الجمعة، 30 سبتمبر 2016

جني خفيف الظلّ

امل شانوحة

سخرية جني من البشر


مرحباً ايها البشر !! انا الجني عامر .. جني بقدراتٍ محدودة ..  اعيش في بيوتكم .. و تحديداً في زوايا غرفكم .. اتناول طعامكم في حال  لم تسمّوا الله .. و اشاركك فراشكم اذا لم تقرؤوا المعوذات .. لكن بعضكم يحدّ من حقدي , عندما يفاجأني (بعد عودته من الخارج) بالقائه السلام عليّ ! و هذا ما يمنعني من مضايقة اهله لبقية اليوم .. لكني لا اخفي عليكم .. مهما فعلتم !!! فنحن الجن سنبقى نكرهكم طوال حياتنا !! و لا تسألوني لماذا .. فهذا ما تربينا عليه جيلاً بعد جيل .. و هي اوامر ملكنا ابليس .. هيا !! لا تتصنّعوا الغباء .. فأنتم تعرفون السبب .. فهذا الأرض التي تنعمون من خيراتها , هي بالأساس ارضنا نحن !!  و ما اُخذ بالقوة لا يستردّ الاّ بالقوّة !!!! و لهذا نستمتع بتعذيكم , ايها الضعفاء !!  

لكن رغم كرهي الشديد لجنسكم التافه , الاّ انني اشعر برغبة في مشاركتكم هذا المقال ! لذلك دعوني ابدأ منذ البداية .. ايّ من عصر ابانا الأول .. فأبانا سوميا كان قد طلب من الله : ((ان نسل الجن يرَى  و لا يُرى , و أن يغيب في الثرى ، وأن يصير كهلنا شاباً)).. و مع هذا مازلت استغرب طلبه , لأننا كنا اول من سكن الأرض !  لكن يبدو ان حدسه انبأه بما سيحدث لاحقاً .. فنحن فعلاً جنسٌ لعين , يعشق الفتن و الدسائس .. لذلك ربما ادرك ابونا , بأن الله سيعاقبنا على سوء نوايانا عاجلاً ام اجلاً .. و ان كان هذا غرضه , فهو محقٌ تماماً .. يعني اذا كان ابليس (اعبدنا في ذلك الزمان , و الذي عاش سنيناً طويلة مع الملائكة المطهرون) لم يستطع التصنّع اكثر , و فضح نواياه فور طلب الله منه السجود لأباكم آدم .. فهذا يؤكّد بأننا مخلوقات تغلب عليها الطبائع الشريرة .. و لا بأس في ذلك .. لأن السائد بيننا : ان الشر ما هو الاّ نوعٌ من الدهاء و الذكاء .. 

لكن يبقى هناك صنفين من الجن , يقهروني جداً !! الجن المسلم : الذي يساعد مشايخكم بفك الأسحار , و بذلك يُفسد علينا متعة تدمير نفسياتكم الهشّة ! اما الجني الآخر الذي دائماً يضايقني برومنسيته الغبية , فهو الجني العاشق الذي يهوى جنسكم .. هو صحيح , ان نسائكم اجمل بكثير من نسائنا .. و انا الآن اهمس لكم .. لأن الملعونة زوجتي تعيش في زاوية الغرفة الأخرى .. لكني لم افهم سبب هذا العشق الغبي , الاّ بعد ان قرأت في انترنيتكم عن تجارب بعضكم مع هذا النوع من الحب.. و كم ضحكت حينها مع اصحابي , حيث يبدو انكم لا تتحملون عشقنا الجارف .. و الآن بتّ اعذر الجن العاشق .. يعني طالما ان عشقه يحقق هدفنا السامي في ايذائكم فما المانع ؟!  
اتدرون شيئاً !!! 

كم ارغب الآن في بعض العظام .. فأنا محروم من طعامنا اللذيذ , لأني مجبور على مشاركة طعامكم المقرف .. ماذا ؟ الا يعجبكم العظام ؟!!! غريب ! مع ان له نفس مذاق الشيبسي , فهو مقرمشٌ و مالح ! على كلٍ , سأذهب غداً لأتسوق بعضاً منه , من مقبرة الإنسيين .. لأننا الآن في عطلة رمضان , لذا لا بأس ان اغادر منزل هذا البشري المزعج , الذي يضايقني بصوت تلاوته للقرآن بصوتٍ عالي .. اف !!! متى ينتهي هذا الشهر .. فأنا و كل الجن متشوقين لمعايدتكم على طريقتنا الممتعة .
آه تذكرت قبل ان اذهب , اعدكم بأنكم ستروننا قريباً في كوابيسكم ايها البشريون (و قريباً جداً) .. و تأكّدوا بأنكم ستندمون بجميع الأحوال على قرائتكم لمقالتي هذه ..(ضحكة ساخرة) ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...