الأربعاء، 27 يوليو 2016

جنّ الجبل

تأليف : امل شانوحة

جن,قصر,جبل,دين,ارواح,ورثة
قصر مهجور فوق الجبل

على قمّة جبل في بلدٍ عربي , بُنيَّ قصرٌ كبير لم يسكنه احد ..مما حدا بفضول زائر (الى تلك المنطقة) ان يصل الى القصر ..و لكن تحذيرات سكان المنطقة له , بأنه قصرٌ مسكون لا يُقرب منه ..

و لكن اصرار هذا السائح اوصله الى معرفة مصدر المال (الذي بُنيّ به هذا القصر) .. و الى الوريث الوحيد له .. و اخبره برغبته لشرائه .. فأسرع بطلب مبلغٍ زهيد مقابل هذا القصر الضخم (و هو متفاجىء برغبة ايّ احد بشراء هذا المكان المخيف و المسكون) 
و بعد ان اشتراه السائح ..و قبل ان يدخل الى قصره , ذهب ليسأل الناس ان كان هناك من يعرف الجدّ الأكبر (ايّ باني  هذا الصرح العظيم) .. فدلّوه على رجلٍ عجوز , الذي ما لبث ان انهال على هذا الجدّ بالسبّ و اللعنّ فور نطق السائح بإسمه .. فسأله (بإستغراب) : عن سرّ حقده و غضبه الشديد عليه ؟! 

فأخبره : بأنه كان صديقه , و قد اعطاه كل ما يملك من المال بغرض التجارة ..لكن الأخير اخذ المال لبناء قصره , و مات قبل ان يردّه اليه .. و عندما ذهب هذا الدائن الى ابن المرحوم , رفض الأخير اعطائه المال , بحجّة عدم اثبات ذلك , و بأن والده لم يخبره شيئاً عن هذا الدين .. 

فسأله السائح : و كم كان يساوي قيمة دينك وقتها ؟ 
فقال العجوز : كنت استطيع به ان اشتري احدى الجرّارات المستخدمة للزراعة .. و لو كنت فعلت , لما شقينا انا و احفادي في ارضنا كلّ هذه السنين .... 

فأخرج السائح دفتر شيكاته , و اعطاه ما يساوي قيمة جرارٍ كبير بهذه الأيام .. و قال له : بأن لديه شرطاً واحداً , و هو ان يأتي معه الى القصر الكبير , و يصرخ فيه بأعلى صوته : بأنه قد سامح صديقه على فعلته .. 

***
و بالفعل في اليوم التالي , و فور حصول العجوز على المال من البنك ..  ذهب مع السائح , و صرخ داخل القصر : 
-بأن يا فلان !! لقد حصلت اخيراً على حقّي !! لذلك اسامحك دنيا و آخرة !! 
و على الفور ! سكتت الأصوات المرعبة التي كانت تصدر من داخله  
***

و بعد شهر .. نام هذا السائح في قصره لأوّل مرّة (بعد ان اجرى فيه بعض التعديلات) .. و ليلتها رأى في منامه : 

(( رجلٌ عجوز , قال له بعد السلام : بأن روحه علقت في هذا القصر لخمسين سنة .. و كلّه بسبب هذا الدين .. فما كان منه الاّ ان صار يصدر هذه الأصوات المرعبة , لكيّ يُذكّر اولاده او احفاده به .. فربما يسألون و يعرفون بأمر الدين و يدفعونه .. ثم قال له : لكن بعد ان فعلت انت ذلك , فقد ارتاحت روحي , بعد ان خرجت اخيراً للبارئها .. فهنيئاً لك  بقصرك الجديد ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...