!! 
جايسون بنبرة ساخرة : انت من اهداني هذا المسدس مع كاتم الصوت و اردّت تجربتهم 

مايكل يصرخ بغضب : انت قلت لي انك تعرّضت للضرب المبرح في الشارع , و انا اعطيتك سلاحاً لتدافع به عن نفسك , لا ان ترتكب جريمة و تورّطني بالموضوع .. ثم لما قتلتهم من الأساس ؟!!

جايسون : لأن منزلهم هو منزل احلامي الذي تمنيته طوال حياتي , منذ ان كنت صغيراً في الميتم و في سجن الأحداث و حتى عندما بقيت سنوات مشرداً بالشوارع , كنت دائماً اتخيل نفسي اعيش في مثل هذه الفلة الفخمة .. و عندما مررّت بالصدفة بهذا الحيّ الراقي , صعقت لرأيته و كأنه خرج من مخيلتي ليصبح حقيقة امام عيني ! و من يومها صرت اراقب العائلة ليل نهار .. الى ان جاء يوم البارحة و قرّرت ان اطلب من صاحب البيت ان يسمح لي بأخذ جولة بداخله .. لكن بعد ان فتح صاحب المنزل بابه و لمحته من الداخل , عرفت ان هذا البيت مقدّراً لي و شعرت بأن عليّ اخذه ولوّ بالقوة .. و انت تعرف ان سلاحك لا يفارقني ابداً , لذا لم اتردّد باستخدامه

صديقه بنبرة غاضبة : برأيّ ..احفظ هذه القصة جيداً لأنها كفيلة بأن توصلك لحبل المشنقة يا غبي
و همّ بالخروج من غرفة القتيلة الا انه تفاجأ بسلاح جايسون موجهاً صوبه

جايسون بلؤم : و هل تظن بأنني سأتركك تمضي بعد ان عرفت سرّي ؟
برعب : جايسون اهدأ ارجوك و دعني ارحل ..احلف بأنه لن يعرف احد بالموضوع
- تأخّرت و اصبحت بصماتك في كل مكان .. و احلف لك يا مايكل بأنه لو تم القبض عليّ فسأخبر الشرطة بأنك كنت شريكي في هذه المؤامرة منذ البداية .. اسمعت !!
بعصبية و غيظ : و ماذا تريد مني يا رجل ؟

فيشير جايسون لجثة المرأة و هو يقول : اولاً عليك دفنها بشكلٍ لا يلفت الأنظار تماماً كما فعلت بعائلتها .. ثم تنظف كل هذه الفوضى داخل الغرفتين و الممرّ , كما عليك غسل بطانية السرير .. و في المساء ستخلصني من ثياب العائلة و صورهم و كتبهم و كل شيءٍ شخصي بأسرع وقت .. اما سيارة العائلة فأنا عند وعدي , خذّ مالها كمكافأة لك عن مساعدتك لي .. لكن في المقابل سنتقاسم المال بعد بيعك الممتلكات الأخرى للعائلة امثال الذهب و الكمبيوترات و الجوالات مع ذاك التاجر الذي تعرفه في السوق السوداء .. و بالتأكيد سنتقاسم المال الموجود في البطاقات البنكية , قبل ان ينتبه احد على اختفائهم , فنحن لا نريد للبنك ان يغلق حسابهم .. افهمت !!

فأومأ مايكل برأسه متضايقاً , فأكمل جايسون كلامه :  
- و الآن ابدأ العمل , و انا سأنام قليلاً في الصالة لأني اشتغلت طوال الليل  

و قبل ان يخرج من الغرفة يقول لصديقه بلؤم : 
- سأنزل الآن و اقفل جميع الأبواب و انام .. ايّاك ان تفكّر بالهرب , فالسلاح مازال في جيبي.. مفهوم يا صديقي العزيز !!
ثم نزل للأسفل تاركاً صديقه يقف حائراً و خائفاً امام جثة المرأة
***

و مرّت الأيام ..و انتهى الخلاف بين الصديقين اللذان اصبحا يتشاركان الفيلا مع العشيقات اللآتي كنّ يتزايدن اعدادهن كل ليلة .. لكن الإحتفالات كل يوم بأصوات الموسيقى العالية ازعجت الجيران , لهذا انتظروا عودة الجار المقرّب للعائلة من سفره ليشكوا لك افعال العائلة (المغدورة)

و في اجتماع للجيران , وقف العجوز جيمس متفاجأً :
- ماذا تقولون ؟! صديقي جون و عائلته من المستحيل ان يقوموا بكل هذا الإزعاج , فأنا اعرفهم منذ ان سكنوا بقرب فلتي 
احد الجيران بغضب : اذاً عليك ان تتكلّم معه غداً , و الا سنبلغ الشرطة 
***

و بالفعل و باليوم التالي .. استيقظ جايسون متضايقاً على رنين جرس الباب , ففتحه بغضب : 
- نعم !! ماذا تريد يا هذا , لتوقظني في الثامنة صباحاً ؟!
فقال العجوز جيمس بدهشة : من انت ؟! و اين جاري جون و عائلته ؟! 

جايسون بنبرة حادة : افّ !! جون جون .. لقد اشتريت منزله منذ اسابيع  و انتهى الأمر
جيمس و هو يسترق النظر الى الداخل : لكن يبدو ان اثاث منزله مازال موجوداً !
جايسون بلؤم : اشتريت منزله مفروشاً , هل عندك مانع ؟!
العجوز : غريب ! لم يخبرني بذلك .. هل تعرف الى اين ذهب ؟
بعصبية : الى جهنم !! و ما يدريني يا اخي .. اشتريت الفيلا و هو ذهب في طريقه .. و الآن دعني اكمل نومي فأنا سهران منذ البارحة

و قبل ان يغلق الباب , اوقفه العجوز قائلاً بحزم :
- و هذا ما اتيت لأناقشك فيه , فهل يمكنني الدخول..
مقاطعاً : لا !! قل ما تريده هنا
و رغم تضايق العجوز من قلّة ذوقه الا انه اكمل كلامه : حسناً .. الجيران جميعهم منزعجون من اصوات الإحتفالات ..
مقاطعاً : حسناً فهمت .. سنخفض الصوت قليلاً .. سلام

و يغلق الباب في وجه العجوز الذي عاد الى بيته متضايقاً , و في نفس الوقت حائراً من رحيل جون المفاجىء دون توديع احد من الجيران !  
***

و في احد الأيام .. زارت العجوز جيمس ابنته المعلمة فسألها ابوها :
- ابنتي .. الست تعلمين اطفال جون في مدرستك ؟
- نعم , لكنهما غائبان منذ شهر .. و قد حاولنا الإتصال بالعائلة اكثر من مرة , لكن دون اجابة !
- و هل سحب الوالدان الملفّات المدرسية لإبنيهما ؟
- لا ابداً , و هذا ما يشغل بال المدير !
فيفكّر العجوز بقلق ثم يقول :
- انا اشكّ بالمسمّى جايسون 
- تقصد الجار الجديد ؟!
- نعم , اظنه وراء اختفاء العائلة .. عليّ ان احدّث صديقي المحقّق الجنائي بالأمر 

***

و بعد عدة ايام و في ليلةٍ مظلمةٍ باردة .. زار المحقّق منزل جايسون فجأة مما اربكه  
و في الداخل ..لاحظ المحقق وجود العاب للأطفال في زاوية الصالة 
- هل لديك اطفال , سيد جايسون ؟
بدهشة : ماذا ؟ لا ابداً .. 
ثم انتبه على نظرات المحقق نحو الألعاب , فسارع بالقول :
- آه .. هذه العاب اولاد صديقي مايكل 

ثم اقترب المحقق من صورة صغيرة لأولاد جون كانت ماتزال موضوعة فوق المدفأة 
المحقق : و لما صورة ابناء جون مازالت هنا ؟
جايسون بقلق : يبدو انهم نسوها هنا .. فهم لم يأخذوا سوى اغراضهم الشخصية
- يعني هذه العابهم ايضاً 
و يشير على الألعاب ..
بارتباكٍ واضح : لا !! هذه العاب مايكل .. اقصد ابناء صديقي

و بعد ساعة .. خرج المحقق من الفيلا و هو يستشعر بأن جايسون يخفي امراً .. و قبل ان ينطلق بسيارته رأى مايكل و هو يترجّل من سيارته .. فتوجه اليه و سأله :
- هل انت مايكل ؟
- نعم .. من انت ؟
- لا عليك .. اردّت فقط ان اسألك عن ابنك , هل هو بخير ؟
مايكل باستغراب : ايّ ابن ! انا ليس لديّ ابناء اصلاً
فيبتسم المحقق و هو ينظر الى جايسون الذي كان يشاهدهم بقلق من نافذة الفيلا ..
المحقق : لا عليك , سنتكلم لاحقاً

و بعد ذهاب المحقق للمركز لأخذ اذن التفتيش بعد ان تأكّدت شكوكه , سأل جايسون (بقلق) صديقه فور دخوله للمنزل :
- هآ .. ماذا سألك المحقق ؟
برعب : هل كان شرطياً ؟!

و بعد ان اخبره , عرف جايسون بأن امره انكشف .. فطلب من مايكل ان يسرع بحمل كل شيءٍ نفيس و خفيف من الفضّيات و اللوحات الموجودة بالفيلا و الهرب بأسرع وقت قبل قدوم الشرطة لتفتيش المنزل.. 

و قد استغلاّ ظلمة الليل للهرب بالمسروقات , و عندما قدِمت الشرطة في الصباح كانا ابتعدا عن كل المنطقة .. و قد ادّى التفتيش بواسطة الكلاب الى معرفة مكان الجثث بالحديقة الداخلية للفيلا .. و قد انتشر الخبر في ارجاء الحيّ الراقي الذي اصيب بالذعر مما حصل .. كما اذيع الخبر في جميع المحطّات الإذاعية و الإخبارية .. لكن خوفهم الأكبر كان بسبب ان القاتل مازال طليقاً رغم توسّع نطاق البحث عن جايسون و مايكل بعد ان تمّ رسم شكلهم بمساعدة المحقق و الجار العجوز الذي كان اشد الجيران حزناً على جاره جون و عائلته المغدورة
***

و بعد شهران و في ولاية اخرى امريكية .. كان مايكل و جايسون يجلسان في السيارة في جنح الظلام بعد ان تنكرا في شكلٍ آخر و قد حلقا رؤوسهم و اطالا شواربهم و ذقنهم ..
مايكل متضايق و هو يطفأ مذياع السيارة : اسمعت !! لقد نشروا صورنا بكل مكان .. هل انت سعيداً الآن و نحن نجلس هنا في مكانٍ نائيٍ ؟! 
جايسون بعصبية : لكنك لم تكن متضايقاً عندما كنت تقضي السهرات في فلتي..

مقاطعاً و بغضب : فلتهم هم !! لم يكن منزلك من الأساس !! انت ورطتني بهذا الموضوع و اصبحت شريداً مثلما كنت انت دائماً .. و الآن عليك ان تجد مكاناً نسكنه , لأنه من غير المعقول ان نبقى نعيش في سيارتي

يفكّر قليلاً ثم يقول :
- حسناً .. سأجد منزلاً آخر لكن بعيد عن عيون الناس 
مايكل بدهشة : و هل ستحتلّ بيتاً آخر ؟! الم تتبّ بعد يا رجل !
جايسون بسخرية : لا طبعاً .. سأنهي دراستي الجامعية اولاً , ثم اعمل موظفاً براتبٍ مجّزي , و من ثم اقسّط لبيتٍ محترم لأسكن فيه معك ايها النتن !! .. (ثم يصرخ آمراً) .. هيا قدّ السيارة بدون ان تتفوّه بكلمةٍ واحدة و الا و الله سأقتلك هذه المرّة.. 
و يضع مسدسه في رأس مايكل الذي قاد سيارته مرغماً ليتوغّل اكثر  و اكثر في الحقول الموجودة بأطراف قريةٍ مجهولة  

و عندما وصلا لمزرعة بداخلها بيت كان بعيداً عن كل المزارع المجاورة , قال جايسون و هو يبتسم بخبث :
- ممتاز هذه المزرعة تناسبني , بالحقيقة هي كانت حلمي الثاني بعد الفيلا 
و لم يعقّب مايكل على كلامه تفادياً لجنون صاحبه الذي نزل باتجاه المنزل الخشبي المتواضع 

و فتح عجوزٌ في الثمانين من عمره الباب بعد ان سمع طرقاً عليه :
جايسون بنظراتٍ مخيفة : كيف حالك يا عم ؟
العجوز بدهشة : مالذي اتى بك الى بيتي ؟
- لما بيتك بعيد جداً عن الجميع ؟ 
العجوز متضايقاً : انا اخترت ان اعيش وحيداً و بعيداً عن الفضولين امثالك , فإذا كنت تريد المبيت فعليك ان تبحث عن بيتٍ آخر

فتمّتم جايسون بارتياح : عجوز وحيد في بيتٍ بعيد .. رائع
ثم اشار لمايكل الذي كان يجلس مرتعباً في السيارة بإشارة تعني بأنه وجد مراده , ثم قال للعجوز :
- مزرعتك جميلة يا عم
العجوز بنبرة حادة : اعرف هذا ..و الآن ارحل !!

و قبل ان يغلق الباب , اوقفه جايسون بيده .. بينما رفع مسدسه باليد الثانية في وجه العجوز المندهش و المرتعب , و هو يقول له :
- لكنها اصبحت منذ اليوم .. مزرعتي انا
و انطلقت الرصاصة كاتمة الصوت , مترافقة مع صرخة العجوز الأخيرة التي لم يسمعها احد !

النهاية

ملاحظة : 
هذه القصة مستوحاة من جريمة حقيقية حصلت في اميركا بنهاية الثمانينات , و المجرم مازال طليقاً الى يومنا الحالي !

الخميس، 23 فبراير 2017

منكر و نكير

كتابة : امل شانوحة

قبر,ليل,عذاب,حساب,منكر,نكير
ليلتي مع الجثة

- يا الهي البرد شديدٌ هنا , كان عليّ ان احضر بطانية معي ..  اللعنة عليّ , لما قبلت اصلاً بعرضه السخيف ؟! .. (و يتنهد مرتعشاً من شدة الخوف و البرد) .. حسناً لأحاول ان اهدّأ من روعي .. فهي بالنهاية ليلة واحدة مخيفة و سأقبض بعدها مبلغاً كبيراً من المال يوازي كل ما كسبته في حياتي ..من الأفضل ان انام قليلاً , علّ هذه الليلة تمرّ على خير .. لحظة ! ماهذا الصوت ؟! هل تمطر في الأعلى يا ترى ؟! .. آخ ..ليتني استطيع ان احفر و اخرج نفسي من هذا المأزق .. يارب ساعدني

و بعد ساعتين استيقظ على حركةٍ ما , و كأن شيئاً يزحف بقربه ! 
فتمّتم بخوف : ماذا يحصل هنا ؟!
  
و قرّب قنديله من مكان الجثة ليتفاجأ بفكّ الميت متدني للأسفل , و عيناه فتحتا على وسعها , كما لاحظ و كأن الميت ادار بوجهه ناحية الزاوية المظلمة من القبر !

الرجل بدهشة : كيف تحرّك هذا الميت ؟! 
ثم اقترب من الجثمان المسّجى فوق اللحد , و قال له :
- على ماذا تنظر يا هذا ؟!

ووجّه قنديله نحو تلك الزاوية ليرى مخلوقين ليسا ببشر و لا حتى شياطين يحفران جانباً من القبر بأنيابهم التي تشبه لهب النار , و قد تمكنا بواسطتها اختراق القبر , حيث بديا (مع ضوء القنديل الضعيف) و كأنهما يمشيان فوق شعورهم الطويلة , وكان سواد بشرتهم مائلاً للزرقة ! 

و هنا سقط القنديل من يد الرجل و انطفأ على الفور , فصار يدبّدب على كلتا يديه و رجليه حتى تكوّر على نفسه في زاوية القبر المظلم , بينما اضيء الجزء الآخر من القبر بسبب النور الذي خرج من عينا تلك المخلوقات التي تشبه قدور النحاس و بلمعةٍ اشبه بالبرق الخاطف , و كانا يحملان بأيديهم عصا من الحديد الثقيل المدبّب ! 

ثم اقتربا من الجثة و صاح احدهم صيحة جعلت الرجل الحيّ يغلق اذناه بكلتا يديه , و هو يشاهد اثر تلك الصيحة على الميت حيث تكسّرت عظامه و خرجت اعضائه من مفاصله .. 
لكن بعد ثواني قليلة عاد كل شيء الى مكانه و استفاق الميت و اعتدل جالساً !

و هنا لم يستطع الرجل الحيّ متابعة ما يحدث فقد سقط على جنبه فاقداً للوعيّ بعد ان هاله المنظر , و مع هذا استطاع استيعاب الحوار الذي دار بينهم و بين الميت 

الملك بصوتٍ يشبه الرعد القاصف : انا الملك منكر و هذا نكير , و اتينا اليك لسؤالك بعض الأسئلة , فهل انت مستعد ؟
لكن اسنان الميت كانت تصطك مع بعضها بصوتٍ مسموع من شدة الرعب , و لم يستطع الإجابة  

فأكمل الملك الثاني (نكير) قائلاً : عماد سعيد !! هآقد ذهبت عنك الدنيا وافضيت إلى معادك , فاخبرنا .. من هو ربك ؟  
فردّ الميت بصوتٍ متهدّجٍ خائف : هآ هآ ! لا اذكر .. اقصد لا ادري .. ربما 

فيتجاهلان الملكان اجابته المتردّدة , و يسألانه السؤال الذي بعده :
منكر : و ما هو دينك ؟!!
بارتباكٍ واضح : هآ ! لا ادري .. اقصد انا انسان جيد .. انا .. 
نكير بغضب : جوابٌ خاطىء !! السؤال الذي بعده .. من نبيك ؟!!
الميت بهلعٍ شديد : لا ادري كنت اقول ما يقوله الناس بالنبي .. ماذا كان اسمه ؟! نسيت..
منكر مقاطعاً و بغضب : لا دريت و لا تليت , لقد فشلت في الإمتحان

ثم يرفع المِرزبة الحديدية التي كان يحملها و يضربه ضربة قوية بين اذنيه ليصرخ الميت بعدها بصوتٍ يصمّ الآذان , جعلت الرجل الحيّ (المرافق) يستعيد وعيه مذهولاً مما يجري حوله !

و هنا يخرج من جسد الميت اجزاءٌ سوداء تتجمّع على شكل عبدٍ أسود الذي مشى ببطء , حتى جلس عند رأس الميت  

و هنا يقول نكير :
- هذا العبد يمثّل عملك السيء و هو سيرافقك طوال فترة مكوثك في القبر .. أمّا الآن فسنفتح لك باباً يريك مكانك في جهنم , لترى مصيرك يوم القيامة 

فيعترض الميت خائفاً : لكني كنت أتصدّق بمالي لأعمال الخير , ألا يشفع هذا لي ؟
منكر بغضب : أتحاول أن تكذب علينا , كما كذبت على الناس ؟!!

ويكمل نكير كلامه : 
- تتبرع بأموالٍ جمعتها بمال الربا
منكر : كما كانت كل أعمالك رياءً , فقط ليقولوا الناس عنك بأنك كريم ,  و قد قالوا و انتهى الأمر .. لكن الله يحاسب على النوايا و ليس على الأفعال الظاهرة للعيان .. افهمت يا هذا ؟!! 

نكير : و عقابك لن ينتهي هنا , فيوم القيامة سيحاسبك الله على كل قرشٍ كسبته و انفقته بالحرام .. و الآن استمتع بالمنظر

ثم فتحت طاقة فوق رأس الميت , خرج منها لهيباً من النار كان كافياً ليشوي وجهه الذي صار يتساقط عنه اللحم , مترافقاً ذلك مع صراخ الميت المرتعب .. هذا عدا عن الرائحة التي فاحت في انحاء القبر و التي كانت تشبه رائحة المجاري النتنة !

و ليس هذا فحسب , بل خرجت من تحت الميت حيّة سوداء ضخمة احاطت بكفنه و صارت تلتفّ عليه الى ان تقعقعت جميع عظامه

و هنا همّ الملكان بالخروج من القبر بعد أن أنهيا واجبهما , لكنهما إنتبها فجأة على الرجل القابع بزاوية القبر !
الملك منكر بدهشة : لحظة ! ..من هناك ؟! 

و اقتربا سويّا باتجاه الرجل الذي اغمض عيناه بكلتا يديه المرتجفتين ,  و لسانه لا يتوقف عن قراءة ما يحفظه من آيات

الملك منكر : من انت يا فلان ؟!
لكن الرجل لم يجيب

الملك نكير يستفسر : أنت لست على لائحة الأموات لهذه الليلة , فمالذي أحضرك الى هنا ؟!

بصوتٍ خافت مرتجف : أنا فريد جاسم .. و أعمل حمّالاً , اساعد الناس في نقل أثاث بيوتهم
منكر : و ماهذا الحبل الذي تضعه على رقبتك ؟
- إنه يساعدني في حمل الأشياء الثقيلة على ظهري 
نكير : و هل دفعت ثمنه , ام سرقته ؟
فردّ بخوف : بل هو من عرق جبيني .. أحلف لكم
منكر : أظنه صادق ... طيب مالذي أحضرك الى هنا ؟

الرجل : إنها وصيّة المرحوم .. (و أشار الى الميت) .. هو طلب من ابنه الوحيد ان يجد له شخصاً يرافقه بأول أيام دفنه .. و قد وافقت مرغماً لأن المال الذي ينوي ان يدفعه لي الوريث في الصباح , سيساعدني في دفع ديوني 
نكير : و ماذا عن الخمر الذي كنت تشربه ؟ 
الرجل بدهشة : كانت مرة أو مرتين فقط !

نكير بغضب : بل في كل ليلة كنت تشرب النبيذ الرخيص مع اصحابك
الرجل برعب : و الله لن أفعل هذا ثانية !!
منكر : و ماذا عن نيتك باستخدام مال المكافأة في لعب القمار غداً ؟ 

باستغراب : كيف تعرفون كل هذا ؟! 
نكير : نحن نرى الآن سجل أعمالك , لكن الله من سيحاسبك عليها يوم القيامة
الرجل : و هل ستعاقبونني على أحلامي ؟
منكر بصوتٍ صارم : بل الله يعاقب على النوايا السيئة , ايها السكّير المقامر !!
الرجل و هو يرتجف : تبت و الله تبت , و لن أفعل أيّا من أفعالي السابقة .. صدّقوني

نكير : هل نعطيه فرصة ثانية , أم نجعله يلقى نفس مصيره ؟
و يشير على الجثة التي تحولت الى أشلاء متناثرة هنا و هناك بسبب عصر الأفعى المتواصل لجسده 
الرجل و هو يبكي : و الله تبت ... تبت و الله العظيم
و ظلّ يبكي الى أن أُغميّ عليه
***

في الصباح.. 

لاحظ كلاً من حفّار القبور و الغني بعد فتح غرفة المدفن , بأن الفقير الذي كان ينام متكوّراً على نفسه بالزاوية قد اشتعل رأسه شيبا !

فتقدّم اليه الحفّار و وكزه قائلاً :
- استيقظ يا هذا .. 
(ثم سأل الغني) .. ماذا كان اسمه يا سيد ؟

وقال وريث الميت الذي كان يقف عند باب المدفن : و الله لا أذكر .. لكن هل معقول أنه مات هو أيضاً ؟! 
فيمرّر الحفّار اصبعه تحت انف الرجل الغائب عن الوعي : 
- لا مازال يتنفس .. هيا يا رجل استيقظ !!

و ما أن فتح الرجل عيناه , حتى أغمضهما مجدداً بكلتا يداه و هو يصرخ بألم :
- آآيييّ .. عينايّ !!

فرمى الوريث الغني شاله الصوفي للفقير : خذّ !! حاول ان تحمي عيناك بعد عتمة القبر 

و بعد أن وضع الحمّال الشال على رأسه بطريقة تحمي عيناه .. نظر حوله مستفسراً :
- ماذا حصل ؟!
الوريث : انت من عليك اخبارنا..هآ كيف كانت الليلة الأولى في قبر ابي ؟

فتذكّر الرجل الفقير كل ما حصل معه البارحة , فانتفض جسده برعب و أسرع بالخروج حبواً خارج المدفن و لحقه الوريث , بينما تمّتم حفّار القبر بدهشة : ماذا حصل له ؟!

و ما أن خرجا حتى اقترب الحفّار اكثر من اللحد ليرى جسد الميت مفتّتاً الى اجزاءٍ متناثرة , فسأل الرجل : 
- لما الميت مقطعاً هكذا ؟!
و خرج و اخبر ابن الميت بما رأى

الوريث بغضب : ماذا فعلت بأبي يا هذا ؟!
فانفجر الرجل غاضباً : أفعاله السيئة هي من فعلت به ذلك 

و قبل أن يستفسر الإبن أكثر , قاطعه حفّار القبور بعد أن سمع باب المدافن الرئيسي يُفتح :
- سيدي لنأجّل هذا الحديث لاحقاً .. عليّ أن اقفل غرفة المدفن فوراً , فما فعلناه مخالفاً للقوانين , و سأخسر بذلك عملي
فأشار الوريث له بيده موافقاً , و أقفل العامل المدفن الخاص بالغني .. بينما اتجه الإبن الى الحمّال الذي كان ينفض التراب عن ثيابه متضايقاً

و مدّ الغني يده حاملاً ظرفاً به المبلغ المتفق عليه سابقاً :
- خذّ !! هذا مالك كما اتفقنا
لكن ردّة فعل الفقير فاجأته , حيث صرخ قائلاً :
- لا أريد أموالكم القذرة !!  
بدهشة : ماذا قلت ؟!

الرجل : قلت لا أريد أيّ شيء .. فملكا الموت ظلاّ لساعات يحقّقان معي بسبب لفّة حبل , فكيف تريدني أن أتنعّم من مالٍ أتى من الحرام !!
الوريث بغضب : اخفض صوتك يا هذا , و الاّ ضربتك !!
فأدار الرجل ظهره مغادراً المقبرة بعد أن رمى شال الغني على الأرض , و قال صارخاً :
- اذهب انت و والدك الى الجحيم !!!

و قد عُرف هذا الحمّال لاحقاً بحسن اخلاقه و دينه بعد ان غيرت هذه الليلة مسار حياته .. و يقال انها قصة حقيقية من الموروث الشعبي 

السبت، 18 فبراير 2017

اهم المفرادات المستخدمة في الكتابة

تلخيص : امل شانوحة

كلمات تساعد بالكتابة 

1- مرادفات كلمة خَوْف :
تَوَجُّس , جَزَع , رَعْشَة , رَهْبة , , فَزَع , مَهَابَة , هَلَع , هَوْل , وَجَل , وَهَل ، تَهَيُّب , خَشْيَة , ذَعَرَ , رَوَّعَ , هَالَ 

أضداد كلمة خَوْف(يعني عكس معناها) :
انْشِراحٌ , بَسالَةٌ , تَجَلُّدٌ , هناءَةٌ 

2- مرادفات كلمة حُزْن :
إِسْتِياء , تَبَرُّم , تَرَح , حُرْقَة , شَجًى , شَجَن , غَمّ , غُصَّة , فَجْعٌ , كَدَر , كَرَب , وَحْشَة , وَلَه ، اِكْتِرَاب , إِلْتاعَ , تَأَسَّفَ , تَحَسَّرَ , هَلَكَ 

أضداد كلمة حَزَن :
البَهْجَة , الغِبْطَة , الجَذَل , تَهَلُّلٌ , مَسَرَّةٌ 

3- مرادفات كلمة غَضَب :
حَنَق , سُخْط , إِحْتَدَمَ غَيْظا , إِحْتَدَّ , إِسْتَشَاطَ , إِكْفَهَرَّ , إِمْتَعَضَ , تَجَهَّمَ , تَوَغَّرَ صَدْرَهُ , ثَارَ , حَرِدَ , ضَغِنَ , قَطَّبَ , نَقِمَ 

أضداد كلمة غَضَب :
مصافاةٌ , سُرَّ ، قَرَّ عَيْنًا ، هَامَ ، هَمَدَ ، طَابَ نَفْساً 

4- مرادفات كلمة مَحَبَّة :
أُلْفَة , إِخاء , تَتَيُّم , تَوْق , شَغَفٌ , صَبابة , لَوْعَة , مَعَزَّة , وَلاَء , وِصَال

أضداد كلمة مَحَبَّة :
المَقْت , تَنابُذٌ , جَوْرٌ


5- مرادفات كلمة ظُلْم :
إِجْحاف , إِسْتِبْدَاد , إِضْطِهَاد , بَغَى , تَسَلُّط , تَعَسُّف , تَفَرُّد , ضَيْم , إِفْترى , تَجَبَّرَ , جارَ على , عَتَا , غَشَمَ , هَيْمَنَ


أضداد كلمة ظُلْم :
أَنْصَفَ , القِسْط , رَأَفَ 

6- مرادفات كلمة إضطراب :
اِخْتِلاج ، إِخْتِلاَل , هَيَجَان , تَزَعْزُع ، إِنْفِعَال , بَلْبَلَة , تَشَوُّش , خَفَقَان , شَغب , غَلَيَان , فَوَرَان , مَرْج , هَرْج  

أضداد كلمة إضْطِرَاب :
تَهَلُّلٌ , خُبُوٌّ , خُمُودٌ , هُمُودٌ 

7- مرادفات كلمة صباح :
بُكْرَة , صَبِيحة , ضُحًى , فَلَق , غُدْوَة , سَحَرٌ , البُزوغ , سُطُوعٌ , ضياءٌ

أضداد كلمة صَبَاح :
الدَّجَى , عَشِيَّةٌ , مغيبٌ ، أُمْسِية , رَوَاح ، أُفُول

8- مرادفات كلمة ظَلام :
دَيْجُور , دُجْنَة , عَتْمَة  

أضداد كلمة ظَلام :
بَرِيقٌ , سطوعٌ , ضِياءٌ 

9- مرادفات كلمة رأَى :
تَوَسَّمَ , حَدَّقَ , خالَ , خَمَّنَ , رَمَقَ , شَهِدَ , عَايَنَ , لَمَحَ , صَادَفَ , اشاحَ , تمعّن

أضداد كلمة رَأَى :
طمسَ , أَغْفَلَ 

10- مرادفات كلمة زَعَم :
إِدَّعَى , إِصْطَنَعَ , إِنْتَحَلَ , تَظَاهَرَ  

أضداد كلمة زَعَم :
تَأَكَّدَ ، تَثَبَّتَ ، تَحَقَّقَ ، تَيَقَّنَ ، عَلِمَ


11- مرادفات كلمة مشى :
إِنْطَلَقَ , عَدَا , نَهَجَ , بَسَطَ , تَرَجَّلَ , حَبَا , خَطَا , دبَّ , دَلَفَ , سَرَى , سَعَى , مَادَ , تَنَزَّهَ , اِنْسَابَ , هَرْوَلَ
كلمة سَارَ : مَشى نهاراً  ... سَرَى : مَشى لَيْلاً 

أضداد كلمة مَشَى :
أَحْجَمَ ، إِسْتَقَرَّ ، إِعْتَلَى ، إِمْتَطَى ، ثَبَتَ ، رَسا ، سَكَنَ ، لَبِثَ , أَبْطَأَ ، تَأَنَّى ، تَرَيَّثَ ، تَوانَى 

12- مرادفات كلمة مات :
أصْفرَ , أَسْلَمَ الرُّوحَ , أَوْدَى , إِنْتَقَلَ إلى الرفِيقِ الأعْلَى , تَوَفَّاه الله , خَبا , فاضَ , فَنِيَ , قَضَى نَحْبَه , قُبِضَ , لَقِيَ حَتْفَه , هَمَدَ , وافاه الأجَل , حَضَرهُ المَوْتُ , فَطَسَ , نَازَعَ , نَفِقَ ( للبهائم ) , ماتَ مَكْسور الخاطر

أضداد كلمة مَات :
هُزِمَ , خَلَدَ ، دامَ 

13- مرادفات كلمة قتل :
إِبادة , إِجْتِياح , إِرْداء , إِسْتئْصَال , إِغْتِيال , إِفْناء , إِكْتِسَاح , إِهْلاك , بَطْش , سَحْق , فَتْك , مَحْق , مَحْو , , أزْهَقَ , أَجْهَزَ , نَحَرَ  
غَرِيمٌ , مناوِئٌ , مُعَاد

أضداد كلمة قَتْل :
تَخْليصٌ , مُهادنَة , نَجاة , أَسْعَفَ ، أَنْجَدَ 


ملاحظة : 
(هذه اهم المفردات الأدبية التي تستخدم بكثرة في كتابة القصص) 

الاثنين، 6 فبراير 2017

الفرصة الثانية


تأليف : امل شانوحة


ملاك,موت,عزرائيل,فرصة,نجاح,فشل,حياة
لا اريد الموت الآن !

وحيداً هناك في غرفة الإنعاش , كان العجوز التسعيني يحاول التقاط انفاسٍ تبدو له الأخيرة , فهاهو يستمع الى دقات قلبه الضعيفة التي تتماشى نغماً مع ذلك الرنين المزعج الصادر من ماكينة تحديد النبضات التي امامه , و رغم خوفه الكبير باقتراب اجله الا انه يشعر بمللٍ كبير بسبب الوحدة التي قضاها معظم حياته بلا عائلة ولا اصدقاء , لذا لم يعد يمانع بالموت , بل اصبح متحمّساً لتجربة شيءٍ جديد كالأنتقال الى ماوراء الحياة
  
و في تلك الليلة استيقظ على كلمات الطبيب الذي عاينه و هو يتحدّث مع الممرضة عند باب الغرفة :
- لا اظنه سيعيش كثيراً ..من الأفضل ان تتصلوا بعائلته لتوديعه
- ليس لديه احد يا دكتور , فقد حاولنا طيلة هذا الأسبوع و .. 
- فهمت , هذا شيءٌ حزين .. طيب هل اوراق ضمانه تكفي مصاريف المشفى و  اجراءات الدفن ؟
- لقد عرفنا انه ليس غنياً , لكن اوراق ضمانه تتكفل بذلك ..لا تقلق

و هنا نزلت دمعة على خدّ العجوز , و صار يحدّث نفسه : 
هآ انت ستموت قريباً يا جون , فماذا فعلت بحياتك يا غبي ؟! ..آه منك  يا ابي اختياراتك قيّدتني .. فمنذ صغري و انت تصرّ بأن احلّ مكانك في مصنع الصابون التابع لصاحبك , و لم تسمح لي باكمال دراستي الثانوية , و جعلتني اعمل بتلك الوظيفة المملّة , التي لولا وجود نانسي هناك لما بقيت هناك يوماً .. (ثم تنهد بحزن و هو يتذكرها) .. نانسي .. حبيبتي الوحيدة .. آه كم اكرهك يا مايكل , يا صديقي الخائن


- الن تتوقف عن استخدام الناس كشمّاعة لفشلك !!
قالها رجلٌ يلبس ثياباً بيضاء و يقف عند باب غرفته 
- من انت ؟!
اقترب منه الرجل الغريب و قال له :
- كان بامكانك اكمال دراستك بمدارس ليلية كما اقترحت عليك امك 
- كيف عرفت ؟!
- و كان بامكانك بيع روايتك التي كتبتها , لكنك توقفت عن المحاولة بعد ان رفضت دورين نشر شرائها منك
- لحظة ! من انت ؟! و كيف تعرف هذه الأمور ؟!
- كما كان بامكانك خطبة صديقتك نانسي بدل ان تتركها لصديقك الذي كان سيئاً معها .. 
- لكن هي لم ترفضه ! 

- و ماذا عنك ؟!! هل حاربت للأحتفاظ بها بدل ان تضيع عشرين سنة من عمرك باحتساء الخمور 
- هذا ليس ذنبي , الحقير خدعني و تزوجها رغم معرفته بحبي لها , كما انني شربت لأتحمّل خسارتها , و اتحمّل وظيفتي المملّة التي اجبرني عليها والدي
- والدك توفيّ منذ مدة طويلة فما الذي منعك عن تقديم استقالتك  و ملاحقة احلامك الكتابية , بدل ان تمضي بقية حياتك في منزل اهلك كرجلٍ فاشل لا عائلة له ؟!!
- من انت ايها اللعين ؟!! و كيف تعرف عني كل هذه الأمور ؟! ثم من انت لتحاكمني ؟!! هيا اخرج من هنا !!
ثم بدأ يصرخ بغضب :
- ايتها الممرضة !! يا ممرضة !! .. ايسمعني احد ؟!!!

فقال له الرجل بابتسامة ساخرة :
- لا تتعب نفسك فلا احد يسمعك , لأنك الوحيد الذي تراني
ثم اختفى الرجل فجأة ليظهر ثانيةً قرب سريره , و كان هذا كفيلاً بإغماء المريض المرتعب ! 

ليستيقظ بعدها و الممرضة تعلّق له المصلّ : 
- سيد جون ..الحمد الله على السلامة كنت على وشك ان تصاب بأزمة قلبية ثانية
- اين ذاك الرجل ؟! 
و بدأ ينظر في ارجاء الغرفة بخوف , قبل ان يقول لنفسه :  
ربما كان كابوساً , يا الهي كم ارعبني
- سيد جون يبدو عليك الأرهاق , من الأفضل ان تنام مجدداً
ثم خرجت الممرضة .. لكن ما ان اغمض عيناه حتى سمع صوت الرجل الغامض من جديد , ففتح عيناه برعب ليجده واقفاً قرب سريره :
- هاى جون !! .. أتريد فرصةً ثانية ؟

جون بخوف : ماذا تعني ؟!
- اسمع !! انا ملاك الرحمة و سأعطيك فرصة لكيّ تعود الى الوراء , ايّ لسنة واحدة فقط لتغير نمط حياتك , لكن ان عدّت لإختيار نفس الطرق السهلة من جديد فستموت في الحال .. افهمت !!
- ماهذه الخزعبلات ؟!! اتريد ان تتلاعب بمشاعر رجلٍ يحتضر  يا هذا ؟!! 
- اذاً كما تشاء .. سأطلب من عزرائيل الآن ان يأخذ روحك طالما انه لا فائدة من حياتك
و فجأة ! بدأت تتكوّن زوبعة سوداء بزاوية الغرفة , فأسرع العجوز الخائف قائلاً :
- لا ارجوك لا تناديه الآن !! انا فعلاً احتاج لتلك الفرصة
و هنا اشار الرجل للزوبعة بيده , فاختفت على الفور !

ثم اقترب منه و هو يقول :
- اذاً سنعيدك لسن الأربعين
- و لما ليس سن العشرين مثلاً ؟!
- لأنك في ذلك السن بالذات حصلت على اكثر من فرصة لتغير حياتك لكنك قمت بتجاهلها جميعها 
- فهمت .. اذاً قبلت عرضك
- بإمكانك ان تغير الكثير في هذه السنة يا جون , فلا تهدر يوماً واحداً منها ..و الآن اغمض عينيك

و عندما فتحهما , كان جون في غرفته بمنزل اهله ! 
فنهض من سريره نحو المرآة ليرى نفسه في الأربعين من العمر .. ثم سمع امه تناديه من خارج الغرفة :
- هيا يا جون !! هيا يا كسول !! الفطور جاهز

فخرج سعيداً و حضنها بقوة و بدأ يقبّل رأسها ..
امه ممازحة : يا مجنون ! انا لست بنانسي
جون بدهشة : نانسي ! اتعلمين بأمرها ؟!
و هنا خرج والده من حمام و هو يقول : 
- يا بنيّ ..المصنع كلّه يعرف بأمركما , فمتى ستفاتحها بالموضوع لنخطبها لك , بدل ان تعيش مع والديك العجوزين و انت بهذا العمر
فتسرع الأم لتلطّف الأجواء : 
- لا تغضب من والدك , لكننا حقاً نودّ ان نرى ابنائك قبل ان نموت
جون بحماس : ستفعلان يا امي و قريباً جداً , لكن قبل هذا عليّ ان استقيل و فوراً 

ابوه بدهشة و غضب : هل جننت ؟!! و من سيدفع اجار بيتنا ؟ انت تعلم انني تقاعدت عن العمل 
جون بحزم : لا يا ابي !! لن اسمح لك بأن تحبطني ثانية .. سأستقيل  و اعود لكتابة القصص من جديد 
الأب : لكنهم رفضوا روايتك .. و مرتين ايضاً 
جون : و هذا يعني انها تحتاج الى المزيد من التدقيق .. كما ان هناك العديد من دور النشر في البلد , لذا سأظلّ احاول الى ان يقبلها احدهم
ابوه بعصبية : لكن الكتّاب لا مستقبل لهم .. قولي له شيئاً يا امرأة !!
- و هل تظن ان مستقبلي سيكون افضل بمصنع صديقك .. لا !! انا لن اقتل موهبتي بهذه الوظيفة المملّة
- بل احمد الله ان صديقي قبل ان يوظّفك بدلاً مني
- هذا حلمك انت يا ابي , و ليس حلمي .. عليّ الذهاب الآن 
الأب يصرخ بغضب : توقف يا فاشل !! ايّاك ان تقدّم تلك الإستقالة .. اسمعت !!!
لكن جون خرج من المنزل غير آبهٍ بالكلام المدمّر لوالده  
***

و بعد ان كتب استقالته في الحافلة , تفاجىء فور دخوله المصنع برؤية نانسي توزّع الحلوى على زملائها بمناسبة خطبتها من مايكل صديقه القديم .. و عندما تقدّمت نحوه
- تفضل جون .. حلوى بمناسبة...
قال مقاطعاً و بعصبية :
- اعرف اعرف !!
- ما بك غاضب ؟! 
- هل يمكنني التحدّث معك على انفراد ؟
- حسناً سأكمل توزيع الحلوى ثم اراك هناك ..(و تشير الى المكان) .. قبل ان اعود الى عملي 
- و انا سأحضر شيئاً من خزانتي و الحق بك

و هناك بدأ يفتش بعصبية بين اوراقه القديمة الموجودة في الخزانة المخصّصة للعمّال 
اين تلك الورقة الغبية ؟! ..أخيراً وجدتها .. آه جيد انني لم ارمي هذا الوصل ايضاً

ثم التقى بها مجدداً بعيداً عن باقي العمّال ..
- اريد ان اسألك يا نانسي .. مايكل كان يعمل معنا منذ سنوات ..فلماذا اخترته الآن ؟! 
فنظرت اليه باستغراب :
- اخترته ! 
جون بارتباك : 
- اعرف انه ليس لي الحق بالسؤال , لكن رجاءً اجيبيني
- لأني اكتشفت شهامته ..فهو الوحيد الذي بادر بطلب اجازة لي من المدير بعد ان شعر بسوء مرضي الشهر الفائت , كما انه جلب لي هدية مميزة في المستشفى
- تقصدين الفستان الزهري الجميل الذي كنت تنظرين اليه دائماً من واجهة المحل القريب من هنا 
- هل كان يراقبني ؟!
- لا يهم .. اخبريني ماذا قال لك بالضبط حين احضر الهدية ؟
- مع انه ليس من شأنك لكني سأخبرك .. هو قال بأنه اضّطر الى جمع راتبين له لكي يشتري لي فستاني الغالي الذي سألبسه غداً بحفلة الخطوبة

- ياله من ماكر ! لقد استغلّ تردّدي 
- ماذا تقصد ؟!
- اولاً !! انا من طلبت لك الإجازة , و هذه نسخة عن الورقة التي قدّمتها لمدير المصنع .. و يمكنك التأكّد بنفسك من سكرتيرته 
- ماذا ؟! لكن مايكل قال لي..
مقاطعاً : كما انني انا من اشتريت لك الفستان , لكني لم اكتب اسمي على الهدية كي لا تشعري بالأحراج مني.. و بالصدفة و انا ابحث عن ورقة اجازتك وجدت ايضاً وصل الشراء .. انظري .. مع اني حقاً لم اكن اريد ان اريك اياه
- طيب كيف عرف مايكل بكل هذا ؟!
- مايكل كان صديقي منذ سنوات .. و قبل شهرين كنت افضفض له  و اخبره عن حبي لك بعدما انتقلتي الى قسمنا , و اخبرته ايضاً بما فعلته لأجلك بالسرّ .. لكن الحقير استغلّ طيبتي و طيبتك ايضاً ..  
فتسكت بصدمة ! 
- اسمعي يا نانسي ..انا لا اريد الإيقاع بينك و بينه , لكنه انسان استغلالي فهو يتقرّب من المدير عن طريق نقل كلام العمّال اليه  و هو من تسبّب بطرد العم جاك و السيدة انجي .. و كل هذا طمعاً في ان يصبح مسؤولاً عن العمّال .. نانسي .. هو لا يناسبك , صدّقيني
- لكنك تأخّرت يا جون , فأهلي و اصدقائي جميعهم قادمون غداً لحفل خطوبتي
- ان تتركيه الآن افضل من ان يتركك الحقير بعد ان تنجبي ابنه المعاق ذهنياً

- ما هذا الكلام ؟!!
- لا تغضبي يا نانسي , فأنا رأيت المستقبل و لا تسأليني كيف , لكني اعلم تماماً بأنك ستندمين على زواجك منه , بينما سأضيع انا في دوّامة الأكتئاب و الخمور , لهذا لن اسمح بخسارتك هذه المرّة 
و هنا يقترب منهما مايكل و هو يتصرّف و كأنه رئيس للعمّال : 
- ماذا تفعل هنا يا جون .. هيا عدّ الى عملك قبل ان تحصل على خصمٍ لراتبك
- لن يحصل هذا , لأني سأقدّم استقالتي بعد قليل
مايكل بارتياح : 
- كما تشاء .. (ثم ينظر لها) .. عزيزتي نانسي .. دعينا نأخذ اجازة ليوم الغد , فورائنا الكثير من التحضيرات 
تنظر اليه بازدراء و تقول بحزم : 
- بل انا ذاهبة مع جون لأستقيل ايضاً .. هيا خذّ خاتمك !!
و تخرجه من اصبعها و تضعه بيد مايكل المتفاجىء , الذي قال لجون بغضب : 
- ماذا ؟! .. نانسي !.. ماذا قلت لها يا حقير ؟!!
***

و في الحديقة العامة و بعد ان استقالا من المصنع :
تغلق نانسي جوالها و هي تقول بارتياح :
- لقد اخبرت اختي بكل ما حصل و هي ستتكفّل بأخبار الجميع عن الغائي للخطوبة .. ياله من شعورٍ مريح 

فينظر جون الى عينيها و هو يستفسر عن الموضوع :
- لما استقلتي يا نانسي ؟!
- بصراحة لسببين .. فأنا لي صديقة قديمة التقيت بها منذ ايام  و سألتني ان كنت اريد ان اعمل بشركة والدها كسكرتيرة و براتبٍ جيد , الا ان خطبة مايكل جعلتني أأجّل الموضوع .. لكني غداً سأذهب الى هناك , و اتمنى ان يكون عرضها مازال قائماً
- و ماذا عن السبب الآخر ؟
- لأني لن اتحمّل البقاء مع ذلك المستغلّ الطمّاع في نفس المكان 
- لا تقلقي سيأخذ نصيبه , لأن طمعه سيجعله يحصل على المصنع الذي سيخسره فيما بعد بالقمار , و من بعدها سينتحر
تبتسم و هي تمازحه :
- هل اصبحت مشعوذاً يا جون ؟
- ربما كان مجرد مناماً غريباً .. او رؤية .. لكن لا يهم

- طيب و ماذا عنك ؟ لا اظن والدك سيفرح بخبر استقالتك
- اخبرته بالأمر هذا الصباح .. فأنا يا نانسي حلمي بأن اكون كاتباً مشهوراً فأنا اعشق تأليف القصص , لكن لا احد يصدّق بموهبتي
- و هل تصدّق انت بها ؟
- بكل تاكيد !!
- اذاً هذا يكفي .. المهم عليّ الذهاب الآن الى المنزل 
- نانسي .. انتظري
ثم جثا على ركبته و اخرج من جيبه خاتماً كان اشتراه قبل ذهابه للمصنع
- هل تتزوجينني ؟ 

فتقترب منه و هي تقول بابتسامة :
- سأجيبك على هذا السؤال فور بيعك لقصتك الأولى , و ليكن ذلك حافزاً لك على مواصلة حلمك
***


و بالفعل قرّر جون امضاء الأسابيع القادمة في الحديقة العامة و هو يكتب هناك منذ الصباح و حتى غروب الشمس لكي يبتعد عن الكلام السلبي لوالده الذي يسمعه كل مساء .. و قد انتهى اخيراً من كتابة روايته بوقتٍ قياسي و ذلك قبل يومين من نهاية الشهر..

و في منزل عائلته و قبل ان يتناول فطوره , رأى والده غاضباً
جون بضيق : ماذا اليوم ؟!
- لقد وصلنا اشعار الإيجار , فكيف سندفع الآن و كلانا عاطلٌ عن العمل ؟
- لا تقلق يا ابي , سأجد حلاً 
بسخرية : آه حقاً .. يعني ستبيع روايتك السخيفة في هاذين اليومين مثلاً ؟
لكن جون قام متضايقاً و خرج من المنزل

و في اليوم التالي تفاجأ جون بأن الأيجار تم دفعه من قبل نانسي , فذهب الى الشركة التي تعمل فيها و قال بإحراج :
- انا لا اقبل يا نانسي ان تدفعي عني 
لكنها فاجئته بالسؤال : هل انهيت روايتك يا جون ؟
- ماذا ؟! .. آه نعم 
- اذاً سنرسل نسخاً منها الى دور النشر , و حين تبيعها تردّ لي ديني .. اتفقنا
فأومأ برأسه موافقاً و هو يشعر بالقلق أن لا ينجح ابداً في هذا المجال
***

و مرّ شهرٌ آخر مليء بالمحاولات الفاشلة حيث رفضت معظم دور النشر قصته بحجة انه غير مشهور , و بدأ اليأس يدبّ في نفس جون من جديد

و ذات يوم , قدِمَ الى شركتها قائلاً : 
- اعتذر منك يا نانسي , لقد ابعدتك عن خطيبك و كلّفتك الكثير , لكن يبدو ان مصيري هو الفشل 
- اسمع يا جون , لقد اتصلو بي دار الآداب للنشر قبل قليل و يريدون رؤيتك عند الساعة الخامسة هذا اليوم 
- نعم ليخبروني بنفس الكلام الذي اخبرني به الجميع .. لا لن اذهب 
- اسمعني يا جون , هذه شركة محترمة
- آسف نانسي .. انت تستحقين افضل مني

ثم ذهب يائساً و جلس في الحديقة .. و هنا اقترب منه عجوز فقير متسوّل
فقال له جون دون ان ينظر اليه : 
- اذهب رجاءً , فانا افقر منك
- يا خسارة ..لقد فشلت بالأمتحان 
قالها العجوز بصوتٍ منخفض , لكن كلامه ذكّره بالملاك و الفرصة الثانية التي نسيها تماماً بسبب هموم الدنيا

و قبل ان يبتعد العجوز , لحقه جون قائلاً :
- لحظة توقف !! خذّ هذه النقود يا رجل , لكن رجاءً ادعي لي لكيّ تتحسّن اموري

و هنا تحوّل العجوز الى نفس ذلك الملاك و قال له بحزم :
- ايّاك ان تأخذ الطريق السهل مجدداً و الاّ اخذنا روحك ..افهمت !! 

ثم اختفى ! و هذا ما ارعب جون تماماً .. حينها نظر الى ساعته و وجدها قرابة الساعة الخامسة , و كانت دار النشر على بُعد شارعين من الحديقة , لكنه انتبه انه اعطى العجوز كل ما معه فلم يتبقى له مال يكفي لسيارة الأجرة .. فأسرع راكضاً و بكل ما اوتي من قوة ليلحق بالموعد ..

و بالفعل دخل الى مكتب مدير النشر و هو يلهث من التعب 
و هناك تفاجىء بنفسه و هو يكلّمه عن كتابه بكل ثقة و فخر , بل انه  راهنه على ان قصته ستتحوّل ذات يوم الى فيلمٍ سينمائي عالمي .. و هذه الثقة الزائدة اعجبت المدير الذي اعطاه عقداً للعمل لكتابة مجموعة اخرى من القصص 

و ما ان خرج من عنده حتى وجد نانسي تنتظره بالردهة ..
جون بدهشة : كيف عرفتي اني هنا ؟!
- كنت اعرف انك لن تخذلني..و الآن اخبرني هل وافق على شراء قصتك ؟
- نعم و طلب مني مجموعة من القصص القصيرة  
نانسي بحماس : هذا رائع !!
جون بقلق: لكن بالنسبة لروايتي هذه , فقد عرض عليّ عرضاً مربكاً !
- ماهو ؟

- اما ان يشتريها مني بمئة الف دولار و ابيعه اسمي , او يعطيني فقط الفين دولار و يبقيها بأسمي .. و انا قلت له بأنني سأفكر بالموضوع اولاً ثم ..
نانسي مقاطعة و بحزم : خذّ الألفين دولار و ابقيها بأسمك
- لكنها لا تكفي تكاليف عرسنا
- و من قال انني اريد عرساً , يكفيني حفلاً عائلي 
- و ماذا عن السكن ؟
- شقتي موجودة 
- لا هذا كثير يا نانسي , كما ان مبلغ مئة الف مغرية اكثر
- لا يا جون لأنك ستندم كثيراً حين تتحوّل قصتك لفيلمٍ كبير يحمل إسم المدير .. 

جون بحيرة و قلق : لا ادري حقاً ماذا افعل !
نانسي : الا تعلم ان المؤلفة (ج. ك. رولينغ) التي قامت بكتابة سلسلة هاري بوتر حصلت 1800 دولار فقط عن نسختها الأولى .. لكن نسختها الأخيرة حققت ايرادت قاربت المليار دولار يا رجل ! لذا ارجوك يا جون ثق اكثر بموهبتك 
جون بابتسامة : حسناً اقنعتني 
- اذاً ادخل اليه مرة ثانية و اخبره بقرارك 
***

و في خلال سنة واحدة تم تحويل قصته بالفعل الى فيلمٍ سينمائي حصل على استحسان النقّاد و الجمهور , و طالبوه بالمزيد من الأجزاء لما اعتبروه فكرة جيدة لسلسة مشوّقة 

و في احدى الأيام و بعد ان عاد هو و زوجته الحامل من الحفل التكريمي لفيلمه الأول 
نانسي : انا سأذهب لأنام , و انت ؟
جون : سأنهي القسم الأخير من الجزء الثاني من الرواية و ارسله للمنتج , و من ثم الحقك
- عليك ان تكون فخوراً بنفسك يا جون , فقد انهيت روايتين بسنة واحدة
جون بقلق : و هل مرّت سنة منذ يوم خطبتنا ؟! 
- نعم .... هيا تصبح على خير 

و بعد ان ذهبت .. بدأ يتذكّر ما حصل له قبل سنة في المستشفى ..
فصار يحدّث نفسه بخوف : لا ادري ان كان ذلك الملاك حقيقي ام مجرد منام لكني لن اجازف , يجب ان انهي القصة بسرعة و قبل منتصف الليل

و بالفعل انهى القصة بحدود الساعة 11 و قام بإرسالها بالبريد .. ثم ذهب لعند زوجته الغارقة في النوم و حضنها و هو يرتعش من الخوف 
نانسي و هي تشعر بالنعاس : ما بك يا جون ؟!
- لا شيء ..انا فقط متعب
- هل ارسلت القصة ؟
- نعم انهيتها و ارسلتها .. نانسي .. هل تحبينني ؟
- طبعاً يا جون , ما هذا السؤال ؟!
- اردّت فقط ان اشكرك على وقوفك معي و ايمانك بموهبتي , فلولا دعمك لي لما كرّمت هذه الليلة عن اول اعمالي
- انا زوجتك و هذا واجبي , و الآن نم قليلاً فقد كان يوماً طويلاً 
جون بنبرة حزينة : بل سنة قصيرة جداً 
- ماذا قلت ؟!
- لا شيء عزيزتي .. هيا عودي للنوم .. تصبحين على خير

و بعد ان نامت صار يحدّث نفسه بحزن : ليتني ابقى معك قليلاً لأعيش لحظات ولادة ابننا القادم بعد شهر .. يالا الأسف 

و قد حاول جون ان يقاوم النوم لكنه نام في الساعة 12 تماماً , ليستيقظ  و قد وجد نفسه على فراشٍ مخصّص للمرضى , لكنه ليس في المستشفى بل في غرفةٍ فخمة داخل قصره و قد زوّد بكافة الأجهزة الطبية اللازمة , بينما جلست الممرضة على الكرسي المقابل لسريره تنتظر الأوامر .. فصار يتمعّن برفوف مكتبه التي امتلأت بالجوائز الأدبية و السينمائية ..  

و هنا فُتح باب غرفته ليدخل عليه احفاده كما زوجته العجوز  
جون بتعب و دهشة : نانسي !
بابتسامة حنونة : نعم عزيزي
- هل كنت زوجاً جيداً ؟
- طبعاً يا غالي 
- و اباً حنوناً ايضاً 
قالها شاب يقف على يمينه : 
جون بدهشة و فخر : صغيري كبر ! ... و هل هؤلاء احفادي ؟!

فصار الأحفاد الصغار الثلاثة ينظرون لبعضهم باستغراب , فقال احدهم :
- نعم جدي .. هل نسيتنا ؟!
لكن جون اكتفى بالضحك .. ثم نظر الى زوجته و سألها :
- و ماذا عن اعمالي يا نانسي ؟
- اتقصد الجمعية الخيرية
جون بدهشة : و هل افتتحت جمعية ايضاً ؟!

فتشير الممرضة الواقفة امام السرير لهما بأن يجيباه على سؤاله , ففهمت نانسي و ابنها بأن المرض اتعب ذاكرته  
- نعم يا ابي , و امي من تقوم بإدارتها .. و حالياً اصبحنا نتكفّل بالعشرات من العوائل الفقيرة , بل حتى المئات
و تكمل زوجته قائلة : كما انك افتتحت شركة تقوم بتحويل قصص الكتّاب الناشئين الى افلامٍ سينمائية , و بسببك انشهر العديد من الكتّاب الشباب 

و هنا يتنفّس جون بارتياح بعد ان علم انه نجح اخيراً بحياته .. ثم يوجّه كلامه للجميع قائلاً : 
- يا عائلتي العزيزة .. نصحيتي الأخيرة لكم : ان تجازفوا في سبيل تحقيق حلمكم , فالسعادة الحقيقية لا تكون الا بثلاثة اشياء :
1- ان تقوم بعملٍ تحبه و تنجح به
2- ان تحظى بعائلة جميلة تحبك
3- و ان تفعل الخير 
لا تنسوا هذا الشيء ابداً يا احبائي

فبدأ الجميع بالبكاء بعد ان صار واضحاً على محيّاه قرب الأجل 
و هنا يرى جون الملاك نفسه برفقة ملاكٍ آخر يلبس رداءً اسود 

فقال له الملاك بلباسه الأبيض معرّفاً عنه : 
- هذا عزرائيل يا جون .. فهل انت مستعد ليقبض روحك ؟ 
فيشير جون برأسه (نعم)
الملاك الأبيض : و هل انت نادمٌ على شيء ؟
فيشير برأسه (لا)
فيقترب منه عزرائيل و يقول بصوتٍ اجش : 
- اذاً اغمض عينك و خذّ نفسك الأخير

و هنا يظهر صفير ماكينة تحديد نبضات القلب التي بجانبه معلنةً وفاته , لترتفع بعدها اصوات بكاء الأحفاد الصغار مترافقاً مع دموع زوجته و ابنه الشاب , و هما يراقبان بدهشة ابتسامة الرضا على وجه العجوز جون !

النهاية

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...