الأحد، 24 يوليو 2016

الزائر المخيف

تأليف : امل شانوحة

عزرائيل,خوف,موت,العالم,هروب,قدر
الجميع يهابني !!

جميعكم يهابُني !! تقشعر ابدانكم من مجرد ذكركم لإسمي ! تعرفون ان لقائكم بي محتّم .. سواءً رضيتم ام لا !! و مهما بلغت قوتكم و جبروتكم , فهروبكم مني مستحيل !!.. فأنا امثّل اسوء كوابيسكم .. لأنه حين ترونني , سترتجفون مني كرجلٍ ينتظر عقوبته .. و ستذكرون ماضيكم كشريطٍ سينمائي , محاولين بخوف تذكّر محاسنكم .. لكن لا شيء سيُبعدكم عن ضمّتي الحنونة التي سأطقطق فيها عظامكم .. ستلهثون حينها في طلب الهواء .. ستستغيثون و تتمنون الخلاص , لكن لا مغيث لكم .. ياااه !! كم استمتع بسماع انينكم , فهي كالموسيقى في اذني .. و صدقاً اشتاق للقاء كل واحدٍ منكم بفارغ الصبر.. و اعرف انكم تتوقعون ايضاً زيارتي , لكن ماذا افعل ؟ ...عليكم انتظار الدور , فجدولي مُزدحمٌ بالزيارات .. لأني احياناً اضطر للفّ العالم في نفس اليوم .. اطير بين البلاد بأجوائها المختلفة , و لغاتها المتعددة .. فبالنهاية : جميع الشعوب تعرفني , و كذلك الأديان .. و لا احد يستطيع انكاري , مهما كان ملحداً : فهو يعلم بأن اسمه موجود ضمن لائحتي .... لذا لا تقلقوا , فزيارتي لكم اكيدة !! .. ربما بعد سنة او ايام معدودة , او فور انتهائكم من قراءة هذه السطور .. و ما ان اظهر لكم بردائي الأسود القاتم و عيوني المضيئة , فسأكون انا آخر من سترونه .. و رجاءً !! لا تتعبوا انفسكم ببكاءٍ مثير للشفقة .. و لا تتوسلوا بأسركم و واجباتكم .. فلا شيء يهمني .. سواءً كنتم في عزّ شبابكم او مازلتم عرسان جدد , او امراة تنتظر مولودها , او طفل صغير .. لن تأثّروا عليّ , لأني لا املك ايّ مشاعر اتجاهكم .. فأنا اؤدي وظيفتي , و لا شيء سيردّني عن ذلك ...كما لا تحاولوا الهرب , لأني بسهولة استطيع ايجادكم .. سواءً غيرتم عناوينكم , بلادكم او حتى اسمائكم .. ولوّ هربتم الى جزيرة نائية او صعدتم فوق اعلى جبل .. استطيع الوصول اليكم .. يعني بإختصار : سألقاك ايها البشري , سواءً كنت فقيراً معدماً , ام كنت احد فراعنة الملوك.. و مع اني في العادة ازوركم فُرادى , لكن احياناً ازوركم كجماعات.. فأنا اعشق الزلازل و الفياضانات و الحروب التي تجعلني اقطف ارواحكم كالزهور ! المهم بكل الموضوع : ان لكل واحدٍ منكم , يوماً محدداً معي .. و بالتأكيد لن اخبركم متى .. لأني احب المفاجأت !! كل ما هنالك , انه في ذلك اليوم : ستفتح عينيك لتجدني فوقك او بجانبك , و حينها لن ينفعك الندم .. لكن اتدرون مالجميل في الموضوع ؟ ....لا احد يلومني على رحيلكم ! لأنكم بالعادة , تنسبون الأمر الى حادثٍ معين او مرض خبيث او لكوارث طبيعية ! و لن يجرأ احد على القول : بأن موت فلان كان بسبب : الزيارة اللطيفة لعزرائيل !!!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...